هددت إيران بإغلاق مضيق “هرمز” أمام السفن الأميركية، وذلك على لسان نائب قائد الحرس الثوري حسين سلامي، والذي قال إن “إيران لن تسمح بعبور السفن التي تهدد أمنها من هذا المضيق”، في معرض تعليقه على مشروع قرار جديد للكونغرس الأميركي يستهدف فرض عقوبات جديدة على برنامج إيران الصاروخي، عقب استمرار طهران بإجراء اختبارات على صواريخ بالستية تحمل رؤوساً نووية، ما يعد انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن إيران.
وهدد سلامي في مقابلة مع القناة الأولى للتلفزيون الإيراني بالرد على أميركا في حال مصادقة الكونغرس على مشروع القرار، الذي ينص أيضاً على وضع قيود على المناورات الإيرانية في الخليج، والتي قال عنها سلامي إن “الحرس الثوري على غرار الجيش الإيراني لديه روزنامة للمناورات السنوية، يجريها بما يتلاءم مع المناسبات العسكرية والسياسية”، على حد تعبيره.
وأضاف نائب قائد الحرس الثوري: “ربما نجري المناورات أيضاً دون إعلان مسبق لإظهار قدرة إيران”، على حد قوله.
وبشأن التصريحات الأميركية حول تهديد إيران لأمن المنطقة، قال سلامي: “نحن في غاية الخطورة بالنسبة للأميركان إذا أرادوا التهديد، وهم يعرفون ذلك، نحن طورنا قدرتنا البحرية لهزيمة قوة كبرى مثل أميركا، لأنه لا توجد قوة كبيرة وعدو آخر غير أميركا، وبالنسبة للبقية ليست لديهم هذه القدرة”، على حد تعبيره.
وأضاف سلامي: “على الأميركيين أن يأخذوا الدروس والعبر من الحقائق التاريخية، نحن نذكرهم بأحداث بريجتاون وصاموئيل بي رابرتز و…، وأن يأخذوا العبرة من اعتقال مشاة بحريتهم، ولإثبات هذه الحقيقة أنشأنا قوات بحرية مقتدرة تابعة للحرس الثوري والجيش تكون قادرة على الدفاع عن المصالح الحيوية واستقلال البلاد”.
وختم نائب قائد الحرس الثوري بالقول: “استناداً إلى معاهدة 1982 حول البحار، فإننا مضطرون للتصدي بحزم لأي حركة عبور مضرة من مضيق هرمز، ونحذر أميركا وشركاءها وحلفاءها الإقليميين بأنه إذا أرادوا استخدام لغة التهديد ضدنا، فإننا سنستفيد من قانون العبور غير المضر ولن نسمح بالعبور لأي سفينة وقطعة بحرية تحاول تهديدنا”.
وتأتي تصريحات هذا المسؤول العسكري بعد يومين من تصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والتي هاجم خلالها حضور القوات الأميركية في الخليج وإجرائها مناورات مشتركة مع دول عربية، وقال إنه “على الأميركيين الذهاب إلى خليج خنازير لإجراء مناوراتهم”، وخليج الخنازير هو أحد الخلجان على الساحل الجنوبي لكوبا.
وليست هذه المرة الأولى التي تهدد فيها إيران بإغلاق مضيق “هرمز”، حيث سبق للقائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد جعفري، أن أطلق تهديدات بإغلاق هذا الممر المائي الحيوي وكذلك سائر مسؤولي النظام الإيراني العسكريين والمدنيين الذين يهددون بإشعال حرب في الخليج منذ ثلاثة عقود كلما اشتدت الأزمات في المنطقة، أو تعرضت طهران لضغوط دولية أو إقليمية.
وتأتي هذه التهديدات الجديدة في ظل تطورات الاتفاق النووي المبرم بين طهران ودول 5+1 المهدد بالفشل في ظل تذمر المرشد الإيراني من عدم رفع العقوبات عن بلاده، وكذلك فرض عقوبات جديدة على نظامه، بسبب استمراره في دعم الإرهاب وتهديد الأمن والسلم في المنطقة من خلال إجراء اختبارات صاروخية ودعم المنظمات والخلايا الإرهابية والتدخل العسكري في سوريا وغيرها من دول المنطقة.
نقلا عن العربیه