أسامة مهدي: دعا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان الى النظر في وضع السجناء السياسيين المضربين عن الطعام، وبعضهم يعيش حالة صحية حرجة.
وفيما تواجه مجموعة من السجناء السياسيين الايرانيين موتًا محققًا نتيجة تواصل اضرابهم عن الطعام وتعرضهم للتعذيب، فقد تم توجيه دعوات الى المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية للعمل على انقاذهم مما يتعرضون له من تعسف وتعذيب، فيما اعتبر مسؤولان في المعارضة السورية والايرانية تدخلات طهران في المنطقة بمثابة تأجيج للصراع الطائفي وتحويل للدين الاسلامي السمح الى دين للقتل.
وكان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية قد دعا اليوم الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان خاصة المفوض السامي لحقوق الإنسان والمقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في إيران والمقرر المعني بحق الحياة ومقرر الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي إلى العمل العاجل والمؤثر للنظر بوضع السجناء السياسيين، لاسيما السجين السياسي المضرب عن الطعام جعفر عظيم زاده، الذي يعيش حالة صحية حرجة.
مزيد من التعذيب
واشار المجلس في بيان صحافي من مقره في باريس، تسلمت “إيلاف” نسخة منه، الى أن النظام الحاكم في إيران لم يكتفِ برفض المطالب العادلة للسجناء السياسيين فحسب، وانما زاد الضغط عليهم ويسعى من خلال فتح ملفات كيدية ووضع عراقيل مختلفة إلى ممارسة المزيد من التعذيب والمضايقات ضدهم.
ومن هؤلاء السجناء السياسيين العامل جعفر عظيم زاده، الذي أغمي عليه فجر يوم امس الاثنين في اليوم الستين من إضرابه عن الطعام، ويعيش وضعًا صحيًا حرجًا. ولقد انخفضت نبضات القلب وضغط الدم وهو يعاني من صداع شديد. وقال الطبيب العدلي بعد معاينته ان وتيرة الضعف الصحي لهذا السجين المضرب عن الطعام ستصل في وقت قريب إلى نقطة اللاعودة. وقد اضرب زاده عن الطعام للاحتجاج على «انتهاك الحقوق الأساسية للمعلمين والعمال» و «حبسهم ومحاكمتهم لأسباب واهية» وتوجيه اتهام «العمل ضد الأمن» للناشطين في مجال حقوق العمال والمعلمين الا أن المدعي العام المجرم في طهران المدعو «دولت آبادي» قد وجه رسالة اليه، وأكد أننا مستعدون لدفع الثمن لكي تموت جراء الإضراب عن الطعام.
حراس السجن يعتدون
وأما الوضع الصحي للسجين السياسي عليرضا غولي بور 30 عامًا، المصاب بالسرطان والالتهاب الحاد الرئوي، فهو حرج جدًا في يومه الخامس عشر من إضرابه. وقد تعرض لاعتداء حراس السجن قبل أيام بالضرب المبرح، رغم تدهور حالته الصحية لإرغامه على إجراء مقابلة وإبداء الندم، وقد اصيب بالرعاف الشديد وبأضرار خطيرة نتيجة التعذيب والضرب الشديد بالقبضات من قبل السجانين على رئتيه وخضع لتو لعملية جراحية.
ومن جانبه، يعاني السجين السياسي شهرام بور منصوري الذي يعيش إضرابًا عن الطعام منذ 21 يومًا، للاحتجاج على استمرار حجزه وعدم إطلاق سراحه، من هبوط شديد في ضغط الدم وقلة الوزن ومشاكل قلبية وآلام في الصدر. وقد اعتقل منصوري في عام 2000 وبينما كان عمره 17 عاماً، وقضى 16 عامًا من أيام شبابه في الحبس، وكان من المفروض أن يتم إطلاق سراحه في 21 أغسطس 2015 حسب حكم صادر عن المحكمة. لكن مرداني كبير مسؤولي سجن جوهردشت بمدينة كرج وبدلا من تلبية مطالبه العادلة قال لهذا السجين الشاب: لن يتم اطلاق سراحك حتى وان توفيت في السجن.
تهمة المحاربة
وكذلك محمد عبداللهي فهو من السجناء السياسيين المحبوسين في السجن المركزي في اروميه بدأ إضرابه منذ 28 يومًا للاحتجاج على الحكم الجائر بالإعدام ضده، وهو يعيش وضعاً صحياً خطيراً. وقد نقله مسؤولو السجن إلى زنزانة انفرادية قبل 20 يوماً، رغم حالته الحرجة. وبعد اعتقاله في يوم 18 مارس2011 تعرض للتعذيب الشديد ومضايقات صعبة وصدر حكم عليه بالإعدام بتهمة «المحاربة».
واضرب السجين السياسي ايوب اسدي، وهو من أهالي كامياران عن الطعام منذ يوم 5 يونيو الحالي، للاحتجاج على حرمانه من تلقي العناية الطبية. وكان اعتقل في عام 2011 في احدى القرى التابعة لمدينة سنندج وحكم عليه بالحبس لمدة 20 عامًا، والنفي إلى سجن كاشمر. وهو يعاني حاليًا من الربو والانزلاق الغضروفي ومشاكل في المعي.
نظام طهران يُحول الاسلام لدين قتل
اعتبر مسؤولان في المعارضة السورية والايرانية تدخلات النظام الايراني في المنطقة بمثابة تأجيج للصراع الطائفي وتحويل الدين الاسلامي السمح الى دين للقتل.
جاء ذلك خلال ندوة عبر الانترنت، نظمها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وتابعتها “إيلاف” اليوم، بمشاركة المهندس محمد ياسين نجار، عضو المجلس الوطني السوري، وزير الاتصالات والنقل والصناعة في الحكومة السورية الموقتة وسنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس.
وتناولت الندوة محاور عدة ابرزها اهداف زيارة جواد ظريف وزير الخارجية الايراني قبل ايام الى فرنسا وهولندا، وعن مهمة قاسم سليماني الجديدة في جنوب حلب وعمّا حدث في مدينة الفلوجة، حيث تم التأكيد على وجود تكامل بين هاتين الزيارتين من قبل جناحي النظام الايراني “المعتدل”، الباحث عن الانفراج في أوروبا، والآخر “المتشدد” الباحث عن مزيد من المجازر ضد الشعبين العراقي والسوري.
تصدير الارهاب
وقال زاهدي إن النظام الحاكم في إيران قد بني ومنذ اليوم الأول على القمع في الداخل وعلى تصدير الارهاب والحروب الى الخارج. واشار الى ان عهد الرئيس الايراني الحالي حسن روحاني يشهد مزيدًا من الإعدامات في إيران بالمقارنة عمّا كان سابقاً حتى في عهد أحمدي نجاد، وأصبح عدد الإعدامات المعلنة في العام 2015 اكثر من ألف حالة وهذا العدد رقم قياسي للإعدامات في ايران منذ 25 عامًا.
واضاف أن حجم تدخلات نظام ولاية الفقيه في الدول الأخرى والحروب الطائفية التي يؤججها في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان وغيرها من الدول خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كانت أكثر بكثير عن سابقاتها، حيث أن النظام استغل المفاوضات النووية مع الغرب لإضفاء الشرعية على وجوده وعلى ممارساته القمعية وتدخلاته الواسعة في شؤون العراق وسوريا وغيرهما من الدول.
واضاف ان المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي قد امر قائد فيلق القدس قاسم سليماني الحضور الى جنوب حلب، وذلك محاولة منه لمنع انهيار معنويات قواته، بعدما لحقت بهم خسائر متتالية بيد عناصر الجيش السوري الحر.
وقال زاهدي إن هذا النظام يبذل كل جهده ليوحي للجميع بأنه ليس هناك حل لإيران إلا من خلال هذا النظام، فعلى الجميع أن يقبل بهذا الوقع ويتأقلم معه، لكن الحقيقة هي أن الشعب الإيراني له حساب منفصل تمامًا عن النظام، وقد أثبت هذا الشعب أن هناك حلاً، والمؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في باريس في التاسع من الشهر المقبل خير دليل على هذه الحقيقة.
عهد تأجيج الحالة الطائفية
ومن جهته، أكد المهندس محمد ياسين نجار أن المنطقة تعيش حاليًا بسبب ممارسات النظام الايراني عهد تأجيج الحالة الطائفية من خلال الاستفادة من تواجد الطائفة الشيعية في هذه المنطقة بعملية تشبه بركانًا، حيث ان ما يحدث في هذه المنطقة سواء في العراق أم في سوريا هي حرب عالمية تقوم بها دولة اقليمية على الأرض السورية، وعلى الارض العراقية، بممارسات تعود إلى العصور الوسطى بل قبلها من خلال عمليات قتل ممنهج وممارسات واضحة طائفية تثير الكثير من الأحقاد والضغائن بين شعوب المنطقة، التي يمكن أن تبني حضارتها السابقة، وتكون مركزًا إشعاعيًا في العالم.
واكد المعارض السوري ان النظام الايراني يعمل على تحويل الدين الإسلامي السمح إلى دين للقتل.. مشددًا على ان الشعب الإيراني سينتفض، كما انتفض سابقاً، ولن يقبل إلا بدولة ديمقراطية مدنية تكون مصدر إشعاع وحضارة للعالم.
نقلا عن: ایلاف