صبحي الطفيلي ليس «نكرة» في حزب الله، فهو الأمين العام الاسبق للحزب «اول أمين عام لذلك الحزب» وهو عمامة معروفة بين العمائم، لذا فان ما يقوله ليس كلامًا مرسلاً ويستحق من المعنيين والمؤيدين للحزب ان يتأملوه ويتفكروا فيما قاله ويقوله هذا الرجل الذي اعتبر «صقرا» من صقور الحزب، واذا كان هذا «الصقر» يهاجم ذلك الحزب ونصر الله فان هجومه وكلامه من داخل «البيت» وهي شهادة شاهد من أهلها فماذا قال؟؟
«خيارات الحزب تشوه راهن الشيعة في لبنان وأيضا مستقبلهم.. وسيأتي عليهم يوم يلعنون فيه هذا الحزب ورجاله وسيضعونه في خانة الخزي في تاريخ الشيعة.
نكرر هذا الكلام صدر من قائد بل من أكبر «رأس» في الحزب المذكور قبل سنوات وهي سنوات التأسيس التي استلم فيها الطفيلي الأمانة العامة للحزب، اذن، لابد من ان نقرأ ثم نسمع ونحلل ونفهم ما ينبغي أن يفهمه قبلنا هؤلاء المأخذون بالحزب والمتيمون به حد الثمالة والغياب عن الوعي بعد أن اختطف عقولهم وافقدها القدرة على التفكير.
يقول ساخرًا «نصر الله قال لن تسبى زينب مرتين» ويعلق «هذه من مهازل الشعارات، ان يستحضر الذاكرة والعاطفة» ثم تساءل بحق «لماذا تستعمل زينب وكربلاء في موضوع ليس له علاقة» ثم يجيب موجهًا كلامه لنصر الله «لأنك لا تجرؤ على كشف الحقيقة» ويوضح الحقيقة حسب رأيه قائلا «من يقاتل في سوريا هو عميل للروس يموت في معركة ليس له علاقة بها ودمه يصرف على طاولة الروس والامريكيين» فهل ينتبه البعض ويعيد قراءة الطفيلي باعتباره لا يقل مركزًا في الحزب المذكور عن نصر الله وبالتالي فما يقوله يستحق منهم انتباهًا لعلهم يستعيدون أنفسهم ووجدانهم المخطوف.
صبحي الطفيلي وبوصفه معممًا يخاطب الشيعة ويقول «الشيعة ليسوا قطيعًا» ويقول محذرًا وداعيًا الشيعة الى عدم تصديق ايران ونظام الملالي «ايران لا يهمها أمر الشيعة فأذربيجان شيعية ايرانية، ولكن النظام الايراني يقف مع الأرمن ضد شيعة أذربيجان الايرانية الذين يسكنون الخيام في «قره باخ» ببركة الدعم الايراني لأرمينيا» هذا ما يقوله الامين العام الاسبق لحزب الله.
نقف هنا ونذكر من نعنيهم في عمودنا بان من يقول هذا الكلام ليس «موالي» كما تصفون ساخرين الموالين لبلدانهم والمدافعين الجسورين عنها ضد كل
طماع آثم أجنبي.. ولسنا في وارد الجدل مع المغسولة عقولهم فهو جدل ونقاش عقيم لا جدوى منه مع من اختطف تفكيره وضميره وحسه الوطني وانتماءه لأرضه، ولكننا نكرر بأن من يقول ومن يطرح هذه الرؤية هو اول أمين عام لحزب الله وبمنطقكم وأسلوب تفكيركم «ان بقي منه شيء» اسمعوا كلامه فهو منكم أو بالادق «انتم منه» فهو الاسبق في الحزب بل كان على رأس الحزب يوما، فلا اقل من ان تفكروا في كلامه وفيما يقول وتستعيدوا شيئا من قراركم واستقلالكم وخياركم الذاتي، وتثبتوا انكم لستم قطيعا في مرعى خامنئي او نصر الله.
نحن لا نخاطب هنا القواعد البسيطة منكم ولكننا نخاطب «منظريكم ومثقفيكم ومحليلكم الجهابذة» الذين ادمنوا الشاشات والفضائيات واغرموا بالخطابات وتولعوا بالشعارات الجوفاء التي مجها الناس، لعلهم يعيدون النظر ويعملون الفكر فيما يطرح الرجل وهو من هو، لا سيما وان هزائمهم هنا وانحسارهم من الشارع في الداخل وعدم تأثيرهم أصبح حقيقة لا جدال فيها مهما زعقوا وصرخوا وتشنجوا، فهي دلائل وقرائن على ما يعيشونه من اختناق حاد، فلا أقل من ان يستمعوا لما قال ويقول اول أمين عام لحزب الله، لعل وعسى.
ولعلكم تسمعون صوتا آخر غير صوت «زميره» الذي أصم اذانك فأصابها وقر شديد، فاستمعوا لسواه ومن كان فوق مستواه في الحزب.