غراب الثورات حيثما حلّ، حل معه الخراب هكذا كتبت عنه وسائل الإعلام الغربية والعربية، هو الباحث عن الضجة دائما برنارد هنري ليفي المثير للجدل، الفرنسي اليهودي من أصلٍ جزائري، كان ابن أندريه ليفي منذ صغره محترفاً في البحث عن المتاعب، لم يخف يوماً تماهيه مع إسرائيل ودعمه لها حتى في أكثر لحظاتها قتلاً وقصفاً واحتلالاً، حتى خلال التظاهرات الأخيرة في باريس المنددة بالعدوان على غزة، خرج الرجل الذي شارك بتأسيس الحركة الفلسفية الجديدة، بمواقف متحاملةٍ على الفلسطينيين ومؤيدةٍ لإسرائيل، فلم يشذ عن قاعدةٍ أرساها لنفسه منذ كان وكانت إسرائيل.
ليفي البالغ من العمر 66 عاماً، وصاحب ما يزيد على 30 كتاباً، وضعته صحيفة (جيروزاليم بوست) على لائحة أكثر اليهود تأثيراً في العالم، ليأتي في المركز ال 45 بتدخلاته في شؤون الدول وسيادتها ووضعته بعض الدول على لائحة الإرهاب لما يتناوله في مقالاته وكتبه، هذا وقد تم طرده من مطار تونس من الحكومة التونسية إثر زيارة قام بها تلبية لدعوة على حد قوله.
أما بالنسبة لموقفه من المملكة العربية السعودية، فهي المرة الأولى، التي يبدي فيها رأيه تجاه ما يحدث فيها، فقد نشر مقالا بالفرنسية والإنكليزية قبل أيام، ينضح بالجهل تحت عنوان “أوقفوا السعودية”.
فلا أحد ينكر أنه ضمن أدوات الحملات الشرسة التي تُقاد ضد المملكة من الفئة التي تستثمر ما توافر لديها من البغض والعداء لدولة لها خصائص جوهرية تربطها بشعبها وبقلوب المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، ولا يخفى أن من أسباب هذا التهويل ضعف الحجة عند العملاء والمأجورين الذين يسعون في خراب وتدمير الدول داخليا من أجل مصالح صهيونية.
وبناء على ذلك فنحن بحاجة ماسة لتفعيل دور الإعلام الخارجي كملف استراتيجي تنطلق منه مسيرة إعلامية تديرها كوادر مؤهلة ومدربة، تعمل ايضا على تصحيح خطاب الكراهية في رسائل الإعلام المختلفة، ولعل من المناسب الاعتماد على عوامل كثيرة أثبتت التأثير على الثقافة الجماهيرية ومتطلباتها وتغطي جوانب الحياة كالتعليم والرياضة والسياسة والدين والاقتصاد، فقد أصبح الإعلام اليوم أثرا مقصودا، وحوارا بين الثقافات والحضارات.