أرشيف شهر: يوليو 2016

خامنئي يقيل قائد الأركان عقب تصاعد الاضطرابات القومية/صالح حميد

عيّن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، مسؤولا أمنيا رفيعا وهو الجنرال محمد باقري، مساعد شؤون الاستخبارات في هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، رئيساً للأركان بدلا من اللواء حسن فيروز آبادي، الذي أقيل عقب تصاعد الاضطرابات والمواجهات المسلحة بين الحرس الثوري وتنظيمات قومية مسلحة في كل من إقليمي كردستان وبلوشستان غرب وشرق البلاد.

2229

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، فقد أصدر خامنئي مرسوما يقضي بتعيين اللواء محمد باقري رئيسا للأركان خلفا للواء حسن فيروز آبادي الذي تم تعيينه مستشارا للقائد العام للقوات المسلحة.

ويعد اللواء محمد باقري من كبار القادة الأمنيين واسمه الحقيقي “محمد حسين افشردي”، وقد عمل سابقا في مقر “خاتم الأنبياء” الذراع الهندسية للحرس الثوري الإيراني، الذي يساهم في تأمين الدخل للحرس وتمويل عملياته. كما شغل باقري رئاسة الأركان والشؤون المشتركة في القوات المسلحة.

وكان باقري مسؤولا عن شؤون الاستخبارات خلال العمليات التي نفذها الحرس الثوري في التسعينيات ضد قواعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وحزب كوملة الكردي ومقراتهم الواقعة على الجبال الحدودية بين إيران والعراق وله تجارب طويلة بالمواجهات مع المجموعات الكردية.
تصاعد مطالب القوميات

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الاضطرابات القومية في كل من كردستان وبلوشستان وسقوط وإصابة ما لا يقل عن 155 عنصرا من الحرس الثوري بينهم 60 قتيلا في مواجهات مع بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني غرب البلاد، فضلا عن سقوط قتلى من قوات الأمن والحرس الثوري في الاشتباكات الأخيرة مع مجموعات بلوشية مسلحة.

وتتصاعد مطالب القوميات غير الفارسية المضطهدة ضد الحكومة المركزية في إيران بين مظاهرات واحتجاجات سلمية في كل من آذربيجان والأهواز وبين عمليات مسلحة في كل من بلوشستان وكردستان، بينما يستمر النظام بالمضي في الحلول الأمنية والقمع بالقوة المفرطة وصلت حتى القصف بالمدفعية بدل الاستجابة للمطالب الشعبية بمنح هذه القوميات حقوقها الأساسية، حسبما يقول مراقبون.
خامنئي قلق من التفكك القومي

وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قد عبر عن قلقه من ” التفكك القومي”، وذلك خلال لقائه بنواب الدورة الجديدة لمجلس الشورى، متهما ما وصفهم بالأعداء بـ “العمل على مخططات لخلق الانشقاقات الداخلية في إيران”.

وقال خامنئي إن “الأعداء يعملون على تعميق الفوارق الداخلية وتحريك الانشقاقات القومية والعقائدية والحزبية وتحويلها إلى زلزال”، حسب تعبيره.

نقلا عن: العربیه

إيران تعلق كل الرحلات الجوية إلى مطار اسطنبول

2228

أعلنت إيران أنها علقت جميع الرحلات الجوية إلى مطار اسطنبول الدولي الرئيسي، الأربعاء، بعد أن هاجمه إرهابيون.

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن مدير العلاقات العامة بهيئة الطيران المدني الإيرانية، رضا جعفر زاده، قوله إنه “بسبب الانفجار الذي وقع الليلة الماضية في مطار أتاتورك… تم تعليق كل الرحلات الجوية الإيرانية لحين ضمان سلامتها وأمنها”.

وأشار زاده إلى أن الرحلات الجوية قد تستأنف بعد الظهر.

نقلا عن: العربیه

كيف تغذي ناقلات النفط الإيرانية حرب الأسد ضد شعبه؟/صالح حميد

كشفت شبكة ” بلومبيرغ ” الإخبارية في تقرير استقصائي لها أن #إيران استمرت منذ اندلاع #الثورة السورية عام 2011 بإرسال ملايين البراميل من النفط عن طريق ناقلاتها إلى نظام #بشار_الأسد من أجل منع سقوط واستمراره في قمع شعبه وتوسيع النفوذ الإيراني هناك.

2227

وكان إنتاج سوريا للنفط انخفض مع اندلاع الثورة عام 2011 من حوالي 400 ألف برميل يوميًا إلى ما يقارب 20 ألف برميل، وفقًا لتقديرات صدرت مؤخرًا عن وزارة الطاقة الأميركية.

في الصيف الماضي، أكدت وزارة الخارجية الأميركية ما يشتبه بأن إيران تساعد في تعويض هذا النقص بإرسالها النفط بشكل مباشر إلى سوريا، وظلت وتيرة تلك الشحنات غير واضحة إلى حد كبير.

حركة ناقلات #النفط توحي بأن إيران أرسلت حوالي 10 ملايين برميل من النفط الخام إلى #سوريا حتى الآن هذا العام، أي حوالي 60 ألف برميل يوميًا.

ومع ارتفاع سعر النفط، بوصوله إلى 59 دولارا بشكل وسطي للبرميل خلال الأشهر الستة الماضية، هناك قرابة 600 مليون دولار مساعدات منذ كانون الثاني الماضي.
دعم نقدي

بحسب التقرير، لم يقتصر الدعم على الإمداد بالنفط بل هناك المساعدات النقدية أيضا، حيث يعتقد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، سيتيفان دي ميستورا أن إيران تنفق حوالي 6 مليارات دولار لدعم نظام الأسد سنويا، بينما يعتقد آخرون أن الدعم الإيراني لـ #حزب_الله، الذي يوفر المقاتلين للأسد، يقترب من 15 مليار دولار أو 20 مليار دولار سنويًا.
كيف ترسل إيران النفط؟

حول كيفية إيصال النفط الإيراني إلى نظام بشار الأسد، يوضح تقرير “بلومبيرغ” أن 10 سفن إيرانية وصلت منذ بداية هذا العام على الأقل، إلى ميناء #بانياس السوري، الذي لا يزال تحت سيطرة نظام الأسد، ويبدو أن الناقلات تحركت من واحد أو اثنين من منافذ في جزيرتي خارك (خرج) وسيري، في #الخليج.

وتستغرق الرحلات حوالي 2-3 أسابيع تجول السفن عبر مضيق هرمز، في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية وحتى البحر الأحمر، وعبر قناة السويس.

وتستخدم إيران ثلاث ناقلات فقط لإرسال النفط إلى سوريا، وكلها تحت تصنيف Suezmax القادرة على حمل مليون برميل لكل منها، وتعتبر من أكبر السفن التي يمكن أن تدخل من خلال قناة السويس مع حمولة كاملة.

وبحسب التقرير، فقد وصلت شحنة أولى في 26 مايو/أيار الماضي، عندما سلمت ناقلة “أمين” حوالي مليون برميل إلى بانياس، ووصلت السفينة الثانية في 16 يونيو حزيران إلى نفس المكان.

ويقول أندرو تابلر، وهو باحث بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، انه “مع خضوع معظم مناطق النفط والغاز المنتجة في سوريا لسيطرة الأكراد أو تنظيم داعش، نجد أن شحنات النفط الخام التي ترسلها إيران إلى سوريا تزيد من قدرة الأسد على التمسك بالسلطة”.
انتهاك العقوبات الدولية

ويظهر تقرير “بلومبيرغ” أن إيران انتهكت العقوبات الدولية التي فرضتها كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بسبب برنامجها النووي المثير للجدل الذي تم تجميده وفق اتفاق فيينا 201.

وفي هذا الصدد قال مارك دوبويتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إن “هذا انتهاك صارخ لعقوبات الولايات المتحدة” مؤيدًا فكرة فرض عقوبات أكثر صرامة، مضيفً أن ” هذا يسمح لإيران بتمويل آلة حرب الأسد بدون محاسبة”.

كما قال بيتر هاريل، الذي قضى عامين من العمل بشأن العقوبات في وزارة الخارجية، كنائب للسكرتير المساعد لشؤون مكافحة التهديدات الاقتصادية والعقوبات، أن تجارة النفط الإيرانية مع سوريا ” نشاط واضح يجب فرض عقوبات عليه”.

لكن هاريل لا يرى وسيلة عملية لوضع حد لها، ويقول: “لا يمكنك ببساطة إيقاف هذا الأمر بملاحقة البنوك”، مضيفًا: “يجب عليك معرفة كيفية إيقاف تدفق الناقلات”.

ويبدو أنه مع رفع العقوبات الدولية عن إيران وفقا لاتفاق فيينا في يونيو 2015، ستزيد امدادات طهران لنظام الأسد بالشحنات النفطية، فضلا عن دعمه بالمال عقب الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج، دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا حيال هذه الخطوات التي تعد أمثلة بارزة على دعم إيران للإرهاب، حسبما يقول مراقبون.

نقلا عن :العربیه

حقوقيون عرب يدينون جرائم النظام الإيراني في المنطقة/صالح حميد

دان 17 ألفا و865 محاميا وقاضيا وحقوقيا من 17 بلدا عربيا، جرائم النظام الإيراني في المنطقة وتذكيته لنيران الصراعات #الطائفية وتصدير ودعم العنف و #الإرهاب لـ #الدول_العربية .

2226

ووقع هؤلاء الحقوقيون وهم من #العراق و #سوريا و #اليمن و#مصر و #السعودية و #لبنان و #فلسطين و #الأردن و #ليبيا و #تونس و #الجزائر و #قطر و #الكويت و #البحرين و #المغرب و #الإمارات و #السودان ، على بيان مشترك، تلقت “العربية.نت” نسخة منه، عبروا فيه عن شجبهم واستنكارهم وإدانتهم بشدة أعمال قتل ومذابح وجرائم طائفية يقف وراءها النظام الحاكم في #إيران في منطقة #الشرق_الأوسط .

وأكد الموقعون على البيان أن “هذا النظام لا ينوي إطلاقا وقف تدخلاته في دول المنطقة، وهو بصدد تعويض ما خسره في #الملف_النووي بتصدير الأزمات والتدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة لكي يغطي بذلك على أزماته الداخلية”.

وتابع البيان: “إن الشعوب العربية ومنها الشعوب العراقية والسورية واليمنية تعرف خير معرفة أن كل الجرائم التي ترتكب ضدها تأتي بتدخل مباشر وإسناد عسكري وتسليحي ومالي للنظام الحاكم في إيران”.

كما أعرب الحقوقيون العرب عن اشمئزازهم للجرائم وأعمال القتل التي ترتكبها الميليشيات المدعومة من #طهران في العراق، وتشريد ملايين المدنيين العزل خلال السنوات الأخيرة.

وبحسب البيان، فإنه من السلوكيات البارزة للسياسات الإجرامية التي يرتكبها النظام الإيراني في العراق هي “الهجمات الصاروخية ضد أعضاء معارضته الرئيسية في العراق”.

وجاء في البيان أنه “قُتل خلال 7 حملات مميتة شنها عملاء هذا النظام في العراق 141 من #المعارضة_الإيرانية من سكان #مخيم_أشرف و #ليبرتي كما أصيب أكثر من ألف منهم بجروح بالرغم من أن موقعهم سُجِّل كموقع لـ”أفراد محميين” تشملهم اتفاقية جنيف الرابعة واعتبرتهم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة “طالبي لجوء” تحت الحماية الدولية”.

ودعا الحقوقيون العرب إلى “قطع أذرع هذا النظام في العراق ودول المنطقة وضمان الحماية والأمن لسكان اللاجئين الإيرانيين المعارضين في مخيم ليبرتي ورفع الحصار عنه، وتبديل إدارة المخيم وإيكال ملفه إلى جهات وأفراد مؤهلين في الحكومة العراقية ليسوا تحت نفوذ النظام الإيراني أو المجموعات التابعة له”.

نقلا عن: العربیه

الشاعرة والمترجمة الإيرانية مريم حيدري في لقاء خاص مع موقع الجسرة الثقافي/حاورها: عبد الكريم قادري

أتمنى أن يكون هناك تعاون سينمائي بين الشباب العربي والإيراني

كشفت الشاعرة والمترجمة الإيرانية مريم حيدري في هذا اللقاء الذي جمعنا بها على هامش فعاليات مهرجان وهران الدولي للسينما العربية بوصفه عضو في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، العديد من الجوانب المهمة والمخفية عن مدونة السينما الإيرانية، ليكون هذا الحوار بمثابة وثيقة مهمة تعكس وتكشف جوانب خفية من هذه السينما العالمية.

2225

أصبحت السينما الإيرانية من بين أقوى سنيمات العالم…أين يكمل سر هذا التألق والقوة ؟

ليس هناك سبب واحد ومحدد وحسب، بل هناك أسباب وحيثيات وفق كل مخرج، فكل من المخرجين الإيرانيين الذين اشتهروا عالميا وحصدوا الجوائز في المهرجانات السينمائية العالمية لهم رؤيتهم المختلفة وعالمهم الخاص. قد يمكن القول إن السينما الإيرانية ظهرت ونجحت على الصعيد العالمي بسبب إسدال الستار عن الوجه غير المألوف للمجتمع والثقافة الإيرانيين، وكل هذا بأساليب سهلة وممتنعة برع فيها المخرجون كما تعرفون في الأساليب السينمائية لدى كيارستمي على سبيل المثال أو أصغر فرهادي أو جعفر بناهي أو رخشان بني إعتماد باعتبارهم أشهر السينمائيين الإيرانيين.

برأيي هناك سرّ في مثل هذه السينما والرؤية وهو أن هذه السينما لا تريد ولا تسعى إلى قول شعارات أو تحديد أهداف، إنها تريد أن تحكي بمصداقية وهدفها أن يصدقها المشاهد، أن تروي القصة عبر معطيات الفيلم لتكون في النهاية قصة حقيقية يتعاطف معها المشاهد دون تدخل مزيد من المشاعر والرومنطيقية. إنها تكسر الأطر والأفكار المسبقة التي قد كان يأتي بها المتلقي. في مقابل هذا المشاهد تجلس السينما الإيرانية وتقول له: لا.

حضور الأفلام الإيرانية لا غبار عليه في كبرى المهرجانات، حيث باتت تحضي بالترحيب الدائم والمتسمر وحتى حصد الجوائز كيف تفسرين هذا الأمر؟

قسم كبير من الجواب على هذا السؤال هو في السؤال السابق وأسباب نجاح السينما الإيرانية. وكما قلت هناك أسباب ورؤى مختلفة لدى كل مخرج إيراني ناجح قد لا نجدها في الآخر. أصغر فرهادي بنظرته الثاقبة في المجتمع الإيراني، والغور في قضايا قد تبدو بديهية وبسيطة في الحياة المعاصرة، وخلق أسئلة منها، ثم الحيرة أمام هذه الأسئلة كما حال الإنسان المعاصر؛ یبتعد فرهادي عن الأسئلة العظيمة ويدخل الواقع الاجتماعي والأسري في إيران والذي يشترك في كثير من النواحي مع الواقع الاجتماعي في العالم.

وكيارستمي وإن اعتبرناه أول اسم إيراني اشتهر عالميا برؤيته الخالية من التكلف، وإيقاعه الشاعري، بالمشاهد الطويلة، والأطر البسيطة التي لم يرتبها من قبل في كثير من الأحيان، ومشاهدة أمور دقيقة في الحياة الإنسانية، والمشاعر، ومخاطبة الذهن البشري. ثم الجرأة في طرح كثير من القضايا الاجتماعية والسياسية من قبل السينمائيين في إيران، والتي جعلت المشاهد العالمي مؤمنا بشجاعة السينمائي الإيراني، دون أن تحط هذه الشجاعة من قوة نظرته الفنية، تماسك هذه السينما وانسجامها، اعتدالها في الخطاب وتجنبها الذكي عن الشعارات التي كان يمكن أن تُطلق من خلالها ويتقبلها العالم بشكل سريع وعابر، ثم التعبير عما تريد بشكل تقني ومتقن.

يُصر المخرج كيارستمي على إضفاء الشعرية على الكثير من أفلامه من بينها مثلا ثلاثية كوكر وبدرجة كبيرة فيلم “أين منزل صديقي”…وهذا ما تجسد أيضا في أعمال المخرج محسن مخملباف وبهرام بيضائي هل يعود هذا إلى حضور الوعي السينمائي والمرجعية النظرية أم الأمر يعود إلى طقوس إخراج خاضعة لهوى كل مخرج؟

طبعا لا يمكن أن نقول سينما كل من هؤلاء المخرجين الثلاث هي سينما شبيهة ومشتركة. كيارستمي كما قلنا لديه رؤي شعرية ممزوجة بالبساطة وحتى تقترب كثير من أفلامه لبساطتها في المشاهد والديكور إلى الوثائقية. مخملباف مهم في طرحه الشجاع للموضوع وكسر قوالب سينمائية بشكل حديث جدا، رغم أنه في بعض أفلامه المتأخرة يقترب من رؤي شعارية تشبه البيان السياسي، لكن أفلامه الأولى تعتبر من أهم الأفلام الإيرانية الجريئة في تناولها الموضوع. أما بهرام بيضائي فهو یتناول في كثير من أعماله الأساطير والتاريخ، ويركز على التفاصيل الصغيرة، خلافا مثلا لكيارستمي.

تعتمد السينما الإيرانية في مجملها على الميزانية المنخفضة وفي نفس الوقت تركز على أداء الممثلين القوي وهذا ما دعت له الموجة الفرنسية في نهاية الخمسينيات والستينيات، بالمناسبة، إلى أي مدى تساهم الميزانية سواء المرتفعة أو المنخفضة في نجاح السينما ؟

طبعا السينما من الجهة المادية فن مكلف ومدرّ للأموال في نفس الوقت. وصناعة أي فيلم في أدنى تخمين تحتاج إلى ميزانيات كبيرة. وقد خلقت السينما الإيرانية في بعض الأحيان أجواء من التقشف الذاتي لنفسها أو تكيفت مع قلة التمويل والميزانيات، ما يمكن مشاهدته بشكل أكبر في السينما الوثائقية الإيرانية التي هي ناجحة بدورها عالميا رغم اكتفاء صناع هذه السينما بمبالغ بسيطة لإنجاز أفلامهم. في نفس الوقت هناك أموال طائلة تمنح لأعمال سينمائية في إيران والتي غالبا ما تكون مواضيعها تاريخية أو دينية.

كيف يستقبل الجمهور الإيراني الأفلام الإيرانية؟ وهل هناك شباك تذاكر وصناعة حقيقية؟

نعم، طبعا هناك شباك تذاكر وبشكل واسع في إيران. وهناك عشرات الأفلام التي تصنع سنويا، ويقبل عليها الجمهور العادي من الأفلام الكوميدية حتى الاجتماعية. هناك كثير من دور السينما في إيران، والصالات التي تجدها مليئة لا سيما في العطل. مواقع إلكترونية للصالات الكبيرة وحجوز عبر الإنترنت، ثم توزيع الأفلام السينمائية بعد عرضها في الصالات السينمائية في صيغة الأقراص المضغوطة (سي دي) وبيعها في السوبرماركتات.

هل نستطيع القول بأن السينما الإيرانية باتت مستقلة فعلا من ناحية عدم اللجوء مثلا إلى تقنيين أجانب من مصورين أو خبراء صوت وخلافه؟

نعم. هناك اكتفاء ذاتي في هذا الجانب، ويكاد لا يستعان في فيلم سينمائي إيراني بطاقم أجنبي، وهذا الأمر ليس جديدا، بل هكذا كان الحال منذ عقود.

والسؤال الأهم بالنسبة لي وهو، هل صنعت الأفلام الإيرانية هوية سينمائية خاصة بها ؟

طبعا لا يمكن جمع كل المخرجين الإيرانيين تحت راية واحدة تحمل سمات مشتركة، وقد يكون تلخيص الرد على هذا السؤال بأن السينما الإيرانية هي التي تطرح قضاياها بشكلها الخاص. إنها تعبّر عن واقع مجتمعها وناسها، وهمومهم، وهموم المخرجين باعتبارهم نخبة في المجتمع بشكل صادق، ببراعة وذكاء، وبأسلوب قد يكون شاعريا أو لا يكون كما ذكرنا في أساليب كل من المخرجين المعروفين لكنه أسلوب بسيط أو سهل وممتنع في نفس الوقت.

لماذا لا تكون هناك مزاوجة وأعمال شراكة بين السينما الإيرانية والسينما العربية؟

للأسف هذا ما يجب أن يكون ولكنه لم يحدث حتى الآن، كما هو الحال في الأدب وفي الفنون الأخرى. رغم أن الشعب الإيراني والعربي، كما كل شعوب المنطقة من أكراد، وأتراك وأفغان وآخرين، هم أقرب إلى بعضهم من العرب أو الإيرانيين إلى الغرب، إلا أننا نرى أن التواصل بينهم قليل قياسا بالتواصل مع أوروبا وأمريكا.

أتمنى أن يصبح الأمر مهما في المستقبل القريب للسينمائيين الإيرانيين والعرب ويكون هناك اتصال، وتعاون مشترك على المدى الطويل.

وهل هناك معرفة لدى الجمهور الإيراني بالسينما العربية؟

للأسف قليلة جدا هذه المعرفة، إلا من قبل السينمائيين الذين يحضرون المهرجانات، أو المتابعين لهذه السينما بشكل خاص. لا تصل الجمهور الإيراني اليوم أفلام من السينما العربية رغم المعرفة القديمة التي تعود إلى الستينيات والسبعينات، إذ كانت هناك دور سينمائية تعرض الأفلام المصرية في طهران. ومازال يتذكرها الجيل السابق.

كلمة أخيرة

الشكر لمهرجان وهران للفيلم العربي الذي منحني فرصة لقاء كثير من السينمائين العرب الرائعين الذين أحبهم من صميم قلبي، وأتمنى أن أشاهد في المستقبل مزيدا من الأفلام العربية التي تعكس هموم العالم العربي بشكل جميل، وقبل ذلك أن ينتهي العالم العربي والإسلامي من همومه الكبيرة التي أصبحت اليوم هي تراجيديات العالم. وفي الأخير أن يحصل التعاون بين الجيل الشاب من السينمائيين الإيرانيين والشباب السينمائي العربي لأني أرى أن هناك تقاربا كبيرا، وطاقات، وهموما ودوافع مشتركة يمكنها أن تخلق عالميا فنيا جميلا وقريبا من سكانه السينمائيين ومتابعي هذا الفن.

نقلا عن :الجسره