إيران تستمر بالإعدامات.. وعلماؤها السنة ينددون/صالح حميد

أعدمت السلطات الإيرانية صباح الخميس، سجيناً كردياً آخر، شنقاً وعلى الملأ، بمدينة #روانسر، التابعة لمحافظة #كرمانشاه، غرب البلاد، في إطار الاستمرار بسياسية بث الرعب عن طريق الإعدامات الجماعية، التي قوبلت بتنديد من قبل 3 من كبار علماء السنة في البلاد.

2674

وفي حادثة غير مسبوقة، لم يحضر أحد من الناس عملية تنفيذ إعدام المواطن الكردي حسين عبداللهي، المتهم بقتل رئيس محكمة مدينة روانسر قبل عامين، واقتصر الحضور على مسؤولي القضاء والأمن في المدينة، على غير العادة.

وأفاد موقع “شبكة حقوق الإنسان في كردستان”، أن إعدام عبداللهي تم في ظل إجراءات أمنية مشددة وسط أجواء غضب تسود المدينة، خاصة أن منشورات وزعت في الأيام الماضية تحذر السلطات من مغبة إعدام الشاب الكردي الذي كان يبلغ من العمر 33 عاما.

من جهتهم، أصدر 3 من كبار علماء السنة في إيران، وهم كل من الشيخ #عبدالحميد_إسماعيل_زهي، إمام أهل السنة في مدينة زاهدان مركز إقليم بلوشستان، والشيخ #حسن_أميني القاضي الشرعي في محافظة كردستان، والشيخ #محمد_حسن_كركيج، إمام أهل السنة وخطيب جامع مدينة آزاد شهر في بلوشستان، بيانات إدانة شديدة اللهجة ضد الإعدامات الجماعية التي نفذت بحق 25 من الدعاة والناشطين السنة الأكراد في 2 أغسطس الجاري.

وكان هؤلاء العلماء قد وجهوا رسائل عديدة في السابق، إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، طالبوه خلالها بضرورة إعادة محاكمة المعتقلين من نشطاء السنة دون أن تلقى رسائلهم ردا من المرشد أو من مكتبه.

وكشف الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي، في بيان نشر على موقع “سني أونلاين”، عن محاولاته العديدة لإطلاق سراح هؤلاء النشطاء الذين تم إعدامهم وقال إن “تنفيذ هذه الإعدامات ضد شباب أهل السنة في ظل ظروف المنطقة سياسة بعيدة عن الحكمة وسعة الصدر”.

وأضاف: “من المحتمل أن شخصاً أو مجموعة من الأشخاص ارتكبت أفعالاً متطرفة، كما يشهد عالمنا اليوم الكثير من التطرف، وفي بلادنا أيضا يوجد متطرفون بين السنة والشيعة، لكن نحن نعتقد أنه إذا ما ارتكب أحد جريمة قتل، فيجب أن يتم إثبات ذلك بمحاكمة علنية وعادلة، كما جاء في الدستور”.

ودعا خطيب زهدان أهل السنة إلى الهدوء وضبط النفس، وشدد بالقول: “إننا نلوم الحكومة لأنها لم تأخذ بالحسبان الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة، والأعداء يحاولون استغلال الفرص وخلق التفرقة وحالة عدم الاستقرار”، على حد تعبيره.

وفي السياق، أفادت مواقع كردية نقلا عن مجموعة “نشطاء حقوق الإنسان الأكراد”، أن الاستخبارات الإيرانية قامت باستدعاء الشيخ حسن أميني القاضي الشرعي في محافظة كردستان، وذلك بعد ما قام بزيارة لعوائل النشطاء السنة الذين أعدموا لتقديم العزاء، وإصداره بياناً يندد بتلك الإعدامات.
وقال أميني في بيانه: “أنا أستغرب من السلطات كيف أنها تقوم في ظل هذه الأجواء الملتهبة بالصراعات الطائفية في المنطقة بإعدام هؤلاء الشبان لتشدد الفرقة بين السنة والشيعة في إيران وتخدم مآرب الأعداء؟”.

في سياق متصل، وجه الشيخ محمد حسن كركيج، إمام وخطيب الجمعة في مدينة آزاد شهر، رسالة إلى مسؤولي النظام الإيراني، ندد فيها بالإعدامات وكذلك باستدعاء الشيخ حسن أميني.

وقال كركيج: “إننا نعزي إخوتنا وأبناءنا الأكراد وخاصة العوائل الحزينة بهذا المصاب الجلل”، وطالب في الوقت نفسه بـ “حفظ الهدوء في مناطق غرب البلاد”.

نقلاعن العربیه