تهيئة ابراهيم رئيسي لمنصب المرشد الأعلى المقبل
تتحدث تقارير غير رسمية عن دعم المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لأحد الرجال المقربين منه كخليفة لرئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، وهو رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي (56) عاماً، والذي عرف بعضويته في “لجنة الموت” التي شكلت عام 1988 بأمر من مرشد النظام الأول روح الله الخميني، والتي قامت بإعدام عشرات الآلاف من السجناء السياسيين من أعضاء ومناصري منظمة مجاهدي خلق والمنظمات اليسارية وناشطي القوميات.
وفي السياق تحدثت صحيفة “غارديان” البريطانية عن رئيسي كمرشح أوفر حظا لخلافة خامنئي لمنصب المرشد الأعلى أيضاً، نظرا للدعم الذي يحظى به من قبل قادة الحرس الثوري ورجال دين متشددين مقربين من المرشد.
ويتولى رئيسي حاليا ثلاثة مناصب بأمر مباشر من خامنئي، وهي عضويته في مجلس الخبراء، ونائب عام بمحكمة رجال الدين الخاصة، ومسؤول العتبات في مدينة مشهد.
وبرز نجم رئيسي منذ أن قام المرشد الإيراني في مارس الماضي، بتعيينه مشرفاً على مؤسسة “آستان قدس رضوي” وهي التي تشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد، والمؤسسات المالية الضخمة التابعة لها، وذلك عقب وفاة رجل الدين عباس واعظ طبسي، الذي تولى المهمة لـ37 عاماً.
ويمثل “آستان قدس رضوي” أحد المؤسسات الكبرى التابعة للصناديق الخيرية الضخمة التابعة بدورها لمؤسسة “بنياد”، وهي من المؤسسات الاقتصادية الضخمة التابعة لبيت المرشد، والمعفاة من الضرائب وتشكل نسبة كبيرة من الاقتصاد غير النفطي الإيراني تصل أموالها إلى 20% من إجمالي الدخل الوطني.
تبلغ قيمة عقارات “بنياد” اليوم نحو 20 مليار دولار شاملة حوالي نصف الأراضي في مدينة مشهد، كما أن الشركات التي تمتلكها تشمل شركات كبيرة مثل رضوي للنفط والغاز، شركة رضوي للتعدين، ماهاب قدس، ومجموعة مابنا وشهاب خودرو.
ويتميز “آستان قدس رضوي” بامتلاكه عددا من المؤسسات والشركات التابعة وحيازات الأراضي في جميع أنحاء البلاد، حيث أنشأ طبسي خلال 37 عاما إمبراطورية اقتصادية وثقافية بمليارات الدولارات في مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران والوجهة الرئيسية للسياحة الدينية.
خليفة المرشد المحتمل
من جهتها، قالت صحيفة “الغارديان” في تقريرها الاثنين 9 كانون الثاني، إن إبراهيم رئيسي تم إعداده على ما يبدو مؤخراً ليكون أحد أبرز المرشحين لخلافة آية الله علي خامنئي.
وأضافت الصحيفة أن حقبة خامنئي، التي امتدت أكثر من ربع قرن، تنتهي فقط بموته، لكن الموت المفاجئ لهاشمي رفسنجاني، أبرز ساسة البلاد، أعاد التكهنات والترجيحات حول من سيخلف المرشد من جديد، إذ اعتبر رفسنجاني قوة سياسية رئيسية في إيران، رغم أن نفوذه السياسي تراجع في السنوات الأخيرة بعد تحوله إلى الإصلاحيين، إلا أن القادة السياسيين في إيران كانوا يرون أنه ما زال يمتلك من النفوذ ما يكفي للضغط من أجل وجود مرشح أكثر اعتدالاً لخلافة خامنئي، خصوصا بعد العملية الجراحية التي خضع لها خامنئي في 2014.
وكان رفسنجاني قد طرح فكرة “مجلس ثوري قيادي” بدل تعيين ولي فقيه جديد في حال وفاة خامنئي، لكن مع رحيل رفسنجاني يبدو أن هذه الفكرة ماتت معه حسبما يقول مراقبون، وتتجه الساحة الإيرانية إلى صراع الشخصيات لخلافة المرشد.
مرشحون آخرون
وهناك عدة مرشحين محتملين ينقسمون بين الإصلاحيين والمحافظين وتحالفاتهم داخل النظام نفسه، بدءاً من مجتبى خامنئي، نجل المرشد الحالي رجل المال والاقتصاد، وصولا إلى نائب رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله هاشمي شاهرودي وهو الرئيس السابق للسلطة القضائية، وكذلك صادق لاريجاني، الرئيس الحالي للسلطة القضائية، بالإضافة إلى رئيس الحالي حسن روحاني.
وهناك رجال دين أقل حظاً لتولي منصب الولي الفقيه بعد خامنئي وهم كل من آية الله جوادي آملي، وآية الله محمد تقي مصباح يزدي، المقرب من المرشد وعضو مجلس الخبراء، إضافة إلى رجل الدين المتشدد أحمد جنتي.
وتنص المادة الخامسة من الدستور الإيراني على أن منصب المرشد يتولاه من يحمل صفات “الفقيه العادل، المتقي، العالم بأمور زمانه، الشجاع، الكفؤ في الإدارة والتدبير والرؤية السياسية والاجتماعية الصحيحة”.
أما المواد الدستورية 106 و107، فتنص على أن المرشد ينتخب من قبل مجلس الخبراء، لكن الخارطة السياسية تقول إنه سيكون هناك لتيارات المحافظين والأصوليين والحرس الثوري دور أساسي في اختيار المرشد المقبل.
نقلا عن العربیه