أطفال اليوم: الانترنت عالمنا

بيروت: للمرة الأولى، أثبتت أرقام حديثة أن الأطفال يمضون معظم وقتهم على الانترنت بدلًا من مشاهدة التلفاز. وكمعدّل، يقوم تلامذة المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عامًا، باستخدام الانترنت بمعدّل 15 ساعة في الأسبوع تقريبًا، أي أكثر بساعة و18 دقيقة من المعدّل المسجّل في العام الماضي.

4051

النسبة تتراجع

هذه أخبار سيئة بالنسبة إلى التلفاز قديم الطراز، حيث شهدت نسبة مشاهدته انخفاضًا بمعدّل ساعة و14 دقيقة، فتراجعت إلى 13 ساعة و36 دقيقة أسبوعيًا. وفي هذا السياق، يقول أندرو كلوفر، أب يتولّى العناية بالمنزل وتربية أولاده ومؤلف كتاب “الأب يحكم” (Dad Rules): “لا أعتقد أنه أمر إيجابي تمامًا. وبالتأكيد، أفضّل لو أنهم في الخارج يتسلّقون الأشجار ويلعبون بالطائرات الورقية ويمتطون الأحصنة. وأظنّ أن الفارق الأهم مقارنة بالعام الماضي هو أنّهم أخذوا ساعة ونصف من الوقت المخصص للتلفاز ليصرفوها على الانترنت، وبالتالي أصبحت أنشطتهم أكثر انفرادية، والإشراف عليها أقلّ من السابق”.

ووفقًا للمكتب البريطاني للاتصالات OFCOM، تحوّل موقع يوتيوب إلى الوسيلة الأكثر شعبية بالنسبة إلى الأطفال، فهم يلجأون إليه لمشاهدة محتوى الفيديوهات على الانترنت. وتشير بحوث المكتب إلى أن 73 في المئة من الأطفال بين 5 و15 عامًا، و37 في المئة من الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة، يستخدمون هذا الموقع لمشاهدة أفلام مصغّرة وحلقات من الرسوم المتحركة شبيهة بتلك التي تعرض على التلفاز. وعلى الرغم من ذلك، ما زال 90 في المئة من الأطفال يميلون بشكل عام إلى مشاهدة التلفاز كل يوم بين السادسة والتاسعة مساءً.

الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية

وفيما تُعتبر الأجهزة اللوحية أكثر شعبية عند الأطفال في سن ما قبل الدراسة، فأغلبية الأطفال الأكبر سنًا تميل إلى استخدام الهواتف النقالة. والآن، من المتوقع أن حوالى 33 في المئة من الأطفال بين 8 و11 عامًا يمتلكون هاتفًا نقالًا خاصًا، وترتفع هذه النسبة إلى 80 في المئة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا.

وعلى الرغم من أن التكنولوجيا تؤدي دورًا أكبر في حياة الشباب، فثلثي الأهل يعتقدون أن أولادهم الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا يحافظون على توازن جيد ومنسّق بين وقت الشاشة والوقت المخصص لأنشطة أخرى.

ويلفت جزء آخر من بحث OFCOM، إلى أن المطالعة تبقى النشاط الثالث الأكثر شعبية عند الأطفال في سن المدرسة الابتدائية، حتى أنّها تسبق في شعبيّتها مشاهدة مقاطع الفيديو على الانترنت.

وبحسب جاين رامبل، مديرة الاستخبارات التسويقية في OFCOM، حياة الأطفال تصبح رقمية بشكل متزايد وينصب اهتمامهم أكثر من أي وقت مضى على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، “لكنّ ذلك لم يمنع العائلات من إيجاد وقت للقيام بأنشطة أكثر تقليدية مثل مشاهدة التلفاز معًا أو قراءة قصة قبل النوم”.