أين تخلع الإيرانيات الحجاب؟
ليس داخل البيوت فقط، في الحقول والشواطيء وبعض الشوارع أيضا، أقدمت هؤلاء الإيرانيات على خلع الحجاب
“عندما أكون في إيران، أخلع حجابي في الحقول، أو في أي مكان هاديء، فكم امرأة إيرانية تفعل مثلي؟”، تساؤل حاولت الصحافية الإيرانية، مسيح علي نيجاد، التي تعيش في المنفى في بريطانيا، الإجابة عليه، بإنشاء صفحة على “فيسبوك” بعنوان “الحرية الخفية للنساء الإيرانيات” ،لنشر صور النساء الإيرانيات وهن يختبرن حرية الظهور بدون قطعة القماش التي يضعنها بالاجبار على شعرهن .
امرأة إيرانية شاركت في صفحة “الحرية الخفية للنساء الإيرانيات” بصورة لها على شاطيء خليج فارس
عن ـ لو فيجارو
إعداد وترجمة: منة حسام الدين
“عشت ثلاثين عاماً من حياتي وأنا أغطي شعري حتى في حضور والدي، كان ذلك ما تعايشه النساء في عدد من القرى الإيرانية، لم يكن على جميعهن بالتأكيد غطية شعورهن بالأوشحة أثناء تواجدهن داخل منازلهن الخاصة، لكن تلك كانت على الأقل حالتي، التي دفعتني إلى إجراء تغيير ما والمحاربة من أجل أن اتمتع بحريتي. بدأت بخلع الحجاب داخل المطبخ الخاص بمنزلنا، لكن ظل الأمر بعيداً عن أعين والدي. عملت بعد ذلك كصحفية وكنت أشعر بعدم الارتياح عند الظهور بالحجاب على شاشات التليفزيون وفي الاجتماعات، لكني كنت أعرف أن خلعي للحجاب وظهوري بشعري على التليفزيون سيسبب إحراجا بالغا لعائلتي، لان القرية بكل المقيمين فيها ستشاهدني. أعلم أن هذا المنطق قد يصفه البعض بالمنطق الغبي، لكنني أعرف أن خطوة خلع الحجاب عند بعض النساء والفتيات وأنا بينهن ، يرافقها الشعور بعدم الارتياح والكثير من المخاوف. بالنسبة للنساء اللواتي لا يؤمنن بالحجاب، يبقين في جانب، وعائلاتهن وتقاليد مجتمعهن في الجانب الآخر، هناك حكومة لا تعترف بالنساء غير المحجبات”
كانت تلك كلمات من الرسالة التي كتبتها الصحافية الإيرانية، مسيح على نيجاد، التي تم نفيها إلى بريطانيا، على صفحة “الحرية الخفية للنساء الإيرانيات”، التي أنشاتها في الثالث من مايو الماضي، من أجل تفتح المجال أمام نساء بلدها إلى اختبار تجربة الحياة بدون الحجاب الذي يُفرض عليهن بحكم القانون منذ العام 1979.
“مسيح نيجاد” أرفقت رسالتها بصورة لها وهي بلا حجاب داخل مطبخ منزلها لتؤكد تجربتها التي ذكرتها في سطور رسالتها، وكتبت على صفحتها :”أعرف العديد من النساء اللواتي بدأن في ممارسة المساواة ، واختبار حرية ارتداء ما يحلو لهن في المطابخ الخاصة بهن، أو في ساحات منازلهن الخلفية، أو في الحقول والسهول والأحياء السكنية بشرط أن يكون ظهورهن بلا حجاب خفيةً بعيداً ،عن أعين القانون وضباط الشرطة وآبائهم. هن نساء حاولن التمتع بتلك الحرية مع أنفسهن، لكن الآن هن يختبرن شجاعة التعبير عن تلك الحرية الخفية علناً، إنها ليست سوى مظهر بسيط للحرية التي لا تؤذي أحداً، إنها حرية اختيار الملابس”.
على صفحة “الحرية الخفية للنساء الإيرانيات”، وعلى الرغم من حظر “الفيسبوك” في إيران، نشرت “مسيح” صور لسيدات إيرانيات وهن على شاطي البحر ويقومن برفع حجابهن إلى أعلى للتعبير سعيهن إلى الحرية، وصورة أخرى لإحدى السيدات وهى بلا حجاب أسفل لوحة طريق تشير إلى العاصمة “طهران”، كما ظهرت في صورة ثالثة، فتاة خلعت حجابها أمام أحد المعالم الأثرية الإسلامية في إيران وعلى مرآى من المارة.
وفقاً لمسيح علي نيجاد، التي تحرص على أن يتم كتابة تجربة كل إيرانية تشارك في صفحتها باللغتين الفارسية والإنجليزية، مع استخدام شعار “حريتي الخفية”، فإن تلك الصفحة لا تحمل أي هدف سياسي، وتقول لموقع “فوكاتيف”:” تلك الصفحة تعكس فقط اهتمامات المرأة الإيرانية التي تواجه القيود القانونية والاجتماعية”.
“نحن نعيش لمرة واحدة، ولا نريد أن نضيع تلك الفرصة دون أن نتمتع بحريتنا” عبارة لهؤلاء الفتيات الثلاث اللواتي التقطن تلك الصورة لأنفسهن في إحدى المدن الصحراوية في إيران وقمن بنشرها على صفحة “الحرية الخفية للنساء الإيرانيات”
وتضيف:” ننشر على الصفحة صور لنساء من كل أرجاء إيران، وكنت قد طلبت من النساء أن يقوموا بارسال صور لهن تعكس لحظات حريتهن الخاصة”، وأشارت “مسيح” التي تقوم بتصوير برنامج ساخر في بريطانيا ويتم إذاعته سراً في إيران إلى أنها كانت بدأت فكرة انشاء صفحة “الحرية الخفية للنساء الإيرانيات” حين تسائلت :” عندما أكون في إيران، أخلع حجابي في الحقول، أو في أي مكان هاديء، إذن كم امرأة إيرانية تفعل مثلي؟”
———-
أدعو القراء الأعزاء إلى مشاهدة مجموعة الفيديوهات عن المرأة الإيرانية التي تتحدى قمع وبطش عصابة ولاية الفقيه الإرهابية… بفسخ الحجاب والرقص والمرح في شوارع المدن الإيرانية!!!