في برنامج اتجاهات قناة روتانا خليجية مساء 1 فبراير 2015، لمقدمة البرنامج الأستاذة نادين البدير عن التنظيم النسائي السري للإخوان المسلمين في دول الخليج، مع ضيوف البرنامج الدكتورة أمل بالهول الفلاسي مستشارة الشؤون الاجتماعية بمؤسسة وطني في دولة الإمارات، والكاتب جاسر الجاسر، والكاتبة عبير العلي من السعودية، بدأت الدكتورة أمل بالحديث عن هذا التنظيم السري وكيفية انضمامها للإخوان وما هي طريقتهم واختياراتهم لمن يريدون ضمه للتنظيم الذي يشبه تنظيم الماسونية وأسلوبه “خمسة في خمسة”، بحيث كل واحد من هؤلاء لا يعلم أي شيء عن الآخر، للمحافظة على استمرارية العمل السري، حتى لا يعرف العضو أنه عضو في التنظيم. ومن أساليبهم مع المرأة هي الزواج من الذي يريدون ضمه للتنظيم، وشبهت الدكتورة أمل هذه الطريقة بكسر الإرادة لدى العضوة بالزواج منها والسيطرة عليها، والعمل على تفكيك النظام القبلي عند الأعضاء من أجل الولاء للتنظيم وليس لحاكم البلد. كما تبدأ عملهم في نشر التنظيم في المناطق النائية، حتى يسيطرون على أغلب أجهزة الدولة خاصة في وزارتي العدل والتعليم، ولا يكتفون بذلك بل لهم تأثير حتى على البعثات الخارجية ويتعاونون مع المنظمات الخارجية من أجل تحقيق أهدافهم.
وقالت الكاتبة عبير العلي بلا شك حيث ما وجد أخوان مسلمين توجد أخوات مسلمات، والتنظيم متغلغل في التعليم العام ووسائل الإعلام، ويقتصر عمل المرأة في التنظيم على العمل الحركي والرجل عمله قيادي.
ويعلق الكاتب جاسر الجاسر على وجود تنظيم إخواني نسائي سري في السعودية، قائلاً أنه لاهوية ظاهرة لهن في بلادنا بحكم التستر والتلون وعدم وجود أحزاب، لكننا نشم الرائحة من خلال سلوكياتهن وعباراتهن ببعض تفاصيلهن ومعطياتهن وأنشطتهن. فيما تقول الكاتبة عبير العلي أن التنظيم يدخل في مفاصل الحياة الاجتماعية للمجتمع وفي المجال الدعوي في الأنشطة النسائية، وتعتمد على التوعية الإسلامية والدعوية، وأنها حضرت منشط عن التوعية الأسرية ووجدت عميدة كلية معروفة تستغل هذا المنشط للحديث عن معارضة سن قوانين للتحرش والحماية من الإيذاء للمرأة في مجتمعنا وأن هذا مخلف للشرع.
فيما تصف موسوعة ويكيبيديا الإخوان المسلمون بأنها أكبر معارضة سياسية في أغلب الدول العربية، وعرابها هو المصري حسن البنا وهدفها الظاهر هو الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي من المنظور الإسلامي الشامل.
ويشرح خليل العناني في كتابه “المسلمون في مصر، شيخوخة تصارع الزمن” إلى أن هناك فجوة بين الإخوان في تعاطيهم مع الديمقراطية، فهم يرون أنها مجرد ممارسة وليست قيم تتبع، حيث أنهم لا يمتنعون من الدخول في الانتخابات وفي ذات الوقت يمارسون المظاهرات ولا يؤمنون بقيم الديمقراطية ولا بالمساواة والحرية والعدل التي تنادي فيها الديمقراطية.
وهذا القول يتفق مع قول الكاتب الأستاذ جاسر الجاسر الذي يرى أن جماعة الإخوان الذكورية تهين المرأة الإخوانية من حيث التزاوج – كما أشارت إلى ذلك وجربت الدكتورة الفلاسي – وتكليفها بالأعما العادية مثل إيصال الرسائل إلى السجناء الإخوان وإعداد الأطعمة وترتيب الزيارات لأهالي سجنائهم، وجمع الأموال ونقل الوثائق والتبرعات.
وبداية نشاط الجماعة بدأ في مارس عام 1928، أما نشاطها في عمليات الاغتيالات السياسية لخصومها فكان أشهر ضحاياهم رئيس وزراء مصر في العهد الملكي أحمد ماهر باشا (1944 – 1945)، وكذلك رئيس وزراء مصر محمود فهمي النقراشي الذي ترأس الوزارة خلال الأعوام (1945 – 1948).
—————
وقد تم تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية في العديد من الدول العربية مثل مصر والإمارات والسعودية مؤخراً، في حين رفضت أميركا وبريطانيا تصنيفها منظمة إرهابية.
وبحسب معهد ديل كارنيجي للسلام فإن جماعة الإخوان المسلمين تواجه أربع إشكاليات في مواجهتها للمجتمع وهي الديمقراطية والمرأة والأقباط والعلاقة مع الغرب. (المصدر موقع مفاكرة – 4 فبراير 2015 – الكاتب محمد جارالله).
ويتناول كتاب “الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان” للكاتب الصحفي عبدالرحيم علي بالرصد والتحليل، وعلى مدار أكثر من خمسة وثمانين عاماً، هي عمر جماعة الإخوان المسلمين، كيف انزلق الإخوان في مستنقع الانتهازية السياسية، منذ البدايات على يد المؤسس حسن البنا، مروراً بكافة الحكومات التي تعاقبت على مصر، وحتى 25 يناير 2011، وعلى امتداد هذه السنين والحكومات كانت الازدواجية في التعامل السمة المميزة لسياسة الإخوان، عداء في الظاهر وتوافق في الخفاء.
تاريخ الإخوان كتبت حروفه بدم المصريين الذي كشفوا مخططاتهم الإرهابية المدمرة للدولة، بداً من أحمد خزندار الذي اغتيل سنة 1948، مروراً بالنقراشي باشا وأحمد ماهر وأنور السادات، وغيرهم كثير، وصولاً إلى دماء شباب مصر التي أسيلت أمام قصر الاتحادية. هؤلاء الذين رجحوا كفة مرسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فإذا به ينحاز إلى أهله وعشيرته، ويستخدم في مواجهة الثوار.
—————
وافصح مأمون الهضيبي عن وجهه الإرهابي قائلا “أننا تقربنا إلى الله بأعمال التنظيم الخاص للاخوان المسلمين”، أي أن القتل والإغتيالات والتفجيرات هي عنف مقدس من أجل نصرة الجماعة ومن ثم نصرة الإسلام.
كانت هذه نقطة البداية في خطة اغتيال الكاتب والمفكر فرج فودة، فبعدها بأسابيع ظهر الشيخ محمد الغزالي في برنامج “ندوة للرأي” على التليفزيون المصري وقال بوضوح “أن من يدعو للعلمانية مرتد يستوجب أن يطبق عليه حد الردة”، وكان فرج فودة قد الف كتابا للدعوة للعلمانية تحت عنوان “حوار حول العلمانية”، كما كان داعية جهير الصوت شجاعا في مواجهة الدولة الدينية.
توالت بعد ذلك ردود الافعال المرتبة، فنشرت جريدة النور في يوم 1 يونيو 1992، أي قبل اغتياله باسبوع واحد، بيانا لجبهة علماء الأزهر (ندوة علماء الأزهر وقتها) برئاسة عبدالغفار عزيز ونائبه محمود مزروعة يكفر فرج فودة تكفيرا صريحا بدعوة أنه مرتد ومن ثم يستوجب القتل، وافتى عمر عبدالرحمن بدوره بكفره، وتوالت بعد ذلك فتاوي تكفير فرج فودة فقال وجدي غنيم “قتله هو الحل”، وانتشرت دعاوي تكفيره وقتله في عشرات المنابر الإسلامية المختلفة.
قبل اغتيال فرج فودة بعشرة أيام وبالتحديد في 27 مايو 1992 قال الشيخ محمد الغزالي في ندوة بنادي هيئة التدريس بجامعة القاهرة عن د.فرج فودة وعن د. فؤاد زكريا “أنهم يرددون كلام أعداء الإسلام في الخارج.. ربنا يهديهم… وإن ماهداهمش.. ربنا ياخدهم”، وكانت هذه، مع بيان ندوة علماء الأزهر، بمثابة رسالة التكليف بالقتل. وقد جاء بالفعل تكليف القتل سريعا من صفوت عبدالغني من داخل محبسه، والذي كان مسجونا بتهمة أغتيال دكتور رفعت المحجوب، ونقل محاميه للقتلة التكليف وبدأ في تنفيذه.
في يوم الاثنين 8 يونيو 1992 تحرك عبدالشافي رمضان واشرف السعيد بتكليف من محامي صفوت عبدالغني واستقلا دراجة بخارية بعد أن جهز لهم الأسلحة والذخائر إرهابي آخر وهو ابو العلا عبد ربه. وفي السادسة من مساء ذلك اليوم سالت الدماء الطاهرة للشهيد فرج فودة أمام الجمعية المصرية للتنوير التي أسسها في مصر الجديدة، وكانت هذه بمثابة رسالة واضحة للعالم كله أنه دفع حياته ثمنا لرسالته التنويرية في بلد يعج بالظلامية والتكفير والإرهاب. في نفس اليوم خرج مأمون الهضيبي متحدثا لإذاعة الكويت ومهللا وشامتا في مقتله، ونشرت الجماعة الإسلامية بيانا تقر فيه بمسئوليتها عن مقتله وأنها قتلته تطبيقا لفتوى العلماء.
هرب عبدالغفار عزيز إلى الكويت بعد استشهاد فرج فودة فاستدعت المحكمة نائبه محمود المزروعي للشهادة فقال أمام المحكمة أن “فرج فودة مرتد باجماع المسلمين ولا يحتاج الأمر إلى هيئة تحكم بارتداده، وهو مستوجب القتل”. وتطوع محمد الغزالي من تلقاء نفسه وذهب للشهادة لكي يحاكم القتيل ويساند القتلة وقال في شهادته “أنهم قتلوا شخصا مباح الدم ومرتد وهو مستحق القتل، وقد اسقطوا الإثم الشرعي عن كاهل الأمة، وأن تجاوزهم الوحيد هو الافتئات على الحاكم، ولا توجد عقوبة في الإسلام للافتئات على الحاكم. إن بقاء المرتد في المجتمع يكون بمثابة جرثومة تنفث سمومها بحض الناس على ترك الإسلام، فيجب على الحاكم أن يقتله، وإن لم يفعل يكون ذلك من واجب آحاد الناس”. ولم يكتفِ محمد الغزالي بذلك بل نشر بيانا مساندا لمحمود المزروعي وقع عليه وقتها من الشيوخ المعروفين محمد الغزالي ومحمد متولي الشعراوي ومحمد عمارة، وذلك قبل أن يهرب المزروعي هو الآخر للسعودية بعد عملية القتل بشهرين.
حكمت المحكمة باعدام المتهمين الاول والثاني والحكم بالسجن المؤبد على المتهم الثالث ابو العلا عبد ربه، وجاء محمد مرسي وافرج عنه مع العديد من الإرهابيين والسفاحين والقتلة الذين افرج عنهم مرسي بعفو رئاسي خاص. (المصدر: ميدل ايست – الشبكة الجهنمية التي قتلت المفكر فرج فودة)
—————
في الختام أدعو أولياء الأمور الكرام إلى مراقبة أولادهم الذين يشاركون في الجمعيات الدينية من أجل تحفيظ القرآن والأنشطة الدينية الأخرى، وتحذيرهم من خطورة الاتصال وبناء علاقات مع تنظيم الإخوان المسلمين أو التنظيمات الدينية التكفيرية الأخرى.
—————
أدعو القراء الأعزاء إلى فتح الروابط التالية وقراءة المقالات ومشاهدة مقاطع فيديو ذات صلة بالموضوع:
رابط فيديو تنظيم نسائي سري لجماعة الإخوان بدول الخليج
رابط فيديو د. كمال الهلباوي المتحدث بإسم إخوان أوروبا يتحدث أمام خامنئي
فيديو العربية – صناعة الموت: اغتيال الكتاب والمفكر فرج فودة
العرب – الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان
http://www.alarab.co.uk/?p=31919