صالح حميد – العربية.نت
باشرت لجنة خاصة تحقيقا حول ملابسات وفاة المخرج الإيراني الشهير عباس كياروستامي، الذي توفي في 4 تموز/يوليو الجاري، عن عمر ناهز 76 عاما، عندما كان يواصل علاجه في #فرنسا عقب إهمال واجهه من الأطباء في إيران.
وأثار موت هذا المخرج العالمي موجة من الأسئلة لدى الرأي العام الإيراني، حيث بدأ مستخدمو الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام بإثارة التساؤلات حول الظروف الغامضة التي اكتنفت موته.
وقامت اللجنة بمراجعة الملف الطبي للمتوفى بحضور ابنه بهمن كيارستمي، وممثل وزير الصحة، وممثلون من محكمة الجرائم الطبية، ومسؤولون في مؤسسة السينما.
وبحسب وكالة “إيلنا” الإيرانية، فقد تمّت مناقشة مراحل العلاج والأسئلة المتعلقة بذلك، والنقاط الغامضة المرتبطة بموت هذا المخرج الإيراني.
أما وكالة “إيسنا” فقد نقلت عن وزير الصحة الإيراني، حسن هاشمي، قوله إن لديه ما يقوله حول وفاة عباس #كياروستامي، لكنه يفضل أن تتنهي التحقيقات أولا.
وأكد هاشمي في تصريحات للصحافيين السبت الماضي أنه لا يريد أن يقول شيئا، لأنه لا يريد أن يكون منحازا، ولا يريد أن يؤثر على مجرى التحقيق.
وقبل ذلك، كان المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية قد أكد أن الحالة الأولية لعباس كياروستامي ومراحل علاجه قبل تدخل الوزارة كانت بمستوى غير مقبول.
وكان المخرج الفائز بالسعفة الذهبية بمهرجان #كان الدولي، يعاني من مرض في الجهاز الهضمي، حيث اضطر لمغادرة بلده بغية مواصلة العلاج في باريس.
من هو كياروستامي؟
ولد عباس كياروستامي (كيارستمي، بالفارسية) في طهران 22 حزيران/يونيو 1940، وعمل في مجال صناعة الأفلام منذ عام 1970، وتمتد بصماته على أكثر من 40 فيلما عالمياً، بما فيها أفلام قصيرة ووثائقية.
ومن أبرز أفلام هذا المخرج الإيراني الذي يمنح عمله السينمائي بعداً شاعرياً، “طعم الكرز”، حيث فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1997.
نشر كياروستامي عدداً من المجموعات الشعرية، من بينها “مع الريح 2002” و “ذئب يترصد 2008″ و”مرافئ 2010”.
وكان يكتب سيناريوهات أفلامه، وقد انعكس كونه شاعرا ومصورا ورساما ومصمم جرافيك، على بنية أفلامه الحافلة بالرؤي الشاعرية.
ويعد كياروستامي من كبار مخرجي السينما المعاصرة، وقد سطع نجمه على الساحة الدولية مع فيلم “أين منزل صديقي؟” (1987)، ويدور حول مخاوف طفل من العقاب بعد نسيانه كراسة واجبه، ويدور فيلم “الحياة تستمر” حول شاب يحاول تركيب هوائي التلفزيون ليشاهد إحدى مباريات كأس العالم في فوضى الزلزال المدمر.
ويدور فيلم “ستحملنا الريح” 1999 حول رجل وزميله يعيشان في المدينة، ويذهبان إلى قرية بعيدة بين الجبال بانتظار موت عجوز، بينما يساعدها أهل القرية جميعاً لتبقى على قيد الحياة في هذا الفيلم يستخدم مقاطع من الشعر #الفارسي ضمن الحوار.
أما فيلم “نسخة طبق الأصل” فيقدم فيه رؤيته السينمائية من خلال سيارة متحركة ترصد الشجرة العارية باعتبارها النسخة الأصلية كما في الفلسفات الشرقية القديمة، ويستعرض في فيلم “آي بي سي إفريقيا” محبي الحياة الذي يعيشون وسط كارثة #الإيدز التي تحصد الأرواح بينهم.