أتوجه بالشكر الجزيل إلى الصديق العزيز حميد خنجي الذي فاجأني بنشر موضوعي “مذكرات بحريني عجمي” في موقع الحوار المتمدن في 14 أغسطس 2011. لقد بدأت بكتابة المقالات بعد زيارة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي للبحرين عام 2006، ونشرت أول مقال تحت عنوان “معلومات السياسيين والمثقفين العرب عن إيران ناقصة” في صحيفة الوقت البحرينية، رداً على بعض الكتاب البحرينيين الذين مدحوا الرئيس خاتمي وقالوا عنه: “المفكر الكبير”!؟ و”العرب يحتاجون إلى شخصية مثل خاتمي حتى يحل قضاياهم”!؟. وكان ردي عليهم: “خاتمي ليس إلاّ ثعلب بين قطيع من الذئاب الذين ينهشون في جسد الشعب الإيراني!”. بعد نحو عامين من نشري المقالات في الوقت عن جرائم عصابات ملالي إيران، منعت هيئة التحرير نشر مقالاتي. وعندما سألت رئيس التحرير المسؤول عن السبب، قال لي عبر الهاتف: “لا نريد أن نكون طرفاً مع الجمهورية الإسلامية”!؟.
ثم اقترحت علي كاتبة وصحفية بحرينية بنشر مقالاتي في موقع “آفاق” بكاليفورنيا. بعد نشر عدة مقالات في موقع آفاق، تم إغلاق الموقع عام 2010 بسبب الأزمة المالية العالمية!. لكنني واصلت نشر بعض المقالات في صحيفة البلاد البحرينية. بعد الأحداث المؤسفة والحركة الانقلابية الفاشلة في البحرين عام 2011 حالفني الحظ وتم نشر موضوعي للمرة الأولى في الحوار المتمدن.
في غضون السنوات الخمس الماضية شاهدنا التطورات السياسية والتغيرات الدراماتيكية نتيجة تداعيات الربيع العربي الذي تحول إلى خريف دام مليء بالحروب والدمار، وإبادة الشعوب العربية وتهجير الآلاف إلى دول الجوار والدول الأوروبية، حيث بلغ عدد القتلى في سوريا نحو 300 ألف قتيل، وقتل حوالي 18000 سجين تحت التعذيب في سجون نظام الأسد الدموي، ونزوح نحو 5 مليون شخص إلى الدول العربية والأوروبية.
من الأنظمة الدكتاتورية المتغطرسة التي استغلت الربيع العربي من أجل التدخل في شؤون الدول العربية وتغيير أنظمتها إلى دينية شمولية، هو نظام عصابات مافيا الملالي تحت مسمى ولاية الفقيه. لقد نجح هذا النظام الدكتاتوري الدموي الفاسد في اختراق بعض الدول العربية بواسطة “فيلق القدس” (الذراع العسكرية والأمنية للحرس الثوري الإيراني) وعملائه المأجورين، واستطاع أن يغيّر موازين القوى السياسية والعسكرية لصالحه، لكنه فشل في تنفيذ مخططاته التوسعية في الدول الخليجية وخصوصاً في مملكة البحرين، وذلك بفضل تصدي قوات الأمن وجنود قوة الدفاع البحريني للأعمال التخريبية، ودخول قوات درع الجزيرة وخصوصاً المملكة العربية السعودية الشقيقة في البحرين.
بعد نحو 46 سنة من انتفاضة مارس المجيدة عام 1965 شهدت البحرين حركة احتجاجية جديدة في فبراير 2011 تطالب بالعدالة والحقوق الاجتماعية والاقتصادية، والديمقراطية ومحاربة الفساد، والمطالبة بدستور عقدي وبإسقاط دستور 2002، الذي أقره جلالة الملك. لكن بعد نحو شهر من استمرار الاحتجاجات والمظاهرات، ظهر المرتزق “حسن مشيمع” في دوار مجلس التعاون وأعلن عن الاتحاد الثلاثي “تيار الوفاء الإسلامي، حركة حق، حركة أحرار البحرين الإسلامية” من أجل إسقاط الحكومة وتأسيس جمهورية إسلامية في البحرين!؟، ضارباً عرض الحائط المشروع الإصلاحي والميثاق الوطني ودستور 2002 الذي تبناه جلالة ملك البحرين.
لقد تبين فيما بعد بأن عملاء ومرتزقة عصابات ملالي إيران في البحرين استغلت الربيع العربي، ونزلت إلى الشوارع مع حزمة مغلفة صادرة من أسيادها في طهران مع هذه الشعارات والمطالب: “عدالة اجتماعية، مكافحة الفساد، إقامة الملكية الدستورية ، إطلاق سراح ما يسمى السياسيين الشيعة، حل مجلس النواب المنتخب، وإلغاء الصلاحيات التشريعية لمجلس الشورى المعيّن، وضرورة تداول السلطة التنفيذية بواسطة الانتخابات. لكن المخفي داخل الحزمة كانت حركة انقلابية لتغيير نظام البحرين إلى جمهورية إسلامية تابعة لنظام ولاية الفقيه، كما فعل الدجال خميني عشية الثورة الإسلامية الكاذبة، حيث سحر عقول وقلوب معظم الشعب الإيراني بواسطة الخطب الرنانة والوعود والشعارات الكاذبة.
من المثير للدهشة والاستغراب إن بعد هذه الأعمال التخريبية والأحداث الدامية والمؤامرات والمخططات من أجل تغيير النظام في البحرين، اختفى بعض الكتاب والسياسيين المخضرمين من الساحة وتوقف بعضهم عن الكتابة حول الأحداث، وحتى لم يكتب كلمة واحدة عن أحداث البحرين، واكتفى بالتجمع في مجالس المنافقين، وشارك مع ما يسمون النشطاء الحقوقيون والجمعيات السياسية العميلة في الجدل والمناقشات البيزنطية، وساعد في صب الزيت على نار الفتن الطائفية وإثارة القلاقل.
بعض هؤلاء السياسيون والكتاب ابتعدوا عني وقطعوا العلاقات والمراسلات معي بسبب تعاملي بصرامة مع القضايا السياسية البحرينية ومواقفي المتشددة ضد عملاء عصابات الملالي وأنصارهم من القوميين والتقدميين! لأنني لا استطيع مجاملة التقدميون والقوميون العرب الذين يسيرون خلف العملاء والخونة، ويهدفون إلى تدمير وطني البحرين من أجل أجندات عصابات الملالي التي استولت على إيران، بلد الشعراء والفلاسفة والحضارات العريقة.
في حين أصحابي الكتاب والسياسيين الوطنيين والأوفياء الذين يشاركوني آرائي ويؤيدون مواقفي يقفون بجانبي ويستمرون في الاتصالات معي عبر الهاتف وبواسطة المراسلات الإلكترونية.
أدعو القراء الأعزاء قراءة ملخص مقال التالي حول تدخلات عصابات ملالي إيران في البحرين:
موقع هسبريس: أول جريدة إلكترونية مغربية
http://www.hespress.com/writers/297340.html
“حزب الله” .. الحقيقة التي أخفتها أكذوبة “المقاومة”
الحســـن أبكـــاس (باحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية)
السبت 5 مارس 2016
==============================
في البحرين
بالنسبة لحزب الله البحريني، والذي انبثق عن حركة الشيعي “هادي المدرسي” التي أطلق عليها اسم الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين”، والتي اتخذت طهران مأوى لها، فلم يخرج عن الأهداف الأولى للحركة الأم (الجبهة)، من إسقاط لحكم آل خليفة، إلى العمل على تشييع أسس النظام السياسي في البحرين، وصولا إلى نأي البحرين عن عالمها الخليجي نحو الارتباط بالحكومة الإيرانية وبنظام الولي الفقيه بطهران.
فالجبهة لم تتوانى يوماً عن إثارة القلاقل داخل البحرين، وتأجيج المعارضة الشيعية بمدها بالمال والسلاح، وزرع الفتن، واستهداف النظام والمؤسسات والمنشآت، وكل ذلك بدعم وإشراف من أجهزة التخابر الإيرانية.
وفي مرحلة لاحقة، تم إنشاء الجناح العسكري للجبهة تحت مسمى “حزب الله-البحرين” بزعامة عبد الأمير الجمري ومن بعده علي سلمان، حيث تم مباشرة بعد الإنشاء، تجنيد ما يناهز الثلاثة آلاف شيعي بحريني سبق تدريبهم في إيران ومعسكرات حزب الله اللبناني، قبل إطلاقهم للعمل المسلح ضد الدولة والنظام مدعومين بتغطية إعلامية من إيران تدعو إلى التمرد على الدولة والطعن في شرعية نظامها وقراراته، لا لشيء إلا لقلب النظام وتحويل البحرين إلى دولة صفوية شيعية. فالبحرين -في نظرهم- كما صرح بذلك المرجع الشيعي “آية الله” روحاني”تابعة لإيران، بل هي جزء من الجمهورية الإيرانية”.
وقد أشار الكاتب إلى أن حجم الخسائر التي ولدتها أنشطة الحزب ضد الدولة والمنشآت ما يناهز الخمس عشرة مليار دولار (وبالضبط 15.224.658 دولار/دون الأخذ بعين الاعتبار حجم الخسائر الفادحة في الأموال والأنفس عن أحداث البحرين – أحداث دوار اللؤلؤة 2011-2012.
وفي تخطيط ذي صلة، اكتشفت الحكومة البحرينية سنة 2006م المخطط الذي عزمت إيران تنفيذه داخل البحرين على المديين المتوسط والبعيد، بتسخير أتباع الحزب والمتعاطفين معه في شراء أكبر قدر من الأراضي في مختلف مناطق الدولة قصد إعادة تغيير التركيبة السكانية وإعادة توزيع الساكنة الشيعية داخل البحرين.
ومن باب العمل الجماعي لخدمة أهداف مشتركة، تعهد حسن نصر الله (أمين عام حزب الله-لبنان) بدعم القوى الشعبية البحرينية لمواصلة المشروع الذي يريدون الوصول إليه والعمل من أجله، باختلاف السبل ووحدة الهدف، على غرار العمل على تقوية الذراع الاقتصادي للشيعة البحرينيين ودفعهم إلى الإمساك بدواليب الاقتصاد البحريني وإقامة شراكات، واحتكار المواد الأساسية بدعم من طهران.
وأيضاً محاولات إيران – بشكل مباشر أو غير مباشر- النزول بكل ثقلها على العمليات الانتخابية البحرينية لغاية التأثير في الخارطة السياسية، وبالشكل الذي من شأنه ضمان تبوؤ الشيعة مكانة متقدمة في مراكز التشريع والتقرير، ومن ثم إفراز ترسانة قانونية وتنظيمية تخدم الطائفة الشيعية البحرينية في المنظور القريب، وتقوي النفوذ الصفوي الإيراني الفارسي على البحرين فمنطقة الخليج العربية وصولاً إلى مجموع العالم الإسلامي في المنظور البعيد.