وفاة رفسنجاني الذي شكل ظاهرة صوتية في نقد العمائم ضمن صراع السطوة والنفوذ في نظام الملالي، دفعتني للبحث عن مقابلة ولقاء مطول مع الرئيس «الأفندي» السابق والهارب من ايران أبو الحسن بني صدر الذي تحدث في فقرة في لقائه مع قناة روسيا اليوم عن ظاهرة «صمت الخوف» التي شاعت بين العمائم الايرانية فلم تملك قدرة التعبير عن مواقفها مما يجري.
قال أبو الحسن في لقائه المذكور «كان معظم آيات الله في ايران ضد مشروع ولاية الفقيه، لكنهم لم يستطيعوا اعلان ذلك، ولم يستطيعوا للاسف التحدث بهذا، فقد كان آية الله العظمى شريعة مداري معارضا لولاية الفقيه، وآية الله العظمى كالبكاني كذلك واحمد الخونسري كان معارضا ولكن أحدًا منهم لم يكن يجرؤ على ان يصرح بموقفه».
يفسر أبو الحسن بني صدر صمتهم وعدم الافصاح عن معارضتهم لمشروع خميني «ولاية الفقيه» بأن «هناك تقليدًا في الاوساط الدينية الايرانية وهو عدم الاعلان وعدم الافصاح عن موقف المعارضة والنقد لبعضهم البعض ان اشتغلوا بالشأن السياسي العام ويفضلون الصمت بالرغم من مواقف التعارض والرفض للمشروع».
وهنا يسأل مذيع قناة روسيا اليوم وهو يتحدث بالعربية واسمه خالد أين مبدأ «وأمرهم الشورى بينهم» يبتسم أبو الحسن بني صدر ويعلق «عليك أن تسأل رجال الدين هناك»…!!
ويضيف أبو الحسن بني صدر في ذات السياق قائلا «آية الله العظمى الخوئي في حديثه الخاص معي شخصيا كان يردد ويقول لا يوجد في الاسلام مفهوم مثل مفهوم ولاية الفقيه، ويضف «لكنه لم يقل شيئا من ذلك على الملأ أبدًا».
ويمضي الرئيس السابق بني صدر قائلاً: «وكذلك هو حال السياسيين الايرانيين الآخرين لم يقولوا شيئًا ولم يعلنوا موقفهم الرافض لولاية الفقيه».
ويمضي الرئيس السابق بني صدر في كشف بعض الحقائق المروعة عن طبيعة النظام الايراني ما بعد انقلاب خميني، فيقول خلال فترة رئاستي انتهك خميني الدستور 75 مرة بسلطة الولي الفقيه أو المرشد الأعلى، ولم يكن يحترم الدستور وكان يصدر كما يقول بني صدر لقناة روسيا اليوم أوامره بالإعدام بكل دم بارد وبدون ان تجري محاكمة للمتهمين ويوضح ان خلخالي اعترف بانه يصدر الأوامر بتوجيه مباشر من خميني.
وصادق خلخالي الذي لقبوه بجلاد ايران عينه خميني في منصب المدعي العام كونه يحمل ذات الميول في الاعدام.
وتتوالى اسئلتنا كمراقبين ومتابعين لماذا صمتت العمائم الكبيرة خوفا من سطوة خميني، ثم لماذا صمتت الأصوات الأخرى ما أتاح الطريق واسعا لصمت الجميع ليس في ايران وحدها بل في المناطق المجاورة التي كانت فيها السطوة للتيارات الموالية لخميني ولنظام الولي الفقيه كالبحرين والعراق ولبنان فتابعنا كيف صمت القوميون العرب واليساريون وليبراليون مختلفون عن سلطة وسطوة عمامة وكلاء خميني في الداخل هنا أو في محيطنا القريب.
لماذا كفّوا عن نقد عمامة مرجعيات شيعية بعينها يعلمون بارتباطها الوثيق بسياسة خميني ومن جاء من بعده رغم ما أطلقته وروجت له هذه العمائم من مشاريع متخلفة تصطدم بمشاريعهم«المدنية» المعروفة عن اليساريين والقوميين وأولئك الليبراليين؟؟
لقد استداروا خوفًا وهربوا الى الأمام وانتقدوا وهاجموا مشاريع حكومية هنا وصمتوا جبنا عن مجرد نقد بسيط لمشاريع شديدة التخلف عظيمة البؤس أطلقتها عمائم وكلاء خامنئي خلال السنوات الأخيرة، فهل لديهم تفسير لصمتهم، أم هو الخوف وعقدة الخوف؟؟