بحث ممثلون عن الشعوب والأقليات القومية والدينية في إيران “حق تقرير المصير” خلال ندوتين عقدتا، يومي الخميس والجمعة، على هامش الدورة 33 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في مقر المنظمة الدولية في جنيف.
وحضر ندوة “حق تقرير المصير” في اليوم الأول، خبراء من الأمم المتحدة وممثلون عن منظمات حقوقية دولية وإقليمية، واستمعوا إلى أطروحات وآراء ممثلي الشعوب غير الفارسية والأقليات العرقية والدينية في إيران كالأكراد وعرب الأهواز والبلوش والبهائيين وغيرهم، والذين يعانون من الاضطهاد والتمييز على يد السلطات الإيرانية.
وناقش المشاركون في هذه الندوة التي نظمها مركز “زاغروس” لحقوق الإنسان، بدعم من منظمات ذات صفة استشارية في الأمم المتحدة، الجوانب القانونية والحقوقية لحق تقرير المصير وتعريفاته بالقوانين الدولية، وكيفية تعامل الدول ومؤسسات الأمم المتحدة مع هذا المبدأ وتطبيقه على الشعوب المضطهدة.
وقال الدكتور كريم عبديان بني سعيد، رئيس “منظمة حقوق الإنسان الأهوازية” في كلمته، إنه “في ظل غياب الحماية الدولية المطلوبة لمنع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان ضد القوميات في إيران، بما فيها الشعب العربي الأهوازي، ليس هناك طريق أمام هذه الشعوب إلا ممارسة حقها القانوني في المطالبة بحق تقرير المصير”.
وانتقد بني سعيد بشدة، موقف المجتمع الدولي إزاء ما يمارسه النظام الإيراني من جرائم وإعدامات وانتهاكات ضد القوميات والأقليات، وقال إن “استمرار السياسات العنصرية وقمع الحكومة المركزية للأقليات العرقية يدفع باتجاه المطالبة بحق تقرير المصير للخلاص من الإقصاء والاضطهاد المستمر”.
وأكد أن “المزيد من القمع والإقصاء السياسي واستمرار التهميش الاقتصادي والاجتماعي ضد عرب الأهواز قد يولد ردود أفعال متطرفة في أماكن أخرى في المنطقة”.
وحذر بني سعيد من “بلقنة” إيران، قائلاً إنها ستواجه مصير يوغوسلافيا السابقة إذا لم يتم إعطاء الأقليات القومية المكونة له استقلالها الذاتي لإدارة شؤونها والتي كانت تتمتع به لقرون قبل صعود الشاه رضا بهلوي إلى السلطة في عشرينات القرن الماضي”.
من جهته، تحدث بابان إلياسي، ممثل مركز “زاغروس” لحقوق الإنسان، عن أوضاع الأكراد في إيران والأساليب القمعية التي تمارسها الحكومة المركزية والتي تدفع بالأكراد نحو العمل المسلح.
وقال إلياسي إن “عودة الأكراد للكفاح المسلح في إيران هي نتيجة إهمال حقوقهم ومطالبهم الإنسانية ومجابهتها بالقمع والإعدامات من قبل الحكومة المركزية”، مطالباً المجتمع الدولي بالاهتمام بقضايا القوميات المضهدة بمن فيهم الأكراد وحقهم في تقرير المصير”.
وفي اليوم التالي للندوة التي عقدت تحت عنوان “حقوق الأقليات في إيران”، مساء الجمعة، بمقر الأمم المتحدة بجنيف، تحدثت ديان علايى، ممثلة مؤتمر البهائيين، عما تتعرض له الطائفة من قمع ومضايقات وتنكيل على يد السلطات الإيرانية.
وقالت علايى إن السلطات الإيرانية تحرم البهائيين من إكمال دراستهم، وتحرمهم من الوظائف الحكومية، وتروج ضدهم الكراهية”.
كما تحدثت صباح بندوئي، الناشطة البلوشية، عما يتعرض له البلوش وأهل السنة في إيران من اضطهاد مزدوج قومي وطائفي منذ قيام نظام الجمهورية الإسلامية عام 1979.
وطالب المشاركون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بممارسة الضغط على الحكومة الإيرانية للالتزام بتعهداتها الدولية وحماية حقوق الأقليات، كما شددوا على ضرورة منح الشعوب المضطهدة حقها القانوني في تقرير المصير وفقاً للقوانين الدولية والآليات الأممية.
نقلا عن العربیه