أما نوري فهو الاسم الجديد لجواد المالكي الذي عُرف به سنينًا عاشها على أبواب حواري السيدة زينب يبيع «المسابيح» لزوار السيدة، سنوات كان فيها الرجل مندوب العمامة الايرانية في عاصمة الأمويين.
وهناك تشرب الحقد الطائفي بشكل غير مسبوق، حتى اذا ما وصل الى رئاسة وزراء عاصمة الرشيد بمباركة ودعم من قم الفارسية حتى انبرى لمهتمين أساسيتين نذر لهما عمره، سرقة الخزينة العراقية وتصفية سنة العراق أينما وجدوا وأينما حلوا. ذهنية نوري تصلح عنوان فصلٍ دمويٍ اعتمد شعار «انتصار الدم على السيف» درسًا من دروس إعادة إنتاج وإحياء الفتنة الطائفية التي أثبتت كل الدماء التي أريقت على جوانبها أن المستفيد منها طرفان فقط لا ثالث لهما «عمامة قم وداعش» والتفاهمات التي جرت في الخفاء طوال سنوات الإعداد والتحضير، ولم يكن نوري غائبًا عنها بل كان جزءًا من المخطط الذي تم ترتيبه للعراق، وكان انسحاب الجيش العراقي من الموصل بأوامر صريحة من نوري بداية المخطط لعودة أخرى نراها الآن ونسمع صرخة المالكي «قادمون يا نينوى» تنطلق في ردهات وعبر ميكروفونات مؤتمر «خميني» الذي أقيم في العراق بحضور أو بالأدق برعاية علي أكبر ولايتي وحيدر العبادي وأركان حكومة «العراق الايرانية» وعمار الحكيم القائد الميليشاوي الحليف منذ الثمانينات من القرن الماضي لنظام الملالي.
قادمون يا نينوى هو العنوان الذي افتتح به نوري مؤتمر «الوعد والعهد» يقدمونه لسيد قم بأنهم ماضون في المخطط حتى آخر نقطة في الدم السني في المنطقة.
لعبة الموت على الهوية الطائفية استهوت نوري منذ مطلع شبابه حين كان في ايران لاجئًا لسنوات لم يقضها هناك سدىً، بل كان جزءًا من منهج الاستراتيجية الجديدة لمرحلة ما بعد صدام التي مازال مخططها مستمرًا بقوة تعبئة وتحشيد تقف على مشارف الموصل، لكنها لم تحدد أين ستقف عندما تسقط الموصل والى أين ستواصل الحشود مسيرة الدم الطائفي المراق.
وحيدر العبادي تم تنصيبه رئيسًا لدفع الحرج ورفعه عن المالكي وإطلاق يده بلا قيد حكومي او شرط رسمي لإنجاز المهمة الطائفية الأصعب في الموصل وما بعدها.
وما بعدها مفتوح على كل الاحتمالات المجهول منها والمعلوم، فحرب الموصل تكاد تكون حربًا عالمية ثالثة لم تبقِ دولة أو ميليشيا أو جيش أجنبي إلا وكان له نصيب في «تحريرها» كما أذاعوا وأشاعوا، فهل هو تحرير أم احتلال، ثم من يحرر من ومن يحتل من؟؟
تلك حكاية الدم الطائفي والسيف الصفوي فمن يقرأ ومن يسمع ومن يريد أن يفهم؟؟
نوري المالكي لم يغلق ملف سرقاته للخزينة العراقية، ولم يتم اختياره وانتقاؤه للمهمات «القذرة» في حرب التصفية الطائفية لنزاهته او لكفاءته، بل لعنف وعنفوان طائفيته وتصميمه على الانتقام.
ولا عجب فالانتقام جزء من تكوين الشخصيات التي كانت تقف مشردة متسولة على أبواب المدن وتعيش في الشوارع الخلفية المنسية، حيث تتعايش مع كل الموبقات والجرائم واللاأخلاقيات وبدون قيم.
وهكذا شخصيات يتم التقاطها واصطيادها بطعم رخيص كونها مستعدة تلقائيًا ونفسيًا وذهنيًا لمثل هذه المهمات وستذهب الى أبعد مما هو مطلوب منها مادام الانتقام سيد الموقف وهو الهدف والغاية.
وذهنية نوري لا يعنيها غطاء دولي ولا تسأل عنه فلديها مشروع انتقام تعمد بسيف الإمام في قم، فكانت صرخة نوري «قادمون يا نينوى» تعبيرًا عن تجديد الوعد وإعلانًا بالثأر المؤجل من قرون وقرون.
وها هو بعد الصرخة يتقدم الحشد الشعبي / الشيعي نحو نينوى وقد فتحت له المسالك والطرق والمعابر لتسهيل مهمة الثأر وإراقة الدم السني بلا حدود