أعزائي القراء، اليكم بعض الحقائق عن الثالوث المدمر الذي يعاني منه عالمنا العربي:
الفساد: يعد الفساد من اكثر المعوقات امام التنمية والتطور، ويعاني العالم العربي جدا منه، حيث تتصدر عدة دول عربية قائمة اكثر دول العالم فسادا، وأتت في ذيل قائمة مؤشر مدركات الفساد حول الدول الأقل فسادا الذي تصدره “منظمة الشفافية الدولية”. وحسب القائمة السنوية الأخيرة التي تصنف دول العالم من حيث الأكثر والأقل فسادا، تبين ان خمس (5) دول عربية من بين الدول العشر الأسوأ في العالم، بينما لا توجد اي من الدول العربية في قائمة الدول العشر الأقل فسادا.
وبحسب القائمة الجديدة التي تصنف 174 دولة في العالم بحسب درجة تفشي الفساد السياسي والاداري والاقتصادي، حازت الصومال على المركز 174، تلتها أفغانستان في المركز 172، ثم السودان في المركز 173. اما العراق فيحتل المركز 170 عالميا، وهو بذلك ثالث أسوأ الدول العربية، يليه مباشرة ليبيا التي تحتل المركز 166، ثم سوريا التي تتربع على المركز 159 عالميا، والخامس عربيا من حيث الأكثر فسادا، ثم مصر التي تحتل المركز 94 عالميا. وتغيب الدول العربية الـ 22 كافة عن قائمة افضل عشرون دولة في العالم من حيث انتشار وتفشي الفساد.
الفقر: اوردت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (الفاو) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في آخر تقرير اصدرته ارقاما صادمة حول مستويات الفقر المدقع في غالبية البلدان العربية. وحسب ما أكدته المنظمة في تقريرها الخاص بالأهداف الإنمائية للألفية لخفض معدلات الجوع إلى النصف، حيث زادت معدلات الفقر في 15 من أصل 19 دولة عربية عضوا في المنظمة. ويبلغ عدد من يرزحون تحت خط الفقر المدقع وفقاً للتقرير أكثر من 33 مليون نسمة، وأن مشكلات الأمن الغذائي في تلك البلدان مرشحة للزيادة مستقبلا. وتؤكد تقديرات منظمات وهيئات مختصة دولية ومحلية، أن نسبة الفقر المدقع أكبر بكثير من النسبة التي ذكرتها (الفاو) في تقريرها، لأن (الفاو) تعتمد على جهات حكومية رسمية معنية بتقديم الإحصائيات التي غالباً ما يشوب عملها غياب الشفافية، كما أن خط الفقر لا يتم تحديده بدقة. لكن رغم ذلك، فإن وجود 33 مليون جائع في البلدان العربية يعني أن ما نسبته أكثر من 10% من إجمالي عدد السكان لا يجدون ما يأكلونه. وفي ظل الأزمات التي تعصف ببعض البلدان العربية منذ العام 2011م، وعدم التساوي في التوزيع والتنوع الاقتصادي بين المناطق الريفية والحضرية في غالبية البلدان العربية الأخرى، والفوارق والعوائق الاقتصادية وانتشار الفساد والمحسوبية وثقافة الإفلات من العقاب، من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة ارتفاعا في اعداد الفقراء.
البطالة: هي إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه معظم دول العالم العربي باختلاف مستويات تقدمها وأنظمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتعد من أكبر التحديات التي تواجه الاقتصاديات العربية حاليا بسبب تفاقم الظاهرة والتزايد المستمر في عدد الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه دون جدوى. وتعد مشكلة البطالة من المشكلات المعقدة التي تواجه الدول العربية، إذ يصل عدد العاطلين عن العمل في العالم العربي الى حوالي 23 مليون عاطل من إجمالي قوى عاملة يبلغ نحو 124 مليون عامل، يضاف إليهم ما لا يقل عن 3 ملايين عامل سنويا.
الدراسات تشير الى ان حوالي 60% من مواطني الدول العربية هم دون سن الـ 25 سنة، وهو ما قد يؤدي إلى أن يصل عدد العاطلين عن العمل في الدول العربية عام 2025 إلى حوالي 80 مليون شخص. ولمعالجة هذه المشكلة، يتطلب ضخ إستثمارات ضخمة لرفع معدلات النمو الاقتصادي لخلق ما لا يقل عن 5 ملايين فرصة عمل سنوياً.
آخر الكلام: كنا قبل انتفاضات الربيع العربي نتصدر قوائم التسلط السياسي والفساد والفقر والبطالة، وبعد الانتفاضات اضفنا الى تلك القوائم تربعنا على رأس قائمة الدول التي تعاني من الحروب الاهلية المدمرة على اسس دينية وطائفية وقبلية وعشائرية واثنية. كما اصبحت الدول العربية مصدر الهجرة القسرية لمواطنيها الى الدول الغربية. لا استغرب ان يعلق بعض المتنطعين والمغسولة عقولهم بالقول “الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر” لتبرير ظلم وفساد الأنظمة الحاكمة.
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
نقلا عن ایلاف