أصدرت محكمة الثورة الإيرانية حكماً بالسجن 10 سنوات، ودفع غرامة 4 ملايين و200 ألف دولار على خبير التكنولوجيا اللبناني، نزار زكا.
ونقلت وكالة أسوشیيتد برس، الثلاثاء، عن جیسون بابلت المحامي الأميركي لنزار زکا أن الحكم الصادر من محكمة الثورة الإيرانية يتألف من 60 صفحة وصدر في محكمة غير علنية برئاسة القاضي أبوالقاسم صلواتي، ولم يتمكن فريق الدفاع عن زكا من الاطلاع عن تفاصيل الحكم حتى الآن.
ولم تعلن وسائل الإعلام الإيرانية خبراً عن حكم الصادر بحق زكا حتى الآن.
وقال ديفيد رمضان، أحد المشرعين الأميركيين السابقين من ولاية فيرجينيا ومن أعضاء مجموعة حماية نزار زكا، إن “إيران لم تحترم أياً من المعاهدات الدولية والعلاقات الدولیة”.
يأتي صدور الحكم القضائي بعد أيام من تحذير منظمة العفو الدولية من تدهور صحة الأمين العام للمنظمة العربية للمعلومات والاتصالات (اجمع) ورئيس السياسة العامة في التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والخدمات (ويستا) وهو العالم اللبناني، نزار زكا، في سجن إيفين السيئ الصيت في طهران، الذي يقبع فيه زكا بعد زيارته إلى إيران بدعوة رسمية من نائبة الرئيس الإيراني ومشاركته في مؤتمر حكومي في أيلول/ سبتمبر 2015.
صحته متدهورة
وأكدت منظمة العفو الدولية أن صحة نزار زكا تدهورت بشكل خطير في سجن إيفين، وطالبت السلطات الإيرانية بتوفير العلاج الفوري له ونقله إلى المستشفى.
وأضافت المنظمة في بيانٍ أنه إذا لم يتلق المواطن اللبناني العلاج على الفور، فستتدهور حالته الصحية بشكل خطير، وأنه يعاني من ألم شديد في ظهره وجهازه الهضمي، وأنه خسر من وزنه كثيراً وأصبح ضعيفاً إلى حد كبير.
وانتقدت المنظمة الدولية بشدة القضاء الإيراني، بسبب عدم محاكمة نزار زكا محاكمة عادلة، مضيفةً أنها حرمته من التواصل مع المحامي منذ فترة اعتقاله حتى قبل 5 أشهر، وأن المحكمة الإيرانية لم تعط محاميه جميع حيثيات الملف بعد تلك الفترة، وأنها منعته من دراسة ملفه بالكامل.
وطالبت أسرة نزار زكا وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بالضغط على النظام الإيراني للإفراج عنه، وأوضحت أن زكا زار إيران بالتنسيق وتأييد الخارجية الأميركية، وأن الحكومة الأميركية وفرت تكاليف زيارته إلى طهران.
ويحمل نزار زكا الإقامة الأميركية “الغرين كارد” أيضاً.
وكان قد اختير نزار زكّا في التاسع من أيلول/سبتمبر عام 2014 رئيساً للسياسة العامة في التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والخدمات (WITSA) والذي يمثل 90 في المئة من الصناعة العالمية لتكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات، ويضم 80 جمعية وطنية رائدة في هذه الصناعة، وفاعل في 80 اقتصادا حول العالم، يمثل ما يزيد عن 90 في المئة من قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم.
كيف اختفى؟
وقد اختفى زكّا، في 18 أيلول/سبتمبر 2015، أثناء تواجده في سيارة أجرة كانت تنقله من الفندق إلى مطار طهران بعد المشاركة في مؤتمر دعته إليه نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شهيندوخت مولافردي، حيث قدم خطاباً عن دور تكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة. وكان وزير الصناعة الإيراني محمد رضا نعمت زادة ووزير الزراعة محمود حجتي ووزير الرفاه والشؤون الاجتماعية من ضمن المشاركين في المؤتمر.
وذكرت وكالة “فارس” المقربة من الحرس الثوري الإيراني إن زكّا من مؤيدي التيار الوطني الحر في لبنان وكان قبل أن يتولى في عام 2009 مسؤولية الحملة الانتخابية للائحة 14 آذار/مارس في زحلة وذلك حسب ما ورد في وثائق الخارجية الأميركية التي سرّبها موقع “ويكيليكس” ابتداءً من نهاية عام 2010.
زار طهران سابقاً
زكّا كان قد زار طهران سابقاً، وشارك في مؤتمرات تخصصية مهنية حول قضايا المعلوماتية والإنترنت. وفيما اكتفى التلفزيون الإيراني بالقول إن زكّا مشتبه فيه بالتجسس. وقد ذكرت أوساط مجهولة في إيران أن توقيفه متصل بكونه كان ينسق مع شخصيات إيرانية معارضة.
كما زعمت وكالة “مهر” الإيرانية شبه الرسمية نقلاً عن بعض المصادر لم تسمها أن زكا “كنز دفين نظراً لعلاقاته الخاصة والوثيقة جداً بالأجهزة المخابراتية والعسكرية الأميركية”.
وكانت عائلة زكا الذي حل ضيفا رسمياً على دخل إيران اتصلت بوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، حليف ميليشيات حزب الله، دون حصولها على رد شاف بخصوص مصيره حسب محاميه ماجد دمشقية، الذي عبّر عن سخط العائلة إزاء عدم تجاوب وزارة خارجية مع هذه القضية.
وحينها قال دمشقية لصحيفة النهار: “حاولنا طلب مواعيد من المسؤولين الرسميين لكن نواجه بالتسويف ونحاول الآن التواصل مع جهات قد تكون فاعلة في الملف، ولدينا مواعيد خلال الأيام القادمة مع عدد منها، نتمنى الوصول إلى أدنى معلومة تكشف مصيره، هل هو معتقل أم مختطف”.
نقلاعن العربیه