قال رئيس “التيّار الشيعي الحرّ” في لبنان، الشيخ محمد الحاج حسن، إن لبنان يخسر موقعه العربي، بعد أن أصبح منبراً لاستهداف العروبة والمملكة العربية السعودية، التي وقفت إلى جانبه في أحلك الظروف وأصعبها، متهماً حزب الله بـ”اختطاف قرار الشيعة وأسر الوطن”.
وأضاف الحاج حسن، في بيان له، الأحد، أن “لبنان يتعرّض اليوم لردود فعل عربية، نتيجة الموقف المخزي لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، المرتهن لصالح حزب الله وإيران”، (لم يُدِن الهجمات التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران مؤخراً)، مشيراً إلى أن “آلاف اللبنانيين سيتعرضون لانتكاسات كبيرة نتيجة تلك المواقف”.
وتابع: “حزب الله يوظّف أبواقه كالمعتاد لتوجيه سهام الحقد الفارسي ضد العرب، لأنه لا يؤمن بمشروع الدولة ولا بعروبة لبنان، وهو يمهّد لـ7 أيّار جديد، لهدم عروبة لبنان”، مشيراً إلى أن ظروف نجاح الحزب “متوفرة لأن خصومه يفتقدون لخطط وطنية قابلة للتنفيذ”.
وكان مجلس الوزراء اللبناني قرر، في 7 مايو/ أيار 2008، مصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بـ”حزب الله”، وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي، العميد وفيق شقير، إلا أن “الحزب” لجأ إلى القوة واستخدام السلاح، لردع الحكومة وإرغامها على العدول عن قرارها، فقامت الحكومة بدورها بسحب القرارين.
وشدد الحاج حسن على أنه “ليس من مصلحة اللبنانيين أن يكونوا في خندق العداء للدول العربية وشعوبها”، مطالباً رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام بـ”السعي لمنع التخلي العربي عن لبنان؛ كي لا يصبح فريسة سهلة للذئب الإيراني الباحث عن مصالحه وأهدافه”.
ودعا السياسي اللبناني الشيعة في بلاده إلى “أن يعوا خطورة الأمر، وألا ينقادوا وراء حزب الله حيث يريد ويرغب، وأن يفكروا بالعائلات التي ستدفع الثمن، وبالانعكاسات الاقتصادية السلبية على لبنان”.
وتابع: “خيارنا عربي وسيبقى كذلك، ونناشد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ألا يعاقب لبنان الوفي والمخلص لعروبته وقوميته، وأن يعتبر اللبنانيين على أرضه بمثابة أبناء له، وأن يبقى إلى جانب الجيش والقوى الأمنية ليبقى لبنان”.
يشار إلى أن “التيار الشيعي الحر”، الذي أُسس عام 2006، يعتبر أحد الكيانات السياسية التي تشكل تحالف “14 آذار” في لبنان، الذي يطالب بـ”إقامة محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقيام دولة لبنانية تعتمد على المؤسسات والقانون”، ويواجه التحالف معارضة شديدة من قبل قوى “8 آذار” بقيادة “حزب الله”، وتربطه علاقة متوترة مع النظام السوري.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، الجمعة، أنها قررت “إيقاف مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني، عن طريق فرنسا، وقدرها 3 مليارات دولار، إلى جانب مليار دولار مخصصة لقوى الأمن الداخلي في البلاد”.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، عن مصدر مسؤول (لم تسمّه)، بأن هذا القرار جاء بعد أن قامت الرياض “بمراجعة شاملة” لعلاقاتها مع لبنان، بما يتناسب مع ما قامت به الأخيرة من مواقف، وصفها المصدر بأنها “مؤسفة وغير مبررة”، و”لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين”.
وتتهم السعودية، حزب الله، بالموالاة لإيران، والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سوريا للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد منذ 2012، وأدرجت عدداً من عناصره على قائمة الإرهاب.