أرشيف شهر: يوليو 2016

بريطانيا خارج أوروبا: الانقلاب على السلم!/ محمد قواص

لا يعني الخروج البريطاني من أوروبا أن المتحقق هو خروج سياسي من تكتل اتجادي، بل هو خروج نفسي غرائزي بعض الشيء نحو المجهول.

2464

يستغرب المتأمل ليوميات ما بعد الاستفتاء البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي كمّ الأرقام والبيانات والإحصاءات التي قُصف بها العامة كما النخب لتفسير مآلات الأمر على البلد وناس البلد راهناً ومستقبلاً. في ذلك أن الحدث تقدّم بصفته تطوراً اقتصادياً يتداعى على أسعار الجنيه الاسترليني ومؤسرات البورصة وعواصم المال وقرارات الشركات الكبرى، وفي ذلك أيضا تبسيط للصدمة التي ألمّت بالبريطانيين كما بالأوروبيين ودفعها نحو مواصفات تقنية تعالجها آليات الحساب.

تثبت الساعات تلو الساعات هذه الأيام أزمة فراغ نوعيّ داخل الطبقة السياسية البريطانية. وربما أن هزال الزعامة ينسحب أيضاً على العالم أجمع من حيث اندثار موجة القامات التاريخية التي أطلت على العالم بعد الحرب العالمية الثانية فرسمت وفصّلت وقوّمت العالم الذي ترتبك توازناته هذه الأيام.

لا تفرز قريحة ساسة لندن إلا مماحكات بمستوى زواريب العالم الثالث من توقٍ نحو المناصب أو تمسك بها، حتى لو كان أمر ذلك يستلزم بتر بريطانيا عن فضائها التاريخي الأوروبي. ولئن أتت نتائج استفتاء 23 يونيو الماضي بأغلبية هزيلة (52 بالمئة) لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، فأن أمر ذلك جاء مفاجئا صاعقا حتى لدعاة القفز من السفينة الأوروبية، على النحو الذي يوحي أن “بريطانيا العميقة” بمؤسساتها الممسكة بوجودية المملكة لم تتدخل للتحكم بمزاج الصناديق، بما يعني أنها كانت غير مكترثة بما سيخرج عنها. وما ابتعاد لندن عن الإيحاء بمخارج ممكنة للبقاء في “أوروبا” إلا دليلا على نهائية تقهقرها نحو “الجزيرة” والقطع مع اليابسة التي ارتبطت بها لزمن قارب النصف قرن.

يعبّر البريطانيون هذه الأيام عن وجع ما بعد الولادة. ينقسم البلد بين مزاج شوفيني متعصّب يستدعي ذاكرة “بريطانيا” العظمى التي لا تغرب عنها الشمس، وبين مزاج فتي منفتح يتنشق شروط الراهن التي رسمها رفع الحدود بين الشعوب. ومقابل الشامتين المنتقمين من “الاستبداد” الأوروبي، تخرج المسيرات وتُوقّع العرائض ويعلو الصراخ حباً بـ “أوروبا” التي يغادرونها مرغمين. كان بامكان لندن أن تلتف على استفتاء استشاري غير ملزم لتجعل ثمراته مستحيلة برلمانيا ودستورياً، لكنها لم تفعل ولم تلوّح لحظة باحتمالاته، ذلك أن يمين بريطانيا كما يسارها أصبح نهائياً خارج “نادي بروكسل”.

بيد أن استخفاف لندن بنتائج الاستفتاء وتقديسها لـ “خيار الشعب” سيكون مسؤولاً عن مباشرة ورشة تفكيك وتركيب ستقود حتماً إلى الإبحار داخل الضباب إلى شواطئ مجهولة. في حسابات صحافة لندن بين من صوّت ومن غاب عن التصويت أن 25 بالمئة من الشعب البريطاني فقط هي التي اختارت “الخروج” وهي التي تلاعبت بمصير أوروبا ووحدتها كما بمصير بريطانيا ووحدتها كما بموازين الحرب والسلم في القارة. تخضع “بريطانيا العميقة” لمزاج ربع الشعب البريطاني في تمرين يطرح أسئلة حول نجاعة مفهوم الديمقراطية في التعبير الحقيقي عن رغبات الأمم.

لم تكن الفكرة الأوروبية مشروعاً اقتصاديا على ما تفترضه حسابات الخروج من الاتحاد. كان الفرنسي روبير شومان من داخل سجنه النازي يطرح الأمر بصفته الآلية الوحيدة لوقف مسلسل الحروب التي لا تنتهي في أوروبا. كان الرئيس الفرنسي الراحل يعتبر غداة انتهاء الحرب عام 1945 أن “ألمانيا خاصت ثلاثة حروب في حياة رجل واحد”، وعليه لا خلاص لأوروبا إلا بالخلاص من ألمانيا. كاد الأمر أن يتمّ للرجل فدخلها الحلفاء وفتتوها إلى أربع منطق نفوذ توزعت على فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، ولم ينقذ ألمانيا من مصيرها الإلغائي إلا اندلاع الحرب الكورية وقيام الحرب الباردة.

حوّل الثنائي الفرنسي الألماني ديغول – أديناور فكرة شومان إلى واقع. لا سلم في القارة إلا من خلال ما تحوّل لاحقاً إلى اتحاد. وإذا ما كانت المداخل اقتصادية لتلك الورشة فإن هدفها الأول والأخير هو السلم واستمراره في القارة الأوروبية. نجح أمر ذلك وتوقفت الحروب والنزاعات نهائيا منذ الحرب العالمية الثانية، حتى أن الأوروبيين والعالم أجمع اعتاد بعد عقود على السلم الأوروبي بصفته قاعدة وهو غافل عن الآلية التي عمل عليها الاتحاد يومياً لتوفير ذلك.

السلم في أوروبا بدون الاتحاد هو استثناء وليس قاعدة. وما فعله الاستفتاء البريطاني هو انقلاب على وجود أوروبا أي على وجود فكرة السلم. لا تقاس مصائر الشعوب بالأرقام وبحسابات الربح والخسارة كما في غرف المتاجر الخلفية. فأن تقوم فكرة الخروج من أوروبا على مسلمة “بريطانيا أولاً”، فتلك تروّج لمسلمات فرنسا أولاً وألمانيا أولاً وإيطاليا أولاً…إلخ، لكنها تحقن زيتا في نار “انكلترا أولاً” و”اسكتلندا أولاً”… إلخ، بما يعني عودة إلى قواعد قيام النازية والفاشية التي لم يتم اجتثثاثهم إلا بحرب مدمرة مقيتة.

لا نقول في سطورنا أن الحرب على الأبواب لكن جينات السلم تتراجع. تنتعش بذور الكره والتعصب بدل التضامن والانفتاح، وترتقي شعارات اليمين المتطرف من مخابئها التحتية لتحتل المنابر العليا، فتتبناها أحزاب كبرى وتدافع عنها زعامات معتبرة. وربما في الصفحة التالية من هذا الكتاب المفتوح، ستتقدم أحزاب التطرّف مطالبة بحقها الشرعي في الحكم طالما أن شعاراتها وأفكارها باتت هي من يقذف ببريطانيا خارج “أوروبا”، وقد يغري أعضاء آخرين لمغادرة النادي الإقليمي العريق.

يقف الاتحاد الأوروبي على مفترق طرق وجودي، وربما من أجل هذا السبب وتسهيلاً لخياراته العاجلة المقبلة بات يحتاج إلى خروج بريطانيا بأسرع وقت ممكن. أحدث الاستفتاء البريطاني ارباكاً وعبثاً وفوضى داخل البيت الأوروبي، ولم يعد همّ الأوروبيين التعويل على عودة البريطانيين إلى رشدهم، ذلك أنهم سأموا تدلل لندن منذ وصولها إلى ناديهم وهي تتعامل معه كنزيلة فندق تتأفف من خدماته ثم تتركه وتمضي تبرماً من تراجع مفترض لها. بات هاجس الأوروبيين الحفاظ على صلابة بيتهم وترميمه واصلاحه، وربما التغاضي عن رغبة آخرين في الخروج توقاً لرشاقة أنجع للاتحاد. فإذا ما كان تمدد الاتحاد السريع نحو 28 دولة كان يهدف إلى استيعاب اللحظة التاريخية التي وفّرها انهيار معسكر أوروبا الشرقية السوفياتي الهوى، فإن الحدث الراهن بات يجبّ ذلك الخلفي العتيق.

يحرر استفتاء الـ “بريكست” وصفة نزاع وصدام وتقاتل تشدّ بريطانيا والقارة ربما إلى مجاهل الحروب الدينية. ألم تلوّح قيادات حزب “شين فين” في إيرلندا الشمالية غداة الاستفتاء إلى الدعوة لإستفتاء للخروج من بريطانيا والوحدة مع إيرلندا؟ تكفي هذه الفرضية لإعادة استنفار الغرائز الطائفية بين كاثوليك وبروتستانت في توهجها الذي لم يعمل اتفاق “الجمعة العظيمة” عام 1998 إلا على تسكينه بانتظار مواسم فلاحة أخرى.

قضايا بيئية! / فهد المضحكي

في الحديث عن حماية البيئة دعوات كثيرة تدعو إلى ضرورة اعادة النظر في السلوك البشري والتشريعات.
فليس من شك في ان حماية البيئة مسؤولية مجتمعية تقوم على التعاون بين المواطنين والمقيمين ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني.
واننا على قناعة كاملة بان البرلمانات مسؤولة عن تأمين تشريعات تحافظ على البيئة وتعزز الدفاع عنها من الاخطار البيئية كالحروب والأمراض والتلوث بشتى أنواعه وما ينجم عنها من أمراض خطيرة تضر بصحة الانسان.

2456

كتب الباحث والمختص في مجال البيئة الدكتور شبر الوداعي تحت عنوان البرلمان في معادلة بناء السلوك البشري والتنمية المستدامة ان «البرلمان أداة مهمة في صناعة القرار البيئي، وتشخيص وتقنين الاتجاهات الفعلية التي تسهم في تعضيد قدرات الآلية القانونية والإدارية والرقابية للحد من النشاطات غير الرشيدة في العلاقة مع المعالم البيئية».
البيئة في نظر الباحث تمثل القيمة الاستراتيجية في معادلة الامن الانساني وتشكل بفعل مقوماتها لبقاء الانسان وتطوره معادلة ومحورًا رئيسيًا في الكثير من الدساتير في الدول المختلفة في طبيعة مكونات مناهج نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتقنن الكثير من الدساتير في العالم محددات الحق البيئي للمجتمع.
وعليه يرى الوداعي فإذا كانت الضمانات الدستورية في الشأن البيئي على رغم اهميتها الاستراتيجية في التأسيس لبناء منظومة قانونية وإدارية للحد من مظاهر الانشطة المدمرة للنظام البيئي، الا ان التجارب المحيطة بواقع الحراك البيئي في مختلف البلدان وبالاخص في الدول الصناعية الكبرى تشير إلى ان ما تسجله الدساتير من ضمانات، غير كاف للحد من تمرير البرامج التنموية غير المؤسسة في بعدها البيئي، المدعومة من اقطاب النفوذ السياسي والاستثماري.
ويشير الوداعي إلى تلك الشركات الاحتكارية الكبرى صاحبة النفوذ في التأثير على منع صدور القرار البيئي الذي يتعارض مع مصالحها الاقتصادية، ويضيف: لعل معالجة الازمة البيئية، وما يرتبط بها من مخاطر على حياة الانسان والتنمية يؤكد على ضرورة وجود ضمانات اكثر جذرية وفاعلية ترتبط بالإرادة السياسية والشفافية والنزاهة في معالجة القضايا البيئية، واتخاذ القرار البيئي المرتكز على قراءة علمية سليمة ونزيهة في معطيات مقومات ابعاده البيئية والاجتماعية والاقتصادية، ووجود برلمان فاعل ومتفاعل مع المشاريع البيئية، ومؤهل لاتخاذ القرار البيئي القويم وتمكينه في التطبيق، وتوفير قواعد التشريع العميقة في بعدها القضائي والإداري والرقابي والاستراتيجي في معادلة النظام الاجرائي، ضمن منظومة منع تمرير القرار البرلمان للمشاريع التنموية المضرة بالمكون البيئي، وبصحة الانسان وقمع الاعمال المخلة بتوازن النظام البيئي، واعادة تأهيل المعالم البيئية وبما يضمن تفعيل قواعد الدستور، وتأكيد ضمانات صون معالم النظام البيئي، وتعضيد انجاز اهداف الخطط التنفيذية في بناء السلوك البشري والتنمية المستدامة.
وفي هذا الشأن كتبت الباحثة سميرة الكندري عن دور التشريعات في اضفاء الفعالية على الإدارة البيئية.
وفي نظرها يتضح هذا الدور في المجتمعات الحضرية، وان اهميتها وفائدتها تضاهيان الإدارة البيئية ذاتها، لانها عند وضع السياسات البيئية لابد من تحويلها إلى قوانين، ولوائح، ومعايير ومبادئ ارشادية، واجراءات حتى يصبح بالامكان للدولة والافراد تطبيقها ومراقبتها.

احتجاجات تجبر إيران على الإفراج عن رئيس اتحاد العمال/صالح حميد

2454

أجبرت احتجاجات قام بها مئات العمال والمعلمين أمام مكتب الرئيس الإيراني، السلطات القضائية للإفراج عن جعفر عظيم زادة، رئيس مجلس إدارة اتحاد العمال، بعد تدهور صحته في المستشفى إثر خوضه إضرابا عن الطعام لمدة 63 يوماً.

ونقلت السلطات الأمنية عظيم زادة إلى منزله فجر الجمعة، ليقضي إجازة علاجية حيث يعاني من أمراض عديدة منها آلام في المعدة ونزيف في الأمعاء ومشاكل في المثانة ونبضات القلب بسبب إضرابه عن الطعام لأكثر من شهرين.

وكان رئيس اتحاد العمال الإيرانيين وهو تنظيم نقابي غير حكومي، قد مثل أمام المحكمة في الأول من مارس 2015، حيث حكمت عليه محكمة الثورة برئاسة القاضي صلواتي في طهران بالسجن 6 سنوات بتهم ” تنظيم تجمعات غير قانونية والتواطؤ بقصد العمل ضد الأمن القومي، والإخلال بالنظام العام، والدعاية ضد النظام” وذلك بسبب مشاركته في تنظيم احتجاجات عمالية تطالب بحقوق المعلمين وزيادة الرواتب ورفع التمييز عن الطبقة العاملة.

وكانت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان طالبت الحكومة الإيرانية أمس الخميس في بيان لها بضرورة الإفراج عن الناشط جعفر عظيم زادة من دون قيد أو شرط.

وكان المحتجون أمام مكتب روحاني الأربعاء، طالبوا بالإفراج عن عظيم زادة وسائر أعضاء اتحاد العمال ونددوا باعتقال وجلد العمال الذين طالبوا
بحقوقهم ورواتبهم المتأخرة ونددوا بالتعامل السيئ لأجهزة الأمن والشرطة والقضاء ضدهم.

2455
عظيم زاددة

نقلا عن العربیه

شرطة إيران تفرق تجمعا للتعاطف مع ضحايا تفجيرات اسطنبول/ صالح حميد

قامت الشرطة الإيرانية بتفريق تجمع أمام قنصلية تركيا في مدينة أرومية، شمال غرب إيران، قام بها مجموعة من المواطنين الأتراك الآذريين مساء أمس الخميس، للتعاطف مع ضحايا تفجيرات اسطنبول الإرهابية التي راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى.

2453

ووفقا لوكالة “هرانا” التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان في إيران، فقد قامت قوى الأمن الداخلي بإجبار المواطنين الذين كانوا يحملون الورود للتعاطف مع ضحايا تفجيرات اسطنبول، على مغادرة المكان وفرّقت التجمع دون حدوث اشتباكات.

لكن مواقع محلية في إقليم آذربيجان، من بينها “أويان نيوز”، أكدت بأن قوات الأمن اعتقلت عددا من الشبان وانهالت عليهم بالشتائم والألفاظ البذيئة قبل أن تفرج عنهم بعد نصف ساعة وتجبرهم على مغادرة المكان.

وتبدي السلطات الإيرانية حساسية مفرطة تجاه تجمعات يقوم بها نشطاء آذريين وتخشى أن تؤدي هذه التجمعات إلى مظاهرات واسعة كما حدث في مرات سابقة، خاصة وأن الأتراك الآذريين يشكلون أكبر قومية في إيران، ومنتشرين في عدة محافظات حيث يقدر عددهم بين 25 و30 مليون نسمة في ظل غياب إحصائيات رسمية عن تعداد القوميات.

ويشكو الأتراك الآذريين من التمييز القومي والخطاب العنصري ضدهم في الإعلام حيث اندلعت عدة احتجاجات بهذا السبب كانت آخرها في نوفمبر الماضي، حيث أدت مظاهرات شعبية عارمة إلى اشتباكات مع الشرطة والأمن واعتقال الآلاف من النشطاء الأذريين.

وكان 1811 طالباً جامعياً من الآذريين في إيران، وجهوا في مارس 2015 رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، طالبوا فيها باعتماد اللغة التركية لغة رسمية في إيران، إلى جانب الفارسية.

وينقسم الأتراك في إيران إلى ثلاث مجموعات، الأذربيجانيين وهم يشكلون الأغلبية الساحقة والتركمان والقشقائيين، وأغلبية الأتراك في إيران عدا التركمان على المذهب الشيعي إلا أن الانتماء القومي لديهم يغلب على النزعة الطائفية.

نقلا عن :العربیه

كردستان إيران.. طوق أمني عقب تشييع شابين قتلتهما الشرطة/صالح حميد

تفرض السلطات الإيرانية طوقا أمنيا على محافظة كردستان بعد تشييع شابين كرديين، مساء أمس الخميس، كانت الشرطة قد قتلتهما بإطلاق النار المباشر دون سابق إنذار، لدى محاولتهما التسلل لحدود إقليم كردستان العراق عبر الجبال للعمل في نقل البضائع، وهو عمل متداول للأكراد الذين يعاني معظمهم من الفقر والبطالة ويذهبون لحمل البضائع على ظهورهم أو على ظهور الخيل والبغال من أجل تأمين قوت عوائلهم.

2452

وأفادت “شبكة حقوق الإنسان في كردستان” أن قوات الأمن الإيرانية حاصرت قرية “غويزلي” من ضواحي مدينة “سردشت” القريبة من الحدود الإيرانية العراقية بعد أن قام الأهالي بتشييع جثماني الشابين المقتولين وهما فاروق عليخاني وشقيقه لطيف، وسط أجواء من الغضب الشعبي تعم المنطقة.

وذكرت الشبكة، أن الشابين قتلا بدم بارد من قبل الشرطة الإيرانية عشية يوم الاثنين الماضي، في منطقة “آلان” الحدودية عندما كانوا من ضمن مجموعة من العمال يتجهون لحمل البضائع على ظهور الخيل عبر الحدود الإيرانية – العراقية.

ونقلت الشبكة عن شهود عيان أن أربعة رصاصات اخترقت صدر فاروق، بينما أصابت رصاصتان قلب ورأس لطيف، مما أدت الى مصرعهما في الفور.

كما قامت الشرطة بعد ذلك بفتح وابل من الرصاص على الخيول وقتلت 12 منها.

ووفقا للتقرير فقد فرضت السلطات طوقا أمنيا من خلال إرسال تعزيزات عسكرية حول القرية مما أدى لإخلاء القرية وهروب سكانها للقرى المجاورة، خاصة وأن المنطقة تشهد منذ أكثر من أسبوعين مواجهات عنيفة بين الحرس الثوري ومجموعات كردية مسلحة تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

وقالت شبكة حقوق الإنسان في كردستان أن السلطات قامت خلال الأيام القليلة الماضية باعتقال وتعذيب عدد من سكان القرية، كما قطعت خطوط الهاتف والكهرباء من القرية وقامت بإحراق عدد من مزارع أهالي القرية.

وبحسب التقرير، حاصرت قوات الأمن القرية مرة أخرى صباح أمس الخميس، واعتقلت ثلاثة من الأهالي وهم ناصح عليخاني وأبوبكر عليخاني وعمر عبدالله بور، وأرغمت باقي السكان للهروب من القرية واللجوء في قرية “بويجري”.

وتقول شبكة حقوق الإنسان في كردستان أنه منذ عام 2015 قتلت القوات الإيرانية 44 عاملا كرديا ممن يعملون في نقل البضائع عبر الحدود وجرحت 44 منهم. كما أن في نفس الفترة مات 7 أشخاص من هؤلاء بسبب الغرق أو الصقيع أو لأسباب أخرى.

نقلا عن العربیه

تقارير في المغرب عن حذف الآيات القرآنية المتعلقة بـ«الجهاد» من الدروس/محمود معروف

نفت الحكومة المغربية تغيير اسم مادة «التربية الاسلامية» إلى «التربية الدينية» في المناهج ألدراسية في الوقت الذي تتحدث في تقارير عن حذف الآيات القرآنية المتعلقة بالجهاد من هذه المادة.

2451

وأثارت وثيقة موزعة على ممثلي لجان التأليف المدرسي، ورد فيها اسم مادة «التربية الدينية» بدل مادة «التربية الإسلامية»، وكتب مادة «التربية الدينية» بدل كتب مادة «التربية الإسلامية»، نقاشاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي وعبروا عن رفضهم المطلق لإجراء أي تغيير في هذه المادة وأكدت الحكومة «عدم وجود أي قرار يهم تغيير إسم مادة التربية الإسلامية».

وقال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الخميس، إنه ليس هناك أي قرار بخصوص تغيير اسم مادة التربية الإسلامية»، وأكد أنه «لا وجود لأي قرار بهذا الخصوص».

وراسلت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، بعد الحديث عن التغيير بدءًا من الموسم الدراسي المقبل.

وقالت جمعية أساتذة التربية الإسلامية ان «التربية الإسلامية تعبير صريح وبليغ عن تشبث المغاربة بالإسلام على مدى أربعة عشر قرناً، وممارسة كاملة لسيادتهم وترسيخ متواصل للهوية الإسلامية للشعب المغربي في إطار وحدة المذهب المالكي في الفقه والمذهب الأشعري في العقيدة، وإمارة المؤمنين، ومن ثم فلا بد من الانتصار للدستور المغربي بالاستناد إلى مرجعياته والالتزام بمبادئ وبنوده في مراجعة وصياغة المناهج خاصة على مستوى القيم والثوابت الوطنية والدينية في مقدمتها العقيدة الإسلامية».

وقالت تقارير نشرت في المغرب امس الجمعة ان وزارة التربية الوطنية حذفت حفظ وفهم سورة الفتح من مقررات دراسية تهم مادة «التربية الإسلامية» في التعليم الإعدادي الثانوي، وعوضتها بدراسة سورة الحشر، وهو الحذف الذي برر بكون سورة الفتح تضم آيات الجهاد، فيما سورة الحشر مليئة بآيات «التزكية». وقال موقع «هسبرس» ان أساتذة مادة «التربية الدينية»، تفاجأوا في التغييرات التي جاءت في الإصلاح الجديد بدلاً عن تسمية «التربية الإسلامية»، بتعويض سورة الفتح في مقرر المادة لمستوى الثالثة إعدادي، بسورة الحشر في مدخل «التزكية»، وهو أحد خمسة مداخل رئيسة لتدريس «التربية الدينية» وفق قرار وزارة التربية الوطنية.

وقال تعريف الوزارة لمادة «التربية الدينية» انها مادة دراسية تروم تلبية الحاجيات الدينية للمتعلم حسب سنه وزمانه ونموه العقلي والنفسي والسياق الاجتماعي، غايتها اكتساب القيم الأساسية للدين حول قيمة التوحيد، ومداخلها التزكية والاقتداء والاستجابة والقسط والحكمة. وتتمحور سورة الفتح، «المحذوفة» من مقررات التربية الدينية، حول الجهاد من خلال إحدى غزوات الرسول (ص)، وموقف بيعة الثبات والموت تحت ظل الشجرة، وحفلت بالعديد من الآيات الكريمات التي تتحدث عن النفير والقتال والجهاد والمغانم.

وقال سعيد لكحل إن هذا التغيير في مقررات التربية الدينية أمر مطلوب وإيجابي من ناحيتين؛ الأولى أن تسمية المادة بالتربية الدينية تتماشى مع الدستور الذي يقر بأن الدولة تكفل ممارسة المواطنين من مختلف الديانات لشعائرهم، ما يعني الإقرار بتعدد الديانات في المغرب.

ويؤكد الباحث في الحركات الإسلامية، حسب «هسبريس»، أن من مزايا هذا التغيير المُحدث في مناهج التعليم الديني أنه يجعل التلاميذ منفتحين على الديانات السماوية الأخرى، غير نافرين منها، ويدركون أن الإسلام ليس هو الدين الوحيد السائد في المغرب.

واضاف لكحل، ان في حذف كل ما يمجد الجهاد ويحرض عليه، من شأنه «أن يرقى بوعي التلاميذ إلى أن احترام معتقدات الآخرين من صميم الدين وحقوق الإنسان بعيداً عن ثقافة الكراهية وازدراء الأديان»، مبرزاً أن مفهوم التربية الدينية أكثر شمولية وانفتاحاً من مفهوم التربية الإسلامية الذي يحيل فقط على الإسلام».

وقال الدكتور محمد بولوز، أستاذ باحث في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، بتسرع البعض في وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في استخدام عبارة «التربية الدينية»، باعتبار أن الأنسب تربوياً ومسطرياً استعمال مصطلح التربية الإسلامية والتعليم الأصيل.

واوضح أن «من يراجع الوثائق الرسمية، بدءًا من الدستور إلى ميثاق التربية والتكوين إلى الكتاب الأبيض بمختلف أجزائه التي دخلت في تفاصيل المواد ومناهجها والذي وقعه أكثر من 500 شخصية، لن يجد شيئاً اسمه التربية الدينية، وإنما يجد التربية الإسلامية».

واضاف بولوز، أن كلمة «الدينية» في الدستور، مثلاً، ترد في سياق الحفاظ على حرية غير المسلمين في ممارسة شؤونهم الدينية. ففي الفصل الثالث من الدستور: «الإسلام دين الدولة، والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية»، وفي الفصل 41: «الملك أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية».

وقال إن تغيير الأسماء وعبارات المواد الدراسية «لا يأتي بهذه السهولة والارتجال، فالأمر بحاجة إلى توسيع المشورة ودراسة الجدوى وإتباع المساطر القانونية والمراسيم المعتمدة واحترام عمل المؤسسات، لأن الشأن التعليمي أحوج القطاعات إلى التريث والإنصات والإشراك».

واوضح أن تسمية المادة بالتربية الدينية «تفرض التساؤل: أي دين سوف ندرس؟»، ومصطلحات «التزكية، الاقتداء، الاستجابة، القسط، الحكمة»، تفرض الحديث عن ماهية ومعنى وتعدد التأويل، وتحوّل الأساتذة إلى مريدين ينتظرون من الشيخ الإشارة والبوصلة والمعنى، «فمثلاً، كلمة حكمة هل هي سنّة النبي صلى الله عليه وسلم أم هي حكمة اليونان وأقوام آخرين؟».

وقال بولوز إن مؤاخذة أساتذة ومفتشي التربية الإسلامية تنصب على منهجية الاشتغال بالأساس، وإلا فمرونة الإسلام ومفاهيمه وحكمة رجال ونساء المادة الإسلامية كفيلة بتجاوز ما هو سلبي والنفاذ إلى روح المادة ومقاصدها النبيلة، «فليس الدين في أذهان معظم الناس سوى الإسلام».

وافاد بخصوص حذف بعض سور الجهاد، بأنه أصبحت لتلاميذ الإعدادي ست سور بعد أن كانت لهم ثلاث فقط، «ثم القرآن لا خوف عليه فهو محفوظ من رب العالمين، ورواده يزدادون كل يوم، وإن لم يفسر الأستاذ للتلميذ سورة الفتح، فسيجد تفسيرها في فضاءات أخرى، بدءًا من السيرة التي أصبح لها تواجد أكبر في المنهاج الجديد».

نقلا عن: ایلاف

موقع كردي سوري يسخر من النساء العربيات المبرقعات…/مصطفى محمد

غازي عينتاب «كائنات غريبة في شوارع عفرين»، قد يبدو هذا العنوان الذي أورده موقع «هيوا عفرين» الإخباري الكردي مثيراً للاهتمام للوهلة الأولى، فالتقرير يخوض في تفاصيل قد تستهوي القرّاء بمختلف فئاتهم العمرية والثقافية.

2450

لكن وبحسب التفاصيل التي أوردها الموقع، فإن هذه الكائنات ليست مخلوقات غريبة عن عالمنا، لكن هن نسوة عربيات مبرقعات، ومحجبات باللون الأسود، نزحن وعوائلهن إلى مدينة عفرين التي تقطنها غالبية كردية، هرباً من جحيم الحرب التي تشهدها مدينة حلب وريفها.

وعن الأسباب التي دفعت إلى وصف النسوة المتحجبات بـ «الكائنات الغريبة»، قال الموقع: «إن ثقافة الانفتاح وقبول الآخر المميزة للمجتمع الكردي عامة والعفريني خاصة، لا تعني فتح المجال لهذه الظاهرة غير المعتادة».

واستغرب الموقع من رؤية النسوة المحجبات، وقال: «في الوقت الذي تخلع فيه نساء منبج البرقع الذي فرضه تنظيم الدولة هناك نرى انتشاره في عفرين»، مضيفاً «إن الوجه الإنساني بمثابة البطاقة الشخصية التي من خلالها نتعامل مع الآخر، ومن لا يثق في أحد لا أحد يثق به»، مشيراً إلى «المخاوف الأمنية» لهذه الظاهرة.

وبعد أن عدّ الموقع النسوة المبرقعات بأنهن «ضحايا الحرب والجهل والتخلف»، قال «إن الثورة التي نقودها في المناطق الكردية في سوريا، تتطلب منا عدا عن تحرير الأرض، تحرير الإنسان».

ردود فعل متباينة أثارها التقرير الذي نشره الموقع إلى جانب صورة امرأة مبرقعة تتجول في شوارع المدينة، حيث أبدت بريفان سيدو موافقتها على ما جاء في التقرير بالقول: «هذه الظاهرة بعيدة كل البعد عن ثقافتنا المحتشمة، نؤيد الاحتشام في اللباس لكن ليس بهذه الطريقة، اللباس الشرعي الإسلامي لا يجبر على اخفاء الوجه، والبرقع مجرد عادة فرضت من قبل شريحة متطرفة من المجتمع الإسلامي الذي يعتبر المرأة عورة، لذا يعتقدون بأنهم يسترونها بإخفاء وجهها».

و شبّه آلان آلان المرأة المبرقعة بـ «كيس الزبالة»، مضيفاً «يجب مكافحة هذه الأكياس»؛ لكن على المقلب الآخر أشارت نور حق حسو إلى أن اللباس «حق شخصي»، وأردفت «الزي هذا موجود من زمان، وليس على زمن التنظيم».

وسخر مصطفى أبو عائشة على «فيسبوك» من التقرير وقال متسائلاً «أين الديمقراطية والحرية الشخصية التي تنادون بها».

أما خليل غباري فشن هجوماً لاذعاً على الموقع، متهماً إياه بـ «إثارة الفتن»، وأوضح «هذا ديننا الذي ندين به وأدين به أنا وغالبية سكان عفرين وغير عفرين من الأكراد»، مضيفاً «نحن مقصرون في تعاليم ديننا، وهذا لا يعني أن نعيب على الملتزمين بتعاليم ديننا تطبيقهم للشرع»

نقلا عن: ایلاف

غطاء الوجه ضياع هوية المرأة/نورة شنار

من شعوب أشغلها تتبع سلوك المرأة وبعدما تم تشريح حجابها حسب جنسيتها

أو الدولة التي تنتمي لها، فلم يكن حجاب المرأة المسلمة في العالم حكماً واحد؟ لماذا كل تلك الإختلافات مع أن الدين واحد! اتفقت بعض المذاهب الأربعة على أن وجه المرأة ليس عورة، وقومي تعظم دقائق الأحكام المختلفة و تبطل كل ما ينافي أي معتقد مقدس في العرف طبعا لا في الشرع ولا الآيات قد نزل في موضع معين، ولا شأن في تعميم حكم بدون أدلة والنهي يستدل أكثر من الأقوال الناهية فلم نقرأ حديث عن سيد الخلق أمر قطعي بوجوب غطاء الوجه للمرأة، صراع دائم مع الأمور الإجتهادية التي يفتى منها وجوب غطاء الوجه، والأدلة مجرد رأي في الدين اجتهد فيه مع من يود أن يفرضه على امرأة واحدة لكي تكوني مسلمة عليك بحجاب وجهك لا بحجاب العتاد به.

2449

ضجيج مزمن حول من يشاهد المرأة كلها عورة وبين أن يشاهد وجهها عورة وكلاهما يحملون في عقولهم نفس النظرية، هل لأن عقولهم متصلة بأعضائهم التناسلية أم ماذا يا وعاظ زماني!! لم يكتفوا كذلك في احتباس الرأي بل أطلقوا التذليل والتحقير مع كل امرأة تعرت وتخلت عن عادات وتقاليد مجتمع لا عن دينها، يجب أن يفهموا أن غطاء الوجه هو عرف في بعض المدن.

منجزات البشر في أن يتخلى العقل عن كل ما لم يؤمن به حقيقة، تساءلت كثيراً لما نلبس هذا الذي يدعى ” نقاب” ولما نلبس شيء لم نقتنع فيه منذ صنعه! هل لأن النساء في هذا الكوكب حكم عليهن بالسواد المسير من ذكور المجتمع وأحكام اللاعقلانية؟ماذا أسمي هذا التساوي عندما أجد كل أخرى تشبه التي قبلها وبعدها.. إلى أخر طفلة تبلغ وتشرنق بهذا الغطاء الذي لم تعتد عليه، والأمر كله أن تكون مجبورة على لبسه، فالحكم مؤبد لمن لم تشاء بهذا القدر وتتحلل منه حتى ترضي ذاتها وقناعتها… من ذا الذي يجعل وجهي عورة؟! فلا يكفيهم أنهم جعلوها كلها عورة.

إن كشف المرأة لا يجعلها متساوية مع المرأة، وهم يريدوا أن يجعلوهن متساويات في الإحتشام لكن أبيت التحكيم على الستر والعفة في غطاء الوجه فتلك هي قسمة ضيزى! فالغطاء يستر العيوب والحكم عليه خادع كما يحكموا لدينا بعض المجانين بأن العباية بوضع معين ” عباية على الرأس ” هي مقياس للمرأة الصالحة! وهم لا يعلمون أن بعضهن يلبسونها بإجبار أو تعنيف العادة فهي قتل لحرية المرأة في لبس حجابها وانتقاء لون عباءتها، فتباً تباً لتلك التقاليد التي قدست وتحولت إلى اعتقادات دينية!

يستغل الإرهابي في تنفيذ جريمته التخفي بهوية المرأة وغطاء الوجه، هل سألتم أنفسكم لماذا فرنسا والدول الأخرى تمنع الحجاب ( النقاب ) هل هو حرب على الإسلام؟! الذي كنا نعتقد أنه كره للمسلمين من خلال نزع الحجاب، والإجابة الضائعة التي لم نجيب عليها هي استغلال حجاب المرأة بأفعال إرهابية ولو وقفنا قليلاً مع داعش وأخواتها في حكم لبس الرجال للعباءة والنقاب لقالوا واجب لكي نقوم بجريمة التفجير كما فعلنا في المساجد وغيرها.. وقبل أن أغلق القلم كل الإحترام لكل النساء في العالم سواء كانت محجبة أو منقبة أو متشرنقة بأي لون من القماش، تشاهد الحجاب فما قلت هو وجهة نظر و ما بعد النقطة احتراماً يحتوي الجميع.

نقلا عن: ایلاف

سر اهتمام أمريكا بـ «مولانا»/سهير حلمى

«أيها المسلمون ما التدبير، وأنا نفسى لا أعرف نفسى, فلا أنا مسيحى، ولا أنا يهودى، ولا أنا مجوسى، ولا أنا مسلم ولا أنا شرقى ولا أنا غربى ولا أنا برى ولا أنا بحرى، ولا أنا من التراب ولا أنا من الهواء ولا أنا من النار، ولا أنا من الهند ولا أنا من الصين ولا أنا من الكفار ولا أنا من أهل الجنة أو النار وإنما مكانى حيث لامكان وبرهانى حيث لا برهان! فلا هو الجسد ولا هو الروح، لأننى فى الحقيقة من روح الروح الحبيب».

2448

هكذا عبر مولانا جلال الدين الرومى – 1207 – 1273 – القطب الصوفى الكبير .. التعبير عن كونية أفكاره وتسامحه اللامتناهى مع كل الأديان والأفكار فى ديوانه «شمس تبريز» حيث استطاع أن يخرج التصوف من إطار المصطلحات والأحوال والمقامات ومظاهره الخارجية وتحويله لحالة عالمية تلقى اهتماما عاماً وتحظى بالسمو الإنسانى بعد ما يقرب من مرور 800 عام على وفاة صاحبها.. اشغل الرومى ما انطفأ بريقه فى الغرب بسبب اجتياح الماديات وافتقادهم للروحانيات .. أيقظ الهمم فى الشرق وبدل ضجر الناس من صور التدين التقليدية والنمطية بأخرى روحية فى الآداب والفنون وعبر مسارات طويلة جدد تيار التصوف ببريق أشعاره التى بلغت ذروتها فى كتابه الشهير «المثنوى» فالتصوف إصلاح للقلب .. وتزكية للنفس من حشرجة الضغوط والأوجاع وشحن الوجدان ببريق الأمل وإضاءة مشكاة الروح بمقولات خلبت الألباب وأشعار ممهورة بختم حكمته .. اتبع الرومى طرقا مغايرة ومنعرجات قليلة .. لأرواح سئمت من محاربة القدر ويئست من الأوجاع .. ولا ندرى هل كان يدرك شاعرنا الكبير الذى اعتبره البعض فى مكانة جوته ودانتى .. وإن أشعاره ستسرى روح التصوف فى العالم أجمع فى القرن الحادى والعشرين.. هل يعود السبب لهمس نسائمه وقوة بيانه وشاعرية خياله وبراعته فى التصوير؟ ولماذا لونت أشعاره والموسيقى المصاحبة لها العالم بألوان جديدة بديعة كما لو كانت ألوان الشفق القطبى فى سحرها وحداثة اكتشافها وبهجتها وغناها؟

من هو جلال الدين الرومى الذى حول التصوف لموضة وظاهرة عالمية ووضعت لورا بوش كتابه فى صورتها وهى تحتفل بفوز زوجها بفترة رئاسية ثانية؟ ما الذى دفع مادونا لكى تغنى له «تعلم كيف تقول وداعًا؟ لماذا يجتاح «الناى» معظم المقطوعات الموسيقية .. وهو الذى اختصه بمقدمة يحكى فيها الناى كيف أصبح يعانى من آلام الفراق منذ قطع من الغابة والناس يبكون لحزنه .. «كل ما بعد عن أصله يطلب الوصال ويذكر حلاوة الأيام التى تجمعه بمحبوبه». الكل يبحث عن نغمة السكون يسعى لمقام الرضا .. عن شىء يرفع تناقض الأوضاع أو وتريات يهتز لها الفؤاد من خلال التزاوج بين الترانيم الشرقية والتصوف المسيحى والإسلامى والإيقاعات الغربية الإلكترونية .. ما السر فى هذا الفيض من الصفحات التى تطالعنا بمجرد أن يبدأ محرك البحث لجوجل فى إحصاء عدد الصفحات الخاصة بالرومى؟

أما (المولوية) التى تنتسب إليه .. فشعبيتها وفلسفتها تطوف فى القارات الخمس .. فمن خلال الإصغاء للموسيقى الصوفية التى تسمى (السماع) يقوم الراقص بالدوران حول نفسه وتتصاعد النفس وتشف الروح فى تلك الحلقات العامرة بالمحبة والصفاء .. وتعود النفس من معراجها أكثر نقاء.. المشكاة واحدة ونور المصباح واحد فى فلسفته التى تقوم على وحدة الوجود ووحدة الفكر وعالم أكثر محبة واتساقا وأقل اختلافا.. الآية الكريمة تقول «لا نفرق بين أحد من رسله» لا فرق بين عيسى وموسى .. كان دائم الكشف عن دلالات المعانى .. فى العشق الإلهى .. ويبدو أن ظروف حياته بها تماس مع أجوائنا الحاضرة .. وهو فى الرابعة من عمره سافر مع والده نتيجة لاحتياج المغول لديارهم واتجه إلى بغداد ومنها إلى مكة ثم دمشق وتتلمذ على يد والده فى بادئ الأمر وشيخه برهان الدين الترمذى ثم عاد إلى «قونية» فى تركيا أستاذا للفقه وسرعان ما التف حوله المريدون.. وفى سن الثامنة والثلاثين كان لقاؤه بشمس الدين تبريز صديقه ومعلمه الذى سيجذبه لبحور التصوف وسيرتبط الرجلان بصلة روحية عميقة ستدفع تلاميذ الرومى للغيرة من الضيف الوافد.. وسيقتل الرجل وستشير الأصابع إلى تلاميذه وفى مصادر أخرى إلى علاء ابن مولانا مدفوعا بما لا يقال من أسباب .. وستذكر بعض المصادر الأكثر جنوحا أن شمس تبريز شخصية وهمية اختلقها جلال الرومى لكى ينشد على لسانها أشعاره التى تحمل اسم صديقة «شمس تبريز» مولانا صاحب المثنوى الذى وصفه بأنه : «شفاء الصدور وجلاء الأحزان وكشاف القرآن» ستتجلى براعته فى الأسلوب والحوار وبالرغم من أنه يتحدث عن موضوعات من الطبيعة والنفس البشرية .. ترك الرومى أيضا آثارا نثرية ورباعيات وكتاب المجالس السبعة (محاضرات) وكتاب «فيه ما فيه» وأشعارا بالعربية لكنها أقل جودة من نظيرتها الفارسية كما أجمع معظم المتخصصين..

ومن أقواله البديعة التى تحظى بالصدارة فى الإعجاب على موقع «جودريدز» قوله : «لا تجزع من جرحك وإلا فكيف للنور أن يتسلل لباطنك؟ وما تبحث عنه يبحث عنك .. أيا كان ما يشعرك بالنقاء وهو الطريق الصحيح.

أما شمس تبريز فقد بلغت شهرته الآفاق فى السنوات الأخيرة عقب صدور رواية «قواعد العشق الأربعون» لالياف شافاك .. ومن مأثوراته اللافتة قوله : «الدنيا على أحوال شتى لا يمكن معها إصلاح الفاسد وإحلال الصالح محل الفاسد وقد يحدث العكس فإن الفاسد قد يتبدل بالأفسد» وقوله أيضا : «الكافر مشكور لأنه لا ينافق ويقولها صراحة أنا عدوكم .. المنافق أخطر من الكافر».

ما أشبه اليوم بالبارحة عاصر الرومى (المغول) والعالم اليوم يعانى من التطرف والوحشية المتمثلة فى داعش .. ومن عولمة الإرهاب وعولمة التصوف .. أعلن الكاتب فرانزاوى الحائز على الأوسكار نيته لعمل فيلم عن جلال الرومى بطولة ليوناردو دى كابريو وروبرت داونى الذى سيقوم بدور معلمه شمس تبريز .. لا شىء تنتجه هوليوود يخص المنطقة العربية أو العالم الإسلامى ويأتى اعتباطا أو سعيا للمكسب أو الدعاية فقط أو إلقاء الضوء على مزايا شخصية روحية لها مثل هذه الإشعاعات الصوفية فما هو السبب يا ترى؟

قال فرانزونى: الرومى مثل شكسبير بشخصيته وقيمته وتأثيره مازال مستمرا منذ القرن الثالث عشر إضافة إلى أن أشعاره تحقق أعلى المبيعات فى أمريكا.. التحديات التى تواجه الفيلم ترتبط بالقدرة على بناء صورة ذاتية مقنعة للرومى من خلال هذا الزخم فى الكتب والدراسات التى كتبت عن الرجل وحياته وكانت موضعاً للخلاف بين المؤرخين لذلك سنبحث فى تاريخ الشخصية عما هو مفقود عن الإنسان الذى أصبح وليا لأننا لن نكتب عن قديس!!

إذن فالنية مبيتة لتقديم حياة الرومى الشخصية من وجهة نظر هوليوود .. ومن قرأ عن حياته جيدا وبالتفصيل يمكنه استنتاج ما سيكون.

فالولايات المتحدة التى يليق بها اسم كتاب ابن الجوزى «تلبيس إبليس» لا تتورع عن إعادة بناء الهويات والثقافات والعبث بالقيم الراسخة فى المجتمعات .. منذ أكثر من عقد ذكر د. عبد الوهاب المسيرى أن لجنة الحريات التابعة للكونجرس أوصت بتشجيع الحركات الصوفية للرومى وابن عربى لأن الزهد فى الدنيا يتبعه الزهد فى السياسة وشئونها.. وتم تعزيز هذه التوصية فيما بعد من خلال الدراسة التى قامت بها جامعة ييل أثبتت أن ثلثى المناطق التى وصلها الإسلام فى أفريقيا وآسيا كان من خلال المتصوفين .. الموضوع أكبر من فيلم دى كابريو وأغانى دينا الوديدى وموسيقى بشار مارسيل خليفة.. «لا تجزع إن ذابت وانطفأت كل شموع العالم نحن الشرارة التى تبدأ النار» .. «لا تسر مع التيار كن أنت التيار» .. «ما الجسد إلا رداء خارجى للروح الخالدة .. فلا تطلب الرداء وخاطب المرتدى» حين يسرى هذا الخدر اللامع ممهورا بختم متصوف كبير كالرومى فى كل البلاد وبين كل العباد وحتى فى عروض الأزياء لا يمكن أن نأتنس لهذه الدروشة العالمية والحب الكونى ونتجادل كما حدث الأسبوع الماضى على تويتر على شخصية دى كابريو ومدى ملاءمتها للدور من عدمه ونتناسى الأسلحة الذرية والذكية واستخدام الصوفية إذا تطلب الأمر.

يروى مولانا قصته مع تلميذه الذى أمره أن يحضر زجاجة من إحدى الحجرات فعاد إليه التلميذ ليسأله: أى الزجاجتين يحضر؟ لأنه وجد زجاجتين وفطن مولانا إلى أن التلميذ أحول .. فقال له : هى زجاجة واحدة .. وجادله التلميذ .. فطلب منه الرومى أن يكسر زجاجة ويحضر الأخرى وبعد أن كسرها التلميذ اكتشف أنها زجاجة واحدة وأنه كان واهما وأن أستاذه محقا .. وكانت الحكمة والدرس الذى لا ينسى «لا توجد حقيقتين» هى حقيقة واحدة وامريكا واحدة لها سياسة لا تتغير!.

نقلا عن:ایلاف

أقدم للقراء الأعزاء “سمفونية منظومة مولانا” الرائعة/ عادل محمد – البحرين

كلمات السمفونية من القصيدتين: “أنين الناي” و”لا تذهب بدوني” من تأليف مولانا جلال الدين الرومي
غناء: الفنان الإيراني القدير عليرضا قرباني
الموسيقى من تأليف الأستاذ هوشنگ كامكار
بمناسبة الذكرى ال800 لميلاد الشاعر الصوفي الفارسي الكبير مولانا جلال الدين الرومي
أداء: الاوركسترا السمفونية لشباب مدينة دوسلدورف الألمانية

قصيدة لجلال الدين الرومي ترجمة زهير سالم عن الفارسية

أنين الناي

أنصت إلى الناي يحكي حكايته

ومن ألم الفراق يبث شكايته

ومذ قطعت من الغاب، والرجال والنساء لأنيني يبكون

أريد صدراً مِزَقاً مِزَقاً برَّحه الفراق

لأبوح له بألم الاشتياق

فكل من قطع عن أصله

دائماً يحن إلى زمان وصله

وهكذا غدوت مطرباً في المحافل

أشدو للسعداء، وأنوح للبائسين

وكلٌ يظن أنني له رفيق

ولكن أياً منهم (السعداء والبائسين) لم يدرك حقيقة ما أنا فيه!!

لم يكن سري بعيداً عن نواحي، ولكن

أين هي الأذن الواعية، والعين المبصرة؟!!

فالجسم مشتبك بالروح، والروح متغلغلة في الجسم

ولكن أنى لإنسان أن يبصر تلك الروح؟

أنين الناي نار لا هواء

فلا كان من لم تضطرب في قلبه النار

نار الناي هي سورة الخمر، وحمى العشق

وهكذا كان الناي صديق من بان

وهكذا مزقت ألحانه الحجب عن أعيننا

فمن رأى مثل الناي سماً وترياقاً؟!

ومن رأى مثل الناي خليلاً مشتاقاً؟!

إنه يقص علينا حكايات الطريق التي خضبتها الدماء

ويروي لنا أحاديث عشق المجنون

الحكمة التي يرويها، محرمة على الذين لا يعقلون،

إذ لا يشتري عذب الحديث غير الأذن الواعية

قصيدة لا تذهب بدوني

ترجمة عمار كاظم محمد/كاتب ومترجم وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق

منتشيا بالرقص تذهب

أنت يا روحي من الأرواح

فلا تذهب بدوني .

ضاحكا مع أحبائك

تدخل البستان

فلا تذهب بدوني .

لا تدع السماء تدور بدوني

لا تدع القمر يشرق بدوني

لا تدع الأرض تدور بدوني

العالمان مبتهجان بسببك أنت

فلا تبقى في هذا العالم بدوني

ولا تمضي إلى العالم الآخر بدوني

============

لا تدع عيناك يبصران بدوني

لا تدع لسانك ينطق بدوني

لا تدع يداك يعانقان دوني

ولا تدع روحك تتحرك بدوني

ضؤ القمر يظهر للسماء وجهه البراق

أنا الضياء، وأنت القمر

فلا تشرق بدوني

العرش محمي بزهرة

أنت الزهرة وأنا العرش

فلا تظهر جمالك بدوني

أنا منحنى مطرقتك

وضربات الحجر تحت أزميلك

فلا تطرق الحجر بدوني

ولا تحرك الأزميل بدوني

يالبهجة منادمة المليك

فلا تشرب بدوني

ويا أيها الرقيب من فوق السطوح

لا تظل سهرانا بدوني

تعسا لأولئك الذين يرحلون وحيدين

فأنت تعرف كل إشارة

وقد مشيت على كل طريق

فلا تذهب بدوني

بعضهم يسمونك حبا

وأنا ادعوك مليك الحب

فأنت وراء كل خيال

تأخذني لأماكن

لم أكن احلم بها

فيا حاكم على قلبي

أينما ذهبت

لا تذهب بدوني .

في الجنان سأرى عينيك

وفي عينيك سأرى الجنان

فلماذا سأنظر إلى قمر آخر

أو شمس أخرى

فما سوف أراه سيكون كافيا لي .