توسل ريتشارد نيفيو، المفاوض الأميركي السابق في الاتفاق النووي مع إيران، الجمعة، في 16 تغريدة من خلال حسابه الخاص عبر “تويتر”، إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب بضرورة عدم إلغاء الاتفاق النووي الإيراني.
ريتشارد نيفيو: ضحيت بأيام كثيرة من حياتي لإنجاز الصفقة مع طهران
وقال في تغريدته الأولى: “لقد ضحيت بالكثير من أيام حياتي بهدف الوصول إلى مثل هذا الاتفاق النووي مع إيران، ولا أود أن أشهد ذهابه أدراج الرياح”، مضيفاً: “إذا كنت تظن أنه ومن خلال ابتسامة متفاخرة تقول (حسناً ذلك جيد) الاتفاقية ستبقى، إذن أعتقد أنك حينها تخادع نفسك”.
ودعا المفاوض السابق ترمب إلى ضرورة عدم تقديم إشارات متضاربة ومزدوجة بشأن مصير الاتفاق النووي قائلاً: “من المهم عدم تقديم إشارات مزدوجة، وأظن أن تنفيذ رؤية ترامب حول الاتفاق لن يكون فقط مجازفة أو مضراً، وإنما يعد أمراً خطيراً”.
تأتي تحذيرات وتوسلات المفاوض الأميركي بشأن الاتفاق النووي بعد تصريحات ترمب التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية ووصف خلالها الاتفاق النووي بأنه “كارثة” و”أسوأ اتفاق جرى التفاوض بشأنه على الإطلاق” كما أنه سيقود إلى “محرقة نووية”. وأعلن في أكثر من مرة أن “الأولى” ستكون “تفكيك الاتفاق الكارثي مع إيران”. وقال إنه كان سيتفاوض على اتفاق أفضل يشمل قيوداً أطول.
وأضاف ريتشارد نيفيو: “الاعتراض على الاتفاق النووي كان كذلك موقف أعضاء الكونغرس، ومارسوا ضغوطاً من أجل عدم تطبيقه، طالبوا حينها بتغييره وقلنا لهم إن ذلك خطأ”، مدافعاً عن رأيه بقوله: “لم أقل ذلك لمحبتي لبنود الاتفاق التي تم التوصل إليها وبوضعه الحالي، أو لعدم محبتي أعضاء الكونغريس أو من عارض الاتفاق وإنما قلت ذلك بناء على تقييمي للاتفاق الذي أعتبره جيداً وقابلاً للتطبيق ويمثل مصلحة للولايات المتحدة”.
ولخص ريتشارد الأسئلة المطروحة بشأن موقف ترمب من الاتفاق النووي في ثلاث: أولاً هل يبقي ترمب الاتفاق على حاله؟ أو هل سيلغيه؟ أم هل سيعدله؟.
وقال “الخيار الأول هو الأفضل”، راجياً من ترمب عدم تغيير أو تعديل الاتفاق النووي باعتباره “مهماً وقيماً للولايات المتحدة ولمستقبل إيران”، على حد قوله.
وقال: “دعني، ترمب، أقول لك أيضاً لا تقم بالخيار الثاني والثالث الخيار الثاني المتضمن إلغاء الاتفاق يعد ببساطة فكرة سيئة ستدفع إيران إلى التوسع في برنامجها النووي، كما أن الخيار الثالث غير منطقي إلا إذا كنت تنوي إجراء التعديلات ضمن هوامش الاتفاق، ولا يبدو ذلك محتملاً”.
وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما روجت للاتفاق على أنه سبيل لإيقاف مسعى طهران لتطوير أسلحة نووية. وفي المقابل وافق أوباما الديمقراطي على رفع معظم العقوبات المفروضة على إيران. وجرى التوصل إلى الاتفاق الذي عارضه بشدة الجمهوريون في الكونغرس كالتزام سياسي وليس اتفاقية أقرها أعضاء الكونغرس ما يجعل للرئيس الأميركي الجديد صلاحية تعديل بنوده.
وسبق أن حذر ريتشارد نيفيو الذي يترأس حالياً مركز سياسات الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا من مصير الاتفاق النووي فور وصول ترمب إلى الرئاسة قائلاً: “قولوا وداعاً لاتفاق إيران. ثمة احتمال ضعيف للغاية لبقائه إما بسبب قرار متعمد من ترمب بتمزيقه وإما بخطوات تتخذها الولايات المتحدة تدفع إيران للانسحاب من الاتفاق”.
وأضاف المسؤول السابق عن العقوبات في الخارجية الأميركية في تغريداته مهدداً: “لا أود أن أقول بصوت عال إن ترمب يود وأد وقتل الاتفاق النووي الإيراني سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة وهذا أمر خاطئ، ومن حق الشعب الإيراني الشعور بالقلق، ومن المؤكد أنهم سيقولون لقيادتهم بضرورة تمرير رسالتهم إلى الأوروبيين والحكومات الآسيوية”.
واختتم تغريداته الطويلة قائلاً: “لا تعتبر أن هذه حفلة شفقة أطلقها على الاتفاق النووي الإيراني وإنما هذا مجرد توضيح للتحليل، وللجدل الدائر، وتوضيح للموقف”.
نقلا عن العربیه