خلیج فارس بخش عربی خبرنامه خلیج فارس
عادت قضية الأمن في مطار بيروت إلى الواجهة من جديد، لا سيما في ظل بعض الخروقات والثغرات التي ظهرت مؤخرًا، الأمر الذي أثار موجة من القلق والمخاوف الجدية.
إيلاف من بيروت: تعرض مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، خلال الايام القليلة الماضية، لحملة واسعة من الانتقادات التي طالت، بشكل أو بآخر القيمين عليه امنيًا واداريًا، وذلك على خلفية تمكن فتى فلسطيني (12 عامًا) من السفر الى تركيا دون جواز سفر.
وأتت حادثة الطائرة التي حطت بمطار اللد في اسرائيل، وعليها شعار لبناني، لتزيد من اهتزاز المشهد حول ماهية الاجراءات المعتمدة في المطار، فضلاً عن المعوقات التي تواجه حركة الطيران، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، طيور النورس.
في حديث خاص لـ”إيلاف”، اوضح المدير العام للطيران المدني محمد شهاب الدين ملابسات كل هذه الامور، مؤكدًا بأن لبنان يعيش حالة أمنية ممتازة في ظل الحريق القائم في المنطقة، وبأن مطار بيروت آمن رغم بعض الشوائب والثغرات التي يُعمل بشكل حثيث على معالجتها.
إليكم نص الحوار:
ما هو تعليقك على ما يُقال حول خطورة حركة الطيران في مطار بيروت، لا سيما لجهة طيور النورس؟
لبنان كان يعيش هاجس سلامة الطيران، الذي كان مفروضاً علينا من الايكاو، وللحقيقة كان هاجسًا وطنيًا، ولكن بعد جهد حثيث تمكنا من ازالته، ولو لم نفعل ذلك، كانت اوروبا ستتوقف عن ارسال طائراتها الى لبنان، وكان ممنوعًا على لبنان ان يرسل طائراته الى اوروبا مثلما ما حصل مع العراق سابقًا، وبالنسبة لقضية الطيور، لقد اجتمعنا بلجنة تابعة لوزارة الاشغال بحضور مسؤول عن وزارة البيئة ومسؤول عن “UNDP”, وكان هناك اجماع على أن السبب الرئيسي لتحوّم الطيور هو المجارير الموجودة على كل شاطىء منطقة الاوزاعي، وهذه المجارير يختبئ فيها السمك الصغير، الامر الذي يجذب طيور النورس.
وردًا على ما يقال عن ان النفايات في مطمر الكوستابرافا في خلدة هي التي تجتذب هذه الطيور، قال شهاب الدين: للحقيقة هذه الطيور موجودة قبل الكوستا برافا بكثير، وكانت تدخل في محركات الطائرات، ولكن هذا الامر موجود في كل بلدان العالم، وكلنا يذكر حادثة الطائرة التي سقطت في احد الانهر في نيويورك، واضاف: كنا نتمنى ان يكون مطمر الكوستابرافا بعيدًا عن المطار, ولكن عندما يتم طمر النفايات بطريقة تقنية عالية تزول المشكلة لناحية الطيور، فيما تبقى المشكلة الاساسية في المجارير، وهناك توجه لمعالجتها وفقًا لتقرير وزارة البيئة عبر انشاء محطات تكرير للمياه المبتذلة، وبذلك نحافظ على البحر اللبناني نظيفًا لانه جاذب أساسي للسياح، واوضح انه تم شراء تجهيزات حديثة وضعت على مدارج المطار، وهي تصدر اصواتًا مخيفة للطيور مما يمنعها من الاقتراب، ولكنه قال: لنكن واقعيين، ما من حل نهائي لهذه المشكلة.
حادثة الفتى الفلسطيني خالد الشبطي اثارت الكثير من ردود الفعل والاستغراب، اذ كيف لفتى في الثانية عشرة من عمره أن يفعل ما فعله (السفر الى تركيا والعودة منها دون جواز) لو لم تكن هناك حالة من الفوضى وانعدام المحاسبة والمراقبة في دوائر المطار؟
لا شك ان خللاً ما قد حدث ليحصل ما حصل، علمًا انه يجب التنويه بالجهود التي يبذلها قائد جهاز امن المطار العميد جورج ضومط بشكل يومي لضبط الامور في المطار، وهو حاليًا يقوم بالتحقيقات اللازمة وسيحاسب كل رجل امني كان مقصرًا بواجباته، ولكن من الظلم موضوعيًا, توجيه الملامة والانتقاد الى جهاز امن المطار برمته لسبب أن عنصرًا أو عنصرين أخلّا بواجباتهما.
ولكن البعض تساءل: ماذا لو كان هذا الفتى تابعًا لأحد التنظيمات الارهابية وكان موجهاً للقيام بعمل ما، ماذا سيكون موقفكم؟
هذا كلام حق، وانا مع هذا التساؤل، فلو كان الفتى تابعًا لتنظيم داعش كما حصل في غازي عنتاب، كان الوضع خطيرًا بالتأكيد، نحمد الله أن الموقف لم يكن على هذا الشكل، وقد باشرنا باجراءات جديدة وصارمة.
المدير العام للطيران المدني محمد شهاب الدين
في ما يتعلق برحلة طائرة “الوينغز اوف ليبانون” الى مطار اللد في اسرائيل، لاحظنا أن هناك نوعًا من التردد وحالة من الارباك في تصريحات المسؤولين اللبنانيين، ما هي الاجراءات التي باشرتم بها حيال هذه الحادثة لمنع تكرارها؟
بكل موضوعية، شركة “وينغز اوف ليبانون” كانت متعاقدة مع الطائرة التي ذهبت الى اسرائيل، ولكن هذه الطائرة ارسلت الى الصيانة، والشركة التركية وبموجب العقد يجب أن تؤمن طائرة بديلة، وبالتالي الشركة اللبنانية لم تعد لها أية علاقة بالطائرة التي خضعت للصيانة وذهبت الى اسرائيل لانه تم توفير الطائرة البديلة.
الشركة التركية ارسلت كتاب اعتذار الى المديرية العامة للطيران المدني ولشركة “وينغز اوف ليبانون” بأنها اقترفت خطأ كبيرًا بحق الشركة اللبنانية، ونحن بدورنا كمديرية عامة اخطرنا “الوينغز اوف ليبانون” بوجوب الطلب من الشركة التركية ازالة اسم الشركة اللبنانية تمامًا عن تلك الطائرة وعدم التعاقد معها نهائيًا.
ولكن ألا يفترض طلب محاكمة الشركة اللبنانية كونها تتعامل مع شركة لها صلات مع اسرائيل؟
اطلاقًا، يجب منع الطائرة وليس محاكمة الشركة، لاسيما أن الشركة التركية قدمت اعتذارًا، ونحن تربطنا علاقات خدمات جوية مع تركيا، ولقد سارع وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر بارسال كتاب احتجاج شديد اللهجة الى وزارة الخارجية اللبنانية ليتم تحويله الى وزارة الخارجية التركية، ومنها الى الشركة التركية على خلفية ما اقترفته من خطأ باستخدام شعار لبنان والشركة اللبنانية على إحدى طائراتها لدى الكيان الاسرائيلي.
ورفض شهاب الدين توجيه الاتهامات بالعمالة لاسرائيل الى شركة “الوينغز اوف ليبانون”, وقال إن اصحابها وطنيون وقد استنكروا الامر، معتبرًا انه من باب التجني اتهامهم بالعمالة، ولو كان هناك ادنى شك بوطنيتهم لكنا اوقفنا الترخيص لهم.
كيف تقيّم حالة الطيران في مطار بيروت في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة والعالم؟
الحمدلله, كان لدينا ازدحام في عدد الركاب القادمين والمغادرين، لقد كان صيفًا واعدًا، ونحن نرحب بكل شركات الطيران التي تأتي الى لبنان، لان ذلك يعزز الثقة بمطار بيروت وبلبنان ويرفد دخل الخزينة اللبنانية.
تعني أن حركة المطار لم تتأثر بما يجري حولنا؟
بالعكس، لقد اصبح لبنان، وعلى الرغم من الحريق الذي يحيط بنا من أكثر الأماكن أمنًا، ولهذا لاحظنا ازدياد السياحة الطبية وغيرها، فالوضع الأمني ممتاز.
نقلاعن :ایلاف
