وزير الخارجية ردّاً على «الحوار مع إيران»: لا نحاور آذاناً صمّاء… وشيعة البحرين عرب وولاؤهم لوطنهم

قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، إنه لا يمكن التحاور مع إيران في الوقت الذي تستمر في نهجها وأسلوبها في التعامل مع الدول العربية، مؤكداً في رده على سؤال عن إمكانية التحاور مع إيران من أجل أمن واستقرار المنطقة بأنه «لا يمكننا التحاور مع أشخاص يملكون آذاناً صمّاء».

4232

وفي كلمة أمام مؤتمر حوار المنامة أمس السبت (10 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، ذكر وزير الخارجية أن الإيرانيين اختاروا عدم المشاركة «في مؤتمراتنا» على رغم توجيه دعوات لهم.

كما علَّق وزير الخارجية، في تصريح لـ«الوسط»، على حديثه مؤخراً بشأن ولاء شيعة البحرين، فقال: «هذا الحديث ليس إيجابيّاً وحسب، بل هذه هي الحقيقة التي يجب أن نتحدث عنها، فنحن أهل هذا البلد، وكل من يحاول تقسيم البلد هو من يسيء للبلد».

وأضاف «بالمناسبة، فإنَّ هذه هي سياسة عاهل البلاد، وهذا ما أسمعه من جلالته كل يوم، فالبحرين شعب واحد بشيعته وسُنَّته، وهذا الذي مكننا من تجاوز كل ما مررنا به، وسنستمر عليه بإذن الله، وهو ما يجعلنا مطمئنين لمستقبلنا».

وكان الوزير قد قال في تصريحاته السابقة إن إيران لم تنجح في اجتذاب ولاء شيعة البحرين، وإن الغالبية الساحقة من الشيعة في البحرين هم شيعة عرب وولاؤهم لوطنهم.
وزير الخارجية لـ «الوسط»: تصريحاتي بشأن ولاء شيعة البحرين لوطنهم «حقيقة»… وحديثٌ يوميٌّ للعاهل

السيف – محمد العلوي

علَّق وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في تصريح لـ»الوسط»، على حديثه الإيجابي مؤخراً بشأن ولاء شيعة البحرين، فقال: «هذا الحديث ليس إيجابيّاً وحسب، بل هذه هي الحقيقة التي يجب أن نتحدث عنها، فنحن أهل هذا البلد، وكل من يحاول تقسيم البلد هو من يسيء للبلد».

وأضاف «بالمناسبة، فإنَّ هذه هي سياسة عاهل البلاد، وهذا ما أسمعه من جلالته كل يوم، فالبحرين شعب واحد بشيعته وسُنَّته، وهذا الذي مكننا من تجاوز كل ما مررنا به، وسنستمر عليه بإذن الله، وهو ما يجعلنا مطمئنين لمستقبلنا».

وكان الوزير قد قال في تصريحاته السابقة إن إيران لم تنجح في اجتذاب ولاء شيعة البحرين، وإن الغالبية الساحقة من الشيعة في البحرين هم شيعة عرب وولاؤهم لوطنهم.

وخلال مشاركة الوزير في ثاني أيام مؤتمر حوار المنامة، والمنعقد في فندق الريتز كارلتون، في الفترة من (9 حتى 11 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، عقّب على دعوة نائب الرئيس العراقي إياد علاوي لتعزيز الأمن على المستوى الإقليمي، فقال: «كلنا ندعو لذلك، وهي دعوة حقيقية وصادقة من قبل نائب الرئيس العراقي، لكن لدينا عراقيل وصعوبات، وبالنسبة لنا في البحرين فقد أطلقنا ذات الدعوة لكنها تتطلب وجود عامل الثقة، فمن غير الممكن وجود طرفين مختلفين ويتحدثان عن الصلاح في نفس الوقت، فإما أن تتكلم عن عنف وخلاف أو عن صلح، وهو ما نتطلع إليه».

وفي التعليق على كلمة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في افتتاح مؤتمر حوار المنامة، وما إذا كانت دول الخليج وبريطانيا قد تجاوزت من خلال ذلك مطبَّ التصريحات المُثيرة التي أطلقها الوزير بخصوص الدور الإيراني والسعودي في المنطقة، قال الشيخ خالد بن أحمد: «كان وزير الخارجية البريطاني واضحاً في كلامه، كما كان واضحاً في التزامه مع دول الخليج ومع المملكة العربية السعودية خصوصاً، وهي تصريحات نرحِّب بها، ونعتبرها بناءة جدّاً».

كما علَّق الوزير على تصريحات سمو ولي العهد بشأن محاربة التشدُّد والإرهاب، فقال: «أفضلُ سبيلٍ لتحقيق ذلك أن تركز الدول على بناء المجتمع البناء الصحيح، وأن تترك التشدد سواء كان تشدداً عنيفاً أو غير عنيف، فالتشدد دائماً يتطور إلى الأسوأ، أما بناء المجتمع والنشء البناء الصحيح، فهو ذلك المبنيُّ على الانفتاح، وعلى تلقي العلم الصحيح، وعلى الفرصة المفتوحة للمستقبل، وساعتئذ سيكون التشدد في أضعف حالاته».

وبشأن السبيل لخروج المنطقة من الأزمات التي تمر بها، قال: «السبيل شرحناه، وذلك عبر محاربة الإرهاب والتفاهم المشترك، وصولاً إلى الثقة والالتزام، وتحقق ذلك كفيل بخروجنا من الأزمات».

وكيل «الخارجية» لـ «الوسط»:

نسعى لتجديد «حوار المنامة»

من جانبه، تحدث وكيل وزارة الخارجية عبدالله عبداللطيف، عن نجاحات مؤتمر حوار المنامة، مشيراً في تصريح لـ»الوسط»، إلى أن التواجد في المؤتمر بجلساته ولقاءاته أصبح مثبتاً على أجندة عدد من الدول، والتي تجد في حضورها فرصة لتبادل الأفكار بين مختلف دول العالم، وذلك للاستماع للشخصيات المسئولة في الدول نفسها.

وأضاف «منذ أن بدأ حوار المنامة كانت المناقشات تصبُّ في الجانب الأمني والسياسات الخارجية بتركيز على المستوى الإقليمي، واليوم بات الحديث يختصُّ بالمستوى العالمي أجمع».

وتابع «عبر اللقاءات التي تلتئم بمستوىً راقٍ من الحوار، يتم السعي إلى حلول وبدرجة مقبولة من الصراحة، وفي الوقت نفسه يكون المجال مُتاحاً لعقد لقاءات ثنائية تمثل في حقيقة الأمر مساراً موازياً للمؤتمر، وهو ما يعززه تواجد عدد كبير من الدول، من اليابان حتى كندا»، معبراً عن التطلع إلى تجديد «حوار المنامة» خلال السنوات الخمس المقبلة.

وردّاً على ما أثير من استقالات وكلفة مالية ارتبطت بالمعهد الدولي للداراسات الاستراتيجية، الجهة المنظمة للمؤتمر، قال الوكيل: «هذا شأن داخلي والاستقالة تمَّ نفيها، وبدورنا نؤكد استقلالية المعهد وعدم تدخلنا في عمله».

السفير الروسي لـ «الوسط»: أستبعد نشوب حرب… وجاهزون لوساطة سعودية إيرانية

من جانبه، تحدث السفير الروسي في البحرين فاغيف غاراييف عن دور بلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، فقال لـ»الوسط»: «لدينا في روسيا المبادئ الخاصة بالأمن في المنطقة الخليجية، وأتمنى خلال اللقاءات المقبلة أن يتم النقاش في ذلك بين القادة في دول الخليج والخارجية الروسية»، مضيفاً «لدينا حاليّاً نظرية جديدة حول الأمن في المنطقة الخليحية، والمشروع موجود عند جميع دول الخليج».

وتابع «لدينا رؤية روسية، ونريد سماع الأفكار الخليجية، وبجهود دول المنطقة بما في ذلك الخليجية نأمل الوصول إلى منطقة آمنة، لضمان عيش شعوب المنطقة من دون خوف».

وفيما يتعلق بتوقعات نشوب حرب في المنطقة، قال: «هذا الأمر مستبعد، وبالنسبة لنا ففي الوقت الحالي نرى أهمية القضاء على الإرهاب في العراق وسورية، وكرأي شخصي ففي ظروف عدم وجود حوار فإن المشكلة كبيرة بالنسبة إلى جميع دول المنطقة، وبالنسبة إلى تجربة سابقة لنا في (الاتحاد السوفياتي سابقاً)، فقد قطعنا العلاقة مع إسرائيل للتضامن مع الدول العربية العام 1967، وبعد ذلك لمدة تقريباً أكثر من 20 سنة لم يكن لدينا أي امكانية للحوار مع الجانب الاسرائيلي، لكن كيف يمكن لك المساعدة في الصراع العربي – الاسرائيلي في حال عدم وجود حوار بين الأطراف»، معتبراً أنَّ «غياب هذا الحوار، خطأ ويعزز من القلق، ومن الضروري وجود قنوات للاتصالات المتبادلة».

وبشأن إمكانية لعب روسيا دوراً لخلق حوار بين الجانبين السعودي والإيراني، قال السفير الروسي: «شخصياً أطرح السؤال نفسه، ووزير الخارجية الروسي أعلن في حال وجود طلب من جانب دول الخليج أو من إيران بشأن خلق هذا الحوار، جاهزية روسيا للمساعدة، لكن بحسب معلوماتي لايزال الوقت مبكراً لتحقيق ذلك، وعلى رغم ذلك نحن نؤكد جاهزيتنا لتقديم المساعدة في حالة وجود طلب من الدول المعنية».

وفيما يتعلق بالدور الروسي في سورية، قال: «حاليّاً غالبية الدول العربية بدأت تظهر تأييداً لموقفنا، وذلك عائد إلى قولنا منذ البداية بالنسبة إلى الصراع والقتال في سورية، أن الأولوية هي للقتال ضد الإرهابيين، وبعد انتهاء الحرب ضد الإرهاب ستكون المرحلة الثانية المتعلقة بالمستقبل السياسي لسورية والذي يتحقق بالتعاون مع جميع القوى الديمقراطية والمعارضة السلمية مع دول الجيران ومع المنظمات العربية، ويمكن النقاش بشأن ذلك».

واستدرك «لكن حاليّاً، وقد قيل سابقاً من قبل بعض الدول ضرورة إسقاط النظام ثم يمكن تقديم المساعدة ضد الإرهاب، وهو الموقف الذي نعتبره غير منطقي ومعكوس، فبكل صراحة فإن حق تقرير مصير سورية هو حق حصري للسوريين ومن سيقودها، ونحن كأجانب علينا أن نفهم جميعاً هذه المسألة»، منوهاً بقول الرئيس الروسي فلا ديمير بوتين: «إننا نؤيد استمرار الرئيس بشار الأسد بوصفه سلطة شرعية».

وأضاف «في المرحلة الحالية فإن المسألة المشتركة بين الحكومة السورية والجانب الروسي تتركز على محاربة الإرهاب، وذلك بالتعاون مع الجانب الإيراني وكل القوى التي تحارب ضد الإرهاب وهو الأمر الذي يتطلب التنسيق بين جميع هذه القوى».

علاوي لـ «الوسط»: لا حواضن شعبية لـ «داعش»… والتطرف نتاج هيكل العراق التنظيمي

أما نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، فنفى، في رده على سؤال لـ»الوسط»، وجود حواضن شعبية لتنظيم داعش في العراق، لافتاً إلى أن الفكر المتطرف ناجم عن الضغط السياسي، وبسبب التهميش والإقصاء وبسبب الطائفية السياسية.

وأضاف «هذا الهيكل التنظيمي للعراق هو الذي يدفع الناس إلى أن تتطرف، والا فإن العراق، بلد خال من التطرف، فنحن في العراق طوال عمرنا باستثناء حكم صدام لم يكن لدينا تطرف ولا طائفية، نعم هناك جيوب، شخص أو شخصان أو عشرة، لكن لا وجود لطائفية سياسية، قبل أن يتم حل الجيش العراقي، وتفكيك الجيش والقضاء، والذي لم يسقط صدام حسين وحسب، بل أسقط الدولة العراقية، ولهذا وصل العراق إلى ما وصل إليه».

السفير البحريني في العراق: معركة الموصل حاسمة لانتهاء «داعش»

فيما تطرق السفير البحريني في العراق صلاح المالكي، إلى تأثيرات تقلص داعش على التنمية في العراق، فقال: «محاربة داعش وتقلصها وإنهاؤها إن شاء الله بشكل دائم سيساهم في التفات العراق إلى التنمية في الداخل، ومحاربة الارهاب هي مسئولية مشتركة فما يضر العراق يضر بقية دول المنطقة».

وأثنى المالكي على الجهود العراقية الجبارة المبذولة من أجل القضاء على داعش ومغادرة هذه المرحلة بصورة نهائية، ويشمل ذلك القضاء على الإرهاب بكافة تجلياته والتي لا تقتصر على داعش، بل يمتد ذلك إلى مسألة تبني الفكر الداعشي نفسه، مضيفاً «مع تغلب العراق على هذه الظاهرة الدخلية عليه وعلى بلداننا فمن المؤكد أنه كبلد سينتبه إلى المسئولية التي يريدها لشعبه بما في ذلك التنمية والازدهار والقيام بواجباته».

وتابع «كما نعرف، فإن العراق دولة محورية ذات دور أساسي، وأملنا في عودة هذا الدور من جديد بما يخدم أمتنا العربية، غير أن الظروف غير المستقرة في هذا البلد هي السبب في تأخير العمل الذي ننشده من العراق، فبعد التخلص من القاعدة جاء داعش ونأمل أن كل الظواهر التي ولَّدها داعش من مظاهر غير مستقرة في العراق، أنه مع انتهاء داعش تعود الأمور إلى نصابها الطبيعي». وبشأن مستوى تطوير البنية التحتية في الداخل العراقي، قال: «التطور موجود؛ لكننا نعرف أن العراق مر تقريبا بثلاثة حروب، الأمر الذي خلَّف تداعياته على مجالات التنمية، لكن الجهود موجودة ناحية إعادة الإعمار، وكل ما نريده أن يقوم المجتمع الدولي بدوره الأساسي في العراق، ونريد فاعلية لهذا الدور حيث اجتمعنا في شرم الشيخ في 2006، وكانت هناك اجتماعات في السويد وغيرها، وتحدثنا عن دعم العراق دون التوصل إلى آلية ثابتة لهذه النظرة وذلك بسبب الظروف الأمنية التي يمر بها العراق، والتي نجم عنها عدم استقرار نحو 40 في المئة من الأراضي العراقية في فترة ما». وأضاف «حاليّاً هنالك جهود نأمل ألا تطول، وبشكل محدد في الموصل التي نعتبرها المرحلة الحاسمة، ونأمل الخروج بقدر أقل من الخسائر البشرية في معركة الموصل فهنالك مدنيون وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها تحت سيطرة داعش».

ضاحية السيف – أماني المسقطي، علي الموسوي، محمد العلوي

نقلا عن الوسط