سقوط طائرة التجسس الأميركية “يو- 2” يوم الثلاثاء 20 سبتمبر 2016 في كاليفورنيا، يذكرنا بإسقاط الاتحاد السوفيتي طائرة التجسس الأميركية “يو-2” في 1 مايو 1960، بواسطة صواريخ سام وأسر طيارها فرانسيس پاورز (صواريخ سام السوفيتية أسقطت طائرة العم سام).
كان يوم 1 مايو 2016 الذكرى اﻟ56 لسقوط طائرة التجسس الأمركية “يو-تو” (U-2) وأسر قائدها فرانسيس پاورز على يد القوات الجوية السوفيتية عام ستين من القرن الماضي، حين اشتعل فتيل الحرب الباردة. وبهذه المناسبة، عقدت في موسكو طاولات مستديرة شارك فيها نجل الطيار الأمريكي الذي أسر في الحادث.
وكان نيكيتا خروشوف الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي السابق قد قال آنذاك متحدثا عن حادث خرق الأجواء الروسية من قبل طائرة التجسس الأمريكية: “في الساعة الخامسة والدقيقة السادسة والثلاثين، بتوقيت موسكو، عبرت طائرة أمريكية حدودنا، واستمرت في الطيران في أعماق مجالنا الجوي، وقد أبلغ وزير الدفاع الحكومة السوفيتية بهذا الاعتداء، مؤكدا أن المعتدي يعرف ماذا يرتكب عندما يعبر حدود دولة أخرى، وإذا بقي دون ردع فسيتجرأ على ارتكاب استفزازات جديدة، لذلك يجب اتخاذ تدابير حاسمة لإسقاط الطائرة، وقد نفّذت المهمة، وأسقطت الطائرة”.
وبعد إسقاط طائرة التجسس، عثر على قائدها فرانسيس پاورز، فقدم لمحاكمة قالت الولايات المتحدة إنها لم تكن عادلة، مع أن پاورز اعترف أمام المحكمة، فحكم عليه بالسجن عشر سنين فقط، لكن في عام 1962 استبدل پاورز بالجاسوس الروسي رودولف أبيل الذي قبضت الاستخبارات الأمريكية عليه في عام 1957 بنيويورك.
بعد إسقاط طائرة يو-2 عم الفرح بين الشيوعيين ومعظم أحرار العالم الذين كانوا يفتخرون بعظمة الاتحاد السوفيتي وتفوقه على الولايات المتحدة في مجال العسكري وغزو الفضاء آنذاك، وكانوا يحلمون بأن دول العالم سوف تحذو حذو الاتحاد السوفيتي في التحول إلى النظام الاشتراكي. لكن تلك الأحلام تبدلت إلى السراب والكوابيس بعد سقوط وانهيار الاتحاد السوفيتي مع نهاية عام 1991. في حين لم ينهار النظام الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة المتغطرسة، عكس تنبؤات الكاتب الأميركي جاك لندن عام 1906 في كتابه “العقب الحديدية” على حتمية انتصار الاشتراكية وانهيار الرأسمالية.
https://history.state.gov/milestones/1953-1960/u2-incident