كابونات صدام حسين وملايين علي خامنئي/عادل محمد – البحرين

إذا كان “بطل العرب والقادسية الثانية”، صدام حسين! قام بتكريم المنافقين والعملاء من الشخصيات السياسية والكتاب ورؤساء تحرير الصحف بالكابونات والشيكات! فإن مكرمات المرشد الأعلى لـ”مسلمي العالم”، علي خامنئي للمأجورين والمرتزقة تفوق كابونات صدام آلاف المرات، لتصل إلى أرقام خيالية!

المبالغ الضخمة التي يمنحها الولي الفقيه، علي خامنئي سنوياً، لكل من حزب الله اللبناني وحركة حماس والجهاد الإسلاميين في فلسطين والتيار الصدري العراقي وغيرهم من المليشيات والمنظمات الإرهابية الموالية لنظام ولاية الفقيه، لن تكون بالعملات الإيرانية أو اللبنانية، لأن هذه العملات لا قيمة لها في الصفقات والمعاملات التجارية، بل هذه المبالغ الضخمة تمنح بعُملة الشيطان الأكبر، أميركا “الدولار”، الذي يسحر قلوب وعقول العملاء والمأجورين في هذه المنظمات ويسيل لعابهم.

معظم هذه المساعدات المالية التي تُمنح نقداً، تُنقل بواسطة حقائب كبيرة، إلى قادة هذه المنظمات للتدقيق في المبالغ المرسلة لهم وثم الحصول على النسبة المئوية أو “الخُمس” من هذه المبالغ وإيداعها في حساباتهم الخاصة في البنوك مقابل الخدمات الذي يقدمونها للولي الفقيه علي خامنئي.

على سبيل المثال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “خالد مشعل”، الذي كان يتنعم بالخيرات في دمشق يقوم شخصياً بعدّ الدولارات، الممنوحة من قٍبَل المرشد علي خامنئي. وثم ينقلها إلى حسابه الخاص في البنك وإبتسامة الرضا ترسم على شفتيه لنيله ملايين الدولارات مقابل خدماته “النضالية” لحكام نظام ولاية الفقيه!

من جانب آخر بعض قادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لا مانع لديهم بأن يقوموا بتغيير مذهبهم إلى مذهب الشيعة، مقابل حصولهم على ملايين الدولارات من هذا النظام الفاسد والمستبد ومن أجل إرضاء وتنفيذ مخططات الولي الفقيه علي خامنئي والملالي في ايران. لكن المساعدات المالية الكبيرة لحزب الله اللبناني وقناة المنار لها طابع خاص، حيث أن حكام الجمهورية الإسلامية وعلى رأسهم علي خامنئي يولون إهتماماً خاصاً لحزب الله، نظراً لدوره الكبير في تنفيذ مخططات وأجندات قادة الجمهورية الإسلامية في المنطقة الملتهبة بالتوترات السياسية.

حزب الله اللبناني، الذي أسسه سفير الجمهورية الإسلامية السابق في سوريا “علي أكبر محتشمي بور” أبان الحرب اللبنانية عام 1984 من بطن حركة أمل اللبنانية وعُيّن “صبحي الطفيلي” رئيساً له آنذاك، يهدف إلى تصدير الثورة الإسلامية تحت ذريعة العمل المسلح ضد الجيش الإسرائيلي ومقاومة الإحتلال. ولكن هدفه الرئيس هو بناء دويلة شيعية في لبنان تابعة للجمهورية الإسلامية في ايران، التي تسعى إلى ايجاد دويلات شيعية في المنطقة موالية لها (القوس الشيعي)! في حين قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني” يشرف على تدريب وتجهيز وتسليح العصابات والمنظمات الإرهابية العميلة للجمهورية الإسلامية وبالذات عصابة حزب الله اللبناني. لهذا يحلم حكام نظام ولاية الفقيه أن تصبح ايران دولة عظمى على غرار الإتحاد السوفيتي السابق وتبقى لأمد طويل مسيطرة على الشعب الإيراني وشعوب المنطقة بأسرها بمساعدة هذه المنظمات الإرهابية.

الأحداث الدامية، بعد الإنتخابات المزورة في يونيو 2009 في ايران، التي هزت عرش الولي الفقيه وكيان الجمهورية الإسلامية، كشفت لشعوب العالم مدى زيف وبربرية الأنظمة المستبدة والفاشية التي تباهي بالتكنولوجيا والقوة العسكرية والبوليسية. لكن عند الشدة وتصاعد الحركات الشعبية ضدها تتخبط أوراقها وتفقد سيطرتها على الأمور وتلجأ إلى الكذب والتزوير ضد معارضيها وتتهمهم بالعمالة للغرب والتخريب وتقوم بقمعهم بالقسوة والعنف المفرط، بما فيه حتى الاعتداء الجنسي على المعتقلين، بل وقتل عشرات المحتجين والمعارضين على نتائج الإنتخابات المزورة وزج المئات المناضلين الوطنيين في السجون.

في هذه الأثناء نشاهد عملاء الجمهورية الإسلامية تحت مسمى “خبراء في الشؤون الإيرانية” يظهرون على شاشات القنوات العربية والفضائيات وهم يدافعون عن جرائم حكام الجمهورية الإسلامية والأجهزة الأمنية والبوليسية الشرسة، التي فاقت همجية القوات الغازية والبربرية في تاريخ البشرية. كان من ضمن هؤلاء العملاء: الأمين العام لحزب الله اللبناني “حسن نصر الله” الذي ظهر على فضائية “العربية”، مغمضاً عينيه عن حقيقة ما كان يجري في ايران من الجرائم ومدافعاً عن أسياده، قائلا :”أن الجمهورية الإسلامية سوف تتخطى هذه الإضطرابات، والذين يفكرون بأن الجمهورية الإسلامية سوف تتأثر أو تهتز من هذه الأزمات يتوهّمون”! وهكذا نلاحظ بوضوح كيف يقوم الديماغوجي”حسن نصر الله” برد الدَّين لزعمائه، الذين يوهبون له ولحزبه وقناة المنار أكثر من مليار دولار سنوياً!

في مقابلة تلفزيونية قال حسن نصر الله إنه حصل على مبلغ 300 مليون دولار من الولي الفقيه علي خامنئي كدفعة أولى من مساعدات الجمهورية الإسلامية لإعمار جنوب لبنان بعد حرب يونيو/حزيران 2006 . أية مساعدات مالية هذه التي تجاوزت المليار دولار في غضون عام من إنتهاء الحرب؟! الجمهورية الإسلامية تحرّض حزب الله على الحرب مع إسرائيل، وبعد تدمير لبنان وقتل وجرح آلاف اللبنانيين الأبرياء تمنح هذه المبالغ الكبيرة لحزب الله من أجل تحقيق أهداف حكام الجمهورية الإسلامية التوسعية في المنطقة تحت ستار إعمار لبنان.

بعد الحرب والدمار الذي لحق بلبنان إعترف حسن نصر الله بخطئه الكبير، قائلا أنه لو كان يعلم بهذا الدمار الهائل الذي سيلحق بلبنان بسبب أسر الجنديين الإسرائيليين، لما أقدم على هذا العمل الجنوني! شخصيات سياسية لبنانية معتبرة إنتقدت حسن نصر الله على عنترياته ومجازفاته، التي جلبت الخراب والدمار للبنان. الشيخ محمد الحاج حسن رئيس “التيار الشيعي الحر” إنتقد بشدة حسن نصر الله وحزبه آنذاك وقال أنهم ينشرون الفتنة والطائفية وهدفهم هو تدمير لبنان، ويتبعون أوامر أسيادهم في دمشق وطهران. لذلك تعرض الشيخ محمد الحاج حسن لإعتداء آثم بعد إنتقاداته لحزب الله وقائده. إن رفض آراء الآخرين والإنتقام من الخصوم ليس سلوكا غريبا على حزب الله وقيادته، لأنهم يطبقون أساليب أسيادهم حكام الجمهورية الإسلامية في تصفية معارضيهم.

على أن السؤال الذي يطرح نفسه: من أي مصدر أو منبع تأتي هذه المبالغ الخيالية لتملأ خزائن “حاتم الطائي” الزمان، علي خامنئي الذي يمنح مساعداته السخيّة إلى الملالي وعائلاتهم في الجمهورية الإسلامية وإلى عملائه المرتزقة والمأجورين في أنحاء العالم؟! هذه المبالغ في الواقع تُسرق من ثروة الشعب الإيراني المغدور، الذي هو أَولى من غيره لهذه المساعدات، حيث آلاف الأطفال الايرانيين يتسكعون في الشوارع وينامون جياعا.. يتعلمون العادات السيئة من تدخين السجاير وإدمان المخدرات، بدل التعليم في المدارس. بجانب الحال المألوفة في أن كثيرأ من العمال لا يحصلون على رواتبهم لأشهر طويلة، في حين يقبع رؤساء النقابات العمالية والمهنية في السجون لمواقفهم الإنسانية ودفاعهم عن حقوق العمال..وفي بلد العجائب – إيران- نجد ان المعلمين يصبحون سواق أجرة في المساء وينقلون الركاب بسياراتهم الخاصة لضعف رواتبهم! ويدفع الفقر والعوز الفتيات إلى مستنقع الدعارة، بل ويضطر رب العائلة أن يبيع كليته من أجل توفير مصاريف الدراسية لأبنائه! وحسب الفيلم الوثائقي الإيراني “أحزان مدينة”.. فإن الفقر والبطالة والنقص الحاد وتلوث مياه الشرب والخدمات الصحية الناقصة والسيئة، تعصف بآلاف المدن والأرياف في الجمهورية الإسلامية.

في هذا السياق نشرت جريدة السياسة الكويتية في 21 سبتمبر 2011 هذا الخبر:-
تقرير خطير يكشف “الفضيحة” الأضخم منذ قيام الجمهورية الإسلامية، ويؤكد تورط رجال دين في الفساد (14 يناير 2010)!.. 66 من كبار قادة النظام الإيراني يمتلكون أرصدة خارجية ﺒ 16 مليار دولار: أثراهم نجل خامنئي (مجتبى) وجنتي والحلقة المحيطة بأحمدي نجاد. المبالغ الطائلة مودعة في مصارف بدول عربية، من بينها الكويت ودول أخرى أوروبية وآسيوية. مجتبى خامنئي وأقرباء ومساعدو الرئيس الإيراني يتربعون على عرش “القائمة الذهبية” ضمن أثرياء العالم! ومن بين الأثرياء هناك مسؤولون سياسيون وعسكريون، بعضهم مازال في دائرة صنع القرار. هذا بالإضافة إلى وقوع أكبر عملية إختلاس في تاريخ البنوك الإيرانية.. حسب الصحف الإيرانية في 12 سبتمبر 2011، المتهم استولى على 3 ألاف مليار تومان (نحو 3 مليارات دولار) من بنك صادرات ايران.

لابد من هذا الظلم من نهاية.. وأكيد أن الشعب الايراني الحيوي والعريق، الذي فجر ثلاث ثورات كبيرة في القرن العشرين، يستحق نظام عصري أفضل، يستند على المؤسسات الديقراطية الحقيقية. فكما انهار نظام صدام حسين الديكتاتوري والدموي والأنظمة الرجعية والفاشية الأخرى البائدة، فإن نظام حكم الملالي المستبد والفاسد في ايران سوف ينهار آجلاً أم عاجلاً. وسيكون مآل هذا النظام، مع جميع من يدورون في فلكه من الأحزاب والمنظمات الإرهابية، مزبلة التاريخ!