ما يجري في الشرق الأوسط والدول العربية من الحروب والقتل والدمار هو من أجل إحياء الاستعمار والامبريالية في العالم للسيطرة على الدول بعد تقسيمها إلى دويلات من أجل نهب ثرواتها. على سبيل المثال حين أرادت بريطانيا نهب ثروات إيران خططت في تقسيمها منذ حكم السلالة القاجارية قبل نحو 180 عام. فأرسلت جد الخميني “أحمد هندي” من الهند (كشمير) إلى إيران وسكنه في قلعة كبيرة بقرية خمين ولقبه ﮨ”سيد أحمد خميني”. ثم جندت له مجموعة من المرتزقة والدراويش بقيادة ضابط بريطاني الذي كان يجيد اللغة الفارسية، من أجل التجسس والأعمال التخريبية (المصدر: كتاب “خاندان خميني” (سلالة خميني) تأليف مهدي شمشيري).
عام 1979 حققت بريطانيا حلمها القديم بمساعدة الدول الغربية وبقيادة الولايات المتحدة وبهندسة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر وعزلت شاه إيران ونصبت الطاغية خميني على عرش السلطة في إيران تحت مسمى ” الثورة الإسلامية”!؟.
بعد إعدام عشرات الآلاف من وزراء وعساكر الشاه والمعارضة الإيرانية والسيطرة الكاملة على إيران، بدأت عصابات الزمرة الخمينية بالتدخل في الدول المجاورة والخليجية والعربية، من أجل تغيير أنظمتها إلى دويلات شيعية تابعة لها. وأنفقت مليارات الدولارات من ثروة الشعب الإيراني المغدور على المرتزقة والعملاء من أجل تجنيدها لتحقيق أهدافها الشريرة في دول المنطقة.
هناك التعاون المباشر وغير المباشر بين عصابة ولاية الفقيه الإرهابية، تركيا الأردوغانية، حكومة إسرائيل الغاصبة، بريطانيا الشريرة، وأميركا المتغطرسة من أجل تقسيم دول المنطقة ورسم خريطة الشرق الأوسط الجديد من أجل نهب ثرواتها!!!.
عادل محمد
———-
إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد
سهى الجندي
5 0
0
بقلم مهدي داريوس نازمروفا – معهد جلوبال ريسيرتش
ترجمة سهى الجندي
نشرت جلوبال ريسيرتش هذا المقال أول مرة في نوفمبر من عام 2006، وهي اليوم تعيد نشره لأهميته البالغة لفهم ما يجري الآن في سوريا والعراق واليمن من دمار وتشرذم سياسي، ونذكر هنا ما قله زبجينيف بريزنزكي مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك “إن الهيمنة قديمة قدم الإنسان نفسه.”
استخدمت عبارة الشرق الأوسط الجديد لأول مرة في يونيو من عام 2006 في تل أبيب حين كانت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كوندليزا رايس وزيرة للخارجية الأمريكية تزور إسرائيل وقد استخدمتها بدلا عن العبارة السابقة “الشرق الأوسط الأعظم” Greater Middle East.
وقد تزامن إطلاق هذه الفكرة مع افتتاح محطة النفط باكو-تبليسي-تشيهان إلى الشرق من البحر الأبيض المتوسط وقد أطلقت العبارة بعد ذلك وزيرة الخارجية الأمريكية وورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولميرت في ذروة الحصار الإسرائيلي على لبنان، وقد أخبر المسؤولان الإعلام العالمي أن هذه الفكرة انطلقت من لبنان. وكان ذلك الإعلان بمثابة تأكيد لخارطة الطريق الأنجلو-أمريكية-إسرئيلية في الشرق الأوسط التي تم التخطيط لخلقها من سنين وهي تعتمد على نشر الفوضى والعنف بدءا من فلسطين ولبنان إلى سوريا والعراق والخليج الفارسي وإيران وقلعة حلف الناتو المتمركز في أفغانستان.
لقد تم الإعلان عن هذه الخطة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل انطلاقا من لبنان ومن ثم لتنتشر الفوضى إلى باقي المنطقة فيما أطلقت عليه رايس “الفوضى الخلاقة”. ليصار بعد ذلك إلى تقسيم المنطقة من جديد بشكل يناسب التحالفات الاستراتيجية التي تريدها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل. وقد علقت رايس في مؤتمر صحفي على قيام إسرائيل بتدمير لبنان بأن “ما نراه اليوم هو مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد، وأن ما يجب أن تقوم به الولايات المتحدة هو المساعدة على ولادة الشرق الأوسط الجديد وليس العودة إلى القديم.” وقد لاقت تلك التصريحات انتقادات واسعة وصفتها بأنها عدم مبالاة بمعاناة شعب بأكمله تقوم إسرائيل بقصفه.
لقد مهد خطاب رايس حول الشرق الأوسط الجديد للخارطة الجديدة وقد شنت إسرائيل حربها على لبنان عام 2006 بموافقة واشنطن ولندن بعد أن تم احتلال العراق تمهيدا لبلقنة المنطقة وإيجاد مدخل لبريطانيا والولايات المتحدة إلى وسط آسيا من خلال الشرق الأوسط بحيث يكون الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان ممرات إلى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة. وهي مناطق يعتبرها كثير من الاستراتيجيين الروس محيطهم الخارجي في وسط آسيا. وتجدر الملاحظة إلى أن كتاب زبيجنيف بريزنزكي، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق الذي حمل عنوان “رقعة الشطرنج الكبرى: الهيمنة الأمريكية ومتطلباتها الجيو-استراتيجية” أشار فيها إلى أن الشرق الأوسط الجديد هو نقطة التحكم في بلقان اليورو-آسيوية وهي تتكون من القوقاز (أي جورجيا وأذربيجان وأرمينيا” ووسط آسيا وهي تتكون من كازاخستان وأوزبكستان وكيرغيزستان وطاجكستان وتركمانستان بالإضافة إلى إيران وتركيا إلى حد ما لأنهما على الجدود الشمالية للشرق الأوسط والبوابة إلى أوروبا. وقد سمح بتداول الخريطة أدناه ربما تمهيدا وتحضيرا للناس لتقبلها على المستوى الرسمي والشعبي.
أعد الخريطة أعلاه المقدم رالف بيترز وقد نشرتها مجلة القوات المسلحة الأمريكية في عدد يونيو 2006 ورالف مقدم متقاعد من أكاديمية الحرب الوطنية، وعلى الرغم من أن الخريطة لا تعكس قناعة البنتاغون الرسمية فقد استخدمت في برنامج تدريبي في كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي لضباط عسكريين ذوي رتب عالية. وتمثل الخريطة الحدود السابقة التي كانت في فترة حكم وودرو ويلسون إبان الحرب العالمية الأولى. وقد برر رالف بيترز الخريطة بقوله أنها تحل مشكلات عديدة قائمة في الشرق الأوسط في المرحلة الحالية.
وقد وردت هذه الخريطة في كتاب رالف بيترز الذي حمل عنوان “لا تغادر المعركة” الصادر في 10 يوليو 2006 ومن ثم عرضت في مجلة القوات المسلحة بعنوان “حدود الدم: كيف سيبدو الشرق الأوسط أفضل.” والجدير بالذكر أن رالف بيترز بعد ذلك عين في مكتب نائب رئيس الأركان المسلحة لشؤون الاستخبارات ضمن وزارة الدفاع الأمريكية وقد قام بتأليف العديد من المقالات والتقارير الإستراتيجية. ولكن لا أحد يستطيع الجزم إذا ما كان بيترز يقدم رؤيته أم رؤية الاستراتيجيين العسكريين والقادة السياسيين.
إن الشرق الأوسط لديه مشاكل أكثر بكثير من الحدود المصطنعة كالركود الثقافي وانعدام المساواة والتطرف الديني ولكن الشيء المحرم ذكره في محاولة فهم الفشل الشامل في المنطقة هو ليس الإسلام بل الحدود المريعة ولكنها مقدسة في نفس الوقت ويعبدها دبلوماسيوها.
وبالطبع فإن تعديل الحدود مهما كانت هذه التعديلات هائلة لن تجعل كل أقلية في المنطقة سعيدة، وفي بعض الحالات يستحيل فصل الأقليات نظرا للمصاهرة والروابط الأسرية. كما أن الخريطة بحدودها المقترحة لا تتناول الأقليات الأخرى كالبهائيين والمسيحيين والإسماعيليين والنقشبنديين وغيرهم الكثير الكثير من الأقليات.
وحتى أكثر الكارهين لتعديل حدودهم يستحقون المشاركة في محاولة رسم حدود أكثر عدلا للمنطقة ما بين مضيق البسفور والهند، ونحن نعلم أن رسم الحدود بهذه الصورة لم تكن يوما أداة فعالة إضافة إلى أن الشرق الأوسط يمثل حدودا عضوية من الصعب تقسيمها، فنحن نتعامل مع تشوهات ضخمة اصطنعها الإنسان وليس الطبيعة، ولن تتوقف هذه التشوهات عن خلق الكراهية والعنف إلى أن يتم تصحيحها.
لقد تم تصوير الشرق الأوسط الجديد على أنه يخلق دولا لشعوبها الأصلية كحل للعداوات المستحكمة في الشرق الأوسط، ولكن هذا الادعاء هو ادعاء مضلل وخاطئ لأن المؤيدين للخريطة الجديدة لا يدركون الأسباب الجذرية للصراعات القائمة ألا وهي الأجندة الأنجلو-أمريكية-إسرائيلية في المنطقة، والصراعات القائمة ما هي إلا تصعيد لنزاعات قائمة مسبقا، فالانقسامات العرقية والطائفية قائمة منذ أزمان تم استغلالها والترويج لها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا في مناطق مختلفة من العالم مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية والبلقان والشرق الأوسط، وما العراق إلا مثال من مئات الأمثلة التي طبقت فيها الأجندة الأمريكية-البريطانية مبدأ “فرق تسد”. إن هناك الكثير من الأمثلة كراوندا ويوغسلافيا والقوقاز وأفغانستان.
أما لعبة الديمقراطية فقد استخدمتها الولايات المتحدة في بعض الدول وغضت الطرف عن دول أخرى حليفة لها، كما قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بإسقاط ديمقراطيات أخرى لم تكن حليفة لها مثل إيران في عام 1953 حيث قامت الدولتان برعاية انقلاب ضد رئيس الوزراء مصدق.
عندما صدرت الخريطة، عرضت على الكلية العسكرية التابعة لحلف الناتو، فقام ضباط أتراك بالاحتجاج الفوري عليها كما اتصل رئيس الأركان التركي بنظيره الأمريكي الاستفسار عنها، وقد أكد له أن الخريطة لا تعكس وجهة النظر الرسمية.
فهل هناك علاقة بين فكرة برزنزكي ب “البلقان اليورو-آسيوية والشرق الأوسط الجديد؟
ورد في كتاب برزنزكي أن “إيران وتركيا الواقعتين على الجهة الجنوبية من الحد بين أوروبا وآسيا “هشتان أمام الصراعات الداخلية وإذا ما انتشرت الفوضى فيهما، يصبح من الصعب السيطرة عليها”
ويبدو أن الخطوة الأولى نحو هذا الهدف انطلقت من العراق، ومن اعتراف البيت الأبيض نفسه فإن إحداث الفوضى الخلاقة هي خطوة ضرورية نحو إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بهدف تعزيز النفوذ الأنجلو-أمريكي في وسط آسيا.
إن بلقان اليورو-آسيوية عبارة عن مركز لمربع ضخم يختلف عن الحدود الخارجية كونه يوجد لديه فراغ سلطة، وهذا يذكرنا بالبلقان الأوروبية حيث كانت تعاني من فراغ السلطة والنفوذ وهي تغري القوى الكبرى للمجيء إليها، وبنفس الصورة فإن البلقان اليورو-آسيوية تغري القوى الكبرى للمجيء وملء الفراغ مما يعتبر جائزة لهذه القوى حيث أن هذه البلدان تصل الشرق بالغرب ولها قيمة جيو-استراتيجية، كما أن لها قيمة أمنية أمام روسيا وتركيا وإيران والصين. وهذا ليس كل شيء، فالبلقان اليورو-آسيوية تحوي كنوزا من الغاز الطبيعي والنفط بالإضافة إلى المعادن والذهب. ومن المتوقع أن يزداد الطلب العالمي على الطاقة خلال العقدين أو الثلاثة القادمة، وتقدر وزارة الطاقة الأمريكية الزيادة العالمية المتوقعة بنحو 50% ما بين 1993 و 2015، جل استهلاكها يقع في الشرق الأقصى. وهذا يعني أنه يتوجب التنقيب عن المزيد من مصادر الطاقة وهذا موجود بالتأكيد في وسط آسيا وبحر قزوين بشكل يفوق الكويت وخليج المكسيك وبحر الشمال. وهذه المنطقة تضم تسع دول هي كازاخستان وكيرغسيستان وطاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا وأفغانستان. وهناك احتمال بالمنافسة من قبل تركيا وإيران وكلا الدولتين يوجد فيهما إمكانية كبرى لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى. وهناك تماثل بين البلقان الأوروبية والبلقان اليورو-آسيوية، فبعد الحرب العالمية الأولى رسمت حدود البلقان لسبب مفتعل وهو اغتيال ولي عهد النمسا، ولكن الدافع الحقيقي هو المصالح الاقتصادية.
نقلاً عن إيلاف