قبل نحو ثلاثة أعوام من ظهور النظام الدكتاتوري الفاشي في إيران تحت مسمى “الجمهورية الإسلامية” تأسس في البحرين تنظيم “الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين” في 27 يناير 1976، بواسطة عميل عصابات الملالي “حجة الإسلام هادي المدرّسي”. كان هدف الجبهة الإسلامية تغيير النظام في البحرين إلى دويلة شيعية تابعة لعصابة ولاية الفقيه الإرهابية، باسم “جمهورية البحرين الإسلامية”. بعد سيطرة عصابات الملالي على إيران بزعامة المقبور الخميني وتخطيط الدول الغربية عام 1979، بدأ الحرس الثوري بإرسال المتفجرات والأسلحة والذخائر إلى عملاء حكام إيران في البحرين بواسطة السفن إلى الإرهابيين في الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين الذين قاموا بنقل الأسلحة بواسطة القوارب إلى البحرين وخزنوها في بيوتهم ومخازنهم السرية.
حجة الإسلام هادي المدرسي الذي ولد في العراق ولجأ إلى البحرين هربا من نظام صدام . وبعد الثورة في إيران بدأ هادي يعمل مع أخيه الأكبر محمد تقي لتصدير الثورة إلى الخليج . وفي 27 اغسطس تم إلقاء القبض على مدرسي ونقل إلى الأمارات وكان من المفترض أن يسلم إلى العراق إلا انه انتهى به المطاف في إيران وعندما اتهمته حكومة البحرينية بالمحاولة الانقلابية عام 1981 كان رده “إنها تهمة لا انكرها وشرف لا ادعيه”. ومن بين القيادات الأخرى لهذه الجبهة الشيخ علي العكري الذي تم اعتقاله يوم 21 اغسطس عام 1979 بعد عودته من زيارة لإيران مما ادى إلى حصول كثير من الاحتجاجات وقد سجن العكري في نوفمبر عام 1979 وتوفي في السجن بعد ستة اشهر كما يؤكد المؤلف. ومن الرموز الأخرى للجبهة الشيخ عبد العظيم المهتدي البحريني الذي درس في الحوزة العلمية في النجف عام 1974 وفر إلى البحرين عام 1979 خوفا من النظام العراقي وقد تم اعتقاله في البحرين عام 1980 ثم تم تسفيره إلى إيران حيث استمر في محاولاته لأحداث ثورة في البحرين. وأخيرا هناك رمز آخر لهذه الثورة وهو عباس الشاعر الذي تم اعتقاله في اغسطس عام 1980 وقضى فترة في السجن.
الإنقلاب الفاشل عام 1981 يضع الجبهة تحت الأضواء
ولم تكن الجبهة ظاهرة للعلن حتى اعلن وزير الأعلام البحرين في 13 ديسمبر عام 1981 عن اعتقال 73 عنصر من جنسيات مختلفة كانوا يخططون لإسقاط النظام والاستيلاء على عدد من مرافق الدولة بما فيها الإذاعة والتلفزيون واخذ بعض الوزراء رهائن واعلان دولة اسلامية على نمط النظام الإيراني في 16 ديسمبر الذي يصادف عيد استقلال البحرين. وقد اكد بيان الحكومة البحرينية ان المجموعة تلقت تدريبا وتسليحا من قبل إيران التي وفرت لهم عدة تتفاوت ما بين اجهزة التخاطب إلى رشاشات اوزي اسرائيلية الصنع وقد حكمت المحكمة البحرينية العليا على ثلاثة منهم بالسجن المؤبد بينما كانت احكام البقية اقل من ذلك.
علاقة الجبهة بإيران
ينتقل الباحث بعد ذلك لتوضيح العلاقة التي كانت تربط الجبهة بإيران من خلال ادبيات الأولى ونشراتها غبر السنوات ويؤكد وجود علاقة قوية بين الطرفين وعلى اكثر من صعيد. فأولا هناك تعاطف عقائدي حيث ان ادبيات الجبهة ما برحت تؤكد ارتباطها الروحي والعقائدي بالأمام الخميني مطلق شرارة الثورة الإيرانية ومؤسس نظرية ولاية الفقيه وهذا ما اكدته الجبهة في مؤتمر لها عقد لها في طهران خلال الفترة ما بين 9-11 اغسطس عام 1980. كما وان الجبهة تؤكد على حقها في استخدام القوة لإسقاط النظام القائم في البحرين كما اكد ذلك الشيخ مدرسي في موقعه الإلكتروني وهو الشخص الذي يعتبر بحسب ادبيات الجبهة وبحسب كثير من علماء الشيعة اقرب إلى ممثل الأمام الخميني في البحرين. ثانيا: يتضح من ادبيات الجبهة وجود علاقة وثيقة مع إيران على مستوى القيادة والتوجيه وان كان ضمنيا في اغلب الأحوال مما كان له اثر على ما تقوم به الجبهة في البحرين من نشاطات وممارسات وقد تمثلت هذه العلاقة في الزيارات المتكررة التي يقوم بها عدد من قيادات الجبهة إلى إيران كالمدرسي والعكري وغيرهم وفي لجوئهم إلى إيران بعد ذلك وفي مشاركتهم إلى جانب إيران في الحرب العراقية-الأيرانية. ثالثا: لاشك ان اهم الوسائل التي ساعدت بها إيران الجبهة ألإسلامية لتحرير البحرين هو الأعلام حيث سمحت الحكومة الأيرانية للجبهة بإقامة مكاتب لها في إيران وسمحت لها بتمثيل البحرين في كثير من الندوات والمؤتمرات التي تنظمها الحكومة الإيرانية وسمحت للجبهة بإقامة المعارض للترويج لقضاياها ذلك اضافة إلى بث كثير من شعارات الجبهة وخطب مشايخها في إذاعة صوت الثورة في إيران ، ونشر اخبار الجبهة المتعلقة بمشاركتها إلى جانب إيران في الحرب ضد العراق وبقية نشاطات الجبهة المناوئة للحكم في البحرين .واخيراً: يشير المؤلف إلى ان الحكومة الإيرانية كان لها دور في تدريب واعداد عناصر الجبهة . ففي احد بياناتها ، اعلنت الجبهة مشاركة خمسة من اعضائها في الحرب ضد العراق وقد اظهر الأعلام الإيراني كيف ان احد افراد الجبهة الذي يسمى أبوجهاد قد استشهد في محاولة لاغتيال احد الضباط في نظام الشاه وذلك دفاعا عن الثورة الإيرانية، وهناك من عرف بالشهيد البحريني ألأول على الجبهة الإيرانية العراقية واسمه اسماعيل عباس حسن الذي تم نفي عائلته من البحرين إلى إيران فاصبح مجندا وجاءت القوى الثورية ألإيرانية لتخبره بموت ابنه على الجبهة. وفي محاكمة احد اعضاء الجبهة في البحرين والمسمى السيد جعفر العلوي لم ينفي محاميه تلقيه التدريب العسكري في إيران.
المصدر: إيران ، الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين ، والانقلاب الفاشل عام 1981
———-
“الداخلية البحرينية”: احباط عملية تهريب متفجرات وأسلحة عن طريق البحر
المنامة – بنا
تحديث: 25 يوليو 2015
أعلنت وزارة الداخلية انه في إطارِ الجهودِ المستمرةِ لحفظِ الأمنِ والنظامِ وحمايةِ السلامةِ العامة، وفي عمليةٍ أمنية مشتركة للتصدي للأعمالِ الإرهابية، تم إحباطُ عملية تهريبِ عن طريق البحر لكميةٍ من الموادِ المتفجرةِ شديدةِ الخطورة، بجانب عددٍ من الأسلحةِ الأوتوماتيكية والذخائرِ.
وقالت الوزارة في بيان اليوم السبت (25 يوليو/ تموز 2015)، إن دوريات خَفَرِ السواحلِ نفذت خُطةَ انتشارٍ بحري، بإسنادٍ من طيرانِ الشرطة، وبالتنسيقِ مع سلاحِ البحريةِ الملكي البحريني، وفي مساء يوم الثلثاء 27 رمضان 1436 الموافق 14 يوليو 2015 تم رصدُ قاربين خارجَ المياه الإقليميةِ لمملكةِ البحرين من الجهةِ الشمالية ، اتجه أحدُهما إلى داخلِ المياه الإقليمية ، وتمت عمليةُ الرصدِ والمتابعةِ للهدفِ، من خلالِ المنظومةِ الراداريةِ وطيرانِ الشرطة.
وفي فجرِ يوم الأربعاء 15 يوليو 2015 تم تطويقُ القاربِ واستيقافُه بعدَ مطاردتِه من قِبلِ دورياتِ خَفَرِ السواحل، والقبضُ على شخصين بحرينيين كانا على متنه.
وأوضحت الوزارة انه تبينَ من خلالِ أعمالِ البحثِ والتحري والسؤال، أن المقبوضَ عليه الأول ، كان قد تلقى تدريباتٍ عسكريةً في أغسطس 2013 بالجمهوريةِ الإيرانية وخضعَ لتدريباتٍ مكثفةٍ على كيفيةِ صناعةِ واستخدامِ الموادِ المتفجرة (C4 ) كما تم تدريبُه على الغَوصِ وطرقِ تنفيذِ عملياتِ التفجيرِ تحتَ سطحِ البحر بالإضافةِ إلى الرمايةِ باستخدام سلاح الكلاشنكوف، وذلك بمعسكراتِ الحرسِ الثوري الإيراني تحتَ إشرافِ مدربين إيرانيين، كما صُرفت له ملابسُ عسكرية وتم تمويلُه بمَبالغَ مالية لشراءِ قاربٍ وسيارة لتنفيذِ عملياتِ التهريب، أما المقبوض عليه الثاني فتم تجنيدُه من قبلِ الأول لمساعدتِه في عمليةِ التهريب عبرَ البحر.
وقد اعترف المتهمان أنه بتنسيقٍ من أشخاص إيرانيين ، قاما باستلامِ أربعِ حقائبَ في عرضِ البحرِ ، من قاربٍ على متنِه شخصان ، وبعد ذلك تحركَ قاربُ المقبوضِ عليهما باتجاه مملكةِ البحرين، وعند مشاهدتهما الطائرةَ العموديةَ ، قاما بإلقاءِ الشُحنةِ في البحر، وعلى إثرِ ذلك، تمكنت دورياتُ خَفَرِ السواحل من العثورِ على الحقائبِ الأربعِ بقاعِ البحر وانتشالِها، وعند فحصِها وتفتيشِها تبين احتواؤها على المضبوطاتِ التالية:
حوالي ثلاثةٍ وأربعين فاصلة ثمانية كيلوجرام من مادة المتفجرة 4 سي
ثمانيةُ أسلحةٍ أوتوماتيكيةٍ من نوعِ كلاشنكوف.
اثنان وثلاثونَ مخزناً لطَلْقاتِ الرشاش كلاشينكوف.
كميةٌ من الطَلْقاتِ والصواعق.
———-
في مقابلة مع صحيفة الوسط البحرينية (العدد 4607 – الأحد 19 أبريل 2015)، أقرت رئيسة اللجنة المركزية بجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) منيرة فخرو بوقوع المعارضة في أخطاء مع ولادة حراك فبراير 2011، حددتها بالقول: “لقد سكتنا كجمعيات سياسية مرخصة عن الأخطاء، وتركنا زمام الأمور بيد الشباب المتحمس”.
وقالت: “كلنا بحاجة للمراجعة، وحديثي هذا قد يزعج البعض في المعارضة، فالحراك البحريني شهد أخطاء من قبل تيار معين».
ورأت فخرو، في حوارها الذي شهد شداً وجذباً مع “الوسط” في منزلها بمنطقة عالي، أن مطلب الحكومة المنتخبة هو بند تفاوضي، ولا يجب أن يشكل خطاً أحمر، وأضافت “هذا رأيي، لا رأي المعارضة، والحل أن تلتقي الأطراف البحرينية في منتصف الطريق”.
لنبدأ حوارنا بالسؤال عن حصاد السنوات الأربع للأزمة البحرينية، والتي تفجرت في 14 فبراير 2011، ما الذي جنته المعارضة من كل ذلك؟
– في البداية، علينا أن نشير إلى أن السنوات الأربع ما هي إلا نتيجة تراكمات بدأت منذ فترة طويلة، توسعت وانفجرت في التسعينيات، وتوسمنا خيراً في الإصلاح، إلا أن النتيجة كانت انغلاق جميع طرق ووسائل التفاهم، وهذا كله يفسر التجاوب البحريني مع الربيع العربي، وخصوصاً فئة الشباب، وبشكل محدد مكون بعينه، والسبب أن هذا المكون هو الأكثر اضطهاداً والأكثر معاناة من التمييز.
وحين تسألني عن حصاد الحراك البحريني، فإن علينا معرفة المشكلات التي يواجهها هذا الحراك، بما في ذلك الانتماءات التي تغلب عليها الأيديولوجية الإسلامية بشقيها السني والشيعي، ويشمل ذلك فئة الشباب، الأمر الذي يتيح للهواجس بيئة خصبة، تزيد تخوف كل طرف من الآخر، ويتضاعف ذلك حين يطول الأمر مصالح بعض الأطراف، ويزداد تعقيداً لحظة استغلاله من قبل قوى معينة، تعمل على إلباس الصراع اللبوس الطائفي القبيح، لينتهي كل ذلك بعودة الخلافات التاريخية للواجهة تدعمها ماكينة إعلامية تفرق ولا توحد. نضيف لذلك خوف فئة معينة على مصالحها، ما يدفعها للصمت والانزواء.
بالعودة للسؤال، فقد بدأت أطروحات النقد التي تطول أداء المعارضة تتزايد، وذلك بعد السنوات الأربع من عمر الأزمة البحرينية، وهنالك دعوات لتقييم الأداء ومراجعة الحراك برمته، فكيف تردون؟
– كلنا بحاجة للمراجعة، وحديثي هذا قد يزعج البعض في المعارضة، فالحراك شهد أخطاء من قبل تيار معين، وتضمن ذلك إطلاق بعض الشعارات، وحين وصلت بعض القيادات للبحرين من الخارج كنا نظن أنها ستسهم في ضبط الحراك، إلا أن ما حصل أنها زادت الطين بلة، ونتاج ذلك تمثل في المسيرات التي اتجهت إلى الرفاع وقصر الصافرية.
———-
يبدو بأن الانقلابيين الذين توهموا بالربيع العربي عام 2011 لم يستوعبوا الدروس من الانقلاب الفاشل عام 1981، ونسوا مصير قادة الجبهة الإسلامية والانقلابيين الذين كان معظمهم من الطائفة الشيعية.
بعد المحاولة الانقلابية الأولى بواسطة الزمرة الخمينية المتمثلة في “الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين” عام 1981 التي قضت عليها الحكومة البحرينية واعتقلت بعض قادتها وكوادرها، تمكن البعض الآخر من الهروب واللجوء إلى الدول الأوروبية وإيران. أحد هؤلاء القادة ورفيق دربه هربا إلى إيران حاضنة المرتزقة والإرهابيين وعملاء عصابات الملالي، وقد تحدث معي الشقيق الأصغر للقائد اللاجئ وقال بأن في البداية الملالي استقبلوهم بحفاوة وثم وضعوهم تحت المراقبة، حيث استخبروا بأنهما يزوران منزل آية الله منتظري. ثم قامت عناصر من الاستخبارات بمطاردتهما أينما ذهبا. في النهاية هربا من الجمهورية الإسلامية وجنة الخميني، ولجئا إلى بلاد الكفار!؟. احدهما لجأ الى الدنمارك وعاش في نعمة أما رفيقه الذي ذهب إلى ألمانيا مات في إحدى مستشفياتها بطريقة غامضة!؟ (حسب أقوال بعض من أقربائه). هنا يجب التذكير بأن الزمرة الخمينية الغدارة التي غدرت بالشعب الإيراني سوف تغدر عملائها المرتدين والخونة في نهاية المطاف!.
حبل الكذب قصير طال الزمن ولا قصر
الحركة الانقلابية الفاشلة عام 2011 التي شاركت فيها الشيعة والسنة، تم تخطيطها في طهران بواسطة عصابة ولاية الفقيه الإرهابية، بحيث تبدأ بالاحتجاجات والمظاهرات السلمية مع الشعارات والمطالب الشعبية التي تتمثل في العدالة الاجتماعية، محاربة الفساد، وإلى غير ذلك، من ثم تتحول إلى الشغب والأعمال الإرهابية وحرب الشوارع وإسقاط الحكومة وتشكيل جمهورية البحرين الإسلامية بواسطة الحركات الإرهابية بقيادة “حركة حق” الشيعية مع بعض من السياسيين المخضرمين!؟ من الطائفة السنية، الذين كانوا يحلمون في المناصب الدبلوماسية العليا بعد الولي الفقيه عيسى قاسم ورئيس الجمهورية المرتزق حسن مشيمع.
على سبيل المثال أحد السياسيين المخضرمين المصاب بالغباء السياسي والذي كان عضوا في “حركة حق” المتطرفة قبل أحداث دوّار العار وقد كان يحلم أن يكون نائبا لرئيس الجمهورية، أعلن انشقاقه خوفاً من الاعتقال بعد تصريحات زعيم هذه الحركة المتطرفة الذي قال في خطابه بأنهم يريدون تغيير النظام في البحرين إلى جمهورية إسلامية، يعني “دويلة شيعية تابعة لعصابات ملالي إيران”، استمر في أخطائه وبدّل مجلسه إلى مركز تجمع لأعضاء الحركات والجمعيات العميلة لنظام عصابات الملالي. وكان هذا السياسي المخضرم!؟ ينتمي إلى حركة القوميين العرب في الستينيات.
لقد شاهدنا التصدع والانشقاق في ما يسمى بالجمعيات السياسية!؟
الوطن 12 يونيو 2012
صلاح الجودر
المنــبر التقدمي أو المنــبر الريديــكالي
مصيبة جمعية المنبر التقدمي أنها أصيبت بداء الطائفية حتى ضرب العظم والنخاع وهي لا تدري، أو ربما مكابرة رموزها خوفاً من الشماتة السياسي، فهناك هشاشة للعظام أصابت من يحمل الأيدلوجية اليسارية بالمنبر، لذا الصراع والصدام الدائر اليوم داخل أروقة المنبر التقدمي بمدينة عيسى والتي إثرها جاءت الاستقالات الجماعية تعود إلى صارع بين قوتين، قوى يسارية تحاول تصحيح المسار وقوى رايديكالية متطرفة- حديثة الوجود- تحاول بيع الأعضاء وتصفية الموجودات لجمعية الوفاق!. فالاستقالات الجماعية التي حصلت إثر تشكيل المكتب السياسي كانت متوقعة بسب المخاوف من استيلاء جمعية الوفاق على البقية الباقية من المنبر التقدمي، خاصة بعد أن استطاعوا من إقصاء الدكتور حسن مدن بسبب مواقفه من أحداث فبراير2011م، فالمنبريين الذين قدموا استقالاتهم هم من الكوادر البارزة في المنبر التقدمي، والتي قدمت الكثير من التضحيات، لذا هي ترفض الصفقة الخاسرة لقوى دينية متطرفة ترى أعمالها في الشارع رغم تنديد المجتمع بأسره لأعمالها العنفية والتي آخرها سقوط الشهيد الشاب أحمد الظفيري الذي انفجرت في وجهه قنبلة موقوتة وضعها الإرهابيون في طريقه. إشكالية المنبر التقدمي اليوم مع رئيس مكتبها السياسي الجديد عبدالنبي سلمان، فمع معرفتنا به وبعده عن الطرح الطائفي إلا أن البعض يروى فيه امتداد لفكر جمعية الوفاق، وأنه سيصبح في أيديهم بدل الدكتور حسن مدن، وما المحاولات الحثيثة للتوقيع على طلب اجتماع استثنائي للعمومية إلا تأكيد على أن هناك إشكالية داخل المنبر التقدمي يجب معالجتها بسرعة. لا نريد التذكير بالمحاولات الكثيرة للاستيلاء على الكثير من الجمعيات وتحويلها إلى المعسكر الطائفي الذي تقوده جمعية الوفاق، فحركة أحرار البحرين التي تركها وهجرها مؤسسوها الأول هي اليوم تصدر بيانات بأسمائهم بعد أن أصبحت رهينة لدى قوى التآمر، والتجمع الوطني الديمقراطي الذي تم الاستيلاء عليه من المؤسسين الأول(عبدالله هاشم وفريد غازي وعيسى الجودر وغيرهم)، هو اليوم يسير في أجندة الوفاق شبراً بشبر!، إذا مخاوف أعضاء المنبر التقدمي المستقيلين هي اليوم في محلها، خاصة ما تعرض له المنبر التقدمي من انتقادات شديدة بعد أن وقفت أبرز قياداته بالعام الماضي في دوار مجلس التعاون تحت يافطة (إسقاط النظام). ما يحتاجه المنبر التقدمي اليوم هو العودة إلى القرار المستقل وليس التبعية العمياء، فما وقع فيه بالعام الماضي كان بسبب ثقافة( قوديني وأنا خاروفك)، فمع ما كان يتمتع به الرئيس السابق للمنبر الدكتور حسن مدن من خبرة وتاريخ وأخلاق إلا أن الخجل والحياء هو الذي دفع به إلى تبني سياسة الوفاق الصدامية والتي رفضت معها كل الحلول والعلاجات والمبادرات. عدم التوافق في المنبر التقدمي هو الذي زاد من حدة الخلافات، الأمر الذي دفع بأبرز قياديها لتقديم استقالتهم، وأبرزها تلك القادمة من المنافي حينما كانت ضمن جبهة التحرير الوطني.
الحقائق الواردة في هذا المقال تنطبق على بقية الجمعيات التي تدعي بالوطنية والديمقراطية والقومية التي تابعت غربان عصابة ولاية الفقيه الإرهابية الذين أهدوهم إلى دار الخراب!.
فهل يصلح العطار ما أفسد الدهر، أم تصبح المعارضة البحرينية في خبر كان!؟.
———-