يرى الأمير رضا محمد رضا بهلوي نجل الشاه الإيراني السابق أن الحروب الطائفية التي تشتعل في المنطقة ستزول تلقائياً بزوال نظام ولاية الفقيه، الذي يكرس للطائفية ويعد “عراباً” لداعش، مشيراً إلى أن زواله سيقود لسيادة الأجواء السلمية والحرية في إيران، وسيتجاوزها إلى الدول الأخرى.
وأكد بهلوي استفادته الكبيرة من وسائل التواصل الحديثة للتواصل مع الإيرانيين في الداخل والخارج، موضحاً أن طهران تنفق أموالاً باهظة على مليشياتها التي تنشرها في كل مكان، وعلى لوبيات تخدم مصالحها في كل مكان، مشدداً على الربط بين زوال النظام الإيراني وزوال النظام السوري.
وركز بهلوي على ضرورة أن تخاطب دول المنطقة وسائل الإعلام الغربية لتوضيح موقفها وكشف توجهاتها لأن هذا السبيل الأسرع والأنجع لتوضيح صورتها الحقيقية في العالم الغربي.
بهلوي يكمل رؤيته للمستقبل الإيراني في الحلقة الثالثة من حواره المطول مع “الوطن”.
وسائل التواصل وقناة فضائية تحققان لنا الحضور
كيف تصف علاقاتك بالشعب الإيراني
في الداخل؟
تشكل وسائل التواصل الاجتماعي أداة مفيدة وقيّمة للتواصل الذي نريده، أتذكر عندما توفي والدي في القاهرة، مكثت هناك مدة من الزمن، وكنا ننتظر ساعات لنتمكن من إجراء اتصال هاتفي بالخارج.
حاولت خلال هذه الأعوام المحافظة على التواصل بشكل دائم مع أبناء وطني، خاصة في الداخل، ولحسن الحظ هيأت وسائل التواصل هذا الأمر، فضلاً عن القنوات الفضائية. منذ عام أسسنا قناة “أفق إيران” الفضائية، ومن خلالها نرسل رسائلنا إلى الداخل، ونحصل على رسائل من الداخل.
التواصل يتم على مستوى موسّع، وهو لحسن الحظ يتم مع الجميع، والناس يتواصلون معنا من جميع أنحاء الدولة، وقد تمّ تقوية شبكة التواصل هذه من خلال التشكّلات التي أوجدناها، ومنها المجلس الوطني الذي مرتّ على تأسيسه ثلاث سنوات.
بدورها تتواصل الحركات الوطنية التي تشكلت في الداخل معنا باستمرار، ونتبادل الرأي.
الحروب الطائفية ستنتهي
يعتقد البعض أن مسألة الخلافات السنية الشيعية، لم تكن موجودة في عهد الشاه، ومن أوجدها هو نظام ولاية الفقيه، وهم يعتقدون أن الحرب الطائفية الموجودة حالياً ستزول تلقائياً بزوال هذا النظام؟
نعم، هو كذلك، هذا النظام يريد تأسيس خلافة مذهبية على أساس فلسفة مذهبية، المستقبل الذي أريده لبلادي هو أن يكون الجميع متساوين أمام القانون، وألا ننظر إلى لونهم أو أصولهم القومية عرباً كانوا أو آذريين أو تركمانا، أو غيرهم، وألا ننظر إلى مذهبهم أو ديانتهم، مسيحيين أو يهودا، سنة أم شيعة، كيف لا يمكن لإيراني سني، كردي مثلاً، أن يكون له مسجده الذي يصلي فيه في طهران؟! أمن المعقول في دولة حرة ألا تكون العبادة حرّة؟! إن المذهب شأن خاص، أتمنى أن يأتي اليوم الذي لا يسأل فيه الإيرانيون بعضهم البعض عن مذهبهم، وأن يمتلكوا مثل هذا الحق أمام القانون.
فندما نقوم بتهيئة هذه الأجواء ويعيش جميع المواطنين سواسية وتزول مظاهر العنصرية القومية والدينية والمذهبية، ستسود الأجواء السلمية والحرية وحدها، الأمر الذي يمكن له أن يتجاوز حدودنا إلى الدول الأخرى، نحن نسعى أن تسير بلدنا على طريق التقدم، والتطور، والازدهار الاقتصادي، والاستقرار، والأمن الفردي والاجتماعي، وأن تتحقق جميع هذه الأمور في ظلّ ظروف آمنة مستقرة يسيطر عليها القانون.
والدولة التي تفكر هكذا بالنسبة لشعبها، من الطبيعي أن تنظر بهذا المنظار إلى جيرانها، مثل هذه القضايا ليست مهمة للنظام الإيراني، فهو لا يفكر بجيرانه، هو يريد أن يصل إلى مصالحه، وزواله سيؤدي إلى اختفاء الأزمات بالسرعة التي ظهرت بها.
محتوى النظام أهم من الرأس
ما رأيكم بخصوص معارضي النظام، أو المعارضة؟
المعارضة كلاسيكية وتعتمد على مواقفها الأيديولوجية في إبراز نفسها، وأعتقد أن هذا النوع من المواقف لم يعد يشكل الهاجس الأكبر لدى الناس، ما يهم الناس اليوم هو المحور الاقتصادي، وانعدام الحريات، بما فيها السياسية والمذهبية وحرية العمل، والأمر يعود إلى أن التيارات الموجودة في الداخل تحاول إبراز نفسها من خلال مطالباتها السياسية، أعتقد أن نقابة رسمية للعمال أو النساء اليوم لها أبعاد سياسية أكثر من أي جماعة تجلس في الخارج وتتحدث عن مواقف أيديولوجية، برأيي المعارضة الحقيقية هي تلك القوى الموجودة في الداخل.
في تلك المتغيرات الأيديولوجية توجد لجميع التيارات الإيرانية التي تلتقي جزئياً عند تقاطع الديمقراطية العلمانية، أطياف متنوعة من اليساريين إلى اليمينيين، اليساريون الذين يميلون إلى الاشتراكية الديمقراطية، أو الليبراليون اليمينيون بمفهومهم الاقتصادي، والجميع يتحدث عن رأس النظام، وهل يجب أن نكون نظاماً جمهورياً أم نظاماً ملكياً دستورياً! أعتقد أن شكل النظام ليس هو الموضوع الأساسي، وإنما محتوى النظام، على الأقل أنا حاولت أن أوجه أساس النقاش إلى أن يكون شكل النظام برلمانيا كيلا ندخل متاهة النقاشات الأيديولوجية الفلسفية القديمة.
عندما يكون في الدولة نظام ديمقراطي وتعددية سياسية، ويتم تأسيس أنواع وأقسام وأصناف الأحزاب المختلفة، فمن الطبيعي أنها ستتنافس، مثل أي دولة ديمقراطية أخرى، على تشكيل الحكومة، وسيقوم الحزب الفائز، بتشكيل الحكومة، وسينفذ سياسات الدولة حتى يحين وقت الانتخابات التالي وهكذا.
علاقتي بالإيرانيين في الداخل والخارج تقوم على هذا الأساس، ولا أنظر إلى القضية إلا من وجهة نظر وطنية، ويمكن لنا العمل مع أي إنسان يحمل هذه الأفكار والطموحات والقيم، وعندما يحدث خلاف في الرأي عندها يطرح كل منا رأيه، وطالما لا نملك حق التصويت، فلا شيء آخر يمكن مناقشته، فإن لم نستطع الوصول إلى انتخابات حرة نزيهة، فلا فرق حينها بين ما أعتقده أنا أو ما يعتقده غيري، فالأولوية هي للوصول إلى تلك النقطة، ومن خلال صناديق الاقتراع يمكننا تحديد وتقييم الطريق الذي اختاره الناس من أجل تحديد مصيرهم.
لكن قبل ذلك لا بدّ من طرح عدة خيارات أمام الناس، وخياري هو أشبه بخارطة للطريق تمكننا من الوصول في أسرع وقت إلى النقطة التي نريد، ولا أفكر فيما سيعود عليّ من نتائج، فالنتيجة سيحددها الشعب نفسه، وما قمت به خلال السنوات السابقة مبني على هذا الأساس.
نظام الفقيه ينفق أموالاً طائلة على لوبي يخدم مصالحه
قبل سنتين أو أكثر، أي في عهد روحاني، تضاعفت حالات الإعدام في إيران بنسبة تزيد عما كانت عليه في عهد أحمدي نجاد، فخلال سنتين وبضعة أشهر مضت وصلت حالات الإعدام إلى ألفي حالة تقريباً، وقد أشار الدكتور أحمد شهيد، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران، إلى ذلك في تقريره، كيف هي علاقتك بمنظمات حقوق الإنسان في أميريكا أو في أوروبا؟
لقد نقلنا كثيراً من المعلومات التي لدينا للدكتور شهيد، وذكرها بدوره في تقريره، لدينا تعاون وعلاقات وثيقة مع هذه المنظمات، إنّ الناشطين في هذا المجال، وغيرهم من المنظمات الدولية مثل منظمة العفو الدولية، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) تركز اهتمامها على قضايا حقوق الإنسان في إيران، وكذلك جماعات من المنظمات الإيرانية التي تعمل بشكل متخصص في مجال حقوق الإنسان في إيران، هناك مؤسسات مختلفة تقوم بهذا العمل.
أحياناً يصل إلى مسامعنا أن في الغرب، خاصة في واشنطن، لوبيا ينشط لخدمة مصالح نظام ولي الفقيه، ولدي أسماء بعضهم، لكن لا أحبّذ ذكرهم، من المؤكد أنهم موجودون، ما رأيكم؟
أفهم ما ترمي إليه دون أن تذكر لي أي اسم، هم حتماً موجودون، والنظام الإيراني ينفق الكثير على جماعات الضغط الموالية له في أوروبا وفي أميركا، وهدفهم بذل الجهود لتثبيت دعائم النظام وإضفاء صبغة “الشرعية” عليه، هم يقولون إنهم يقومون بإصلاح الأمور، أو إنهم يوجدون التغيير تدريجياً، وهم أساساً يكررون كلام إصلاحيي الحكومة، الذين يخاطبون العالم بقولهم تعالوا لنتعاون معاً، في حين أنهم يسعون للحفاظ على النظام الموجود.
من المؤكد أن للنظام جماعاته الخاصة، نحن أيضاً بدورنا، وفي سبيل مواجهة هذه الجماعات، نسعى إلى إثبات وجودنا على المستوى العالمي، سواء من خلال وصولنا إلى برلمانات الدول أو بالتواصل مع أحزابها، وكثيراً ما تتجاوب الحكومات مع المعارضة العلمانية الديمقراطية في مواجهتها لمن يحسبون على النظام الإيراني.
النظام الإيراني هو عراب داعش ولا يمكن التحالف معه
هل لجماعات الضغط أي تأثير في تغيير نظرة الشعب الأميركي إلى إيران؟
الضغوط التي تمارسها هذه الجماعات هي على المشرّعين وصنّاع السياسات لا على الشعب العادي الذي يتأثر كثيراً بما تقوله وسائل الإعلام.. أنتم تلاحظون مؤسسة سي إن إن أو فاكت نيوز على سبيل المثال، لا تهتم كثيراً بالتفاصيل، وللأسف نهج تعامل وسائل الإعلام الأميركية هو إثارة الجدل أكثر مما هو تحليل منطقي عميق، خاصة عندما يتناولون قضايا منطقتنا، فتفاصيل الأحداث في منطقتنا معقدة للغاية لدرجة أنهم لا يتمكنون من تحليلها تحليلاً دقيقاً.
الشعب هنا ليس لديه الصبر للجلوس والتدقيق في الأخبار، وهذا يؤدي إلى ظهور تعقيدات في عملنا، ومن الممكن أن تقوم جماعات الضغط بتضليل الرأي العام من خلال مساعيهم المعتمدة على إطلاق الشعارات والتنظير، وهذا أحد المعوّقات في طريقنا.
لكنني لا أظن أن أحداً يجهل أن الدّاعم للراديكالية والإرهاب هو في نهاية الأمر نظام أو حكومة، وجميع ما يحدث ليس صدفة، لكن يمكن للبعض النظر إلى القضية من وجهة نظرهم الخاصة، على سبيل المثال لو كنت يهودياً يعيش في هذه الدولة، فستتأثر بما تنقله وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبما تصرح به الحكومة الإسرائيلية، وستنظر إلى المسألة من وجهة نظر إسرائيلية.
لذا لا أرى أن جماعات الضغط يمكنها إنهاء المسألة بقولهم إن كلّ شيء على ما يرام، وإنّ جميع القضايا يمكن حلّها، فنحن نشاهد ما يحدث كل يوم، لكن ما تمّ إغفاله تقريباً خلال هذه
المدة، ونحن نتحدث عن حرب الحضارات أو حرب المذاهب، وأنا أقول هذا للأجانب سواء لوسائل إعلامهم أو للقطاع الخاص، أقول إننا لا نواجه أيا من هاتين المعركتين، بل نحن أمام حرب للقِيَم، على سبيل المثال الجمهورية “الإسلامية” أو تنظيم الدولة، كلاهما ينظر إلى المسألة من وجهة نظره المذهبية، في حين أن وجه التشابه بينهما يكمن في مواجهة القيم الغربية من قبيل حقوق الإنسان، والمساواة بين الرجل والمرأة، والديمقراطية، وغيرها، وهو أمر يطغى على الاختلافات السائدة بينهما.
يذكر أن البعض حين يغفلون عن هذه القضية، ويعتقدون أن إيران يمكن أن تكون حليفتهم في مواجهة تنظيم الدولة، أقول لهم إنّ عرّاب هذا “العبء” هو النظام الإيراني نفسه، فكيف يمكن التحالف معه؟! كيف يمكن لنظام أسس للإرهاب أن يتحالف معكم؟ يجب توخي الدقة في مثل هذه المسائل، وتوضيحها بشكل كاف، وعندما تتضح الأمور سيدركون الأمر، وهذا يحتاج إلى توعية عميقة لوسائل الإعلام، وأن يُسمع هذا الكلام على أوسع المستويات.
برأيي، من هم مثلنا، أو دول المنطقة التي تتعجب من عدم الشفافية التي يواجهها الرأي العام هنا، أكثر ما يمكن أن يركزوا جهودهم حوله في الوقت الراهن هو أن يقوموا بتوضيح الأمور لوسائل الإعلام هنا، لكي تتمكن بدورها من نشر موقفنا بشكل أفضل، لأننا إن أردنا القيام بذلك من خلال الجامعات والمؤتمرات وغير ذلك، فستفوتنا الفرصة، لذا أرى أن الطريق الأسرع هو وسائل الإعلام.
التقارب مع الأميركان نتاج ضغوط وسماسرة لكنه لن يكتمل
نشاهد تقارباً بين إيران وحكومة أوباما، كيف تصف هذا التقارب سواء كان من جانب جون كيري أو من جانب أوباما نفسه، وما هو السبب وراء هذا التقارب؟
بعض جماعات الضغط التي أشرت إليها، إلى حد ما، لهم نفوذ وتأثير على بعض الأشخاص في الحكومة الحالية، لأنهم يعتقدون أنهم من خلال ذلك يمكنهم التقرب أكثر، كما أن هناك بعض “السماسرة” الذين يقولون إن باستطاعتهم تمهيد الطريق للدخول وإقامة العلاقات، على أي حال، الاتفاق الذي تمّ اتفاق لن يكتمل، لكن الموقف الرسمي للمجلس الوطني هو ترجيح وجود صفقة على عدم وجودها، والسبب هو أننا قلقون على بلادنا، فمن شأن هذه الصفقة على الأقل تأجيل المواجهة العسكرية المباشرة وحذفها من المعادلة، لكن هناك قضايا كثيرة لم يتم طرحها في هذا الاتفاق وليتها طُرحت، مثل ربط قضايا حقوق الإنسان وغيرها بملف الاتفاق النووي.
الحكومة الحالية كانت تريد بأي شكل كان أن تقول إنها هي من أبرمت الصفقة، أما التأخير الذي حدث في هذه المفاوضات فقد كان سببه النقاش حول تحديد المدة التي يحتاجها النظام من أجل صنع قنبلة نووية، المدة التي تحولت في نهاية الأمر من 3 أشهر إلى 12 شهراً.
كما أنني أسأل على لسان الشعب الإيراني السؤال الواضح التالي: أين ستنفق الأموال التي من المقرر أن يُفرج عنها؟ هل ستنفق على الشعب الإيراني؟ أم سينفقها النظام على مليشياته التي أوجدها حتى الآن بالنظر إلى ما يدور في سورية من أحداث؟! أريد أن أصل إلى هذه النقطة، لو فرضنا أن الأبواب فتحت، وأصبحت فرص الاستثمار مهيأة، لكن في نهاية الأمر سيدرك الجميع سواء الفريق الإصلاحي الذي يريد أن يتم هذا الاتفاق لمصلحة النظام لكي تلغى العقوبات ويطول عمر النظام، أو الغربيون، سيدركون أنّ الدخول إلى إيران ليس بالسهولة التي يتوقعون.
بالنظر إلى الأسعار الحالية للنفط، يجب على النظام أن يضع في حسبانه تكاليف كثيرة، وعدم وجود معايير دولية للاستثمار والتجارة في إيران سيصعب الأمر كثيراً، على سبيل المثال لو أرادت شركة ما أن تستثمر في إيران، يجب عليها أن تتقرب من رجل الدين الفلاني أو الثوري الفلاني أو المحافظ الفلاني، ممن هم من المقربين من النظام، ويجب عليها أن تقدم الرشاوى، عندها بماذا ستجيب المساهمين؟ وما الذي سيحصلون عليه مقابل ذهابهم إلى إيران؟ هذه حسابات ستؤخذ بعين الاعتبار، وأنا أعتقد بأن هناك تفاؤلا غير حقيقي في القضية.
نظام طهران قائم على الوحشية وارتكاب الجرائم الإنسانية
نشاهد اليوم ما يحدث في سورية من قتل وتدمير، الجميع يتهم إيران بدورها في قتل الشعب السوري، ما رأيكم بهذا؟
أقول، وأكرر ثانية، إن النظام الإيراني قائم على الوحشية وعدم الاستقرار وخلق الأزمات، وهو أمر من شأنه تعريض استقرار المنطقة للخطر، فعندما يجبر النظام جماعات من الناس على مغادرة بلادهم، هؤلاء المهاجرون سيشكلون ضغطاً كبيراً على الدول الأخرى، الأمر الذي يعد جريمة إنسانية، لو كان النظام الإيراني حريصاً ورحيماً بهذه الشعوب لما فعل ما فعل، جميع هذه القضايا مرجعها ماهية النظام، ولا شك أن هذه الأوضاع ستتغير بمجرد زوال هذا النظام.
برأيكم ما هو المستقبل؟ وكيف ترون مستقبل سورية؟
مستقبل سورية يرتبط على نحو ما بمستقبل النظام الإيراني، إنّ تغيير الأوضاع في إيران سيؤدي بالتأكيد إلى تغيير الأوضاع في سورية، لا يمكن أن يسود الاستقرار في المنطقة، ولا يمكن أن يحلّ الأمن في المنطقة، ولا يمكن أن تتوفر الأجواء المناسبة التي يحتاجها الناس لكسب عيشهم وتجارتهم في ظل نظام يهدد جيرانه، ويصدر أيديولوجيته، ويستخدم قوته العسكرية كاملة لقمع شعبه وشعوب الدول المجاورة.
لكن إن نجحنا في تمهيد الطريق في إيران لظهور الحريات ووصول حكومة على قدر المسؤولية، ورحيمة بالناس، فماذا ستكون النتيجة الفورية لذلك؟ سنتمكن من اصطياد عصفورين بحجر واحد، إذ سننهي المخاوف النووية، ونقطع جميع العلاقات بين الجماعات الإرهابية التي يدعمها النظام، ثم تتم السيطرة على جميع الأموال التي تُهدر هنا وهناك، وبعدها ستزول جميع الأخطار التي تهدد استقرار المنطقة، وسينتهي التدخل في شؤون الدول المجاورة، وأعتقد أن ذلك من مصلحتنا، ومن مصلحة جيراننا، فحينها يمكن لنا أن نسير في طريق تثبيت دعائم الأمن وإقامة سوق مشتركة.
لو تزايد أعداد المستثمرين الإيرانيين في العراق، أو العراقيين في السعودية، أو السعوديين في مصر أو المصريين في الأردن، عندها ستضغط شعوب المنطقة على حكوماتها من أجل إيجاد بيئة مناسبة للتنمية الاقتصادية، وبالتالي سيتغير الوضع تماماً، وستزول الخلافات السنية الشيعية.. علينا التعامل مع القضايا برؤية مشتركة، أليس للأوروبيين سوقاً مشتركة؟! لماذا لا يكون لدينا مثلها؟!
نقلا عن :الوطن اون لاین