من المهازل أن إيران بدأت تتحدث عن التدخل في شؤون الغير وتخص بحديثها المملكة على خلفية كلمة الأمير تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي شاركت فيه منظمات وهيئات ومؤسسات وشخصيات سياسية وحقوقية من مختلف دول العالم. فعلا هي من أكبر المهازل أن يستنكر أكثر نظام تدخلا في شؤون الآخرين المبدأ الذي لم يحد عنه منذ استيلائه على الحكم واستمراره كأسوأ نظام بدسائسه وميليشياته وعصاباته التي نشرها في محيطه الإقليمي لتمارس التخريب والإخلال بالأمن والتدخل في الحقوق السيادية للدول.
الأمير تركي الفيصل ليس مسؤولا رسميا الآن حتى تزعم إيران أنه كان يتحدث باسم حكومة المملكة، لقد ذهب بصفته شخصية عامة مهتمة بالشؤون السياسية من واقع خبرة رسمية طويلة أهلته ليكون لاحقا من أبرز المحللين السياسيين للأوضاع الراهنة والأحداث التي يمر بها العالم، وهو يشارك بصفة دائمة في أبرز المنتديات والحوارات العالمية وأهمها برؤية ناضجة ومحايدة وموضوعية تنحاز إلى الحقيقة دون تحامل على طرف من منطلق شخصي. ومن ناحية أخرى فقد شارك ضمن عدد كبير من المتحدثين لم تر منهم إيران سواه، ربما لأنه الوحيد الذي شرح كل مساوئ النظام الإيراني بتفصيل تسنده الأدلة والبراهين فغضبت من كشفه لخطاياها تجاه شعبها وجيرانها ومحيطها القريب والبعيد، فبدأت بتجنيد أبواقها لاتهام المملكة بما هو مبدأ أصيل في سياستها وليس في سياسة المملكة.
إيران لم تفكر لماذا اجتمعت كل تلك الأطياف العالمية للتضامن مع المعارضة الإيرانية، ولا تريد أن تنظر إلى واقعها السيئ الذي لم يعد العالم قادرا على استيعابه، وبدلا من ذلك تفضل كعادتها الركون إلى المناورة وإحداث الضجيج للتغطية على الحقيقة، لكن يبدو أنها لن تستطيع المغالطة طويلا لأن نظامها بدأ يدق مزيدا من المسامير في نعشه.
نقلا عن: ایلاف