صوت مجلس النواب في الكونغرس الأميركي بالأغلبية، الخميس، لصالح لائحتين مكملتين لمنع بيع طائرات بوينغ لإيران، وقد حظي القرار بموافقة 239 نائباً مقابل 185 صوتاً ضد القرار.
ووفقاً لوكالة” أسوشيتد برس”AP ، فقد تمت عملية التصويت بصورة شفهية على لائحتي موازنة الخدمات المالية واللتان تعيقان إنجاز الصفقة بين شركتي الخطوط الجوية الإيرانية وبوينغ الأميركية لبيع إيران 109 طائرات خلال الأعوام المقبلة.
وفي المقابل أعلنت الإدارة الأميركية أنها ستلغي أي قرار يؤدي إلى إضعاف الاتفاق النووي مع إيران.
وقال النائب بيتر روسكام، مندوب ولاية الينوي عن الحزب الجمهوري إنه ” في حال بيع طائرات بوينغ إلى إيران، فمن المحتمل أن يتم استخدامها من قبل الحرس الثوري”.
وكان موقع “ديلي بيست” الأميركي كشف في تقرير أن صفقة شركة بوينغ العملاقة للطيران مع إيران كانت مقابل أموال دفعتها الشركة إلى دبلوماسيين وجماعات ضغط (لوبيات) لإنجاح تطبيق الاتفاق النووي الذي أبرم بين الدول الست الكبرى وإيران في يونيو 2016.
ويعارض الجمهوريون في الكونغرس الأميركي بقوة صفقة بيع الطائرات إلى إيران حيث إن أغلبهم صرح لوسائل إعلام أميركية بأن هذه الصفقة قد تهدد الأمن القومي الأميركي لأن الحرس الثوري الإيراني قد يستخدمها في أنشطته الإرهابية.
في بلدة دارين العريقة التي قال فيها شاعر البحرين القديم طرفة بن العبد:
يمرون بالدهناء خفافًا عبابهم
ويخرجن من دارين بجر الحقائب
وذلك كناية عن رخائها وازدهارها في السابق من الأزمان، كان هناك حتى سبعينات القرن العشرين قصر قديم على ساحل بحر الخليج في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. هذا القصر عرف باسم قصر عبدالوهاب باشا، في إشارة إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني. وطبقًا لما ورد في تقرير بعثه الوالي العثماني أحمد مدحت باشا إلى مرجعه في اسطنبول بعد زيارته للقطيف في عام 1288 للهجرة (1868 للميلاد) فإن هذا القصر تم بناؤه أثناء سيطرة الدولة السعودية الأولى.
هذا القصر الكبير، الذي تبلغ مساحته الإجمالية مع ملحقاته نحو ثمانية آلاف متر مربع ويقع على بعد كيلومترات قليلة من قلعة تاروت التاريخية، اهدته الدولة السعودية الاولى لمحمد بن عبدالوهاب الفيحاني تاجر اللؤلؤ ووكيل حاكم قطر وأغنى أغنياء زمانه ليقيم فيه مع اسرته من بعد هجرته من قطر على اثر خلاف بينه وبين حاكم قطر الاسبق الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في سنة 1302 للهجرة الموافق لسنة 1882 للميلاد. وتقول المصادر التاريخية إن الفيحاني رمّم القصر وجدده قبل أن يسكن فيه. وهذا يتفق مع ما ذكره الأديب والمؤرخ السعودي الشيخ عبدالرحمن الملا من ان محمد بن عبدالوهاب الفيحاني بنى القصر فوق أساسات قديمة، أي أن المذكور اعاد ترميم القصر وتجديده كي يكون صالحًا للسكن من بعد سنوات طويلة من الاهمال.
والمعروف أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني ينحدر من قبيلة الفياحين وهي فرع من فخذ الروبة من قبيلة سبيع.
أنجب الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني السبيعي ابنا سماه جاسم أو قاسم وكان من تجار اللؤلؤ، وهذا الأخير أنجب عددًا من الأبناء هم: محمد وفهد وناصر وعبدالوهاب وعبدالله وعبدالرحمن. وما يعنينا هنا تحديدًا هو الابن الأكبر محمد بن جاسم بن محمد بن عبدالوهاب الفيحاني الذي ولد في بلدة الفويرط على الساحل الشملي الشرقي لقطر في حدود سنة 1325 للهجرة الموافق لسنة حدود 1907 للميلاد، وتوفيت والدته بعد مولده بسنة فنشأ يتيمًا تحت رعاية خالته التي ارضعته وعوضته حنان الأم، لكن خالته لحقت بأمه بعد عامين فما كان أمام أبيه سوى أن يعهد برعايته وتربيته إلى إحدى قريباته، هذا علمًا بأن أمه تنحدر من آل طوار من البوكوارة.
جملة القول إن محمد عانى كثيرًا في طفولته مما جعله رقيق المشاعر ويفضل العزلة والانطواء. وحينما انتقل والده من قطر إلى دارين، زادت عزلة محمد بسبب اختلاف البيئة التي ولد فيها عن بيئة دارين، خصوصا مع حدوث مشاكل يومية بينه وبين أطفال الفريج. فقرر والدته إخراجه من عزلته عن طريق إلحاقه بأحد الكتاتيب وهو في سن السابعة.
في ذلك الكتاب التقليدي تعلم محمد شيئًا من مبادئ القراءة والكتابة إضافة إلى القرآن الكريم. بعد ذلك بمدة قصيرة أرسله والده مع قريب لهم إلى الكويت للدراسة في المدرسة المباركية التي كانت قد فتحت أبوابها في سنة 1911، والتي كانت المدرسة النظامية الأولى والوحيدة في الكويت في تلك الفترة، علما بأنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى الحاكم وقتذاك الشيخ مبارك الصباح. في هذه المدرسة درس محمد الحديث والفقه والتفسير وغيره من المواد الدينية، لكنه كان منجذبًا بصفة خاصة إلى الأدب والشعر فقرأ العديد من الدواوين الشعرية لكبار الشعراء العرب القدامى، وحفظ قصائدهم وإطلع على أساليبهم البلاغية وتماهى مع سيرهم الذاتية.
من بعد رحلة دراسته في الكويت، التي لم يكملها بسبب وفاة والده، لم يعد محمد إلى دارين، وإنما فضل الذهاب بواسطة إحدى السفن الشراعية إلى مسقط رأسه في بلدة الفويرط القطرية للسكن لمدة سنة مع أخيه ناصر بن محمد بن عبدالوهاب الفيحاني، الذي كان من رجال العلم الشرعي ويمتهن الآذان وإمامة المصلين في مسجد بلدة الفويرط.
ومما يذكر عنه طبقًا لما كتبه علي بن عبدالله الفياض في كتابه الموسوم بـ«محمد بن عبدالوهاب الفيحاني» أنه في السنوات التي قضاها في قطر اشتغل في الغوص على اللؤلؤ، أي امتهن المهنة التي كان يزاولها أغلب رجالات الخليج في تلك الفترة، خصوصًا وأنها كانت مهنة والده وجده. فكان يغوص بمهارة في أعماق البحر لاستخراج اللؤلؤ.
وبعد فترة وجيزة تمكن من امتلاك سفينته الخاصة وتحول إلى نوخذه. ومما قيل عنه، طبقًا للمصدر السابق، «أنه كان يغوص وينظم الأبيات في قعر البحر، وإذا خرج يلقنها لزملائه على ظهر السفينة لكي يحفظوها إلى أن تكتمل القصيدة». ومن الأبيات التي نظمها تحت الماء البيتين التاليين:
من الفرقا عساها للنفادي
ألا يا صاحبي ومن البعادي
أنا ماني بعن لاماك صابر
حداني لك من الويلات حادي
الذين تناولوا دراسة شعره أطلقوا عليه لقب «شاعر قطر الكبير» وبعضهم وصفه بـ«أبرز شعراء قطر والخليج»، لأنهم اكتشفوا في شعره صور بلاغية جميلة وأحاسيس وجدانية متدفقة حارة، هذا ناهيك عن تناول قصائده لموضوعات مختلفة تراوحت ما بين الوجدانيات والغزل والنصائح والمساجلات والمديح والموال بصورة فيها خليط من التشويق والغموض والإخلاص والحب.
على أن أكثر ما اشتهر به شاعرنا هو قصائده في الحب العذري العفيف. ولهذه قصة هي من صميم سيرته الذاتية. فلقد هام الفيحاني بكل جوارحه بحب إبنة خاله التي رمز لها في أشعاره باسم «مي»، والتي يقال إنها كانت جميلة وفاضلة شكلا وخلقا إلى درجة لم تجاريها فيها أي فتاة في عصرها.
أراد الفيحاني أن يكمل قصة حبه وعشقه وولهه بإبنة خاله بالزواج منها، لكن التقاليد والعادات الاجتماعية السائدة في تلك الفترة وقفت عائقًا أمام رغباته. حيث كانت الفتاة محجوزة لابن عمها الأقرب لها من إبن خالها وفق تلك العادات القديمة. لم يستسلم الفيحاني، وحاول بشتى الوسائل أن يقنع والد معشوقته (خاله) بالتراجع عن قراره، فلجأ مثلا إلى عم والدته ناصر بن شاهين الكواري عله يستطيع إقناع والد»مي«، لكن الكواري فشل في مهمته وعاد خائبا ليخبر شاعرنا باستحالة زواجه، فسقطت دموعه وبكى بكاء حارا، لأنه لم يصدق أن «مي» التي تعلق بها منذ يفاعته وصباه المبكر سوف تكون لغيره فأنشد قائلاً:
بليت بحب طفلة فطيمة.. من أول شبتي وأول صبايا
وهكذا تركت الواقعة أثرًا بليغًا أدمى قلب صاحبنا العاشق، فلم يجد أمامه سوى أن يظل وفيًا لذكرى حبه العذري الشريف البعيد عن الشوائب، وأن يعبر عن معاناته ومأساته وإنكساره وهزيمته ولوعاته بالشعر والقصائد الملتهبة التي ظل يرسلها إلى أصدقائه وكبار رجالات زمنه، ومن بينهم حاكم البحرين الأسبق الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة طيب الله ثراه، عل أحدهم يبادر بالتوسط لدى خاله أي والد «مي». غير أن مساعي كل هؤلاء بائت بالفشل. وعندما شعر أنه لا جدوى من اقناع خاله إطلاقا، قرر أن ينطوي على نفسه، ويعتزل الناس، ويعيش على ذكرى «مي»، مع إيمان عميق بأن الحب الصادق لن يموت أبدًا، فسماه معاصروه باسم «مجنون مي».
أحد أشهر قصائد الفيحاني التي نظمها في صيغة رسالة إلى محبوبته «مي»هي القصيدة التي تبدأ بـ «شبعنا من عناهم وإرتوينا». وهذه القصيدة، كما هو معروف، لحنها وغناها لأول مرة مطرب البحرين الشعبي عبدالله سالم بوشيخة، ثم غناها من بعده بعض مطربي الخليج مثل الفنان القطري الراحل فرج عبدالكريم والفنان البحريني أحمد سيف. لكن الذين قاموا بغنائها لم يغنوا سوى 14 بيتًا منها من أصل 42 بيتًا.
من الأبيات المغناة:
شبعنا من عناهم وارتوينا
وعند رسوم منزلهم بكينا
وعقب افراقهم شنا وحنا
وحنينا وثم انا عوينا
وسايمنا وساقمنا وحنت
لنا حتى المنازل والعنينا
ونادينا وقلنا خبروهم
ترانا من محبتهم نعينا
وثرنا من مفارقهم نحلنا
وكان فراقهم طول فنينا
الى جيتم منازلهم فقولوا
لهم باقوالنا ياراحلينا
ولا تنسون ما قاله محمد
امانتكم لها يا حاملينا
ترانا للذي قالوا سمعنا
وباللي هم بغوا منا رضينا
وكل شروطهم نقدم عليها
قدمنا بالذي فنوا علينا
وهذا الحب بالزفرات يشوي
الا يا ويلكم يا عاشقينا
وترانا من مخالفهم رجعنا
وهونا عقب ما حنا عصينا
ومن أبيات القصيدة المتبقية:
وأثرنا في محبتهم حفرنا
وسيسنا ومن فوقه بنينا
وأثرنا في محبتهم ربطنا
ووثقنا واثر فيها عطينا
وفيها آه واويلي غرقنا
وهدينا الجدا وبها سنينا
نخينا من يذ كر بالمروة
ولإهل الذات والشيمة عزينا
تكلفنا وهم عنا براحة
وذبنا وهم عنا غافلينا
وناموا ورقدوا وحنا سهرنا
عليهم وهم ريوا وإلتظينا
يلين من الحب كل قاسي
ولو قلبه حجر يازي طحينا
وانا من حر فرقاي عليهم
تعلمت النياحة والحنينا
ارى راعي الهوى مازال يلعي
ولو تحت الثرى يلعي دفينا
تحملنا الهوى حتى هلكنا
ولولا الحب ما والله لعينا
ولا نحنا ولا صحنا وقلنا
لهم ياهل المودة خاضعينا
ولا قمنا نسال الوصل منهم
وحنا لا نبالي لي عطينا
برمنا وافتلوا هيهات ننقل
وهم لي من برمنا قاتلينا
اقول ايشلون ياهاذي مصيبة
وسواها الهوى فينا
انا مدري ومن يدري متاهم
لنا عقب التعذب راحمينا
وراهم ماعفوا والعفو سنة
علام قلوبهم عيت تلينا
وكان نفوسنا زلت وعالت
واخطينا وكنا مذنبينا
فحنا للعفو منهم طلبنا
وفي حد القصاص إلهم مشينا
وتبنا من عظيم الذنب تبنا
لوجهك يا غفور التائبينا
وكان استبعدوا عنا وقفوا
وعافوا قربنا لما دنينا
ترانا ما نقاطع في وصلهم
نواصلهم ولو هم قاطعينا
نصافيهم على طول الليالي
ولو ماهم غدا كدر وطينا
ولا والله ننسى لو نسونا
على طول الليالي والسنينا
ولو قلنا بننساهم كذبنا
وقل الصدق منا وافترينا
قطعك الله يا ورق تغني
تذكرنا على بالك نسينا
فلو وطت بنا الدنيا وطالت
حشا لله ما عنهم سلينا
ولا فيهم لين القول عاذل
ولا نسمع ملام اللائمينا
ولو هم بالمودة بدلونا
فلا حن عقبهم متبدلينا
عساهم في الرخا لو عذبونا
نراهم في النعيم مخلدينا
طووا عنا كتاب الوصل
واحنا نبطي عن وصلهم ما طوينا
مرض الفيحاني، بسبب أوجاع العشق واللوعة والانعزال والامتناع عن الطعام، مرضًا شديدًا، وشحب لونه، وأصابه الهزال والأرق إلى درجة أن من كان يراه لا يتعرف عليه. فنصحه أصدقاؤه بالذهاب للاستشفاء في مستشفى الإرسالية الأمريكية بالمنامة، لأن قطر لم يكن فيها وقتذاك أي مستشفى. وبالفعل سافر الفيحاني إلى البحرين دون أن يخبر أحد، وقضى بعض الوقت في المستشفى المذكور، ثم عاد إلى قطر وسط تكتم شديد. وفي البحرين عاوده في المستشفى أخوه فهد الذي كان يقيم ويمارس التجارة في البحرين، واستجاب لطلبه بعدم إخبار أحد عن مسألة علاجه في مستشفى الإرسالية.
بعد عودته من البحرين، ظلت حالة الفيحاني تسوء يومًا بعد يوم، فسافر أحد أقاربه وهو سلطان بن ناصر بن طوار إلى البحرين على جناح السرعة ليخبر أخاه فهد الفيحاني بأن شاعرنا في خطر، وقد يدركه أو لا يدركه، حاثًا إياه على ضرورة نقله فورًا إلى البحرين للاستشفاء مرة أخرى. وبالفعل استأجر فهد جالبوتًا خاصًا، ونزل في شمال قطر ثم ذهب إلى «الغارية» ليرى أخاه محمد فوجده في حالة يرثى لها قريبة من الهلاك، فسارع بنقله بمساعدة خادمه سويد من الغارية إلى بلدة الحد بالبحرين على ظهر مركب استأجره من النوخذه خميس العبيدلي. ومن الحد تم نقله إلى المحرق ومن ثم إلى المنامة بواسطة المراكب. وفي المنامة تم إدخاله مجددًا إلى مستشفى الإرسالية الأمريكية، مع توصية من فهد لطبيب المستشفى الدكتور «ديم Daim» بضرورة الاهتمام بأخيه، قائلاً له: «هذا أخي محمد ابن صديقك جاسم الفيحاني، فأرجو الاهتمام والعناية به». فرد عليه الدكتور ديم متعجبًا: «ولماذا لم تخبرني أنه أخوك، يوم أن جئت لزيارته في المرة الماضية. فقال فهد إنه أقسم بأن لا يخبر أحدًا عن وجوده للعلاج بناءً على طلبه».
هنا أخبر ديم فهد إنه لم يعد للعلاج أي فائدة، ولا نستطيع أن نفعل له شيئًا لأن المرض انتشر في كل أنحاء جسمه، مضيفًا: «لو كنت أخبرتني في المرة الأولى لربما كنا وجدنا حلاً». وهكذا أخذ فهد أخاه محمد إلى بيته في منطقة الحورة بالمنامة، وهو نادم على التزامه بتوصية أخيه له بعدم نشر خبر استشفائه في رحلته السابقة إلى البحرين.
وقد أورد علي بن عبدالله الفياض في كتابه عن الفيحاني ما قاله خادم الأخير «سويد» الذي رافق سيده في رحلته العلاجية الأخيرة إلى البحرين من أنه كان يخدمه ويسهر على راحته، وكان كلما أحضر له كأسًا من الماء ليشربه تقيأ في الكأس سائلاً أسود اللون شبيهًا بحثالة القهوة.
أما شقيق الفيحاني عبدالوهاب بن جاسم فقد أخبرنا طبقًا لما هو مذكور في المصدر السابق من أنه وأخاه فهد كانا يجلسان بجوار سريره، وشهدا ساعاته الأخيرة، حينما استيقظ فجأة من غيبوبته ونظر في أعين من حوله، وطلب منهم ورقة وقلما ليكتب شيئًا، ثم عاد ودخل في غيبوبة طويلة تبين أنها غيبوبة الموت. حيث توفي في يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة 1357 للهجرة المصادف للسابع عشر من يناير 1939 للميلاد عن عمر لم يتجاوز 32 عامًا، ودفن في مقبرة المنامة بالقضيبية، وبهذا تم إسدال الستار على واحدة من أروع قصص الحب في الخليج.
يخبرنا شقيقه عبدالوهاب بن جاسم الفيحاني أن آخر كلمة نطق بها قبل وفاته كانت «مي»، أما ما كتبه على الورقة فقد كان آخر قصائده وهي قصيدة «مذبوح الوديد»، «التي أوصى فيها حافر القبر أن يوسع اللحد، ويجعل بينه وبين التراب حاجزًا، وأن يضع له شواهد ليظهر ويعرف بين الناس أنه قبر من قتله الحب بسبب صدقه وإخلاصه. ويعتبر بعض الذين اطلعوا على نتاج الفيحاني الشعري أن القصيدة التي كتبها على فراش الموت هي أفضل قصائده. من أبيات هذه القصيدة:
ماسمح قلبي يروح ولا يرى
زول محبوبه ولو هو من بعيد
آه واويلاه ياليته درى
كيف حبه في حشا روحي يزيد
أو درى إني منه قد حالي برى
ذايب بالي عقب ماهو حديد
ون من الأبعاد موحي المقبرا
يحفرونه لي وموقن بالوعيد
يالزيمي قول للي يحفرا
يوسع الملحد علشان اللحيد
ويحجز بيني وما بين الثرى
عن عظام ناحلات كالجريد
وأنت يادفان ياللي تقبرا
يامهيل الترب بالسرعة مجيد
حط من فوق القبر حتى يرى
بنيتين كالنصايب له شهيد
يعرفون القبر من جا ينظرا
يعرفونه قبر مذبوح الوديد
قبر من صان المودة وسترا
قبر من لا خان عهد للعهيد
من صبر للحب حتى بترا
زرع قلبه وأودعه حب حصيد
تم عامين بجوفي ينسرا
نسر ملهوف الضواري في المصيد
كود ليمن جاه علمي يذكرا
وانعتوا قبري لمعلوقي وكيد
ياتي لقبري ويذكر ما جرى
يوم أنا وياه في الدنيا عضيد
ويترحم بالدعا ليمن قرا
يوم خلاني وسط قبري وحيد
وأن سمح بالدمع ودي ينثرا
فوق قبري عبرة مثل الوليد
ومن قصائد الفيحاني التي نظمها في عشق «مي»، والتي اشتهرت بسبب قيام الفنان عبدالله سالم بوشيخة وغيرها بغنائها قصيدة «قصت حبالك» التي يقول مطلعها:
قصت حبالك من عقب وصلها مي
واستبعدت من عقب ما هي قريبه
ومن المحبه ما بقى عندها شي
صارت عقب ذيك الصداقة حريبه
إمتر صافي مايها العذب وانطي
اصرى ولا ظنيت يصفي قليبه
ولا هقيت يعود لي ذلك الفي
هيهات مرجوع القمر من مغيبه.
لا يبتسم المواطن اللبناني لأخبار النفط في لبنان، فهو يشمّ روائح كريهة تضاف إلى روائح الفضائح في ملفات فساد لا تنتهي.
تفوح في المنطقة روائح الغاز. وهي وإن تسرّبت خفيفة قبل ذلك، فإنها باتت تزكم الأنوف وصارت أعراض تنشّقها تبدّل أمزجة وتقلب سياقات وتطيح بخيارات. لا شيء غير ذلك يمكنه تفسير المفاجآت الجيو استراتيجية التي طرأت على تقاطع علاقات روسيا وتركيا وإسرائيل بعضها ببعض.
ولمن لم يقتنع بما تفعله حكايات الغاز في طباع البشر، عليه تأمل التوليفة التي اتُّفق عليها في بيروت للإفراج عن ملف النفط الذي تراكم عليه غبار الخلافات التقليدية المملة البليدة.
جرى أمر ذلك في عين التينة، مقر رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بحضوره وحضور وزير المال المقرّب جدا منه علي حسن خليل ووزير الخارجية، رئيس التيار الوطني الحر (صهر الجنرال ميشال عون)، جبران باسيل. الاجتماع أقرب إلى خلوة بين المقربين خرج منه الدخان الأبيض لإطلاق ورشة حكومية سريعة لإصدار القوانين التشغيلية والضرائبية والتقنية للدفع بالمناقصات نحو السوق.
قبل عدة أعوام التقيت بأحد خبراء الجيولوجيا اللبنانيين، وهو أكاديمي أستاذ في جامعات لندن، وواحد من أهم المراجع الدولية الذي يتلقى عيّنات من مشرق الأرض كما مغربها للإفتاء في وجود الهيدروكاربونات من عدمها. وفي سؤاله عن ضجيج النفط الذي كان يصمّ الآذان حينها، أسر إليّ أن النفط مكتشف تحت الشواطئ اللبنانية قبل ذلك بكثير، لكن قرارا لبنانيا محليا، وربما بإيحاءات دولية، عمل على دفن الملف وعدم التطرق إليه في ظل الوصاية السورية على البلد، وحين استوضحته الأمر قبل عام، أخبرني، وهو المنخرط علميا وعملانيا في هذا الملف، أن الأمر مازال مؤجلا بقرار ما. كان واضحا أن خلافات الفرقاء اللبنانيين حول البدء بورشة التنقيب في المياه اللبنانية بعد بدئها منذ زمن في المياه الإسرائيلية والقبرصية، لم تكن لحسابات المحاصصة السوقية فقط، بل لغياب ضوء أخضر دولي يتيح ذلك. لكن هذه الأيام، شيء ما قد اختلف. فحتى عتاة السياسة في لبنان الذين يعرفون خبايا الأمور وأسرارها يقاربون توليفة “عين التينة” في ضيافة الرئيس بري بتلعثم يشبه الاستسلام لقدر لا طائل لهم على إدراك حِكمِه.
في أواخر مايو الماضي ووسط ضجيج زيارة مساعد وزير الخزينة الأميركي، دانيال غلايزر، لمناقشة العقوبات المالية ضد حزب الله مع الحكومة اللبنانية وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وصل إلى البلد مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الطاقة والنفط والغاز آموس هوكشتاين. علّقت صحف بيروت حينها بأن في الأمر تعليمات أميركية نقدية ونفطية.
جال هوكشتاين على من يهمه الأمر لينقل رغبة أميركية رسمية علنية بتفعيل ورشة النفط اللبنانية. توقع المسؤول الأميركي أن يسمع خطابا ديماغوحيا عن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل لتحديد الحقول اللبنانية من تلك الإسرائيلية. كان جواب الموفد الأميركي حاضرا: أجّلوا التنقيب في الحقول الجنوبية “المتنازع عليها” وباشروا إطلاق ورشة الحقول الشمالية. غادر الرجل البلد دون أن تعلن أي نتائج لمحادثاته، لكنه، على ما يبدو، حقن في أروقة القرار كلمة السرّ التي أنتجت المفاعيل الأولى لتنشيط الملف النفطي في لبنان.
يشارك لبنانيون كثيرون رأي النائب عن القوات اللبنانية أنطوان زهرا حول تساؤله عن السرّ الذي يقف وراء تحريك الملف النفطي بالاتفاق بين حركة أمل التي يرأسها نبيه بري والتيار الوطني الحرّ الذي يتزعمه ميشال عون. وإذا ما كان الخلاف يعود حول الأمر إلى عهد كان فيه جبران باسيل وزيرا للطاقة، فإنه لم يعد كذلك هذه الأيام. وقد يستغرب اللبنانيون شلل القوى السياسية الأخرى وخرسها أمام هذا “القدر النفطي” الذي هبط خلف ظهورهم. وربما لن تفرج هذه الأيام عن سرّ تلك الأحجية ومفاتيحها، فغموض الأمر لن يكون أكبر من ذلك الذي فرض “غراما” بين إسرائيل وروسيا، وبين إسرائيل وتركيا، وبين تركيا وروسيا.
يخبرنا الخبير النفطي نقولا سركيس الذي نشر دراسة حول الموضوع مؤخرا أن “نتائج المسوحات في المناطق البحرية تشير إلى احتمال كبير لوجود مكامن تحتوي على قرابة 800 مليون برميل من البترول وكميات تتراوح بين 25 و30 تريليون قدم مكعب من الغاز. تقديرات أخرى أكثر تفاؤلا تذهب إلى ضعفَيْ هذه الأرقام. ويرى سركيس، وبناء على دراسات وتوقعات، أنه “بإمكان لبنان أن يتأمل إنتاج غاز تبلغ قيمته الإجمالية 400 – 500 مليار دولار على أساس الأسعار العالمية التي كانت سائدة ما قبل انهيار السوق في منتصف 2014. أما حصة لبنان الصافية من هذه القيمة الإجمالية، أي بعد احتساب النفقات ونصيب الشركات العاملة، فيمكن تقديرها بحوالي 150 – 200 مليار دولار. للدلالة على أهمية هذه الأرقام بالنسبة إلى لبنان، تكفي الإشارة إلى أنها تضاهي أربعة أضعاف إنتاجه القومي، وضعفَيْ دينه العام، وثمانية أضعاف استيراداته السنوية، وما لا يقل عن 50 مرة قيمة صادراته الحالية (3- 4 مليارات دولار)”.
ضوء أخضر دولي سيتيح للبنان الاستفادة من ثروة كبرى هبطت عليه كما على المنطقة بأسرها (شواطئ إسرائيل وقبرص وغزة ودلتا النيل في مصر). لا شيء في المنطق الاقتصادي يبرر ذلك الضوء في ظل انخفاض أسعار النفط وبالتالي انخفاض نجاعة استخراجه. فالخبير الاقتصادي مروان اسكندر يرى أن “التوقعات الجيولوجية في لبنان تفيد أن أعماق آبار البحث والتنقيب تفوق الـ3000 – 5000 متر، والتكاليف أصلا مرتفعة، والالتزامات المالية للشركات سواء للحصول على عقود أو توفير مدفوعات مسبقة عند إنجاز العقود، تدنت إلى حد بعيد”. ومع ذلك ولأسباب ما فوق اقتصادية تدفع باتجاه إعادة تأمل المنطقة من قبل العواصم الكبرى بصفتها ميدانا إستراتيجيا ومفترق طرق إلزامي لخطوط الطاقة في العالم.
في خلوة “عين التينة” تمّ الاتفاق على توليفة توفّق بين رؤى باسيل المطالب بتلزيم جزئي متدرّج لـ”بلوكات” المياه اللبنانية، ورؤى بري الذي يريد تلزيما كليا ودفعة واحدة. وإذا ما كان الاتفاق ثنائي الشكل، فإن العارفين يرون في الهيئة المشكلة لإدارة شؤون النفط في لبنان مجلس طوائف يرعى حصص تشكلاتها السياسية، على ما يطرح ألف سؤال حول مصير العائدات النفطية ومواطن استثمارها.
للمفارقة، لا يبتسم المواطن اللبناني لأخبار النفط في لبنان، فهو يشمّ روائح كريهة تضاف إلى روائح الفضائح في ملفات فساد لا تنتهي، فإذا كان البرلماني أنطوان زهرا ابن “القوات اللبنانية” الحليفة للتيار الوطني الحرّ الذي يرأسه جبران باسيل، يسأل وما علاقة باسيل بالأمر ولماذا تطلق العجلة النفطية عبر اتفاق ثنائي يجري خلف الأبواب، فماذا يقول المواطن العادي عن هذا القدر النفطي الهابط من المجهول؟
إيلاف من بيروت: رأى وزير العدل اللبناني، أشرف ريفي، أن «الإرهاب التكفيري لا يختلف عن الإرهاب الإيراني نهائيًا». معتبرًا أن «التفجيرات التي ضربت بلدة القاع اللبنانية هي إحدى نتائج تدخل حزب الله في سوريا».
وقال ريفي في مقابلة خاصة مع «إيلاف» إنه «لا توجد عندي مخاوف من انفجار كبير في لبنان، ولكن بجانبك بركان، وهذا البركان يقذف حممه، وهذه الحمم لا بد أن يصيبنا جزء منها، لكن أطمئن كل اللبنانيين إلى أننا قادرون على السيطرة عليها».
ريفي اعتبر ان «المشروع السياسي لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ليس ملكًا لأحد، والوفاء لمدرسته يكون للوطن والقضية والشهداء وليس للأشخاص»، مشيرا إلى أن «الحوار السياسي الثنائي مع حزب الله يفيد الأخير أكثر من تيار المستقبل».
وحمّل وزير العدل اللبناني، مستشاري الرئيس سعد الحريري، وعلى رأسهم النائب السابق غطاس خوري، مسؤولية توريطه في موضوع ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية «وذلك لأسباب ومصالح شخصية».
وأكد ريفي أن «المدرسة السعودية تختلف عن المدرسة السورية التوتاليتارية، التي تتدخل في قضايا ناطور البناية والمختار. السعوديون أكبر من ذلك، وقدموا إلى لبنان كامل الرعاية الاقتصادية والسياسية».
واستبعد ريفي في مقابلته مع “إيلاف” أي إمكانية للتحالف مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في اي استحقاق انتخابي مقبل. وأكد أنه «لن أتحالف معه، فقنواته مفتوحة على 8 آذار بشكل واضح».
النص الكامل للمقابلة:
من خلال خبرتك وخلفيتك الامنية، كيف تنظر إلى ما حصل في بلدة القاع؟
في البداية أوجّه تحية كبرى إلى أهلنا في البقاع، وخصوصا في البقاع الشمالي، الذين حافظوا رغم جراحهم الكبيرة، على وحدتهم الوطنية، وأتوجه بالتعازي إلى أهالي “الشهداء” وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وأقول للجيش اللبناني وكل الأجهزة اللبنانية: نحن نثق بكم ونحن معكم في الدفاع عن الوطن بمفردكم من دون مساندة أحد، التفجيرات التي حصلت كبيرة جدا، وهذه تداعيات الوضع السوري ونتائج تدخل حزب الله أو (حركشة حزب الله في وكر الدبابير)، وقد حذَرناه أكثر من مرة، فليتوقف عن تبريره بالقتال الدفاعي تجاه الارهاب التكفيري، الارهاب التكفيري لا يختلف عن الارهاب الإيراني نهائيا. قراءتي الأولية أن القاع كانت تستخدم كممر للعبور إلى مكان آخر.
هل تعتبر أن ما حصل في القاع هو تكملة لمسلسل التفجيرات التي ضربت الهرمل والضاحية وطرابلس أم اننا بتنا اليوم على مفترق طرق حاسم؟
سبق وقلت للبنانيين لا يوجد عندي خوف من انفجار كبير، ولكن بجانبك بركان، وهذا البركان يقذف حممه، وهذه الحمم لا بد أن يصيبنا جزء منها، وأطمئن كل اللبنانيين إلى أنها ضمن قدرتنا في السيطرة عليها ومنعها من أن تؤدي إلى الانفجار الشامل على الأراضي اللبنانية.
وحكما بطبيعة الوضع السوري قد تقع بعض الأحداث المتفرقة، وأتصور أن الجيش اللبناني والأجهزة اللبنانية قادران على منعها من إحداث الحريق الكامل .
في السياسة هل يتحمل حزب الله مسؤولية ما يحدث من خضات أمنية في لبنان تحديدا التفجيرات هذه بفعل التدخل في سوريا؟
نبهت يوم كنت في موقعي الأمني، على طاولة مجلس الوزراء برئاسة ميقاتي، التي كانت تضم قوى 8 اذار، من دخول حزب الله في الوحل السوري، وقلت أنتم تدّعون قتال الارهاب فلنتوقع الارهاب المضاعف، فالذي تقتل أولاده في سوريا توقع منه كل شيء، وقد نبهنا حزب الله إلى هذا الامر، ولكن للأسف ضرب بعرض الحائط إرادة كل اللبنانيين، وذهب إلى سوريا، لكي يتورط في القتال السوري، ليس هناك تنظيم مسلح في العالم يذهب إلى خارج حدوده، ويقاتل ويتأمل ألا يكون هناك رد فعل نهائي. هنا لا أبرر “الارهاب التكفيري”، ولكن أقول حقيقة إن الارهاب الايراني الذي يمارسه حزب الله في لبنان برأيي يتساوى مع الارهاب التكفيري، وتنبغي الإشارة إلى ان تدخل حزب الله في سوريا هو أحد الأسباب الرئيسة لاستقالة ميقاتي، فالحزب تورط في سوريا قبل ولادة حكومتنا (حكومة الرئيس تمام سلام).
هل تتحمل الحكومة اللبنانية الحالية مسؤولية تدخل حزب الله في سوريا؟
على المستوى النظري هناك مسؤولية تقع على كل الحكومات، ولكن لا ننسى بأن هناك واقعا قبل العام 2005 حيث كان النظام السوري مسيطرا على كل مفاصل الدولة اللبنانية، وهذه السيطرة مكنت حزب الله بقرار مشترك سوري إيراني من إنشاء بنية عسكرية كاملة على الأراضي اللبنانية، ومكنته من وضع يده على مفاصل كبرى في الدولة اللبنانية، ما جعل من الحكومة اللبنانية أعجز من أن تتخذ قرارها كباقي الحكومات، وفي بعض الأمكنة فقدت الدولة السيطرة، ما أدى إلى قيام تنظيم حزب الله تحت عنوان “قتال اسرائيل” بأخذ شرعية لسلاحه واحتمى بالقضية العربية المركزية. في العام 2006 كان القتال الأخير ضد الاسرائيلي، وبعد هذا العام ارتد هذا السلاح على الداخل اللبناني، وبعدها على الداخل السوري، وعلى باقي الساحات العربية. انطلاقا مما سبق المسؤولية تقع على عجز الحكومة اللبنانية (حكومتنا والحكومات التي سبقت) والواقع السوري مكن من نمو هذا الجسم بمظلة عسكرية ومخابراتية سورية فأصبح خارج خط الدولة اللبنانية.
نعود إلى انتخابات طرابلس هناك سؤال، كيف سيكون وضعك السياسي اليوم لو لحقت الهزيمة بلائحتك في الإنتخابات البلدية؟
لو قالت طرابلس لا يعنيني أشرف ريفي، كنت أديت التحية لخيارات أهل طرابلس واعتزلت العمل السياسي. أنا احمل قضية لا أسعى إلى مركز أو إلى موقع. وأقول إن الموقف يتقدم على الموقع عندي، وبالمفهوم التقليدي قيل لي لماذا تصر على خوض الانتخابات بوجه كل القوى السياسية؟، فكان جوابي بأن هدفي ليس الربح أو الخسارة، أنا أتيت لكي أسجل موقفا ينسجم مع قناعاتي وطروحاتي السياسية. بالمفهوم التقيلدي كان من المفترض لو أنني خسرت أن أنكفئ عن الساحة وأعتزل العمل السياسي. أما بمفهومي أنا حامل القضية الذي لا يعطي اعتبارا لمركز وللوظيفة وللموقع وللوزارة نهائيا كان من الممكن أن أستمر حتى لو خسرت بحمل الراية والقضية إلى أن أصل إلى برّ الأمان.
أعود إلى المفهوم الذي انطلقت منه، المضادون لقضيتي، لم يتركوني سابقا، ولن يتروكني لاحقا، وكما يعرف الجميع وضعت سيارة مفخخة تحت منزلي اثناء وجودي بداخله وتم تفجيرها ولكنني نجوت وعائلتي. كعسكري سابق انا على علم بأنه وبحال حملت قضية سواء كانت سياسية أم عسكرية فمن الممكن أن يكون ثمنها غاليا جدا وهؤلاء الشهداء مثال على ذلك. فمن حمل قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقضية المحكمة الدولية دفع ثمن حياته، وأنا أعتبر نفسي شهيدا حيا إلى أن يحين الأجل.
هل ستستجيب لتمنيات الرئيس سعد الحريري وستحل عن رفيق الحريري؟
الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليس ملكا لأحد بالمعنى السياسي، سعد الحريري وكل عائلة الحريري أكنّ لهم كل الاحترام والتقدير، هم يملكون ثروة، وعقارات الرئيس الحريري، ويستطيعون التحكم بها، فهي ملك لهم، وإنما المشروع السياسي، أنا شريك فيه أكثر من أي واحد، أنا كنت قبل 11 عاما من الاغتيال شريكا في المشروع السياسي، فإذا المشروع السياسي هو ملكنا كلنا، وهو ليس ملكا حصريا لأحد.
حكي عن علاقة وطيدة تجمعك ببهاء الحريري شقيق الرئيس سعد الحريري ما صحة هذا الأمر؟
هناك علاقة تجمعني بكل أفراد عائلة الحريري، وهي مجمّدة فقط مع سعد الحريري، والعلاقة متواصلة مع كل أفراد بيت الحريري، ولم تنقطع أو تتغير نهائيًا.
الحريري قال إن اهم ميزات مدرسة والده الصدق والوفاء. هل أراد من خلال هذه العبارة الغمز من قناتك؟
هو كان واضحا وكان يتوجه بكلامه إليّ، ولكنني رددت عليه بطريقة ثانية، الوفاء يكون للقضية، الوفاء ليس للشخص، أنا لست رجل أحد، ولا أستزلم لأحد، ولا أتبع أحدا، وهذا منطق ساقط نهائيا. أنا ما زلت وفيا لقضيتي ولشهدائي، وقد أكون أوفى من غيري للشهداء وللقضية. لم أنحرف عن القضية كي آخذ خيارات لا تنسجم مع ثوابتنا، هو الذي انحرف وأنا ما زلت أصر على أن أبقى على ثوابتي وعلى قضيتي. ولهذا أكرر الوفاء يكون للوطن والقضية والشهداء وليس للأشخاص.
في الوقت الذي شنّ فيه الحريري هجوما على حزب الله، نراه يستكمل الحوار مع الحزب هل هناك جدوى من هذا الحوار؟
كانت لديّ نظرية أخرى، وكنت أنا واللواء الشهيد وسام الحسن قناتي الاتصال مع حزب الله عندما كنا في موقع أمني. أنا مع أن تبقى القناة الأمنية أما قناة التّواصل السّياسية الثنائية أو المتعددة فأنا ضدها لأن حزب الله يأخذ منها شرعية معينة، ويغطي على نفسه مستفيدا من طاولة الحوار، ولا يوجد تكافؤ في القوى. حزب الله يملك سلاحه، وهو يجلس على الطاولة، ويملي ما يريد ولا يحاول أحد اقناعنا أن هذا الحوار لتخفيف الاحتقان السني الشيعي، فعندما اخذ الحزب قرار السابع من مايو كانت هذه القناة موجودة ومفتوحة معه. لهذا أنا لا أرى جدوى من الحوار معه على المستوى السياسي المباشر. فليكن لقاؤنا كلبنانيين في المؤسسات الرسمية اللبنانية في مجلس النواب، مجلس الوزراء في الوزارات وفي أيّ محفل. كفى تشويها لدستورنا واختراع آليات معينة تملي علينا ما يريد حزب الله ولا يوجد فيها تكافؤ بيننا وبين الحزب.
وعلى المستوى اللبناني حكما هناك شيء مشترك مع الحزب، ولكن كمشروع إيراني علينا ان نحضر أنفسنا لمواجهة هذا المشروع. وكما اسلفت كانت هناك صيغة لا تحرج أحدا متمثلة قناة التواصل الأمنية، وهي تبقى لليوميات والحوار السياسي يبقى ضمن المؤسسات الشرعية: مجلس النواب، مجلس الوزراء . طاولة الحوار سواء الوطنية أم الحوارات الثنائية لا جدوى منها وهي غير دستورية وغير قانونية.
هل صحيح ان المستقبل يعمل وفق اوامر سعودية كما قال الوزير نهاد المشنوق؟
لم تمل السعودية اوامرها يوما. السعودية تؤيد الدولة اللبنانية، وكانت تدعم كل اللبنانيين، بعكس إيران التي كانت تدعم حزب الله فقط لمشروعها. السعودية أشرفت على نص الدستور اللبناني الجديد الذي سمي باتفاق الطائف، والذي يعتبر ويصلح لأن يكون منقذا لسوريا والعراق، حيث توجد مجتمعات متعددة. إذا السعودية لم تتعاط مع لبنان كمذاهب أو مجموعات أو حتى كفريق سياسي معين، ولكنها تعاطت مع الدولة لحفاظ أمنها واستقرارها وعيشها المشترك ووضعها الاقتصادي.
سبق وأن رددت على كلام المشنوق، فهذا الكلام مرفوض وغير وقبول وغير مقنع نهائيا. هذا الكلام كان فقط لتبرير صفقة سليمان فرنجية. أنا سبق وقلت إن صفقة سليمان فرنجية لم تكن صفقة سياسية، وإنما هي صفقة business، والذي قام بها وكان عرابها جيلبير شاغوري وغطاس خوري. بالنهاية فلنتوقف عن رمي المسؤولية على الآخرين. السعودية لم تقم إلا بأعمال إيجابية بحق لبنان، يكفي رمي الاتهامات يمينا ويسارا على الآخرين.
اليوم اصبحت تشكل حالة شعبية سياسية موجودة، هل بإمكانك الدخول في حوار مع حزب الله؟
طاولة الحوار الثنائية يستفيد منها حزب الله أكثر من تيار المستقبل، وليس هناك من تكافؤ في القوى، واجدد المطالبة بالعودة إلى حوار عبر قناة تواصل أمنية لا تستفز السياديين والوطنيين في البلد لأنها تعطي نتائج عملية وكل الأمنيين يقومون بها. طاولة الحوار الثنائية يجب أن تلغى بأسرع ما يمكن، فهي لم تعد إلا بالخيبة والخسارة على تيار المستقبل. بالمقابل طاولة الحوار الوطنية برأيي هي بديل من رئاسة الجمهورية ومن مؤسساتنا الدستورية، وهذا في الحقيقة يعد تذاكيا، وهنا أضيف أن طرابلس تعتبر غير ممثلة على طاولة الحوار الوطنية، ولهذا يجب إلغاء طاولة الحوار، وعلينا العودة إلى المؤسسات ولننطلق من المربع الأول.
باختصار طرابلس لا تريد أن تشارك في طاولة الحوار. أما الذين يشاركون باسم طرابلس فقد تم نزع الصفة التمثيلية عنهم. أنا كأشرف ريفي لا أسعى إلى مكان على طاولة الحوار، وإنما اطالب بالغاء هذه الطاولة وعلينا العودة إلى مؤسساتنا الدستورية الطبيعية.
هل سيعزز فوز اشرف ريفي في طرابلس مناخ التطرف؟
فوزي في طرابلس سيعزز الحالة الوطنية السيادية التي تؤمن بالعيش المشترك ويمنع التطرف. وبرأيي الانهزام دفع بجزء معين إلى إنشاء سرايا مقاومة والروح الانهزامية والانبطاح أمام حزب الله أدى إلى ذهاب البعض (المجانين) إلى داعش وإلى التطرف. نحن دورنا يكمن في إشعار الناس بعدم وجود خطر على حياتهم، وهناك اليوم من يتحدث عن وجعهم بعنفوان وبعزة وكبرياء. بواسطة هذه الأمور نكون قد منعنا من الذهاب إلى التطرف.
كما انه ووفق بتقديرات أمنية، وتزامنا مع خطاب أشرف ريفي الذي يعبر عن المعنويات والثبات على المواقف والعزة والكرامة إنخفضت أعداد الملتحقين بداعش. دورنا هو في العودة إلى الوطن كي نعيش معا. بالأمس قاموا بشيطنة طرابلس، لأنها وقفت بوجه المشروع الايراني، واليوم يحاولون شيطنة أشرف ريفي، كي يقولوا إن التطرف قد انتصر. أنا إنسان معتدل، ولكنني قوي، ولست منبطحا أمام حزب الله. فالانبطاح أمام حزب الله ليس اعتدالا، وإنما هو انهزام، ولا يساهم في لعب دور ايجابي أو وطني.
في السياسة لا عدو دائم ولا حليف دائم. هل من الممكن ان نرى مستقبلا في الانتخابات النيابية تحالفا يجمعك بالرئيس نجيب ميقاتي؟
بالتأكيد لا يمكنني التحالف معه، أنا أنطلق من ثوابتي، فنجيب ميقاتي قنواته مفتوحة على 8 اذار بشكل واضح، وأنا لست من 8 اذار، ولن أتعاون مع أحد من هذه القوى. أنا حالة سيادية، أنا من مدرسة المؤسسات التي أسسها القائد فؤاد شهاب، وحديثا أنا من المدرسة الحريرية السياسية المستقلة.
– يتهمونك بأن تقديمك الاستقالة اردت من خلالها ضرب عصفورين بحجر واحد، تسجيل موقف كبير، وثانيا التخلي شكليا عن الموقع، لانك تعلم ان هناك صعوبة في تعيين بديل، كيف تفسر هذا الأمر؟
لم أكن أناور ولم تكن هناك دراسة لاستحالة الاستقالة أو لا. كل تقديري كان هو أن صلاحيات رئيس الجمهورية تنتقل إلى مجلس الوزراء وكان يمكن لمجلس الوزراء إقرار الآلية التي وضعناها بأن يصدر مرسوما، ولكن كانت هناك حساسية طائفية، إخواننا المسيحيون يقولون إن هذه الصلاحية لصيقة برئيس الجمهورية، ونفضل بألا تعطى إلى مجلس الوزراء، وهذا الذي حال دون قبول الاستقالة، وأنا كنت جادا باستقالتي، ولم أكن أقوم بمناورة، وطبعا ضربت أكثر من عصفورين، لقد ضربت ثلاثة عصافير في الحقيقة: أولا ضربت حالة الشلل للحكومة التي كانت غير قادرة على إيجاد حل لمشكلة النفايات بعد 8 أشهر من وقوعها، ثانيا أنا لا أقبل المساومة على أمن الوطن في موضوع ميشال سماحة. أما الآخرون فقد قبلوا بمساومة معينة، وأنا كنت رافضا موضوع المساومة. ثالثا أنا لا أقبل بأن يتعرض حزب الله لبعض الدول العربية الخليجية الصديقة والشقيقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي لم تقدم إلى لبنان إلا كل خير، ولن نكون صامتين أمام افتراء حزب الله على المملكة العربية السعودية بالشكل الذي كان سافلا وغير مقبول، والذي يسيء إلى علاقتنا العربية وإلى صورتنا العربية.
يلاحظ انك مؤيد نوعا ما لترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، على ماذا تستند في هذا الموضوع، وهل تعتقد ان الجنرال قهوجي هو الشخصية الامثل لتولي المسؤولية اليوم؟
دعني أوضح أمرًا. أنا كنت أجزم وأقول إن لديّ معلومات وقراءة بأنه لن يصل إلى رئاسة الجمهورية لا سليمان فرنجية ولا ميشال عون، وللأسف لم يحن وقت رئاسة الجمهورية، وهناك مرحلة انتظار قد تكون طويلة نوعا ما. عندما يحين الأوان القرار الدولي سينظر إلى وضع المنطقة، فإذا كان هناك “بروفيل” عسكري في المنطقة، سيختارون رجلا عسكريا، وإذا كان هناك “بروفيل” إقتصادي، سيختارون رجلا اقتصاديا، وإذا كان هناك “بروفيل” سياسي سيختارون رجلا سياسيا، فإذا حتى الان لم يتم اختيار أحد، ولا أرشح أحدا في الوقت الحاضر. أنا وقائد الجيش أبناء دفعة واحدة، ونحن أصدقاء وإخوة وأهل مبدئيا، ولكنني لا أريد أن أضفي ميلي الشخصي على خياراتي. عندما نصل إلى مرحلة قريبة للانتخابات سنرى أي “بروفيل” سيكون الافضل.
كيف تصف علاقتك برئيس حزب القوات سمير جعجع؟
نحن والقوات اللبنانية حلفاء استراتيجيون وشركاء في الوطن. كانت لديّ لحظة غضب من خيار سليمان فرنجية. كيف نستبدل حليفًا شريكا معي في كل مراحل النضال وبيننا وبينه قواسم مشتركة عديدة لكي أذهب إلى شخص آخر لا يوازيه حجما، وأساسا ليس حليفي ولا يشبهني في الطروحات، ولا توجد قواسم مشتركة بيننا في موضوع الطروحات السياسية. واعتبرت أيضا أن الدكتور جعجع أخطأ بترشيح عون. أنا ضد ترشيح سليمان فرنجية وضد ترشيح ميشال عون، أنا ضد هذه المناورة.
كيف تنظر الى لقاء جعجع-الحريري؟
لم أتابع اللقاء، ومبدئيا أتمنى أن تتعزز اللقاءات أكثر وأكثر، وأن يعودوا الى تحالفهم، كما كانوا، وأعود وأؤكد أن ليست لنا مصلحة باستبدال حليف بحجم جعجع وثباته ووضوحه ورؤيته بشخص آخر ليس حليفا، وإنما موقعه مع بشار الأسد ومع حزب الله، وتقدم صفوف المعزين عندما قتل مصطفى بدر الدين المتهم الأول باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. إذا كيف يكون سليمان فرنجية مرشحنا، وهو ملتصق بحزب الله وبالمشروع الآخر وببشار الأسد، وأضيف للأمانة فرنجية رجل واضح لم يخف يوما ارتباطه بحزب الله وببشار الأسد، من هنا كان عتبي كبيرا، وهو كيف نذهب إلى هذا الخيار، ولهذا أقول إن بعض المستشارين الذين هم حول الرئيس الحريري، وعلى رأسهم غطاس خوري، يتحملون المسؤولية الكبرى بتوريط سعد الحريري بهذا الخيار لأسباب ومصالح شخصية .
اتهم سياسيو الثامن منذ اذار منذ فترة السفير السعودي بلعب دور الحاكم او المندوب العسكري في لبنان؟ كيف تصف علاقتك بالسفير العسيري وبالمملكة؟
السفير شخصية خلوقة ودمثة ويتعاطى مع الجميع باحترام وتقدير، والعلاقة التي تجمعني به علاقة مبنية على الاحترام وتتسم بالايجابية دائما، ودور السفير السعودي لم يكن إلا دورا وطنيا لبنانيا، فهو لم يتدخل بأي تفصيل كما كان يفعل حاكم عنجر. المدرسة السعودية مختلفة عن المدرسة السورية التي هي مدرسة توتاليتارية تتدخل حتى في موضوع المختار وناطور البناية. أما السعوديون فهم أكبر من ذلك، وهم لم يقدموا إلا الرعاية إلى لبنان اقتصاديا وسياسيا، كما قلت خلال اقرار اتفاق الطائف، والذي أصبح دستورا لبنانيا، وكانوا فعلا ضمانة للعيش اللبناني المشترك، وفتحوا أبوابهم لعدد كبير من اللبنانيين، الذين ساهموا في بناء السعودية، وعاشوا من السعودية، لهذا أقول إن الكلام عن استبدال وصاية سورية بأخرى سعودية لا ينطبق على الواقع نهائيا، وفيه افتراء وبعد عن الحقيقة تماما، والمشروع الآخر (مشروع ايران) مشروع وقح فاجر، يتهم الآخر دائما ويشيطنه، وعانينا منه في طرابلس، ولكن برأيي فجوره أصبح مكشوفا.
يحكى عن دور لعبته شخصيات لبنانية في موضوع العقوبات المالية على حزب الله ما مدى صحة هذا الكلام؟
هذا قرار أميركي، ونعرف تماما بأن أميركا تتهم حزب الله بالارهاب، ثم انتقل هذا الاتهام إلى أوروبا، ومن ثم انتقل إلى الخليج العربي والجامعة العربية، وبالمقابل قام الاميركيون بإقرار قانون بفرض عقوبات مالية على حزب الله، واللبنانيون أضعف من أن يلعبوا دورا في هذا الموضوع، كما كانوا أضعف من أن يساهموا في القرار 1559. هذه العقوبات هدفها تجفيف المنابع المالية لحزب الله وحصره اقتصاديا وخنقه ماليا، ولهذه العقوبات تأثيرات داخل الحزب، والذي يعيشه حزب الله عاشته إيران سابقا، واضطرت في النهاية أن توقع اتفاقا مع الغرب نتيجة الحصار الاقتصادي، ولذلك حكما ستكون لهذه العقوبات تأثيرات على حزب الله.
دعا 400 نائب من أعضاء البرلمان البريطاني من المجلسين (العموم واللوردات) النظام الإيراني إلى وقف انتهاكات حقوق الإنسان والإعدامات والكف عن التدخل السافر في دول منطقة الشرق الأوسط.
وأدان النواب الموقعون على بيان أصدرته “اللجنة البرلمانية البريطانية من أجل إيران حرة”، استمرار انتهاكات النظام الإيراني لحقوق الإنسان وتدخل قوات الحرس الثوري في سوريا وتدخلات طهران في بلدان المنطقة، وفقا لتقرير نشره موقع “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”.
ووفقا للتقرير، قال ديفيد جونز، رئيس اللجنة الذي طرح بيانا بشأن إيران حظي بتوقيع 400 عضو من المجلسين، أن البيان يدعو الحكومة البريطانية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي والحكومة الأميركية إلى إدانة انتهاك حقوق الإنسان في إيران ومطالبة وقف الإعدامات القائمة وإرغام النظام الإيراني على سحب قواته من بلدان المنطقة خاصة من سوريا والعراق.
كا يدعو إلى ضمان الأمن والحماية لسكان مخيم ليبرتي إلى حين خروجهم جميعا من العراق والذهاب بشكل خاص إلى ألبانيا، كما يدعو البيان الاتحاد الأوروبي وأميركا وقادة العالم إلى دعم مشروع مريم رجوي، زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يدعو إلى التغيير في إيران من خلال 10 بنود.
وجاء في التقرير أنه خلال الاجتماع الذي عقد في مجلس العموم البريطاني يوم الخميس 30 يونيو تم مناقشة سياسة بريطانيا تجاه النظام الإيراني من قبل مجموعة خبراء في شؤون إيران ونواب من البرلمان بشقيه ومن جميع الأحزاب الرئيسية.
وأعرب النواب عن قلقهم البالغ إزاء تصعيد الإعدامات في إيران واستخدام عقوبات قاسية مثل الجلد وبتر أعضاء البدن من قبل سلطات النظام الإيراني”.
كما دعوا إلى النظر الى الوضع المتدهور لحقوق الانسان في ايران بعد الاتفاق النووي العام الماضي منها حملات الاعتقال التعسفية التي تطال الشباب والنساء والناشطين والمدافعين عن حقوق الانسان والمعارضين والرعايا الأجانب، حيث يأتي تبرير حملات الاعتقال هذه غالبا تحت عنوان اتهامات مفبركة مثل ” الاخلال في الأمن الوطني” أو “محاربة الله”.
وأكد المتحدثون أن تصعيد القمع ضد المجتمع المدني هو مأساوي ومخيف وفي الوقت نفسه يدل على ضعف النظام الديني. انهم صرحوا بأن هذا الأمر ينم عن أن النظام لا حل آخر لديه يلبي الطموحات الديمقراطية والمشروعة للشعب الايراني أو اتساع نطاق النقمة الشعبية.
كما وصفوا استمرار دعم النظام الايراني للإرهاب ودوره المزعزع للاستقرار في المنطقة من خلال الدفاع المستميت عن نظام الأسد، بأنه يهدف الى توسيع القمع الداخلي وبقصد الحفاظ على الحكم والسلطة من قبل الحكام الدينيين في ايران.
وأبرز متيو آفورد في كلمته هذه الحقائق وأضاف قائلا: “هناك تقارير يومية عن هذه الانتهاكات وسوء استغلالها من قبل مسؤولي النظام الايراني مما يدل على أن لا روحاني الموصوف بـرجل “اعتدالي” ولا سائر الحكام الدينيين في هذا البلد، راغبين في احداث تغييرات جوهرية وأساسية تزيل هواجس الشعب الايراني خاصة الشباب والنساء الذين يشكلون الأكثرية لسكان ايران”.
أما إستراون إستيفنسون، العضو السابق للبرلمان الأوروبي الذي كان يتولى سابقا رئاسة مجموعة “أصدقاء إيران حرة” في البرلمان الأوروبي لمدة 10 أعوام فأكد في كلمته أن “النظام الإيراني لا يمكن أن يكون جزءا من الحل للمناقشة والمواجهات في العراق وسوريا واليمن وليبيا. كون هذا النظام هو جزءا من المشكلة. النظام الإيراني يصدر الإرهاب. حكومة روحاني التي هي خاضعة لسيطرة نهائية للولي الفقيه علي خامنئي تغمض العين عن التعذيب والاحتجازات التعسفية والتمييز ضد النساء وتشجع الجلد على الملأ وبتر الأطراف والشنق كآلية لخلق أجواء الرعب والخوف في المجتمع الإيراني”.
أجرى المرشد الأعلى في #إيران علي خامنئي، تغييرات جديدة أعاد من خلالها هيكلة قيادة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية، وذلك بعد أيام من إقالة رئيسها، في خطوة عدها مراقبون بأنها تأتي في إطار إبعاد القادة العسكريين المقربين من الإصلاحيين وتعيين قادة في #الحرس_الثوري على رأس هيئة الأركان في ظل اضطرابات تشهدها الأقاليم الحدودية.
وقام خامنئي الثلاثاء بتعيين العميد سيد عبدالرحيم موسوي، مساعدا لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجديد اللواء محمد باقري الذي تسلم منصبه بعد إقالة اللواء حسن فيروز آبادي المقرب من الرئيس الايراني حسن روحاني.
ويعتبر موسوي من قادة الجيش الايراني الكبار وهو مختص في سلاح المدفعية وكان له دور قيادي في جبهات الحرب الإيرانية – العراقية في الثمانينيات ( 1980-1988) من القرن الماضي.
كما شغل مناصب عسكرية عديدة منها قيادة لواء طلبة جامعة الإمام علي العسكرية ورئيس الجامعة العسكرية وقائد الجيش في منطقة شمال شرقي البلاد ومساعد قائد القوة البرية في الشؤون التعليمية ومساعد قائد القوة البرية للجيش في شؤون التخطيط والميزانية ومساعد قائد الجيش في شؤون العمليات ورئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الإيراني.
وشغل العميد موسوي البالغ من العمر 56 عاما وهو من أهالي مدينة قم ويحمل شهادة الدكتوراه في العلوم الدفاعية الاستراتيجية من جامعة الدفاع الوطني العليا، أيضا منصب نائب القائد العام للجيش منذ عام 2005 ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للجيش الإيراني.
كما شملت تغييرات خامنئي تعيين العميد علي عبداللهي، مساعدا لمنسق هيئة الأركان بعد ما كان يشغل منصب مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية ومساعد الشؤون اللوجستية والبحثية للأركان العامة للقوات المسلحة.
كما تم تعيين اللواء غلام علي رشيد قائدا لمقر “خاتم الانبياء” المركزي الذي يتولى مهام التخطيط والتنسيق لعمليات القوات المسلحة الإيرانية.
وكان اللواء رشيد قبل هذا الوقت نائبا لرئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية وهو المنصب الذي تولاه العميد عبدالرحيم موسوي.
استمرار دعم الإرهاب
من جهته تولى الرئيس الجديد لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، مهامه رسميا اليوم الثلاثاء وقال في تصريحات نقلتها وكالة “فارس” إن خططه القادمة تتمثل “بالارتقاء بالقدرات الأمنية الدفاعية والتعبئة الشعبية ومواجهة التهديدات ومساعدة المستضعفين في المنطقة” وذلك يعني العمل على استمرار التدخل العسكري الإيراني في المنطقة ودعم الخلايا الارهابية والميليشيات المسلحة تحت شعار “مساعدة المستضعفين”.
وبحسب مراقبين، تظهر التغييرات الجديدة لخامنئي عدم ثقته بقادة الجيش وبالتالي تسليم قيادة القوات المسلحة الإيرانية إلى قادة الحرس الثوري الموالين له، في ظل استثمار التدخل الإيراني في المنطقة وكذلك تصاعد الاضطرابات الداخلية خاصة في مناطق القوميات المضطهدة التي تقطن الأقاليم الحدودية ككردستان وبلوشستان وعربستان (الأهواز) وما تشهده من تذمر واستياء وتصاعد المطالب الشعبية للتخلص من الاضطهاد والتمييز.
كشفت وكالة الأمن والاستخبارات الداخلية الألمانية عن محاولات إيران الحثيثة للحصول على التقنية النووية بطرق غير شرعية في ألمانيا، حسب رالف يغر وزير الشؤون الداخلية لولاية نوردراين فستفالن، وذلك بالرغم من توقيع طهران الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، الذي يلزمها بالأنشطة النووية السلمية المحدودة بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وذكر موقع وكالة دويتش فيله للأنباء الناطق بالفارسية، أنه توجد في حوزة جهاز الأمن الألماني الداخلي معلومات مهمة تثبت أن إيران لا تزال تسعي بكل ما لديها من قوة للحصول على مواد وأدوات تمكنها من صنع رؤوس نووية وصواريخ حاملة لهذه الرؤوس. وبما أن ألمانيا لديها عدة شركات متخصصة في التقنيات المتطورة فإنها مغرية لطهران في هذا المجال.
ويأتي هذا التقرير الألماني في الوقت الذي لم يمضِ عام واحد على توقيع طهران اتفاقا نوويا مع الدول الكبرى في يونيو 2015 ورفعت الولايات المتحدة وأوروبا العقوبات المفروضة على إيران، التي تعهدت بموجبه التخلي عن صنع أسلحة نووية.
محاولات إيران لم تتوقف
وكانت الوكالة الاتحادية الألمانية للأمن الداخلي كشفت هي الأخرى في تقرير لها الاسبوع الماضي دون مراعاة البروتوكول الدبلوماسي عن محاولات إيران محاولات للحصول على التقنية النووية واليوم، يؤكد ذلك جهاز الأمن لولاية نوردراين فستفالن الألمانية.
وجاء في تقرير الوكالة لعام 2015 والذي نشره وزير الداخلية الألماني في 28 يونيو 2016، “بالرغم من أن إيران وافقت على الحد من برنامجها النووي وخضوعه للإشراف، إلا أنها مستمرة في السعي الحثيث من الناحية الكمية للحصول على التقنية المستخدمة في مجال إنتاج أسلحة الدمار الشامل.
هذا.. وأكد التقرير الذي نشر يوم أمس الاثنين في مدينة دوسلدورف عاصمة ولاية نوردراين فستفالن الألمانية ما جاء في تقرير الذي نشرته الوكالة الاتحادية الألمانية للأمن الداخلي الألماني الأسبوع الماضي.
وذكر تقرير “دوسلدورف” أن ثلثي المحاولات المبذولة التي كشفت عنها وكالة الأمن الداخلي الألماني، والتي تبلغ 90 محاولة من 141 محاولة لعام 2015 بهدف شراء تقنية نووية تستخدم في مجال إنتاج الرؤوس النووية والصواريخ الحاملة لها كانت تمارس من قبل إيران.
وبالرغم من المحاولات الإيرانية لشراء تقنية ومواد مرتبطة ببرنامجها النووي إلا أن الأمن الألماني أكد أن تمكن من إحباط 90 بالمئة من هذه المحاولات نتيجة لتعاون الشركات الأمنية مع الوكالة الاتحادية الألمانية للأمن الداخلي.
“مناقشة إعادة العقوبات ضد إيران”
بالرغم من تأكيدات التقرير حول إفشال المحاولات الإيرانية إلا أن عضو لجنة السياسة الداخلية لمجلس النواب الألماني، آرمين شوستر أكد “مناقشة إعادة العقوبات” على طهران من جديد في حال عدم التزامها الفعلي بالاتفاق النووي وبتأييد الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وانتقد بوركهارد لیشكا – المتحدث باسم السياسة الداخلية لتكتل حزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني – الأنشطة النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لشراء التقنيات النووية قائلا:” شرط الاتفاق النووي أن يتعاون الإيرانيون بلا حدود وعدم تخصيب اليورانيوم لإنتاج السلاح النووي. نحن لسنا سذجا فنراقب لنرى هل تلتزم إيران بعهودها أم لا”.
جزيرة ما سميت اليوم بالبحرين وصفها الشعراء والأدباء بأنها الجنة، وهي كذلك كما جاء في ملحمة جلجامش الأسطورية منذ ما قبل الميلاد بثلاثة آلاف عام، وذلك لما حباها الله من كثرة ينابيع المياه العذبة، وخضرة في زرعها، وموقع في طريق الحضارات من وإلى الخليج، فقامت في البحرين حضارات موغلة في القدم، منها حضارة دلمون التي كانت فيها قبل خمسة آلاف عام. ومنذ فجر التاريخ، وشعب البحرين بحكم طبيعة أرضه برع في الغوص على اللؤلؤ والاتجار به، كما عرفوا الزراعة وبرعوا فيها، فهو شعب حضاري مسالم يحب الاستقرار، وقد استوطنت البحرين منذ قبل الإسلام قبيلتا عبدالقيس وبكر ابن وائل من ربيعة، وانضمت إليهما قبيلة تميم، وأقاموا فيها حضارة «أوال»، وهذا الاسم الذي عرفت فيه البحرين آنذاك، ومع بزوغ فجر الإسلام دخل شعب أوال الإسلام طوعاً، وعن قناعة بعد أن بعثوا من يمثلهم إلى النبي (ص) ليطلعوا منه على فحوى رسالته، وذلك في العام السابع للهجرة، وقد تصدوا بإيمان وشجاعة للمرتدين في العام الثاني عشر للهجرة تأييداً للخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما شايعوا الخليفة الرابع علي ابن أبي طالب رضي الله عنه.
فعرف شعب البحرين بخصوصيته واستقلاله رغم تعرضه للاحتلال من قبل الفرس الساسانيين فترة، ثم البرتغاليين، ثم الفرس الصفويين ثانية الذين أطلقوا على أوال تسمية البحرين، ثم الإنكليز، وكان شعب أوال حتى إبان فترات الاحتلال لم يرتض إلا أن يكون الحاكم عليه واحداً منهم عربياً مسلماً. ثم جاء آل خليفة ضمن حلف العتوب المكون من «آل صباح وآل خليفة والجلاهمة» ليحكموا البحرين. ومثلما استقر آل صباح بين أهل الكويت وارتضاهم الكويتيون حكاماً لهم، فقد استقر آل خليفة في البحرين وارتضاهم البحرانيون حكاماً لهم. وبقيت البحرين مزدهرة وشعلة مضيئة كمجتمع حضاري بارع في بناء السفن والغوص على اللؤلؤ والاتجار به، ويمتهن الزراعة ويصدر علومه لما جاوره من المجتمعات، مثلما صدر صناعة السفن إلى الكويت، وكانت البعثات التعليمية الأولى في الكويت تقصد البحرين للتعلم هناك. وفي نهضة اجتماعية متوازية بين الكويت والبحرين نما الشعبان وكوّنا دولتيهما الحديثتين.
ولكن الكويت كانت أسبق إلى الأخذ ببناء الدولة العصرية على يد المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، حيث عمل آل صباح مع شعب الكويت على وضع دستور للدولة الحديثة يقوم نظامها على أساس الفصل بين السلطات، ويجعل السيادة للأمة مصدر السلطات جميعاً، وينص على أن العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين.
إن شعب البحرين قد جبل على أن يعيش حياة مدنية على مر التاريخ، وجدير به أن يكون في مقدمة الدول الحديثة.
طهران: توفي المخرج الايراني عباس كياروستامي عن 76 عامًا في فرنسا الاثنين، بعد اسبوع على وصوله اليها لتلقي العلاج، كما افادت وكالة انباء الطلبة الايرانية “ايسنا”.
ونقلت ايسنا عن دار السينما الايرانية ان كياروستامي الذي فاز في 1997 بالسعفة الذهبية لمهرجان “كان” السينمائي عن فيلمه “طعم الكرز” توفي في فرنسا التي وصل اليها الاسبوع الماضي من طهران بهدف تلقي العلاج.
ويعد الراحل من كبار مخرجي السينما المعاصرة وقد سطع نجمه على الساحة الدولية مع فيلم “أين منزل صديقي؟” (1987)، وعُرضت أفلام عدة له في مهرجان كان، من بينها خمسة رشحت رسميًا للفوز بالجائزة الاولى للمهرجان هي “عبر أشجار الزيتون” (1994) و”طعم الكرز” الذي نال السعفة الذهبية سنة 1997 و”عشرة” (2002) و”نسخة طبق الأصل” (2010) و”كشخص واقع في الغرام” (2012).
وبحسب ايسنا، فإن جثمان الراحل سيعاد الى وطنه ليوارى الثرى.
ووفقًا لما قالته صحيفة “الغارديان” البريطانية، تدهورت صحة المخرج الإيراني خلال الفترة الماضية، وتم نقله الأسبوع الماضي لفرنسا، بعد أن رقد فترة من الزمن بإحدى المستشفيات بطهران إثر تعرّضه لوعكة صحية سببها مشاكل في الأمعاء.
وقبل أيام من رأس السنة الإيرانية، خضع لعمليتين جراحيتين للأمعاء، ثم بدأ الأطباء بالعناية الطبية به، لكن بعد فترة تجددت المشاكل الصحية حتى تم نقله الى فرنسا.
ويحمل كيارستمي شهادة ليسانس في الرسم من كلية الفنون الجميلة من جامعة طهران، بدأ عمله كرسام قبل ان يدخل السينما.
وبدأ عمله في السينما عام 1970، وقدم أكثر من 40 فيلمًا عالميًا بما فيها أفلام قصيرة ووثائقية، حقق نجاحاً في لفت الانتباه والنقد لأفلامه خاصة أفلام “ثلاثي كوكر، طعم الكرز، ستحملنا الريح”.