قال الناشط الإيراني، مهدي خزعلي، نجل المرجع الشيعي آية الله خزعلي، في مقابلة صورها في إيران على “يوتيوب”، إن سياسات فيلق القدس، ذراع التدخل الإيراني الخارجي، هي التي أفرزت تنظيم “داعش”، مؤكدا “أن سوء إدارة قاسم سليماني للأزمة ورط طهران في المستنقع السوري”.
ووصف خزعلي في معرض رده على سؤال حول سوريا، تدخل بلاده في هذا البلد العربي بالخاطئ، مضيفا: “لولا أطماع فيلق القدس الذي حاول إشباعها منذ 2011 تزامنا مع الربيع العربي لرحل بشار الأسد لا محالة، وانتهى النظام البعثي الاستبدادي الديكتاتوري العفلقي، وحل محله أناس ديمقراطيون، وكان من الممكن لنا أن نقيم معهم علاقات جيدة دون أن تتضرر مصالح إيران، فنحن نزود سوريا بالنفط منذ ثلاثة عقود بالمجان، فإذا زودت أي طرف آخر بهذه الطريقة سيصبح صديقا لك”.
وقارن خزعلي بين الحرب العراقية الإيرانية وتورط بلاده في الحرب الدائرة في سوريا، منوها: “في واقع الأمر أن حرب الثماني سنوات (العراقية الإيرانية في الثمانينات) لم تكفينا، واليوم نقاتل في سوريا من خلال حرب بدأت منذ خمس سنوات.
مجنون رمى صخرة في بئر
وانتقد هذا الناشط الشيعي الإيراني تدخل بلاده في الحرب في سوريا، واعتبره خطأ لا ينبغي أن يتم منذ البداية، مشبها ذلك بالمثل الفارسي الذي يقول “لو رمى مجنون صخرة في بئر لما أخرجها مئة عاقل”، في إشارة إلى تورط بلاده بشكل مجنون في حرب من الصعوبة بمكان أن تخرج منها.
وكان المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، اتخذ قرارا صارما منذ انطلاق الثورة السورية في الدفاع عن رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعندما انطلق “الربيع العربي” مدحه خامنئي وأطلق عليه “نهضة الوعي الإسلامي” الذي يستلهم أهدافه من الثورة الإيرانية، إلا أنه استثنى الثورة السورية، واصفا إياها بـ”الثورة الأميركية والصهيونية” على حد تعبيره.
وواصل خزعلي قائلا “أحدهم رمى هذه الصخرة في البئر، ونحن الآن في قعر هذا البئر ولا نستطيع أن نُخرج هذه الصخرة، هذا هو موقفنا (في سوريا)، فالحرب في سوريا مستمرة، ونحن عالقون في مستنقعها”.
آية الله خزعلي والمرشد الايراني
سليماني وداعش
وانتقل مهدي خزعلي للحديث عن دور فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في إدارة الحرب في سوريا للدفاع عن نظام الأسد فقال “ها نحن نعيش هذه الظروف (في سوريا). الحرب مستمرة ونحن متورطون فيها، إنها مستنقع ونحن متورطون بداعش الذي أفرزه سوء إدارة قاسم سليماني، فلولا سليماني لما ظهر داعش. فنحن نواجه عدوا مشتركا، لماذا؟ لأن أخطاء سليماني هي التي أوجدته”.
من هو مهدي خزعلي؟
مهدي خزعلي طبيب وناشط مدني إيراني من مواليد 1965، وهو نجل آية الله أبوالقاسم خزعلي، من أبرز أعضاء مجلس الخبراء، والذي ساهم في كتابة دستور “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، وكان عضوا في مجلس صيانة الدستور لمدة 20 عاما، وعضو مجلس الخبراء منذ تأسيسه حتى وفاته في سبتمبر 2015.
وكان خزعلي الابن من أشد الموالين للنظام الحاكم في إيران، ومن مؤيدي ولاية الفقيه، وأسس مؤسسة “أبا صالح” (لقب المهدي المنتظر)، وهي مؤسسة ثقافية شيعية، كما أنشأ دار حيان للنشر.
وانشق خزعلي عن التيار المتطرف تزامنا مع تولي أحمدي نجاد الحكم، وزادت انتقاداته للنظام الإيراني بعد قمع احتجاجات عام 2009 ضد تزوير الانتخابات الرئاسية، حيث سقط خلالها العشرات من القتلى والمئات من الجرحى، وزُج بالآلاف من الإصلاحيين في السجون، وسجنت السلطات الإيرانية مهدي خزعلي مرارا، وآخرها في عام 2015 قبل أن تطلق سراحه بعد أن أضرب عن الطعام احتجاجا على تعرضه للسجن والتعذيب.
رفض مجلس صيانة الدستور ترشح مهدي خزعلي للانتخابات البرلمانية بسبب نقده اللاذع للسلطات، كما منع من عضوية اتحاد الأطباء الإيرانيين.
وأشهر ما أثاره خزعلي خلال فترة حكم أحمدي نجاد تأكيده على أصول أحمدي نجاد وبعض المسؤولين الإيرانيين اليهودية، حيث نشرت “العربية.نت” حينها أقواله بهذا الخصوص.
مهدي خزعلي في مصحة سجن ايفين بعد إضرابه عن الطعام
نقلا عن ایلاف