آيات الشيطان وثقافة القتل والتدمير/ عادل محمد – البحرين

4332

آيات الشيطان الذين تخرجوا من مكتب السفاح خميني الذي أصدر أوامر إعدام، وقتل، واغتيال عشرات الآلاف من المعارضين والكتاب والشعراء في إيران، يتحدثون عن “انتصار ثقافي” في حلب!.

بعد مشاركة آيات الشيطان المقبور خميني في إصدار فتاوى إعدام واغتيال المعارضين والأدباء في إيران، يشاركون المجرم خامنئي وعصابته التدخل في شؤون الدول العربية والقتل والتدمير في سوريا!، وينفقون مليارات الدولارات لأعمالهم القذرة والإجرامية على حساب الشعب الإيراني المغدور الذي يعاني من البطالة والفقر المدقع!.

———-
خطيب إيراني يتحدث عن “انتصار ثقافي” في حلب!
بعد تصريحات خطيب جمعة طهران آية الله محمد إمامي كاشاني، في السادس عشر من الجاري، والتي أعلن فيها أن المسلمين “انتصروا على الكفّار” في حلب، مقدماً تهنئته بسقوط المدينة بيد نظام الأسد والميليشيات الطائفية والحرس الثوري الإيراني، انضمّ إليه خطيب جمعة آخر في طهران، هو آية الله كاظم صديقي، ليطلق تصريحاً لا يقل خطراً عن تصريح الأول، إذ تكشف مثل هذه التصريحات، مغزى التدخل الإيراني في سوريا وحقيقة دوافعه.

فقد قال آية الله صديقي، في خطبة يوم الجمعة، إن حلب “تحررت” بفضل “المدافعين عن مراقد أهل البيت”. حسب ما نقلت عنه وكالة “فارس” الإيرانية، الجمعة. مشيراً إلى أن ما سمّاه “الانتصار” في حلب “ليس عسكرياً فقط” بل هو انتصار ثقافي” أيضاً، حسب زعمه”.

ووصف صديقي نظام الجمهورية الإسلامية بأن له “الكلمة الفصل” في المنطقة، كما قال. وقال صديقي إن “الانتصار في حلب هو انتصار إسلامي وثوري”.

وكان خطيب جمعة طهران آية الله محمد إمامي كاشاني، قد رفض القول إن حلب قد سقطت، بل اعتبر أنها “تحررت وانتصر فيها المسلمون على الكفّار”. تبعاً لتصريحاته التي نشرتها قناة “العالم” الإيرانية، ثم الموقع الالكتروني المعروف باسم “وكالة أنباء الحوزة”. ونشر “العربية.نت” تقريراً عن تلك التصريحات بتاريخ 17 من الجاري.

وكان موقع “الوفاق” الإلكتروني قد أجرى حواراً مع زعيم ميليشيا “النجباء” العراقية المتشددة، والتي شاركت باقتحام مدينة حلب وقتل أهلها وتهجيرهم، أثنى فيه على مشاركة مقاتليه في المدينة، منوّهاً بما أسماه “قوة وأهمية” حركته. تبعاً لما ذكره الموقع السالف، الجمعة.

وقال أكرم الكعبي زعيم ميليشيا “النجباء” العراقية المتشددة، والتي يكون المرشد الإيراني خامنئي، مرجعيتها الدينية والعقائدية والسياسية، إنه لو “وقف العالم كله أمام قضيتنا” في ما وصفه بـ”مكافحة الإرهاب” فـ”لا نتوقف ولن نتراجع”، حسب تصريحاته التي نقلها الموقع السابق.

وهاجم الكعبي كل الذين طالبوا الحكومة العراقية “بتجريم من يذهب إلى سوريا” للقتال هناك، معتبراً أن مشاركة حركته بقتل السوريين في حلب وتهجيرهم بأنها كانت “فعّالة”، منتقداً بشدة، أولئك المطالبين بوضع حركته على قوائم الإرهاب.

وكان الكعبي قد توجّه إلى أهالي مدينتين في حلب، هما كفريا والفوعا، وتضمان أغلبية شيعية، قال لهم فيها إنهم “أحفاد الحسين الذين يحاصرهم أحفاد يزيد” موقعاً الفتنة بين أبناء الشعب السوري الواحد، ومحرّضا على الانقسام الطائفي وإشعال البلاد بنار الفتنة المقيتة. وقام أهالي المدينتين بالرد على رسالته قائلين له إنهم ينتظرون “زحفه المقدّس”. كما ورد في نص الرسالة التي نشرها “العربية.نت” هي ورسالة الكعبي التي يحرّض فيها طائفيا وسياسياً، بعدما ساهم بقتل أهلها وتهجيرهم من ديارهم كما حصل في الآونة الأخيرة.

وطالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في العشرين من الجاري، جميع فصائل الحشد الشعبي، والذي يضم حركة “النجباء” في صفوفه، بعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى، مؤكداً أن “أي جهة عراقية تقاتل في سوريا” لا تمثّل بلاده.

وكان الموقع الإلكتروني لحركة “النجباء” المتشددة، قد أكّد بتاريخ 17 من الجاري أن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي قد التقى أكرم الكعبي، الأمين العام لحركة النجباء، في طهران، وأن حديثاً دار بينهما، دون الإفصاح عن فحوى الحديث أو مدّته أو القضايا التي تم التباحث بشأنها.

يذكر أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، شدّد منذ يومين على ضرورة مغادرة جميع

الميليشيات الأجنبية من الأراضي السورية.

نقلاً عن العربية

———-
لماذا تدعم إيران تدمير سوريا؟

ياسر الزعاترة

قد يبدو السؤال غريبا للوهلة الأولى، ولكن مزيدا من التأمل سيجعله مقبولا. ذلك أن مراقبة ما يجري على الأرض في سوريا لا زالت تؤكد مرة إثر أخرى أن المعركة الدائرة في سوريا، أعني الجزء العسكري منها يُدار عمليا من قبل الخبراء الإيرانيين، فيما يبدو بشار الأسد “خارج التغطية” من الناحية العملية؛ هو الذي كان فتح البلد على مصراعيه لهم منذ ما قبل الثورة، خلافا لوالده الذي كان يتعامل معهم بقدر من التحفظ والندية.
في المعركة الأخيرة، ومنذ الشهور الأولى بدا أن بشار الأسد لا يمكنه التعاطي مع المعركة دون تدخل مباشر من إيران، الأمر الذي دفعه إلى تسليمها الراية بعد أن تأكد أن جيشه المترهل لا يمكنه التعامل مع تمرد شعبي بهذا الحجم الواسع، لاسيما أن جزءا كبيرا من الجيش لم يبد استعدادا للانخراط في دوامة القتل بسبب الحساسيات الطائفية، وهو ما همَّش قطاعا واسعا منه بات أسير الثكنات، فيما انشقت أعداد كبيرة بمرور الوقت.
اليوم يمكن القول إن المعركة الدائرة في سوريا لا تتميز بغير سياسة التدمير المنهجي الشامل، لاسيما في المدينتين الأكبر (حلب ودمشق)، فيما لا يتعامل معهما النظام بغير سياسة القصف من الدبابات والطائرات؛ هو الذي يعلم أن نزول قواته إلى الأرض يعني هزائم متلاحقة وخسائر باهظة في مواجهة حرب عصابات يتولاها رجال مقبلون على الشهادة، أكانوا من عناصر الجيش الحر، أم من المقاتلين الإسلاميين القادمين من الخارج.
في قراءة سياسة التدمير الشامل للدولة ومقدراتها التي يعتمدها النظام يمكن الحديث عن مسارين تتبناهما طهران في التعاطي مع الأزمة، الأول سبق الحديث عنه مرارا وتكرارا ويتمثل في محاولة تحسين شروط التفاوض على الحل السياسي بعد إقناع الجميع بأن أحدا لن ينتصر في معركة السلاح، بينما يتمثل الثاني، وتحدثنا عنه مرارا أيضا، فيما بات يعرف بالخطة (ب) التي تتلخص في تدمير الدولة المركزية وصولا إلى إنشاء دويلة علوية في الساحل السوري (محافظتي طرطوس واللاذقية تحديدا)، على أمل أن تتمكن من البقاء لاحقا، أو تُتخذ منصة للتفاوض على حل لاحق.
البعد الجديد الذي يمكننا الحديث عنه في سياق تفسير سياسة التدمير الشامل للدولة المركزية ومقدراتها يتمثل في إضعاف شامل للدولة؛ الأمر الذي يلتقي مع السياسة الصهيونية في تدمير البلد وإشغاله بنفسه لعقود.
تلتقي طهران مع تل أبيب في هذه السياسة اعتقادا منها بأن ضعف سوريا الدولة في المرحلة المقبلة سيعني عجزا عن التأثير في المحيط، لاسيما في لبنان والعراق اللذين يقعان عمليا تحت سيطرة إيرانية شبه كاملة، أقله بالنسبة للعراق، مع وضع أقل وضوحا في الحالة اللبنانية.
تدرك إيران أن سوريا القوية لها تأثيرها الكبير في الجوار العربي، وقد ثبت ذلك خلال العقود الماضية عبر تأثيرها الكبير في لبنان، وتاليا عبر دورها في إفشال مشروع الغزو الأمريكي للعراق عبر دعم الجماعات السنية المسلحة، بما فيها القاعدة التي حصلت على شريان حياة من سوريا خلال سنوات ما بعد الاحتلال قبل أن يجري الانقلاب عليها بعد أن تأكد وقوع البلد تحت سيطرة حلفاء إيران. ونتذكر في هذا السياق تلك الحملة التي شنها المالكي على النظام الحاكم في دمشق بدعوى دعمه للعنف في العراق، وهو اتهام لم يكن بعيدا عن الصحة في جزء كبير منه.
إن سوريا قوية تعني بكل بساطة أن لبنان والعراق لن يكونا بمنأىً عن التأثر بوضعها الجديد لجهة تقليم أظافر النفوذ الإيراني فيهما، وبالتالي فإن تدمير الدول المركزية وإشغالها بنفسها يعني بالضرورة إفقادها القدرة على التأثير.
هذا هو البعد المهم اليوم في عقل القيادة الإيرانية التي بدأت تدرك تماما الإدراك أن زمن بشار الأسد وسوريا كحليف إستراتيجي قد انتهى إلى غير رجعة، وأنه لا بد من ترتيب الأوراق لليوم التالي، من دون الكف عن محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر السيناريوهات الآنفة الذكر.
نتحدث هنا عن نمط التفكير الإيراني، لكن النجاح قصة أخرى ستعتمد بالضرورة على جملة التطورات التالية وعموم الموقف العربي والإقليمي، بخاصة التركي. والأرجح، بل لعله المؤكد أن هذا المخطط لن ينجح لأن مسار التغييرات العربية في مصر وسواها لن تسمح ببقاء الوضع في العراق ولبنان على حاله، فضلا عن أن سوريا ستعود إلى التماسك من جديد خلال زمن لن يطول.
نقلاً عن صحيفة “الدستور الأردنية”