خلیج فارس بخش عربی خبرنامه خلیج فارس
في إثر رفض النظام الإيراني للتعليمات المتبعة من قبل السلطات السعودية أثناء موسم الحج والذي أفضى بدوره إلى الإعلان عن عدم تمكن الحجاج الإيرانيين من أداء مناسك الحج لهذا العام، استمر النظام الإيراني في توظيف ذلك الأمر توظيفاً سياسياً في محاولة للضغط على الجانب السعودي.
نسير مع القارئ في هذا المقال لتسليط الضوء على رسالة عبدالحميد مولوي التي وجهها إلى خادم الحرمين الشريفين بخصوص الحج.
بدايةً يعتبر عبدالحميد مولوي من رجال الدين السنة المعروفين في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية. ومن خلال مواقفه وتصريحاته المختلفة، يتضح أنه منتقد للحكومات الإيرانية المتعاقبة في تعاملها مع المناطق والأقليات الإيرانية سواء المذهبية أو العرقية.
هذا الأمر لا يعني أنه يقف في مواجهة النظام الإيراني، وإلا فإن مصيره لن يكون بأفضل من مصير رجال دين شيعة إيرانيين تعامل النظام الإيراني معهم على أنهم خطر وأصحاب فتنة.
وفي إثر تبعات تعنت النظام الإيراني ورغبته في استغلال الحج سياسياً، تأتي رسالة مولوي لخادم الحرمين الشريفين على النحو التالي:
1- في الظروف الحالية التي تشتد فيها الفرقة، والانقسام والتشاؤم في العالم الإسلامي ويسعى الأعداء إلى تعزيز الخلافات، فإن عدم حج الإيرانيين في هذا الموسم ليس في صالح الأمة الإسلامية مطلقاً.
2- إن شعب إيران صاحب حضارة قديمة، ولا يمكن أن يحدث مشقة في حركة حجاج بيت الله مطلقاً، وسوف يقومون بالتعاون الواجب في تنفيذ أحكام تنظيم الحج.
3- المطلوب أن يتم توفير المجال لقيام الحجاج الإيرانيين بأداء مناسكهم في موسم الحج في إطار اتحاد الأمة الإسلامية، وتقليل الخلافات، وتطبيع العلاقات الثنائية، وفتح السفارات مع الحفاظ على الاحترام المتبادل.
4- وبتوفيق وفضل من الله، سوف يتم إخماد نار الفرقة والانقسام ببصيرة وسعة صدر زعماء الإسلام، وتحل المحبة مكان الخصومة والعداوة.
5- بطبيعة الحال، لو أن الدولتين الكبيرتين في العالم الإسلامي، السعودية وإيران بجوار بعضهما يمكنهما بتوفيق الله حل الكثير من مشكلات العالم الإسلامي.
يتساءل القارئ وعلامات التعجب بادية عليه، هل هذه الرسالة موجهة بالفعل للعاهل السعودي أم أنها أخطأت وجهتها؟
نتوجه مع القارئ إلى العالِم الجليل عبدالحميد مولوي بالقول: تحدثتم أن عدم حج الإيرانيين ليس في صالح الأمة الإسلامية. ونحن نتفق معكم، فهذه الشعيرة مناسبة للوحدة بين المسلمين.
نؤكد لعالِمنا الجليل أن الشعب الإيراني بحضارته وحسن خلقه كان نموذجاً للحاج الملتزم، ولكن هل تتفق معنا أنه يمكن عقد مقارنة في سلوك الحاج الإيراني وبالطبع ليس الجميع، قبل وبعد ثورة عام 1979م؟
ونشد على يدكم شيخنا الفاضل في ما تفضلتم به من أن المطلوب أن يتم توفير المجال لقيام الحجاج الإيرانيين بأداء مناسكهم في موسم الحج في إطار اتحاد الأمة الإسلامية.
نعم وفق إطار اتحاد الأمة الإسلامية، ومن طلب غير ذلك؟
حين تضع المملكة العربية السعودية شروطاً امتثلت لها جميع الدول، فإن ذلك سعياً إلى إقامة موسم الحج وتجنب بعض السلوكيات والأعمال التي من شأنها الإضرار بالأرواح والممتلكات. ولكن تخيل شيخنا الفاضل أن النظام الإيراني رفض ذلك وتعنت.
هل السعودية ودول الخليج هي من تؤجج الصراع في المنطقة وتسعى للتفرقة وتوظيف المذهب سياسياً بل وحتى السعي لتوظيف الحج سياسياً؟
عالِمنا الجليل يبدو أن بوصلة رسالتكم أخطأت اتجاهها، ولعل فضيلتكم يرسلها لمن منعكم من أداء الحج في عام 2012م، ومنعكم كذلك من المشاركة في المؤتمر الدولي للمنتدى العالمي لرابطة العالم الإسلامي.
دمتم بخير وتوفيق من المولى عز وجل.
نقلاعن :العربیه
