الأمن الإيراني يقمع تجمعاً لأنصار مؤسس “حلقة دينية”/صالح حميد

2058

نشرت وكالة “هرانا” الحقوقية الإيرانية، مقطع فيديو يظهر هجوم قوات الأمن الإيرانية على تجمع لأنصار محمد علي طاهري، زعيم ومؤسس حركة “حلقة العرفان” الدينية، القابع في السجن بتهم “الإفساد في الأرض” و”إنشاء جماعة محظورة”.

ويظهر المقطع هجوم الأمن على المتظاهرين الذين تجمعوا أمس السبت، أمام مستشفى “بقية الله” بالعاصمة طهران الذي نقل زعيمهم طاهري إليه من السجن بعد تدهور وضعه الصحي.

وقامت قوات الأمن بضرب المحتجين وإلقاء القنابل المسيلة للدموع عليهم بغية تفريقهم، كما اعتقلت عددا منهم، حسبما أفادت وكالة “هرانا”.

من جهتها، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا عبّرت فيه عن قلقها إزاء مصير محمد علي طاهري الذي يخوض إضرابا عن الطعام ودعت النظام الإيراني إلى الإعلان عن وضعه الصحي وطالبت بـ”إطلاق سراحه فورا دون قيد أو شرط”.

وكان طاهري قد وجّه رسالة إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص بحالة حقوق الإنسان في إيران، أحمد شهيد، اتهم فيها استخبارات الحرس الثوري الإيراني والمحققين بممارسة “الضغط النفسي والتعذيب” من أجل الحصول على “اعترافات قسرية” منه.

يذكر أن الأجهزة الأمنية الإيرانية اعتقلت محمد علي طاهري الذي يعمل باحثا في مجال الطب التكميلي، عام 2011 واقتادته إلى سجن “إيفين” سيئ الصيت بطهران، بتهمة تأسيس طائفة “حلقة العرفان” وتدعى بالفارسية “عرفان حلقه”.

2059

وكان طاهري أسس “حلقة العرفان” عام 2006، وهي خليط من البحث عن معنى الحياة والعلاج النفسي، إضافة إلى تفسير لمجريات العالم، وتقديم نوع من العلاج يسمى بالفارسية “فرا درماني” أي “العلاج الطبي التجميلي غير الجراحي”.

وفي البداية، لاقت هذه الحركة تجاوباً من قِبل طلاب الجامعات من أبناء الطبقة المتوسطة في المدن، وانتشرت بعد ذلك بشكل سريع في كل أنحاء إيران وتم تكريم مؤسسها محمد علي طاهري من قبل التلفزيون الرسمي بعد حصوله على شهادتي دكتوراه فخريتين من جامعتين في الخارج.

وتتلخص عقيدة أتباع هذه الطائفة في أن “كل شيء في العالم يمتلك وعياً ويشعّ طاقة”، و”الهدف هو درء الطاقة السلبية”، بحسب مؤسس الطائفة محمد علي طاهري.

لكن أفكار محمد علي طاهري، لاقت رفضا شديدا من قبل رجال الدين في إيران، حيث اعتبرت انحرافا وطعنا في ولاية الفقيه، ورفضاً للمراجع الدينية، وقال رجل الدين الإيراني آية الله مكارم شيرازي: “هذه الطوائف ليست لها مصداقية وتهدف إلى الاستفادة من هذه الانحرافات”.

2060
وتم تضييق الخناق على طاهري بعدما حذر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ضمنيا، أبناء الشعب الإيراني من الانضمام والإيمان بأفكار هذه الطائفة قائلًا: “يجب تجنب المشاركة في هذه الاجتماعات وأي عمل من شأنه تشجيع هؤلاء الأفراد وهذه الفئات”.

واعتبرت المحكمة الثورية حركة طاهري بأنها “حركة لها عقائد منحرفة” وقد تم اتهامه بـ”الإفساد في الأرض” و”تأسيس جماعة محظورة” و”جر الناس إلى الانحراف عن الإسلام والشرائع السماوية” و”نشر الكتب المضللة”.

وطلب المدعي العام في البداية حكم الإعدام لطاهري، لكن المحكمة حكمت عليه بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة مالية باهظة، ورغم أنه أتم محكوميته لكن السلطات تمتنع عن إطلاق سراحه بعدما وجهت له تهما جديدة من بينها “إهانة المقدسات” وقامت بتمديد قرار اعتقاله.

نقلا عن العربیه