في 1666 التهم حريق هائل مساكن 70 ألفاً من سكان المدينة البالغين وقتها 80 ألف نسمة
في مثل هذا الشهر السبتمبري منذ 350 سنة، كانت لندن تتفحّم بحريق هائل، بدأ الأحد 2 سبتمبر وانتهى الأربعاء، من عام كان رقمه مما حذرت منه “رؤيا” مسيحية شهيرة قبل 1900 عام، وهو الرقم 666 المشير إلى “رجل وحش” أو شرير شيطاني يظهر، لأن الحريق كان عام 1666 وجعل لندن لقمة سائغة لنيران متشيطنة الطراز استمرت 4 أيام، في نكبة رسموها بلوحات وألفوا عنها روايات وأنتجوا أفلاماً ومسلسلات ومسرحيات بالعشرات.
بدأ فجراً في فرن Thomas Farrinerبشارع “بودينغ لين” المستمر في لندن للآن، وانتهى في 5 سبتمبر، بعد أن هدم معظم العاصمة وسورها الروماني الأثري، بمحوه من الوجود 13 ألف بيت، كان يقيم فيها 70 ألفاً من سكان لندن البالغين ذلك الوقت 80 ألف نسمة، ومعها دمر 87 كنيسة، بينها كاتدرائية القديس بولس القديمة. ومع أن ضحاياه كانوا 6 فقط، لهروب السكان إلى العراء، ومنهم صاحب الفرن الذي فر وابنته من الشباك، إلا أن بريطانيا لا تنسى حريقها الأكبر، لأنه كان مرعباً، وتفاصيله تناقلوها بالتواتر، كما في كتابات عنه شهيرة.
أربعة طوابع أصدروها يوم الجمعة الماضي لمناسبة مرور 350 سنة على حريق لندن العظيم
ومنهم من تم إعدامه من دون أي محاكمة
وأمس الأحد تذكروه بشكل خاص، لأنه عشية يوم انتهى فيه الحريق، وتمر عليه 350 سنة اليوم الاثنين، فأشعلوا نيراناً بمجسم خشبي عملاق للندن التي كان معظم ما فيها مبنياً من الخشب في القرن السابع عشر، وهو ما نراه في فيديو تبثه “العربية.نت” أدناه، ويأتي فيه إشعال المجسم ضمن فعاليات مهرجان أحيوا فيه ذكرى الحريق، فتجمعت حشود على ضفاف نهر “التايمز” لمشاهدة المجسم البالغ طوله 120 متراً وهو يطفو على الماء ثم يحترق بالنار، تماماً كما حدث للندن.
يكتبون عن الحريق، مما نجده في مواقع عدة “أونلاين” تناولت قصته بالكامل، وجميعها باسمه الذي اشتهر به عبر التاريخ، وهو Great Fire of London إنجليزياً، أن عمدة لندن ذلك الوقت، السير توماس بلودورت، تردد كثيراً باختيار نوعية المكافحة، في وقت كان الحريق يمتد ويتشعب بفعل الرياح، حتى كاد يصل إلى حي وستمنستر الأرستقراطي، وأيضاً إلى قصر “وايت هول” الخاص بالملك تشارلز الثاني “ولولا الانخفاض الشديد بحدة الرياح الشرقية، واستخدام حامية “برج لندن” للبارود، لتكوين حواجز نارية، حالت دون انتشار النيران بصورة أوسع في اتجاه الشرق، لداهمت النيران مناطق سكن الفقراء” وشردتهم، وهم بالآلاف.
وأشاعوا وقتها أن أجانب “ربما أضرموا الحرائق، واشتبهوا في فرنسيين وهولنديين، أعداء إنجلترا في الحرب الإنجليزية الهولندية الثانية التي كانت رحاها لا تزال دائرة آنذاك” وتسبب الاشتباه بهم في تعرض مجموعات كبيرة من المهاجرين للعنف، ومنهم من تم إعدامه من دون أي محاكمة.
وغادر اللندنيون بيوتهم في عام تكرر فيه 6 ثلاث مرات، لاجئين الى النهر وركبوا المراكب هاربين
رقم “الرجل الوحش” في الرؤيا الإنجيلية
أما 666 فوارد عنه تحذير كبير في “سفر الرؤيا” الإنجيلي، بعبارة: “هنا الحكمة. من له فهم فليحسب عدد الوحش، فإنه عدد إنسان، وعدده: ستمئة وستة وستون” وكانوا يعتقدون أنه إشارة إلى “نيرون” حارق روما الشهير، باعتبار أن “قيمة اسمه إذا كتبت أحرفه باللغة الآرامية هي 666 وفقاً لطريقة الحساب العبرية”. إلا أنه أصبح مع الزمن مشيراً لكل معاد كبير للسيد المسيح، وهو رقم تشاءم منه الكثيرون عبر التاريخ، وأطلقوا على الرهاب منه اسماً معقداً وطويلاً، هو Hexacosioihexekontahexaphobia المستمد من تعبير إغريقي قديم يعني الخوف من رقم 6 مكرراً 3 مرات.
وبين من خافوا من عواقب 666 كان الرئيس الأميركي الراحل، رونالد ريغان، ففي 1989 انتقل وزوجته للإقامة في منزل جديد بلوس أنجلس، ولأن عنوانه كان 666 St. Cloud Road لذلك رفض السكن فيه حتى تغيير العنوان، على حد ما قرأت “العربية.نت” في موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي، وأصبح رقم المنزل 668 المستمر للآن. كما أنتجت هوليوود 5 أفلام سينمائية، منها الشهير The Phantom of the Opera إضافة إلى The Omen المتضمن كسواه مشاهد وإيحاءات رعب محورها الرقم الذي لا ندري لماذا هو 666 بالذات، وليس غيره.
نقلاعن: العربیه