جسد ممزق وبلدٌ تائه وداعش تسرح وتمرح وتقطع الرقاب، ومليشيات تقتل كيفما تشاء وبرلمان تافه (يخوط بصف الاستكان)، ووزراء سراق فالوزارات لديهم مكان للتجارة المربحة، كل هذا والشعب المسكين يتأمل معرفة ما يحصل بدقة أكثر من الشعارات الزائفة، لكنه في الحقيقة لا يعرف ماذا يريد لأنه أصيب بالدوار؟
البلد يمر بإزمة لا تحمد عقباها إقتصادية وأمنية وسياسية، ورئيس الوزراء العزيز الغالي نائم في العسل، ولا يعرف ما يدور من حوله وماذا فعلت مافيات الفساد التي نخرت جسدنا وأضعفتنا، وبنفس الوقت زادت من قوة داعش وهذه المافيات بقيادة بعض المليشيات التي توشحت بالغطاء الحكومي، لضمان عملها تحت علم العراق وبحماية دستورهم، الذي خاطت معالمه بعض العقول الخاملة المرتبطة بأجندات خارجية، تتلائم ومصالحهم الخبيثة على عكس الشيعة كان همهم مُكونَهم وهذا الفرق.
الحكومة الحالية صنعت عملاً يليق بالبلد، فلا مرجعية يسمع لها ولا سنة يأبه لهم، وما تزيد نسب الإنجاز فيه هو ألم النزوح، وبُح صوت الشيعة المعتدلين وسوء إدارة ملفات الدولة، فمن إفساد الى فساد أكثر بشاعة، ويبدو أن الساسة السُنة المغفلين يتصورون بأنهم حققوا نصراً شامخاً شاملاً، ولا يدركون أن ما تحقق يحسب للمرجعية بحشدها وليست لنا، لأن معظم أشباه ساستنا وشيوخنا قابعون في أحضان التآمر الخارجي، على حساب دمائنا فلا يهمهم إن أكلنا عشباً أو خبزاً فتباً لكم.
أجندات خارجية وأحزاب وكتل وتحالفات تم شراؤها بالمال، ومنهم من تم الضحك عليه بإسم المذهب، جميعهم مشتركون بتحطيم العراق، ولكن ما يجرح القلب ويدمع العين أنها أحزاب محسوبة على مُكوننا المسكين، عندما تصدر المشهد السياسي باسم السنة أشباه رجال، ولصوص من الدرجة الأولى همهم الوحيد جمع المال، على حساب كرامتنا وشرفنا وأمننا! بذور الهزيمة الكاملة على المدى البعيد ستشهد الخزي والعار لكم يا أشباه الرجال، الذين إنتخبتكم أصابعنا نادمة، فكل الأسف أننا تركنا مصير طفولتنا بين ايديكم الملوثة بالحرام والخيانة، ولم تأسوا لضجيج النزوح وعويل الثكالى وآهات البرد في العراء الموحش هربا من داعش، ألا بئساً لكم وتعساً منكم ففي روح المكون السني الحقيقي تتراكم غيوم الأحزان والذكريات الأليمة، لساسة ما هم ببشر ولكن الله لم يظلمنا بل كنا لأنفسنا ظالمين.
أذكركم إن كنتم متناسين أيام ساحات الاعتصام المزيفة، والمسرحية التي دبرت بليل، ولم نكن نعي خطورتها لأننا ببساطة تناسينا معاركاً تخاض بالصور، بدلاً من القيام بالفعل الوطني البناء، لا أن ننفذ مخططات المارقين الجهلة، فأنتجوا لنا إمراضاً ما كانت لتزرع بيننا، لولا جهلنا وتغافلنا عن حقيقة ديننا وتعاليمه السمحاء هذا ما جنيناه منكم فتباً لكم.