تتنوع مواضيع الصحف العراقية هذه الأيام وخاصة التطرق إلى علاج الفساد، والمشروع الإسلامي في العراق، وفشل الدبلوماسية، واختيار إيران للعب مع دول الخليج لإخافتها، والعراق الأول في الألغام.
علاج الفساد في العراق
نشرت صحيفة «العالم الجديد» المستقلة مقالا لمضر الحلو جاء فيه: «في تصوري أن مشكلة علاج ظاهرة الفساد لم تكن في ندرة الدراسات التي تهتم بوضع الحلول لهذه الظاهرة المدمرة للبلد؛ وانما المشكلة تكمن في أن الطبقة السياسية الجاثمة على صدور العراقيين لم يكن من مصلحتها أي محاولة حقيقية لإيقاف عجلة الفساد في البلاد، حيث أن انهاء الفساد يعني المجازفة بإنهاء سلطتهم ونفوذهم وهو ما لن يقدموا عليه، ولا أدل على ذلك من عودتهم الآن وبلا حياء إلى المحاصصة الحزبية، فضلا عن الطائفية في التشكيلة الوزارية المرتقبة.
كيف يمكن علاج الفساد والحال أن الطبقة السياسية الحاكمة لا تعتقد أنها هي المحرك الرئيسي لماكنة الفساد في العراق؟ ألم يصرح أحدهم قبل أيام أن مشروع الإصلاح ماهو إلا مؤامرة ضد الإسلاميين لإبعادهم عن الحكم؟
كيف يمكن علاج الفساد والحاكمون هانئون وفي مأمن من مطالبة الناس بحقوقهم، بل أصبحوا ل ايهابون غضبة الشعب ولا يحسبون له حساب؟
عن أي علاج نبحث والحال ان أهم وأخطر مؤسسات الدولة الاقتصادية والخدمية والأمنية والتي يتوقف عليها قوت المواطن وأمنه وحياته يديرها أشخاص غير كفوئين من فاشلين او أميين وفاسدين؟
ختاما لا أرى شخصيا أي أفق لحل معضلة الفساد في العراق مع بقاء أبناء الشعب العراقي في غياب تام عن أداء دورهم وتحمل مسؤولياتهم ليرفعوا أيديهم بوجه الفساد والفاسدين، ومن جانب آخر بقاء المستفيدين من الفساد على سدة الحكم وهم يتندرون على المواطن المسكين بنكتة سمجة اسمها المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد».
المشروع الإسلامي في العراق
وتطرق موضوع فلاح المشعل في مقال نشرته وكالة روداوو الكردية إلى (المشروع الإسلامي في العراق) وجاء فيه: «وصف زعيم حزب الدعوة نوري المالكي، مظاهرات واعتصامات الملايين من الشعب العراقي ومطالبتهم بحكومة تكنوقراط ومحاكمة الفاسدين، بأنها مؤامرة ضد المشروع الإسلامي في العراق.
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الخضم: ما هو المشروع الإسلامي الذي يتحدث عنه السيد المالكي..؟ ما هي ملامحه وخطابه الفكري أو النظري..؟ ماذا أنجز عمليا للعراق في ثلاث عشرة سنة..؟
الإجابة على هذه الأسئلة يحمل بعض مأساتها كل مواطن عراقي من الملايين التي عاشت وتعيش الصدمة، وهي تعيش ما بين الخسارة واليأس والموت ومحاولة الخلاص من هذه الأوبئة التي أصابت العراق، بدءا من المشروع الطائفي الذي مزق النسيج العراقي وهتك الأعراض والأرواح وسفح الدماء في الحرب الطائفية، إلى لغة الفساد ومنظومات التزوير وعصابات السرقة تحت مسميات الإسلام السياسي، إلى ضياع ونهب نحو 800 مليار دولار من ثروات الشعب أي مشروع مشروع إسلامي يا هذا..؟
في تسليم ثلث البلاد إلى عصابات «داعش» والتمسك المطلق بسلطة دكتاتورية غبية فاشلة فاسدة في كل شيء، أم في الاحتراب مع الكرد والسّنة وخلق روح العداء والتشكيك والانتقام..؟
المشروع الإسلامي يعني الاجتثاث ونشر التخلف أم في إفلاس البلاد والفشل التام بالخدمات، أو في تشريد ونزوح الملايين وتراكم أعداد الأرامل والأيتام و..و كلام تضيق به كل متسعات الوجع الإنساني؟
لا بد ان تدرك يا سيد نوري المالكي أن حركة المجتمع بالرفض والاحتجاج ضد حكومتكم وفشلكم وفسادكم، ليس مؤامرة كما تدعي، بل هي عمل ديناميكي يرتبط بقوانين الحياة والنمو وصناعة الأمل والمستقبل».
الدبلوماسية العراقية
وتطرق الكاتب كفاح محمود في مقاله في صحيفة «التآخي» المقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى أنه « قبل سقوط هيكل نظام صدام حسين، كان معظم ممثلو العراق في دول العالم من السفراء، إما عملاء للمخابرات العراقية أو من كوادرها.
وبعد أن نجح الأمريكان وحلفاؤهم في إزالة الهيكل الإداري لذلك النظام واستبداله بما نراه اليوم قبل أكثر من عشر سنوات، فان أغلب من يمثل العراق في سفاراته وقنصلياته ليسوا وكلاء للمخابرات الوطنية بل وكلاء لمعالي الوزير أو عشيرته أو رئيس كتلة أو حزب أو متنفذ. وهم في جلهم من أشباه الأميين في العلاقات الدبلوماسية، وفي مواصفاتهم المعلوماتية لا يتعدون سواق التاكسيات.
ولا اظلم أحدا منهم وأدعو قرائي ممن يراجعون سفاراتنا، أو ممن يعرفونهم عن قرب وأقصد شخصيات أولئك المكلفين بتمثيل وزارة الخارجية تحت مسمى سفير فما دون حتى الطباخ، وسيدركون أننا لم نظلمهم.
وقد عرفت الكثير منهم قبل إسقاط هيكل نظام صدام والبعث، فلم يكن أفضلهم أحسن من أي عضو من أعضاء مجلس النواب (الفلتة) الذي يتداول حكم البلاد منذ انتخابات 2005 وحتى يومنا هذا.
وبفضل عمل ونشاط وفعاليات أعضائه، أصبح العراق من أفشل وأفقر دول العالم، بل وقد خسر سمعته ومصداقيته، ولم يعد الجواز العراقي بفضل نضالات سفرائنا وقنصلياتنا في الخارج أثمن من قيمة الدينار العراقي في أسواق الصرف مقارنة مع أي عملة مثيرة للسخرية في العالم.
ليس هذا فقط فقد أنجزت ممثلياتنا وطورت علاقات غير مشبوهة مع كثير من شرائح المجتمعات الليلية في العواصم الساخنة والحمراء وهيئاتها لاستقبال من عينهم أو رشحهم لإشغال تمثيل شعوب العراق ودولتهم (العجب) في العالم.
وبحمد الله والشكر للقادة العظام في الطبقة السياسية العراقية التي زرع كل واحد منهم أخا أو ابنا أو زوجة أو خالة أو عمة أو عما أو خالا وما نزل أو صعد منهم، في كل سفارات وقنصليات العراق في الخارج، تيمنا بأن الأقرباء أولى بالمعروف».
أرض إيران ترعب الخليج
ونشرت صحيفة «العدالة» المقربة من المجلس الأعلى الإسلامي، مقالا جاء فيه: «يدرك المتابعون لكرة القدم ان الملعب، باعتباره أرض المستضيف، يشكّل عاملاً بيّناً في حسم نتائج المباريات على حساب المستضاف. ولأن جيران السوء من الأعراب يعلمون ان ملعب الشعب ببغداد مقبرة راسخة لمنتخباتهم صاروا يغالون بالموقف الأمني لبغداد، فيما يرى هؤلاء ان العراقيين لا يجب ان ينالوا فرصة الأرض والجمهور الأكيدتين في الفوز على منتخبات خليج «العهر وجوار السوء».
وعبر هذه البديهيات الواقعة منذ سنين كان لزاماً على اتحادنا الكروي ان يعي خطورة التآمر على كرة الوطن، وان يتخذ من ملاعب إيران ارضاً ثابتة، غير خاضعة للحوار الداخلي، ولا التجامل الخارجي.
فالجميع يدرك حساسية أعراب الخليج من أرض طهران. ولن نضيف جديداً حين نقول انها (تزعج) منتخباً متواضعاً بقياس الأردن المقصيّة مثلاً، لكنها حتماً (سترعب) منتخبي السعودية والإمارات. فعلامَ لا نستغل هذا العامل المدافع بقوة عن فرصنا المقبلة في التأهل لمونديال روسيا 2018؟
لقد أصاب الاتحاد العراقي في اختياره إيران ارضاً مفترضة لمنتخبنا في مرحلة سبقت. والأجدى اليوم ان يبدأ اتحادنا حراكاً مبكراً من أجل تأمين ملعب كبير في العاصمة طهران كي يشكّل الأمر عامل قوة لنا، وضغط على خصومنا الذين انفقوا الأموال العظيمة، وأمضوا السنين طوالاً كي نبقى ننافس خارج أرضنا، وهو حق تناله كل منتخبات الدنيا عدا العراق بسبب تآمر اتحادات خليج «العهر».
تذكروا ان الحظر المفروض على ملاعبنا كان (قطرياً) بامتياز. والشكوى التي تقدمت بها جزيرة قطر قبل مباراتها أمام العراق في منافسات تصفيات مونديال 1986، وليبقى الأمر على ما هو عليه، لثلاثين مضين، بلجوء المتضرر إلى القضاء الفيفوي المنقوع بريالات ودنانير خليجية! وتأملوا ماذا لو كان الخصوم يملكون فرصة مماثلة تثير حفيظة منتخبنا؟ هل كانوا سيتركونها احتراما لعروبة يزعمونها او لجوار لا يجيدونه أبسط مستلزماته؟!
فهل سيصحّ بعد كل هذا وذاك ان نتخذ من ملاعب الأعداء والخصوم المفصحين أرضاً لنا دون الأصدقاء المعلنين، فنمضي لنلاعب السعودية والأمارات بأرض قطر مثلا دون إيران!!؟
انها والله ستغدو صفقة الشيطان المعلنة لبيع الوطن وكرته، ونحن على يقين ان القائمين على اتحادنا الكروي اسمى من ان يسلكوا، مرة أخرى، مثل هذا الوضع المريب الذي تكرر مرارا في ما مضى».
الاحتلال ومقبرة الشهداء
وتناول مقال في صحيفة «الزمان» المستقلة مقبرة الجندي المجهول، جاء فيه: «وضع رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، قبل ايام، بكل احترام وخشوع إكليلاً من الورود على الضريح الرمزي لشهداء الجزائر في حرب التحرير ودحر الاحتلال الفرنسي الذي جثم فوق صدور الجزائريين مائتي عام».
جاء المسؤول الفرنسي الكبير ليقف اجلالاً أمام الشهداء الذين هزموا بلده حين كان محتلاً للجزائر. إنها لحظة مواجهة الحقيقة التي لا خلاف حولها. فلا أولوية أمام بلد كبير له سيادته ورجاله الحريصون على تاريخهم إلا أولوية انحناء المحتلين السابقين أمام انهار الدماء لشعب كافح بشموخ وبسالة حتى نال الحرية الصعبة. هل يعقل أن يفرط بها الآن سياسيون من جيل ما بعد الرعيل الأول من الثوار؟
ونذهب إلى اليابان حيث وضع اليابانيون في آول جدول أعمال جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، زيارة النصب التذكاري لضحايا قنبلة هيروشيما النووية التي ألقتها الطائرات الأمريكية على اليابان سنة 1945.
هل وضع مسؤول أمريكي وردة على نصب الجندي المجهول في بغداد يوماً، منذ خرجت قوات الاحتلال الأمريكي؟
هل يشغل السياسيون في المنطقة الخضراء وحواشيها همّ أن يظهروا كدولة ذات سيادة بالشكليات في الأقل ومن باب رفع العتب، أم أن همهم الوحيد هو الاستجداء لتعويض نهب الخزينة العراقية؟
هل يظنون أن الأمريكان يكنون لهم الاحترام وهم يرونهم غير آسفين على احتلال بلادهم؟ فكيف نريد من واشنطن يوماً أن تقف وقفة استذكار، مجرد استذكار، لفجيعة واحدة من فجائعه المضافة بعد التاسع من نيسان عام 2003؟»
العراق الأول عالميا في عدد الألغام
وبمناسبة اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام، نشرت جريدة «الاتحاد»، التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، مقالا لزاهر الزبيدي جاء فيه: «في العراق، الذي مر بمراحل نزاع وحروب فائقة القسوة، أصبحت أجزاء واسعة من أراضيه أو اغلبها سوحا لتلك المعارك التي استخدمت فيها كل أنواع القنابل الحربية والألغام محدثة خطراً ذهب ضحيته الآلاف من الأبرياء.
المركز الإقليمي لشؤون الألغام في الجنوب، في مناسبة استلام مدينة البصرة لكاسحة ألغام كهدية من اليابان صنعت خصيصاً للمدينة، تحدث عن وجود قرية في قضاء شط العرب تدعى قرية البتران لأن الكثير من سكانها بترت أطرافهم كون القرية محاطة بحقول ألغام بعضها غير مسيجة بأسلاك شائكة.
وتشير إحصائية أعدتها مديرية حماية وتحسين البيئة في الجنوب إلى أن القرية يعيش فيها 123 معاقاً من جراء تعرضهم لحوادث انفجار ألغام ومخلفات حربية، بينما نفذت وزارة البيئة أواخر عام 2013 حملة تمكنت خلالها من توثيق أكثر من 5000 حالة عوق ناجمة عن انفجار ألغام.
وعلى العموم فعدد الألغام الأرضية في العراق قدر بـ 23 مليون لغم أرضي يتركز معظمها في المناطق الجنوبية.
ويحتل العراق المركز الأول من حيث عدد الألغام الموجودةِ في العالم. ولا تزال أكثر من 1430 مدينة وبلدة وقرية عراقية معرضة لخطر المواد المتفجرة.
العراق سيبقى بحاجة لعمل تلك المنظمات لكوننا لازلنا نخوض حرباً مستمرة، ستكون لها نواتجها المؤثرة سلبياً في إضافة ملايين أخرى من العبوات غير المنفلقة التي تسبب عائقاً مهماً».
مصطفى العبيدي
نقلا عن إيلاف