رضا بهلوي: نظام الفقيه لا يمكنه التعايش مع الآخر (4)/محمد السلمي

يختم الأمير رضا محمد رضا بهلوي نجل الشاه الإيراني السابق حواره الذي امتد على 4 حلقات حديثه لـ”الوطن” بتأكيده على أن النظام الإيراني الحالي غير قابل للتعايش مع الآخرين، وأنه مؤمن بأن وجوده مرتبط بزوال الآخر.
وطالب بهلوي دول المنطقة بتفهم الظروف التي يعيشها الشعب الإيراني الذي يرى أنه لا يعادي شعوبها، وأن العداء فقط مكمنه ومصدره النظام، وبزوال هذا النظام ستنتهي كل مشكلات المنطقة أو معظمها.
وطالب بهلوي دول المنطقة بمساعدة الإيرانيين على التخلص من نظام ولاية الفقيه ليس عبر التدخل العسكري، موضحا أن هذا النظام الذي يطلق على نفسه اسم “الإسلامي” هو العائق أمام تطوّر المنطقة، وإذا تحقق زواله ستُفتح الأبواب أمام الجميع، وستُستأنف العلاقات الحسنة مع دول الجوار خاصة دول الخليج، ودول العالم الأخرى.

2677

مشكلة النظام الإيراني هي قناعته بأن بقاءه يتطلب زوال الآخرين

عندما أوقفت المملكة العربية السعودية مساعداتها بقيمة ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني وأجهزة الأمن اللبنانية، أدى ذلك إلى توتر بالعلاقات بين البلدين، وبالنظر إلى وجود حزب الله سيكون هذا التوتر لصالح النظام الإيراني، ما رأيكم بهذه المسألة؟
ما تقوله صحيح بالكامل يمكنني أن أؤيد كلامك بأن ما ذكرته من أمثلة، هي ضمن المخططات الاستراتيجية للنظام الإيراني التي ينوي من خلالها أن يوجد لنفسه هيمنة إقليمية والآن سواء رضينا أم لا، هناك أربع عواصم في الشرق الأوسط يسيطر عليها النظام الإيراني، وبوجود مثل هذا الدافع، أي الطمع بالتوسع، فقط يمكن للنظام البقاء على قيد الحياة، وهي نقطة مهمة جدا أريد من الجميع فهمها، خاصة الغربيين، لأنها تقريبا واضحة بالنسبة لشعوب منطقتنا.
عندما بدأ النظام الإيراني مواجهته للسعودية منذ اليوم الأول، لم ترغب الحكومة السعودية آنذاك بالمقابلة بالمثل، حتى لا يشتعل الموقف بلا سبب، وكانت حركة الحجاج مستمرة، وحدث ما حدث خلال هذه المدة، لكن لم يعد اليوم للصداقة وجود، ولم يعد هناك أي مجاملات، يجب على العالم من حولنا أن يعي ما أريد قوله الآن، مهما قدّمتم للنظام الإيراني من ضمانات سياسية تؤكد بقاءه، فلن يترككم وشأنكم، أتعلمون لماذا؟ هناك توضيح أسعى دائما إلى إيصاله إلى الغربيين، وربما يكون مناسبا لقرائكم، عندما كانت الحرب الباردة دائرة، كان هناك معسكران هما: المعسكر الشرقي المتمثل في الاتحاد السوفييتي بأفكاره الاشتراكية الشيوعية الماركسية ونظرته الشمولية الكوسموبولوتية، والمعسكر الغربي المتمثل بأميركا وأوروبا وأفكارهم التي تبنوها مثل الاقتصاد الحر، والرأسمالية، والمجالس الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وغير ذلك، لكن شاهدنا كيف أن هاتين المجموعتين المتعارضتين، استطاعتا أن تتعايشا في أجواء مشتركة، حتى أنهما وقعا اتفاقيات عسكرية فيما بينهما، مع أنهما أعداء بالكامل.
المشكلة التي نواجهها مع نظام كالنظام الإيراني الموجود حاليا، هو أنه لا يمكنه التعايش مع العالم، أي أنه يعتقد بأن بقاءه رهن زوال الطرف الآخر، وأنه يمكن له البقاء فيما لو حطم الآخر وقيمه، إن خاطبت أميركا أو أوروبا النظام الإيراني قائلة بأننا لا شأن لنا بك، يمكنك البقاء كما أنت، لا تتدخل في شؤوننا ولن نتدخل في شؤونك، الجواب من قِبل النظام الإيراني سيكون بالرفض، وأنه لا يمكن له ألا أن يتدخل في شؤون الآخرين، أنسينا كيف أن الغربيين قبلوا بتقديم التنازلات للنظام الإيراني، يفوق ما اكتسبه اليوم، لكنه رفض، أعلن صدام عام 1982 أنه سيدفع خسارة الحرب لإيران، وأعلنت الأمم المتحدة ذلك لكن الخميني رفض وقال: كلا، يجب على الحرب أن تستمر، إنّ الطريق إلى القدس يمرّ من كربلاء! ماذا يعني ذلك؟
يعني أن هدفنا على المدى البعيد السيطرة على العالم وإخضاعه للنظام الإيراني، على الجميع أن يعلم أن هذا النظام لا يعمل لإيران، ولا لمصلحة شعبه، النظام يعتقد بأنه كلما ازداد وضع الناس سوءا، وكلما اتسعت رقعة الفقر، فذلك أفضل له، لأن ذلك يساعدهم في السيطرة على الشعب، إنّ النظام الإيراني على استعداد لدفع أي تكاليف للوصول إلى هدفه “المقدّس”، وفي هذه الأثناء فجميع النقاشات الدائرة مثل الإصلاحيين والتيارات الإصلاحية وغير ذلك، هي برأيي فقط للبهرجة السياسية لا غير، إنها نوع من التقية أوجدها النظام نفسه، برأيي لو كان هذا النظام يتمتع بالشرعية بعد مرور 37 عاما، لما احتفظ بكل هذه الأعداد من السجناء السياسيين في سجونه، ولما أعدم رجالاته.
لو كان يهدف إلى تحسين أوضاع الدولة، لماذا تواجه قضية الاستثمار أزمة في إيران؟! والدليل على هذه الأوضاع واضح، السبب هو أن الهدف النهائي للنظام شيء آخر، وهو يستخدم جميع الأدوات لتحقيق ذلك، وجميع ما ذكرتموه من أمثلة سواء حزب الله أو لبنان أو سورية أو اليمن، كلها مرتبطة بذلك الدّافع، لذا طالما النظام الإيراني الحالي موجود سيبقى الشعب الإيراني في بؤس، وسيبقى العالم في قلق.
لذلك أعتقد أن جميع هذه الألاعيب التي يقوم بها النظام في المنطقة لم تكن مصادفة، بل بناء على تخطيط مسبق، وكلها تقوم على استراتيجية بعيدة المدى، ونحن نرى الآن أين يوجه النظام قدراته المادية كلما سنحت له الفرصة! سيكون جديرا بالاهتمام مشاهدة ردة فعل النظام إزاء استكمال رفع العقوبات وتحرير الأموال المحتجزة، فهل ستنفق هذه الأموال على الشعب، وهي الوعود الكاذبة التي تطلقها الحكومة الحالية؟ أم هل ستتوجه إلى سورية وغيرها؟!

النظام وليس الشعب الإيراني يعادي شعوب المنطقة

كيف وصل إليكم خبر الهجوم على سفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها في مشهد؟

وصل إلينا فور حدوثه، وقد وصلتنا الأخبار والصور بعد مرور نصف ساعة على الحادث، مثل هذه الأمور تنتقل بسرعة، كل ما يحدث يصل إلينا في غضون 4 ساعات كحد أقصى، خاصة إذا كان داخل إيران، المعلومات تصل بسرعة.

ما رأيك في الهجوم على السفارة؟

للأسف ظهرت هذه التوترات في وقت مبكّر، وقد تفاقمت بسبب التدخل الإيراني في اليمن وغيرها، والتهديدات التي واجهتها السعودية، ليس فقط السعودية هي من تواجه مثل هذه التهديدات، فإيران تمارس أعمالها التخريبية في البحرين وغيرها، وأنا أستطيع أن أتفهم أن دول المنطقة في نهاية الأمر ستُجبر على التدخّل، ولن تكتفي بالتفرّج، لذا أعتقد بأن مطالبنا التي ترمي إلى تحرير بلدنا من أجل تحقيق مصالحه الأمنية والاستراتيجية ومطالب دول المنطقة متشابهة، لذا أرى أن الوقت حان من أجل إجراء مشاورات لنتمكن من التنسيق فيما بيننا فيما يخص الأحداث في المنطقة، فلدينا عدو مشترك اسمه “النظام الإيراني”.
الشعب الإيراني لا يعادي أي شعب آخر، لذا إن تمكن من التحرر من براثن النظام، سنرى أن جميع العداءات والأحقاد التي أوجدها النظام ستزول بزواله، وسترون أن الشعب الإيراني يبحث عن أمور أخرى، وسيعلن أن هدفه هو الخروج من حالة الفقر والبؤس، وأن يساعد أبناءه من أجل إكمال دراستهم، وأن يسهم في القضاء على البطالة، وأن يجلب الاستثمارات الخارجية إلى بلده. إيران ليست بلدا فقيرا، لدينا مصادر طبيعية متنوعة، بلدنا غني من حيث الطاقة البديلة، كالطاقة الشمسية مثلا، وكذلك من حيث قدراته السياحية، لا حدود للاستثمارات التي يمكن أن تتم فيه، ولما يمكن أن يصل إليه هذا البلد من تطور وتقدم، والشعب يدرك أن هذا النظام الذي يطلق على نفسه اسم “الإسلامي” هو العائق أمام التطوّر، وإذا تحقق زوال هذا النظام ستُفتح الأبواب أمام الجميع، وستُستأنف العلاقات الحسنة مع دول الجوار خاصة دول الخليج، ودول العالم الأخرى.

العلاقات السعودية الإيرانية اليوم مقطوعة، وكذلك العلاقات البحرينية مع إيران، كما قامت بعض الدول باستدعاء سفرائها من طهران، والتوترات تتصاعد يوما بعد يوم، هل تعتقد بأنه، لا سمح الله، ستقع حرب بين إيران ودول المنطقة؟

أتمنى ألا يصل الأمر إلى ذلك الحد، ولذا يجب تقديم المساعدة سريعا ليتمكن الشعب الإيراني من التخلص من النظام بنفسه، فنحن لا نسعى أن تتدخل قوة خارجية، وأن تقوم بحرب من أجل إسقاط النظام، نعتقد أن الطريق الأسرع لذلك هو المساعدة المباشرة للشعب الإيراني، والدعم من قبل جميع الدول، ما سيمكن الشعب من الضغط على النظام في الداخل، وفي النتيجة زواله.
في البداية قلت أنني للأسف لا أستطيع الوقوف إلى جانب أي حركة ستؤدي إلى الحرب، ولا بدّ لي أن أقف ضدّها، كما أنني قلت بأن أحد عوامل التغيير المهمة هي القوات المسلحة الموجودة في الداخل، ومن هم أمثالنا ممن يريدون التخلص من شر النظام، إن تبيّن في هذه المعادلة أن القضية تتجه نحو التأزم، وأن هناك احتمالا لتدخل عسكري خارجي، عندها يجب علينا أن نعلن موت الديمقراطية في إيران.
للأسف منطقتنا تتجه نحو حرب عالمية ثالثة، أما السؤال عن الدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في هذه الحرب فليس مكانه هنا، لكن ما هو مؤكد أن المنطقة ستواجه وضعا متأزما للغاية، حتى لا نصل إلى تلك المرحلة يجب القيام بشيء ما منذ الآن، والطريق الأسرع كما ذكرت، هو تقديم المساعدة الحقيقية والجادة لمعارضي النظام في داخل الدولة، فلدينا جيش قوي في إيران، وهو الشعب الإيراني نفسه، لذا لا حاجة لتدخل خارجي.
وما هو مهم كذلك، وما آمل أن يدركه المسؤولون في السعودية والإمارات والبحرين والكويت ودول المنطقة الأخرى، هو أن الشعب الإيراني مفصول عن النظام، نحن إن كنا في صراع فهو مع النظام وليس مع الشعب، وتوضيح هذه النقطة برأيي سيكون له تأثير كبير ومهم، وأعتقد أنه تم الحديث بشكل كاف عن هذه النقطة، فالنظام يقوم بدعاية مناهضة للعرب ودول المنطقة، والبعض وقعوا تحت تأثير الشعارات القومية، وأخذوا يبدلون الخلاف إلى خلاف قومي ومذهبي.
الطريق الأمثل لإفشال هذه الدعاية هو تركيز السعودية على أنه لا خلاف مع الشعب الإيراني، مشكلتنا مع النظام الذي يهددنا، والمشكلة التي تواجه الشعب الإيراني تواجهنا أيضا، نحن لسنا على خلاف معكم. عندها سنرى أن النظام لن يحصل على نتيجة من عملية غسل الأدمغة ودعايته المناهضة للدول الأخرى، ولن يصل الأمر إلى حد التعبئة لحرب حقيقية، أنا بدوري سعيت دائما إلى أن أشرح للشعب الإيراني بأنه يجب علينا كما في السابق، الحفاظ على العلاقات الحسنة مع جيراننا، قبل الثورة لم تكن لدينا أي مشكلة لكن اليوم وبناء على السؤال الذي طرحتموه، يجب علينا مقاومة هذه الدعاية التي يبثها النظام، وعملية غسل الأدمغة التي يقوم بها، وأن يبادر أصدقاؤنا بتوضيح أن المشكلة ليست مع الشعب وإنما مع النظام.

لقد كتبت مقالا يتعلق بهذا الموضوع، وعنوانه “رسالة من مواطن عربي إلى الشعب الإيراني”، وتحدثت فيه عن علاقاتنا الحسنة مع الشعب الإيراني، كما ذكرت أننا لا نواجه أي مشكلة مع الشعب الإيراني، وأتمنى أن تعود هذه العلاقات، فإيران دولة جارة لنا؟.

أنا لا أخص في هذه القضية رجالات وأصحاب القرار في هذه الدول، فالقطاع المدني لهذه الدول، والجامعات، والقطاع الخاص، والشعوب نفسها يجب عليهم التأكيد على هذه النقطة، أن تكررها وسائل إعلامهم، وأن يوسعوا هذا المفهوم، أن تتحد شعوب المنطقة ورجالات السياسة فيها مع الشعب الإيراني، وأن يؤكدوا جميعا على هذه القضية وهي أن مشكلتنا ليست بين الشعوب، وإنما النظام الذي مهّد الطريق لهذا التصادم، وهو أمر مهم للغاية.

العمل المشترك سبيل إنقاذ المنطقة من أزماتها

سؤالي الأخير، كيف ترى مستقبل علاقات إيران مع دول الجوار دون نظام ولاية الفقيه؟

ستختلف تماما عما هي عليه الآن، وستصبح أفضل مما كانت سابقا، ومرة أخرى أجلب انتباه أصدقائنا إلى ما يمكن أن يكون عليه مستقبل المنطقة خلال الـ30 أو الـ40 عاما المقبلة، سنواجه مشكلات عملية، وسيؤدي ذلك إلى اشتداد الأزمة في المنطقة، وسنواجه أزمة مياه، وهي من مشكلات المنطقة الأساسية، ابتداء من المغرب حتى الباكستان وجميع الدول الواقعة في هذا النطاق، أزمة المياه ليست أزمة بسيطة، فعدد السكان يزداد يوما بعد يوم، لو كان من المقرر حدوث حرب في القرن الـ21، فستكون بسبب الماء وليس النفط. لذا علينا منذ الآن التخطيط في مجال الصناعات الحديثة كالطاقة وغيرها، وهذا يتطلب تكنولوجيا جديدة للاستثمار والتنمية، وإن قمنا بهذا العمل بشكل جماعي، فسنتقدم بشكل أسرع، يمكن لسوق مشتركة ولتعاون إقليمي استراتيجي في شتى المجالات أن يساعد كثيرا، فقليل من الميزانية التي تُخصص للجيوش بإمكانها أن تعطي نتائج كبيرة في مجالات أخرى مثل التعاون الاستراتيجي، الجامعات، المستشفيات، والتنمية الاجتماعية في جميع دول المنطقة.
إن عدد سكان السعودية اليوم إن لم أخطئ، وصل إلى 30 مليون نسمة، وهو عدد ليس بالقليل، يجب علينا أخذ جميع هذه الأمور بعين الاعتبار، إذن فعلاقات استراتيجية حسنة، لا يكون الدافع وراءها فقط أمنيا أو اقتصاديا، بل يمكن له أن يكون في جميع المجالات التي تحتاجها الدول، يمكن لها أن تفتح الأبواب، وتقوي العلاقات بين الدول.
نحن، وأقصد من وجهة نظر إنسانية، لدينا مثل هذه القدرات، لكن الأمر يحتاج إلى اتخاذ قرار حازم، لقد وقفنا اليوم على مفترق طرق، إما أن نكون فقط متفرّجين، ونسمح بأن يتطور الأمر إلى حرب عالمية ثالثة، وللأسف يمكن القول إنها على وشك البدء بشكل غير رسمي، أو أن نعلن موقفنا بشكل صريح، فلو مضينا في الوضع الذي نحن عليه أكثر من هذا، سيدفع الجميع الثمن باهظا، يجب علينا أن نبدأ العمل وأن نحل المسألة من أساسها.
برأيي، إن النظام الإيراني هو السبب الرئيس وراء الأزمة في المنطقة، وبزواله ستزول 90% من مشكلات المنطقة الحالية، ويجب على بعض الدول وخاصة روسيا التي تمسك بخيوط لعبة طهران – دمشق، تحديد ما التوجه الذي ستتخذه على المدى البعيد. كلما كنا نحن دول المنطقة متحدين في الرأي أكثر، فإن فرصة ظهور أي توتر أو حتى حرب ستكون أقل، المهم أن تتسع رقعة هذا الحوار مع جيراننا ومع دول المنطقة على نطاق أوسع، وأن نوضح لهم ما هي رؤيتنا، وإلى أين نريد الوصول، وأن نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل، وأن ننقل وجهة نظرنا هذه إلى أبناء وطننا، سواء من خلال وسائلنا التي نمتلكها، أو من خلال وسائل هذه الدول، والقيام بهذا الأمر فورا هو برأيي أمر حياتي، وسيكون له بالغ الأثر، لا أشك في أن هذه الأزمة ستزول بمحض أن نحرر بلدنا، عندها سيحل الأمن والاستقرار والتقدم، فكل شيء رهن وجود هذه الأمور، كما آمل أن يفكر أصدقاؤنا في المنطقة مثلنا، وأن يقدموا مساعداتهم من أجل ذلك.

على أمل أن نرى ذلك اليوم، ما كلمتكم الأخيرة في نهاية هذا الحوار؟
أتمنى أن تدرك شعوب المنطقة، وليس أصحاب القرار فيها فقط، أننا يجب أن نتعامل مع القضايا بشكل استباقي، ويجب أن يكون لنا تأثيرنا في مجريات الأحداث، وألا ننتظر حتى نرى ما سيحدث، وهذا المطلب يجب أن يكون مطلبا جماعيا، أنا لا أنظر إلى القضية من زاوية إيران، كإيراني، لكنني أفكر في العراق، وسورية، وباكستان، والسعودية، ومصر، أفكر بالجميع، وأتمنى أن ينظر المصري والعراقي والسعودي إلى القضية مثلما أنظر، ففي النهاية مصيرنا نحن الذين نعيش في المنطقة مُشترك، بعبارة أوضح، إن كان وضعكم سيء سيصبح وضعنا كذلك سيء، وإن كان جيدا فوضعنا سيكون كذلك، لذلك أرى أن من الضروري أن نتحدث وأن نتشاور مع بعضنا على نطاق أوسع، وأن نتقدم في ذلك، لحسن الحظ وسائل التواصل في عالمنا اليوم مهيأة، ويمكن لهذا الأمر أن يكون بداية لنتقدم في هذا الطريق.

نقلا عن :الوطن اون لاین