الزياني: متفائلون بحل لليمن ورئيس في لبنان ومشكلتنا مع حزب الله وإيران/راغدة درغام

دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني إلى تكاتف الجهود لإنقاذ السوريين ووقف سفك دماء الشعب السوري، واعتبار هذا الهدف أولوية مباشرة، في موازاة العمل على المسار السياسي للأزمة. وأكـد الزياني في لقاء مع «الحياة» في نيويورك على هامـــش أعمال الجمعيــــة العــــامة للأمم المتحدة أن دول الخليج العربية تتحمل قسطاً أساسياً من المسؤولية عن دعم اللاجئين السوريين واستضافتهم وإغاثتهم. وأوضح أن أكثر من مليوني مواطن سوري يقيمون في المملكة العربية السعودية وحدها، وأن الكويت عقدت أكثر من ٣ مؤتمرات لتمويل العمل الإنساني في سورية، وأن النسبة الكبرى من تمويل هذه البرامج تتولاها دول الخليج العربية. وأكد الزياني أن الدول الخليجية ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، وأنها تريد عراقاً قوياً موحداً وعربياً وأن يكون جزءاً لا يتجزأ من الوطن العربي

2810

وشدد على ضرورة أن تغير إيران سياستها الإقليمية القائمة على التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، وأن تنسحب سلمياً من الجزر الإماراتية الثلاث.

كما أكد أن الأولوية بالنسبة إلى دول مجلس التعاون هي «المواطن الخليجي» ومستقبله وتعليمه وأمنه وزيادة فرصه في سوق المعرفة. وهنا نص الحوار:

> هل كانت هذه دورة سورية في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ أنتم اجتمعتم مع كبار المسؤولين الأميركيين والروس والأوروبيين. باعتقادكم، هل تحرك هذا الملف نوعياً أم إنه نوع من رفع العتب والصخب السياسي؟

– الحقيقة أن الوضع في سورية مؤلم، وهذه الأرواح التي تم قتلها شيء لم يسبق له مثيل في التاريخ. الوضع معقد وأصبح الملف الآن بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي. وأنا أرى أن العالم يستطيع، وهذه القوى العظمى، أن يجد الفرصة إذا توافرت الإرادة لدى الجهتين بأن يتم التعاون في مجالين: المجال الإنساني ومكافحة الإرهاب. في هذين المجالين، إذا تم التعاون بينهما فستزرعان الأمل على الأقل. هذه خطوة أولى، وهذه فرصة أمام الجميع، وأن يكون هناك تنحية للمصالح ووضع مصلحة سورية والشعب والمواطن والإنسان السوري في المرتبة الأولى.

الشق السياسي

> تنحية المصالح شيء وتنحية الشق السياسي شيء آخر. أنت تدعو إلى تنحية الشق السياسي عندما تقول التركيز على نقطتين هما مكافحة الإرهاب والموضوع الإنساني. أنا أسأل لماذا تدعو إلى تنحية الشق السياسي وتركز فقط على الإنساني ومكافحة الإرهاب؟

– أنا أقول تنحية المصالح والتركيز على الموضوع الإنساني ومكافحة الإرهاب، لأن هذا يزرع الفرصة والأمل لدى الشعب السوري، ومن ثم في الوقت نفسه، يمكن أن نبدأ العمل على الشق السياسي وتحقيق الأهداف السياسية. لكن الآن هي فرصة متاحة أمام القوى العظمى بأن تركز على الجانب الإنساني.

> سيحتج عليك البعض لأنه لا مجال لإبعاد الشق السياسي، لأن كل الفكرة عند البعض هي إبعاد الشق السياسي. فأرجوك لا تجعلني أسئ فهمك لأن ما قلته يوحي بأنه كلام خطير. هل قصدك فصل أو إبعاد الشق السياسي عن المداولات الروسية – الأميركية؟ لأن هذا مهم جداً.

– الشق السياسي هو الأساس، لكن (يجب) التركيز الآن في الوقت الحاضر على هذين الجانبين بسرعة لأن هذا مهم.

دور مجلس التعاون

> لماذا تتحدثون دائماً عن أدوار الآخرين؟ لماذا يترك هذا الشق الإنساني لروسيا وأميركا؟ لماذا لا تتدخلون بالطريقة التي يجب أن يكون لكم فيها دور كدول مجلس التعاون الخليجي في الشق الإنساني؟

– يتم التدخل ويتم الآن التنسيق مع الجهات كافة، لكن حصار المدن وتجويع المواطنين السوريين والناس، هذا شيء غير إنساني أياً كان من يقوم به. فلا بد من تكاتف الجهود وبسرعة لإنقاذ هذه الأرواح.

> ماذا تفعلون في موضوع اللاجئين؟ أريد أن أضع أمامك المآخذ عليكم، يؤخذ عليكم بخاصة من جانب الغرب، أنكم لا تخدمون ملف اللاجئين. هل لديكم جديد لتساعدوا اللاجئين المشردين كي لا تُتهموا بأنكم تتبنون موقفاً هنا وموقفاً هناك ولا تأخذون على عاتقكم الجزء المهم من تلك المسؤولية الكبرى؟

– بالعكس، الجهود التي بُذلت للاهتمام باللاجئين واستضافتهم كثيرة في مختلف الجوانب. عندنا الآن لاجئون كثر في دول المجلس تمت استضافتهم، ومعاملتهم بالروح الإنسانية وبالمبادئ الإنسانية، حتى في الوظائف لهم رخص عمل ويعملون، وأبناؤهم في المدارس والإحصاءات كثيرة.

> هل لديك أرقام؟

– لدينا في دول المجلس أكثر من حوالى مليوني سوري الآن يعملون، وبين أهاليهم، وتتم استضافة أبنائهم في المدارس…

> هناك ٦ دول خليجية. يبدو أن العدد قليل. في لبنان أكثر من مليون ونصف وهو دولة صغيرة.

– هؤلاء يعملون. في السعودية فقط لديهم أكثر من مليونين.

> هناك دعوة من جانب الأمم المتحدة لتوطين جزء معين وليس كل اللاجئين. هل بحثتم في ذلك في مجلس التعاون لتقرروا نسبة اللاجئين التي يمكن توطينها وشروط التوطين؟

– هذه مواضيع سيادية وتعود إلى الدول وليس في أمانة مجلس التعاون، الأمانة هي تنسيقية تعاونية، لكن أيضاً يتم دعم إنشاء المدارس والمستشفيات، ودعم الدول التي تستضيف اللاجئين.

> لماذا يوجه إليكم النقد إذاً؟

– الكويت وحدها عقدت أكثر من ثلاثة مؤتمرات خاصة لدعم اللاجئين والعمل الإنساني في سورية. أكثر المانحين، أكبر نسبة تأتي من دول المجلس، فالجهود كبيرة لكن نحن دائماً من شيمنا، ومن مبادئنا ومن قيمنا ألا نتفاخر بما نقوم به.

> سيادة الأمين العام، تفضلت وتكلمت عن المأساة في سورية، تطورات حلب مثلاً في الأيام الأخيرة الماضية. هل اتخذتم أنتم إجراءات أو مواقف، لا أتحدث فقط عن الإدانات بل عن إجراءات أمام هذه الكارثة التي تتفاقم. ماذا فعلتم إزاء تطورات حلب؟

– الاتصالات مستمرة بين الدول وهذا الملف يأتي في إطار الجامعة العربية والمجلس الوزاري لدى الجامعة العربية، لكن الجهود الديبلوماسية مستمرة مع الدول الفاعلة في هذا الملف.

> الجامعة العربية هي المسؤولة عن هذا الملف لا مجلس التعاون الخليجي، لماذا؟ مجلس التعاون الخليجي له استقلالية عن جامعة الدول العربية.

– لا، مجلس التعاون فيه ٦ دول عربية، جزء من الجامعة العربية. وفي الميثاق نحن أيضاً نحترم ونعمل في إطار ميثاق جامعة الدول العربية.

الموقف من حلب

> دعني أكنْ صريحة معك، أنا أجريت حديثاً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية. أسمعك تقول عندما أسألك عن ملف سورية أنه من شأن جامعة الدول العربية. سألت الأمين العام عن ملف سورية، فقال هذا من شأن الأسرة الدولية. يبدو لي أنكم تتملصون من هذا الملف المهم، كلكم.

– لا، أنا لا أتملص، أنت تعرفين تماماً الآن أن هذا الملف بات في يد الدول العظمى.

> لماذا تتركونه هناك، هذا هو السؤال، السيد الأمين العام؟ مثلاً، فرنسا وبريطانيا تحتجان الآن على ترك الملف للأيادي الأميركية والروسية حصراً. يقولون نحن هنا أيضاً وعلينا واجبات أخلاقية وعملية وإنسانية.

– ليس حصراً. الدول العربية تعمل، وأعتقد أن الجهد الديبلوماسي واضح للعيان، وكل منصف يرى أنه مع بدء الأزمة كانت النصيحة هي الاختيار بين الفوضى والحكمة. تذكري كلمة الملك الراحل، طيب الله ثراه، الملك عبدالله عندما نصح الرئيس السوري بأن يختار بين الفوضى والحكمة. فالدور الذي تقوم به الدول العربية موجود، ودور الدول الخليجية أيضاً موجود. نظراً إلى كبر الأزمة وتعقيداتها وتأثيرها في الأمن والسلم الدولي. مجلس الأمن، خضوصاً الدول العظمى، مسؤولة عن تثبيت السلم والأمن الدولي في هذه المنطقة.

عقدة الأسد

> هل عقدة الأسد هي عقدة خليجية؟ بمعنى رحيل بشار الأسد عن السلطة. هل هي عقدة خليجية، عقدة إيرانية، أم عقدة روسية، عقدة الأسد، عقدة من هي؟

– مشكلة سورية. الشعب السوري يريد أن يحقق تطلعاته، فإذاً المشكلة، أو الأزمة أو إذا سميتها عقدة، هي للشعب السوري.

> أنتقل معك إلى اليمن، هل اليمن أولوية لمجلس التعاون الخليجي؟

– أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن دول مجلس التعاون، وأيضاً يؤثر في الأمن والسلم الدوليين. اليمن منذ بدء الأزمة فيه، وهي تنال اهتماماً كبيراً من دول المجلس. ودول المجلس في البداية عملت لحل سلمي عندما كان اليمن يعاني من الأزمة وكان على شفا حرب أهلية، تقدمت دول المجلس بمبادرة خليجية. فهذا يوضح نيات دول المجلس ورغبتها وصدقها في أن تعالج هذه الأزمة بأسلوب سلمي سياسي يحقن دماء اليمنيين.

من يعرقل في اليمن؟

> كيف تتحدثون عن الأمر مع كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والبريطاني بوريس جونسون، وأيضاً الروسي سيرغي لافروف؟ أنتم اجتمعتم مع الثلاثة. هل تعتقد أن روسيا تعرقل في موضوع اليمن أم تساعد؟

– هناك اهتمام كبير من الدول كافة لحل الأزمة اليمنية، وجدنا موقفاً موحداً لدى الجميع. بالعكس، أنا أعتقد أن على الحوثيين أن يغتنموا هذه الفرصة ونصل إلى حل سياسي في إطار القرار ٢٢١٦ والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار.

> أنا التقيت مع نائب رئيس الوزراء اليمني، ولم أخرج بانطباع أنه شعر بأن الحل السياسي قد اختمر. شعرت أنه يقول أنه يتوقع الإطالة.

– والله يا راغدة، الأمر أيضاً ديبلوماسي سياسي، يحتاج إلى الوقت.

> هل أنت متفائل في موضوع اليمن؟

– أنا دائماً متفائل.

> أنا أسألك عن موضوع اليمن في شكل خاص.

– أنا دائماً متفائل بملف اليمن والأزمة اليمنية لأن ليس أمام الأطراف سوى الحل السياسي. مواصلة الدرب الحالي ستؤدي إلى دمار اليمن والشعب اليمني…

العراق

> دعني أنتقل معك بسرعة إلى العراق. كدول مجاورة للعراق، هل عندكم تصور معين كيف يمكن أن يكون لكم دور بدلاً من أن يُترك العراق لإيران ولغير ذلك من التدخلات. هل لديكم تصور في الشأن العراقي في بيئتكم المباشرة؟

– العراق دولة مهمة في الوطن العربي له ثقله نأمل ونتطلع إلى عودته لأخذ الدور الحقيقي الذي يليق به، الدور العربي. نحن لا نتدخل في شؤون العراق الداخلية، العراق لأهله. نحن داعمون لأي جهد مشترك يأخذ في الاعتبار الأطراف كافة ويؤدي إلى أمن العراق واستقراره وسلامته. نريد عراقاً قوياً، موحداً، وعراقاً عربياً وأن يكون جزءاً لا يتجزأ من الوطن العربي.

> جزء من العراقيين يقول أنكم غبتم عن العراق أنتم كدول عربية، وبالذات الدول الخليجية. يأخذ عليكم هذا. هل هناك من جديد؟

– الأمر يعتمد على كيفية تعريف الغياب عن العراق، ولكن نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية في العراق. لا، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية، ولم نتدخل، ولن نتدخل.

لبنان

> كثيرون في لبنان يقولون ماذا فعلنا معكم يا أهل الخليج كي تكرهونا إلى هذا الحد. نعرف أن لديكم مشكلة مع «حزب الله»، لكنّ هناك انطباعاً بأنكم تعاقبون لبنان البلد نتيجة غضبكم من «حزب الله».

– بالعكس، الشعب اللبناني هو شعب عربي شقيق، ويعمل أبناؤه عندنا. مشكلتنا مع «حزب الله»، ويمكن هذا السؤال أن يوجه إلى «حزب الله»، لماذا يريد دمار لبنان؟ لماذا هو يريد هذا؟

> ماذا ستفعلون لفصل العلاقة مع «حزب الله» عن العلاقة مع لبنان؟

– نحن نتعامل الآن مع «حزب الله» كمنظمة إرهابية، وهناك إجراءات حسب القوانين الوطنية لدى دول المجلس للتعامل مع «حزب الله»، وهناك شق آخر للتعامل مع لبنان، ولكن نأمل بأن تحل أزمته السياسية لتعيين رئيس أو انتخاب رئيس.

> إيران، هل لديكم أية أفكار لإصلاح العلاقة مع إيران، أنتم لم تقولوا في الماضي أبداً أن إيران هي العدو الدائم. أنتم تحدثتم عن رغبة في إصلاح تلك العلاقة. هم يتحدثون عن النظام الأمني الجديد.

– إيران دولة جارة وتربطنا مع الشعب الإيراني علاقات تاريخية. توجد العلاقة بين الشعوب، لكن الاختلاف الآن في السياسة وعدم حل الأزمات والمشكلات بالطرق السلمية. على سبيل المثل، احتلال إيران جزرَ الإمارات، دعونا منذ قامت الأزمة إلى العودة للحوار أو العودة إلى القانون الدولي ومحكمة العدل الدولية، أو إلى الخروج من هذه الأزمة سلمياً.

> أفهم ما تقوله، لكني أسأل من منطلق أنكم لا بد أن تفكروا بأفكار تجددية وبرؤية جديدة من أجل إصلاح تلك العلاقة جذرياً، هل تفكرون في ذلك؟

– أعتقد كلامي الآن واضح، يعني لا بد من الوصول إلى علاقة بين الدول تؤسس على ما تم اعتماده والاعتراف به دولياً بين الدول.

> ما أحاول أن أقوله، هل لديكم أفكار مثلاً من أجل استقبال وزير خارجية إيران، أو سواه. يقال أن في إيران جبهة اعتدال وجبهة تطرف، وأن الرئيس روحاني يعتبر معتدلاً من وجهة نظر الكثيرين. هل هناك من أفكار لديكم للأخذ والعطاء مع معسكر الرئيس حسن روحاني الذي يضم الرئيسين السابقين خاتمي ورفسنجاني؟ هذا هو السؤال.

– إذا كنا نريد أن نتعاون، فلا بد من التواصل ولا بد من بناء الثقة. هذان عمودان مهمان، أن يكون هناك بناء ثقة بين الدول. وبناء الثقة يحتاج إلى تغيير سلوك إيران في المنطقة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. هذه أمور تؤدي إلى أن ترى فيه بناء الثقة.

> لماذا لا تؤثرون في ذلك؟ لماذا لا تقومون بما من شأنه أن يؤثر في ذلك؟

– أعتقد أن هذا واضح، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لإيران، دائماً نحترم أي خطوة إيجابية لا تنتهي بأن تعود إلى المربع الأول بخلافات، أو إلى طريق مسدود.

الثقة مفقودة مع إيران

> تتحدثون عن نظام أمني جديد في المنطقة؟ يقولون في إيران: نحن ندعو دول الخليج، والخليجيون لا يلبون. هل تعتبر أن دعوتهم إلى نظام أمني جديد هي دعوة إلى تفكيك مجلس التعاون الخليجي؟

– أنا أعتقد أن أول بداية لبناء الثقة هي الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية. الآن ثمة فرصة متاحة، حتى في سورية، أن ينسحب «حزب الله»، لحل الأزمة.

> ابقَ معي في الرغبة في تفكيك منظومة مجلس التعاون الخليجي، لأنهم يتحدثون عن نظام أمني جديد أشمل يضم العراق ويضم إيران ويضم دول مجلس التعاون. هل هذا يعني أنهم يريدون تفكيك النظام المبني في إطار مجلس التعاون الخليجي؟

– مجلس التعاون الخليجي مبني ليس فقط كتكتل أمني. مجلس التعاون كتكتل، ومجلس اقتصادي، يعمل على رفاه وازدهار المنطقة وازدهار شعوب المجلس ومواطني المجلس. مجلس التعاون يؤدي دوراً لتصدير الاستقرار في المنطقة. مجلس التعاون بعيد من الموضوع.

> هل أنتم منفتحون على النظام الأمني الجديد الذي تدعو إليه إيران؟ هم يتحدثون منذ سنة وأكثر عن نظام أمني يضم إيران والعراق ودول مجلس التعاون.

– يعني أولاً، لا أعرف عمّا تتحدثين. وإذا كانت توجد أقوال (يجب أن) تظهر الأفعال. الأفعال هي التي تتحدث أكثر من الأقوال وهذا هو ما نراه. لكن شعوب المنطقة، إذا سألت أي فرد من شعوب المنطقة ماذا يريد، يريد منطقة مستقرة مزدهرة تعيش فيها الشعوب في سلام رغم الاختلاف الأيديولوجي أو الاختلاف في المذاهب. نبتعد من الطائفية ونركز على ازدهار المنطقة. العالم الآن أصبح صغيراً يعتمد على أن كل المناطق تكون مستقرة وبالذات منطقة الشرق الأوسط.

> السؤال الأخير، ماذا في ذهنكم في عام ٢٠١٧ من أولويات؟ أنا أعرف أن هناك مشاريع جمركية وطرقات وسواها. ما هي الأولويات الثلاث في إطار التعاون الخليجي – الخليجي؟

– الأولوية المهمة هي المواطن الخليجي. كل هذه الأعمال التي نراها من أصحاب الجلالة والسمو والقادة هي التركيز على رفاه المواطن الخليجي وسعادته وأمنه. توفير الفرص للمواطن الخليجي للعمل، أفضل تعليم ممكن، وأفضل علاج صحي ممكن، وتوفير العمل لإعداد المواطن الخليجي والشباب بالذات لسوق المعرفة أكثر مما لسوق العمل، للأعمال الصغيرة وريادة الأعمال. ليس فقط عام ٢٠١٧. هدف مجلس التعاون هو خدمة المواطن الخليجي. بالتأكيد (أولوية) أصحاب الجلالة والسمو والقادة هي في رفاه شعوب المنطقة واقتصادها وازدهارها، والمواطنين بالذات. رؤية خادم الحرمين الشريفين، واعتمادها من أصحاب الجلالة والسمو والقادة في قمة الرياض عام ٢٠١٥ السابقة تم تنفيذها، وأيضاً القرارات التي اتخذت في اللقاء التشاوري، وإنشاء هيئة للشؤون الاقتصادية والتنموية الهدف منها معالجة معوقات الاتحاد الجمركي كافة والسوق المشتركة وتعميق الاقتصاد والتكامل الاقتصادي والتركيز على الشؤون التنموية لتحقيق رؤى المجلس والعمل المشترك لمساعدة تنفيذ تلك الرؤى. أول اجتماع إن شاء الله سيكون عن قريب لوضع النظام الأساسي.

متى؟

– أعتقد بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، إن شاء الله.

نقلاعن ایلاف