الاختطاف -كما في الوكيبيديا- هو أسلوب يقوم به مجموعة من الناس لها حد أدنى من القدرة الجسدية لتكبيل شخص ما ونقله إلى مكان مجهول، يمكن أن تقوم بالمساومة عليه من أجل إطلاق سراحه مقابل الحصول على مبالغ مالية كبيرة أو من غير مساومة أو بتهديد أو بغير تهديد. وتلجأ المجموعة الخاطفة إلى هذا الأسلوب لتحقيق أهداف تختلف من حالة إلى أخرى حسب دافع الاختطاف.
وقد يكون الاختطاف بقصد الفدية عندما يكون موجهاً للطفل أو ابن أحد الأثرياء وتقوم بالعملية إحدى العصابات المتخصصة في هذا الأمر.
المثير أن الأخبار عن «عمليات الاختطاف» في البحرين تكاد ألا تتوقف، ليس الاختطاف بالمعنى الذي تم تبيانه؛ لكن بمعنى آخر غريب على البحرين وغريب على مفهوم الاختطاف نفسه، ففي كل يوم نسمع عن جريمة اختطاف أو أكثر، والفضائيات السوسة ووسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ يومياً بأخبار عن عمليات اختطاف أطفال أو فتيات أو سياسيين أو مسؤولين. فهل ما تقوم به وزارة الداخلية في البحرين من عمليات إلقاء القبض على مطلوبين للعدالة أو عمليات اعتقال لسياسيين وحجزهم بغية اتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم يدخل في باب الاختطاف كما يحلو للبعض أن يكتب في الداخل والخارج عندما يتم إلقاء القبض على مطلوب في بيته أو في المطار أو في أي مكان آخر.. أو يتم استدعاؤه للنيابة العامة؟
الداخلية جزء من السلطة، والسلطة لا تختطف الأشخاص وإنما تلقي القبض عليهـــم إن كانـــوا مطلوبيـــن للعدالــة أو متورطين في جريمة لمحاسبتهم ولفرض القانون وتحقيقاً للعدالة، وسياسياً يمكن استخدام لفظة اعتقال حيث الاعتقال هو في كل الأحوال عبارة عن تعليق لامتياز الحرية الذي يتمتع به الفرد لبعض قليل أو كثير من الوقت. لا حاجة للسلطة إلى اللجوء إلى أسلوب الاختطاف لأنه أسلوب العصابات والسلطة ليست عصابة، وهي لا تهدف إلى المساومة على من يتم حجزهم لسبب أو لآخر وإنما لتقديمهم للعدالة بغية إحقاق الحق، فإن لم يثبت بحق من تم القبض عليه أو اعتقاله وحجزه ما يدينه يتم إطلاق سراحه على الفور.
من حق السلطة أن تحتجز من تقدر أنه متورط في قضايا أمنية بشكل خاص أو ثبت عليه ذلك. تأخذه من بيته أو من المطار أو الجسر وهو مغادر أو قادم أو من أي مكان أو ترسل في طلبه ليخضع للتحقيق، بل من حقها أن تأتي به من الخارج عبر الإنتربول إن كان «مختبئاً» هناك ومتورطاً في قضية تستدعي محاسبته. هذا هو عمل السلطة في البحرين، وهو عمل كل سلطة في العالم وحقها. أنها تقوم بدورها لإحقاق الحق وتحقيق الأمن وفرض القانون، وبالتالي لا يصدق على فعلها اسم اختطاف، فالاختطاف موضوع آخر.
ما يمكن أن يطلق عليه اسم اختطاف هو ما يقوم به ذلك البعض منذ نحو ثلاث سنوات في شوارعنا، فإشعال النيران في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس ما هو إلا اختطاف للشوارع وللحياة، ودفع الأطفال للقيام بتلك العمليات وتحريضهم على إلقاء زجاجات المولوتوف والأسياخ الحديدية والحجارة على رجال الأمن يعني أنهم مختطفون من قبل من يقوم بتحريضهم ودفعهم إلى حيث يخسرون مستقبلهم. وكذلك أسر عقول البسطاء وعمل غسيل المخ اللازم لهم لبرمجتهم ليتحولوا إلى أداة يتم استخدامها لتحقيق أغراض معينة فـــي فتــرة معينة قبل أن تلقى إلى حيـــث المهملات.
هذه العمليات المعطلة للحياة والمخربة للوطن وإنجازاته هي ما يمكن أن يطلق عليه اسم اختطاف، وليس عمليات القبض على المطلوبين من المتورطين في قضايا أمنية والتي هي من حق الدولة قانوناً وشرعاً.