تتكشف مزيد من التفاصيل حول الكارثة الجوية التي وقعت في البحر الأسود وكان من بين ضحاياها أفراد الفرقة الموسيقية العسكرية الروسية الشهيرة.
سقطت الطائرة من طراز “توبوليف 154” قبالة سواحل روسيا، وقُتل جميع الركاب البالغ عددهم 92 شخصا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة.
ولم تكن هذه الرحلة عادية، إذ كانت الطائرة تابعة لوزارة الدفاع الروسية وكانت في طريقها من موسكو إلى سوريا، حيث كان من المقرر أن تحيي فرقة “ألكسندروف إنسيمبل” العسكرية حفلا للجنود المتمركزين في الخارج.
وبينما يجري التحقيق رسيما في الأمر، نلقي الضوء هنا على بعض الحقائق والنظريات.
كيف وقع الحادث؟
عند الساعة 5:23 بالتوقيت المحلي (2:23 بتوقيت غرينتش) من يوم الأحد 25 ديسمبر / كانون الأول أقلعت الطائرة في طقس جيد من مطار أدلر بالقرب من مدينة سوتشي، حيث جرى إعادة تزويدها بالوقود، للمحطة التالية من رحلتها إلى اللاذقية في غرب سوريا.
ويشير تسجيل المحادثة الأخيرة بين مراقبي الحركة الجوية والطيار إلى عدم وجود حالة من الذعر بين أفراد الطاقم. وكانت جميع الأصوات هادئة قبل توقف الطيار عن الرد.
وبعد دقيقتين من إقلاعها اختفت الطائرة من على شاشات الرادار، وعثر على حطام الطائرة على بعد نحو 1.5 كيلو مترا (حوالي ميل واحد) من الشاطئ.
وقالت وزارة الدفاع إنها عثرت على أجزاء من الطائرة عبر دائرة نصف قطرها نحو 500 متر، بعد عملية بحث واسعة النطاق شملت غواصة و45 سفينة و12 طائرة و10 مروحيات وثلاث طائرات بدون طيار وأكثر من 3500 فردا.
وحتى 27 ديسمبر / كانون الأول، انتشلت فرق البحث 12 جثة على الاقل.
من كان على متن الطائرة؟
بالإضافة إلى أعضاء الطاقم الثمانية، كان هناك:
-أربعة وستون رجلا وسيدة من فرقة “الكسندروف إنسمبل”، وهي الفرقة الموسيقية الرسمية للقوات المسلحة الروسية
-واحدة من أبرز الشخصيات الروسية في مجال حقوق الإنسان، وهي يليزافيتا جلينكا – المعروفة شعبيا باسم الدكتورة ليزا – التي كان من المقرر أن تنقل الأدوية إلى أحد المستشفيات السورية
-تسعة أفراد يعملون في وسائل الإعلام الروسية، بما في ذلك طواقم التلفزيون من القناة الأولى وقناة “إن تي في” وقناة “زفيزدا” التلفزيونية العسكرية
-ثمانية شخصيات عسكرية، من بينهم الجنرال فاليري خليلوف، مدير الفرقة الموسيقية
-اثنان من موظفي الخدمة المدنية
الأسباب المحتملة لتحطم الطائرة الروسية
هل من الممكن أن يكون سبب تحطم الطائرة هو انفجار بقنبلة أو صاروخ؟
كانت الطائرة في طريقها إلى قاعدة جوية في سوريا، حيث تشن روسيا حملة جوية لدعم الرئيس بشار الأسد منذ أكثر من عام.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يعد أحد ألد أعداء روسيا في سوريا، مسؤوليته عن تفجير طائرة ركاب روسية كانت عائدة من مصر قبل أكثر من عام، وهو الحادث الذي أدلى إلى مقتل 224 شخصا كانوا على متن الطائرة.
ومع ذلك، قللت السلطات الروسية من احتمال انفجار قنبلة على متن الطائرة هذه المرة.
وقال وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف:”بقدر ما نعلم، لا تنطوي النظريات الرئيسية على هجوم إرهابي”.
وقال مصدر، لم يتم الكشف عن هويته، قريب من التحقيقات لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء يوم 27 ديسمبر / كانون الأول إن الرفات البشرية المستخرجة من البحر لا تحمل أي آثار للمتفجرات.
وأشار المصدر إلى أنه لا يوجد أيضا أي دليل من حطام الطائرة أو الرفات البشرية على أن الطائرة كانت “تتعرض لتأثير خارجي”.
ويبدو أن هذا يستبعد وجود هجوم صاروخي من النوع الذي أسقط الرحلة “إم إتش 17” فوق أوكرانيا المجاورة في يوليو / تموز عام 2014، مما أدى لمقتل 283 شخصا.
فما هي الأسباب المحتملة؟
قال وزير النقل الروسي: “يعمل المحققون على أساس أن الأسباب كانت خطأ من الطيار أو الحالة الفنية للطائرة”.
ودفاعا عن الطاقم، يجب الإشارة إلى أن من كان يقود الطائرة هو طيار يمتلك خبرة هائلة، وهو اللواء رومان فولكوف، الذي قاد طائرات بمجموع ساعات طيران تصل إلى 3000 ساعة.
الأسباب المحتملة لتحطم الطائرة الروسية
وكان يحلق بالطائرة مع طاقمه المعتاد، حسب خدمة سلامة الطيران بالقوات المسلحة الروسية، بما في ذلك مساعده الطيار الكسندر روفينسكي، الذي يعمل في خدمة الطيران منذ 10 سنوات.
وربما يكون عمر الطائرة المتقدم سببا من أسباب وقوع الحادث، إذ يصل عمرها إلى 33 عاما.
وتشير تقارير إلى أن عدد قليل من الحوادث القاتلة التي حدثت لهذا النوع من طراز توبوليف، والتي يصل عددها إلى 39 حادثا، وقع نتيجة مشاكل فنية، في حين وقع عدد كبير من الحوادث نتيجة الظروف الجوية الصعبة وضعف مراقبة الحركة الجوية.
وهناك عامل آخر في حوادث الطيران السابقة في روسيا ويتمثل في حمولة الطائرات الزائدة.
وقال مصدر، لم يذكر اسمه، قريب من التحقيقات لوكالة انترفاكس:”رويات الشهود وغيرها من البيانات الموضوعية التي تم الحصول عليها خلال التحقيقات تشير إلى أن الطائرة لم تكن قادرة على التحليق على ارتفاع أعلى، ولذا سقطت – ربما بسبب الحمولة الزائدة أو خلل فني – في البحر”.
كل هذه النظريات لا تعدو كونها تخمينات قد يثبت خطأها بعد الحصول على بيانات “الصناديق السوداء” للطائرة، والتي عثر على أولها بالفعل ونقل إلى موسكو.
نقلا عن ایلاف