أولاً: لم تمر الكويت في تاريخها الحديث بأوضاع وأوقات خطيرة ومضطربة، بخلاف محنة الغزو الصدامي الحقير، مثل التي تمر بها الآن.
فهناك احتقان سياسي، وهناك عزوف واضح عن مشاركة بعض الفعاليات في العملية السياسية، وهناك وضع اقتصادي متردٍّ، ومشاكل فساد لا عد ولا حصر لها، وحكومة ضعيفة ومترددة، وشعب تزداد تعاسته يوما عن يوم، ويزداد تذمّره، ولا يجد ملاذاً في غير «التحلطم» والشكوى من الأوضاع، والإسراف في الأكل، وتوغل الجهاز الإداري في فساد أكثر! وعلى الرغم من كل هذا الكم من المنغصات، فإن عدداً من النواب السابقين وغيرهم من نشطاء سياسيين، من امثال فهد الخنة وجمعان الحربش وسعود الخريجي ومحمد هايف، لم يجدوا شيئا يشغلوننا، وينشغلون بالهم ورقيق خاطرهم به، غير موضوع «وجوب تطبيق قانون منع الاختلاط»! وبالتالي تداعوا، وغيرهم، لعقد ندوة لغرض الضغط على الحكومية، التي اصبحت مؤخرا لا تعرف «طقاقها»، لكي لا تحيد قيد «أنملة» عن تطبيق قانون منع الاختلاط الرث الذي تجاوزه الزمن، وحتى المنطق. فهل بعد كل هذا لا نعرف أسباب تخلّفنا؟!
* * *
ثانياً: في تصوير وتلخيص وتذكير ساخر للمحنة، أو الصراع الطائفي الذي تمر بها كثير من المجتمعات الإسلامية، قام فنان برسم صورة لمجموعتين مماثلتين من الحمير الوحشية (الزيبرا) Zebras وكتب تحت الصورة ان مجموعة «الحمير» الوحشية السوداء، المخططة بالأبيض (التي على اليمين)، تكره مجموعة «الحمير» الوحشية البيضاء المخططة بالأسود، التي على الشمال!
* * *
ثالثاً: انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي كليب يبين قيام «مدحلة» قاسية القلب بالسير على آلاف زجاجات المشروبات الروحية المصادرة وتكسيرها لقطع صغيرة.
لا شك في أن هذا العمل لا معنى له، ويضر البيئة، ومن الأفضل بكثير تسليم كل الكميات المصادرة من هذه المادة المحظور دخولها للبلاد، إلى قيادة الجيش الأميركي، لكي يستفيد منها من لا يحرمها، علما بأنهم متواجدون في البلاد من أجلنا، ولا أعتقد أن اي أحد يمكن ان يفتي بحرمة إعطائها لهم، والإصرار على إتلافها بتلك الطريقة غير المنطقية، التي لم يستفد منها أحد غير صاحب المدحلة، وبعض العمال، إضافة إلى ما حصل عليه الفريق المشرف من مكافآت!