وجه السجناء السياسيون في سجن “غوهردشت” بمدينة كرج، غرب طهران، رسالة لرئيس وزراء إيطاليا، ماتيو رينتزي، قبيل زيارته إلى إيران هذا الأسبوع، يشكون فيها مظالمهم والانتهاكات التي يتعرضون لها، مطالبين بـ”إلغاء هذه الزيارة وعدم مسايرة هذا النظام الذي ينتهك حقوق الإنسان”.
وجاء في هذه الرسالة التي نشرتها منظمات حقوق الإنسان الإيرانية، السبت، وتلقت “العربية.نت” نسخة منها، إدانة السجناء السياسيين تجاهل الغرب لجرائم النظام الإيراني ضد شعوبه وشعوب المنطقة، معلنين معارضتم لزيارة رئيس الوزراء الإيطالي لطهران عبر رسالة مفتوحة للخارجية الإيطالية.
ومن المقرر أن يزور رينتزي طهران، الثلاثاء المقبل، بدعوة رسمية من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، تستغرق يومين، وذلك على رأس وفد سيضم 120 شخصية من أرباب الصناعات ومديري المصارف وشركات التأمين وغيرهم، وفق وكالات إيرانية.
كما خاطب السجناء رئيس وزراء إيطاليا بالقول: “مع اقتراب موعد زيارتكم لوطننا المحتل (من قبل الملالي)، نحن السجناء السياسيين المعتقلين في سجون نظام الملالي المخيفة، نلفت نظركم للكم الهائل من الجرائم التي يرتكبها هذا النظام في بلدنا الغالي والمنطقة والعالم بأسره، ونستبعد ألا يكون لكم علم بهذه الجرائم”.
وأشاروا إلى أن “هذا النظام، ومنذ ظهوره، قد فرض سطوته على هذا البلد، ومارس الضغوط الاقتصادية على الشعب ونهب ممتلكاتهم وباع النفط وباقي ثروات البلد بثمن بخس، وقام بالرد على أي نوع من الاحتجاجات بالجلد والتعذيب والإعدام بأبشع أشكاله، حتى لو كانت هذه الاحتجاجات من أقرب الناس للنظام، كما قام متطرفوه برش الأسيد على وجوه الفتيات تحت ذريعة عدم التزامهن بالحجاب الكامل”.
كما لفت السجناء السياسيون إلى القرارات الدولية الصادرة ضد إيران بسبب انتهاكاتها الواسعة لحقوق الإنسان، مؤكدين في الرسالة: “يكفي أن تلقوا نظرة سريعة على قرارات مجلس حقوق الإنسان واللجنة الثالثة للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، فقد أصبح قمع الصحافيين والمثقفين وأفراد الأقليات العرقية والمذهبية من الممارسات اليومية لهذا النظام”.
وحول برنامج طهران النووي قالوا: “لقد أنفق النظام مليارات من أموال الشعب على حروبه اللاوطنية أولاً، ومن ثم على برنامجه للحصول على القنبلة الذرية والصواريخ الباليستية بهدف فرض سيطرته على المنطقة، كما أنه من خلال دعمه للمنظمات الإرهابية التي صنعها بنفسه يتدخل في شؤون المنطقة والعالم بغية الهيمنة والتوسع”.
كذلك استنكر هؤلاء السجناء السياسيون تجاهل الغرب لجرائم النظام الإيراني، قائلين: “نحن لا نأمل بأن يقوم النظام بسلوك مغاير، لكن ما يؤلمنا وما لا يمكن مسامحته هو مسايرة الدول الغربية ومنها إيطاليا لهذا النظام”.
وختموا رسالتهم: “نقول لكم بأن مصافحة نظام الملالي وتوقيع عقود اقتصادية معه سيكون عاراً عليكم ولن يزول. نحن لا نطلب منكم أن تتطرقوا لموضوع حقوق السجناء والشعب الإيراني لغرض المجاملة والتظاهر، لأننا نعلم وأنتم تعلمون كذلك، بأن عهد الألاعيب القذرة المكشوفة قد ولّى، إلا أننا ندين بشدة قراركم بزيارة طهران، ونطلب منكم إلغاء هذه الزيارة، لأنها ستكون نقطة سوداء في تاريخ العلاقات الإيرانية – الإيطالية”.
نقلاعن العربیه