تناقلت وكالات ومواقع إيرانية صورا لزيارة العميد محمد رضا نقدي، قائد “الباسيج” الإيراني وهي قوات التعبئة الشعبية التابعة للحرس الثوري، وإلى نقطة حدودية في منطقة القنيطرة جنوب سوريا، فيما تضاربت الأنباء حول إصابة نقدي بجروح إثر غارة إسرائيلية، لم تؤكد تل أبيب صحتها.
وتساءل مراقبون عن مغزى ودلالات هذه الزيارة في هذا التوقيت، لاسيما أن إيران تحشد ميليشياتها لمحاصرة مدينة حلب مع قوات النظام السوري، بينما وصف موقع ” باسيج نيوز” والذي نشر صورتين للعميد نقدي الأربعاء، أن زيارة قائد قوات التعبئة لمنطقة القنيطرة، ” تفقدية”.
من جهة أخرى، تناولت وكالات ومواقع عربية خبرا يفيد بإصابة نقدي بجروح أثناء هذه الزيارة، بينما لم تؤكد أي من المصادر الإيرانية أو السورية أو حتى الإسرائيلية صحة هذا النبأ.
واستندت وسائل الإعلام تلك، إلى خبر مقتضب نشره موقع “موج نيوز” الإيراني الذي أفاد أن “قائداً عسكرياً إيرانياً أصيب بجروح في مدينة القنيطرة، جنوب غربي سوريا” من دون الإفصاح عن هويته ومنصبه.
من جهتها ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن الإسرائيليين أشاروا باستغراب إلى هذه الزيارة وأكدوا أن نقدي تعمد الظهور علنا في قلب منطقة القنيطرة على مقربة شديدة من الحدود وأن وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” نشرت خبرا عن الزيارة هي الأخرى، فبدا أنها تتحدى إسرائيل. ومع ذلك فإن إسرائيل لم تقم بقصف المنطقة”.
وبحسب الصحيفة، كان نقدي قد التقى عدداً من ضباط وجنود الفرق الحربية على الجانب السوري من الجولان. وراح يتفقد المواقع العسكرية لقوات الجيش السوري وما يسمى “حزب الله” واستمع إلى شروحات لهم”.
وكشف مسؤول عسكري في تل أبيب أن زيارة نقدي أثارت تساؤلات كثيرة في إسرائيل، إذ من كان يصل إلى هذه المنطقة عادة هو قائد فيلق “القدس” في الحرس الثوري قاسم سليماني وكان يحذر من الاقتراب من الحدود مع إسرائيل.
وأضاف متسائلا: فهل تم استبعاد سليماني؟ وهل هذه الزيارة تأتي لفحص الرد على الغارات التي تقوم بها إسرائيل عادة، وآخرها قبل يومين عندما تم إطلاق قذيفتين باتجاه منطقة السيطرة الإسرائيلية؟ ولماذا اختار نقدي منطقة قريبة من حدود وقف إطلاق النار داخل هضبة الجولان السورية المحتلة؟ وهل هذه الزيارة بمثابة استفزاز أو توصيل رسائل؟”.
على الصعيد نفسه، حرصت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الإشارة إلى أن إسرائيل لم تقم بأي رد فعل عليها.
ويعرف نقدي الذي كان قائدا سابقا لجهاز الأمن الداخلي الإيراني، بخطاباته الثورية الحادة وما يخصصها الإعلام الإيراني عادة لأغراض الدعاية وما تعتبره “الحروب النفسية”، وهي ما تعد استراتيجية لقوات الباسيج التي يقودها نقدي.
وتشارك قوات الباسيج ووحدات الحرس الثوري في الحرب الأهلية السورية منذ 2011، وتقدم إيران دعما ماديا وعسكريا إلى الجيش السوري والميليشيات الموالية للنظام كما ترفض خروج الأسد من السلطة. ويعد محمد رضا نقدي ثالث أكبر قيادي عسكري يزور سوريا بعد سليماني وحسين همداني، الذي قتل نوفمبر الماضي في معارك جنوب حلب.
من جهتها ذكرت مواقع سورية، أن” مدينة البعث مركز محافظة القنيطرة شهدت خلال الأيام القليلة الماضية حركة غير مسبوقة لقوات النظام وعناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني، وظهر الأمر على أنه تحضيرات لحضور شخصية مهمة إلى المدينة دون معرفة أي تفاصيل أخرى.
يذكر أنه في يناير 2015، قتل الجنرال محمد علي الله دادي، القيادي في الحرس الثوري الإيراني و6 من مرافقيه من عناصر حزب الله اللبناني في غارة إسرائيلية بالقرب من الجولان السوري المحتل، أثناء تفقدهم منطقة القنيطرة.
كما قتل في أكتوبر 2015 قيادي آخر في قوات الباسيج، وهو نادر حميد ديلمي، الذي لقي مصرعه متأثراً بإصابته في اشتباكات بسوريا مع المعارضة السورية في مدينة القنيطرة السورية.
نقلا عن: العربیه