خاص/ لبنان ـ 8 كانون الثاني، يناير/2016
في انتظار تبلوُر مستقبل المواجهة بين الرياض وطهران والتي استمرّت فصولاً، وكان آخر تجَلّياتها منع إيران التي تشهد تظاهرات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، دخولَ المنتجات السعودية إلى أراضيها واتّهام طيرانها بقصف سفارتها في صنعاء، أكّد وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنّ “اندلاع حرب بين السعودية وإيران سيكون بدايةً لكارثة كبيرة في المنطقة، ولن نسمح بحدوث أيّ شيء كهذا”. ولم يكن لبنان بعيداً من تجلّيات الأزمة السعودية ـ الإيرانية التي انعكسَت تعطيلاً جديداً لانتخاب رئيس الجمهورية فرُحّلت جلسة انتخابه إلى 7 شباط المقبل، فيما ظلّ الحوار الوطني بين رؤساء الكتَل النيابية صامداً وقائماً في موعده الاثنين المقبل.
حرب سفارات بين الرياض وطهران…
قالت “الجمهورية” إنه في انتظار تبلوُر مستقبل المواجهة بين الرياض وطهران والتي استمرّت فصولاً، وكان آخر تجَلّياتها منع إيران التي تشهد تظاهرات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، دخولَ المنتجات السعودية إلى أراضيها واتّهام طيرانها بقصف سفارتها في صنعاء.
– صرح نائب وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبداللهيان بأن طهران ستبلغ مجلس الأمن قصف الطيران السعودي سفارتها في اليمن، موضحاً أنه “في هجوم جوي شنته السعودية على صنعاء، سقط صاروخ قرب سفارتنا وأصيب، ويا للأسف، أحد حراسنا بجروح بالغة، وسنبلغ مجلس الأمن تفاصيل هذا الهجوم”.
وفي السياق، تخوّفَ مرجع كبير عبر “الجمهورية” من أن يؤدّي إحراق السفارة السعودية في طهران وقصفُ الطيران السعودي للسفارة الإيرانية في صنعاء إلى مواجهة مباشرة بين البلدين، مستبعداً أن يَصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً السبت أكثر من استنكار وإدانة لحادثة السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية.
وعلى الرغم من هذا التصعيد، إلا أن وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكّد أنّ “اندلاع حرب بين السعودية وإيران سيكون بدايةً لكارثة كبيرة في المنطقة، ولن نسمح بحدوث أيّ شيء كهذا”.
كتب نديم قطيش في “الشرق الاوسط”: ورطة إيران بين الإمام الصدر ونمر النمر
تعاملت إيران وأدواتها في لبنان والعراق مع نمر باقر النمر٬ بوصفه جزًءا من الجالية الإيرانية في العالم وليس مواطًنا سعودًيا خاضًعا لدولة وطنية مستقلة هي المملكة العربية السعودية. فإيران من خلال ما يمكن تسميته «الوكالة الخمينية»٬ تبدو كالوكالة اليهودية سابًقا٬ في حضها للشيعة في العالم للتعبير الحاد عن خصوصياتهم المذهبية٬ وإضعاف رابطهم الوطني في الدول التي يعيشون فيها. فالشيعي شيعي أولاً٬ وربما أخيًرا٬ في دولته والتشييع يعني إيران٬ باختصار حزبي مشوه. وحيث لا تنجح في استتباع الشيعة ككل٬ تجتهد الوكالة الخمينية لدعم فريق بين الشيعة يهيمن على الطائفة وقرارها وتوجهاتها كما هي الحال في لبنان٬ بشكل لا يبقي الكثير من المجال لشخصيات شيعية قد لا تتفق بالكامل مع برنامج حزب الله كمثل حال الرئيس نبيه بري. غير أن هذه الصورة ليست الصورة الكاملة٬ فإيران مشروع ذو طبيعة مزدوجة: مذهبي شيعي وقومي فارسي. صحيح أن إيران حولت المذهبية إلى دولة ومؤسسات حكم وسياسة خارجية٬ حيث إنها الدولة الإسلامية الوحيدة التي ينص دستورها على المذهب وليس على الدين٬ كهوية لدولة٬ إلا أنها لم تتردد في إسقاط المصلحة المذهبية حين تتهدد المصالح القومية لإيران. وإذا كان اصطفاف إيران مع أرمينيا المسيحية في مواجهة أذربيجان ذات الأغلبية الشيعية٬ وموطن الأذريين الذين يتحدر منهم المرشد علي خامنئي٬ هو المثال الكلاسيكي على تغليب الاعتبار القومي على المذهبي٬ فإن الموقف من نمر النمر يعطي مثالاً أفضل على «فصام» إيران المذهبي لخدمة مصالحها. حين تسلم الإمام الخميني السلطة في إيران سارع إلى قطع العلاقات مع ليبيا نتيجة الشكوك بدور ليبي في اختفاء الإمام موسى الصدر. لكن المفارقة كانت أن هذه العلاقات استعيدت كاملة بعد تسعة أشهر فقط٬ في ٬1979 بالتزامن مع تهيؤ الخميني للإطباق على تفاصيل منظومة الحكم في إيران. ثم ما لبثت أن تحولت ليبيا٬ على غرار سوريا٬ إلى حليف وثيق الصلة بإيران طوال سنوات الحرب الإيرانية العراقية٬ وهو ما تشهد له الأسلحة الليبية٬ الروسية الصنع٬ من ألغام بحرية ودبابات وصواريخ سكود٬ التي لعبت دوًرا بارًزا في مساندة وتغذية المجهود الحربي الإيراني في الخليج.
لبنان يحاول أن ينأى بنفسه خلال اجتماع وزراء الخارحية العرب
أشارت “اللواء” إلى موقف لبنان في اجتماع وزراء الخارحية العرب الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية، بوصفه سيؤشر إلى وضعية لبنان، في ظل اشتداد التوتر الإقليمي والعربي الإيراني، واشتداد الضغط على المدنيين في سوريا.
وكان السعودية دعت الى الإجتماع الأحد في القاهرة لتحديد موقف من العدوان الذي استهدف سفارة المملكة في طهران وما ترتب على هذا التصرف من قطع للعلاقات العربية – الإيرانية موقف العلاقات التجارية ورحلات السفر بين هذه البلدان وإيران، على خلفية رفض تدخل طهران في الشؤون العربية، سواء في اليمن أو البحرين أو سوريا والعراق وحتى في لبنان.
وفي معلومات “اللواء” عن هذا الاستحقاق والذي كان موضع حذر وتنبه من المسؤولين، ان باسيل هو من سيمثل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وأن تنسيقاً حصل بينه وبين رئيس الحكومة تمام سلام، حتى لا يكون هناك ازدواجية في الموقف اللبناني، بحيث يكون ما سيقوله باسيل في المؤتمر لا يخرج عن موقف الدولة اللبنانية الذي يتضامن مع أشقائه العرب فيما يتخذونه من قرارات.
– أكّد باسيل لـ”الأخبار” أنه سيشارك الأحد في القاهرة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي ينعقد بناءً على طلب السعودية “لإدانة انتهاكات إيران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد”، بعد إعدام الشيخ نمر النمر. وقال باسيل إن “الدعوة الى التهدئة هو الموقف الطبيعي للبنان لأن التوتير ليس في مصلحة اللبنانيين أو العرب أو المسلمين ولا يستفيد منه سوى داعش”. وأوضح أن هذا “ليس موقفاً وسطياً أو لا موقف بل هو الموقف الذي يصبّ في مصلحة لبنان والمنطقة”. وعما إذا كان قد جرت اتصالات مع الأفرقاء السياسيين لدرس الموقف الذي سيتخذه لبنان، أجاب: “الدعوة الى التهدئة هو الموقف الذي ينسجم مع سياسة الحكومة ومع دورنا الطبيعي وهذا ما ينبغي أن يكون جميع اللبنانيين تحت سقفه”.
مضايا.. “إعدام بسيف التجويع”
قالت “المستقبل” إنها مضايا. بلدة سورية كانت سبّاقة في استضافة الجنوبيين اللبنانيين الهاربين من العدو الصهيوني الغاشم عام 2006. لكنها أيضا كانت من أولى البلدات التي نادت مع بدء الثورة بإسقاط النظام صراحة، ما دفع جيش الأسد إلى قصفها في الشهر الأول من العام 2012، لتكر من ذلك الحين سبحة عذاباتها حتى بات أهلها يعيشون في ما يمكن تعريفه حرفيا بـ”هولوكوست”، اذ يموت السكان هناك جوعاً، ويضطر الأطفال لأكل لحوم الكلاب والقطط، والحشائش غير الصالحة للبشر.
ولفتت “المستقبل” إلى أن الجريمة التي ارتكبتها مضايا ليس إشهارها لانحيازها للثورة، بل أيضا لأنها تقع على “طريق القدس” الذي رسمه الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله عبر الايغال في الدم والجغرافيا وصولا الى محاولة فرض محمية مذهبية لتبتلع كامل الحدود مع “بقاع لبنان الشمالي ـ الشرقي”. لهذا السبب استحقت مضايا وأهلها “العقاب” بالموت جوعا عبر حصار ممتد من 7 شهور، في مأساة سيحمل “خط الممانعة والمقاومة” وزرها لزمن طويل خصوصا وأن حكايات الموت وصوره أقسى وأوجع من أي منطق تبريري.
ويفرض “حزب الله” وفق “المستقبل” حصاراً خانقاً على البلدة الصغيرة التي يعيش فيها الآن أكثر من 40 ألف نسمة، تحولت أجسادهم إلى ما يشبه الهياكل العظمية، بسبب منع الغذاء عنهم، ولم تشفع الهدنة الأخيرة التي تم التوصل إليها بين النظام والمعارضة بتحسين أوضاع المحاصرين، إذ تخرج يومياً من البلدة صور لمدنيين قضى بعضهم جوعاً، رغم أنه من المفترض بحسب بنود الهدنة فك الحصار عنهم وإيصال المساعدات إليهم.
وأمام هول المشهد هذا صدر عدة مواقف لبنانية شاجبة ومستنكرة لتورط “حزب الله”:
– قال الرئيس سعد الحريري في تغريدة له عبر موقع تويتر: “شهران من الحصار ومنع الغذاء والدواء عن ٤٠ الف مدني في مضايا. أين ضمير العالم؟”، واصفا حصار بلدة مضايا بأنه “إعدام مدينة بسيف التجويع”.
– وصف رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة عقب انتهاء الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية ما يحصل بأنه “جريمة نكراء تؤرق ضمير الرأي العام”. أضاف: “هذه الجريمة موصوفة وهي جريمة بحق ضد الانسانية وهي وصمة عار على ما يشارك في هذه الجريمة وهي وصمة عار على كل من يسكت عن هذه الجريمة وهذه لن تمحوها اي تبريرات لا سياسية ولا عسكرية ولا اعلامية”. وأطلق “صرخة استنكار ضد استمرار الحصار، وصرخة استغاثة لحث الضمير العربي والاسلامي والعالمي على المبادرة من أجل فك الحصار”، مضيفاً: “أخشى أما أخشاه أن يكون حزب الله مشاركاً ونأمل إن شاء الله أن لا يكون مشاركاً في هذه الجريمة”.
– انتقد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ، في موقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” المبادرة الدولية لحل الأزمة السورية، متسائلاً هل الإشراف على الحل السياسي يشمل التغاضي عن نظام يمارس أبشع أنواع التجويع والقهر والقتل والتهجير بحق شعبه؟ وقال: “يحق لنا التساؤل عن الدور الذي يؤديه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في سوريا وهو الذي يتغاضى ليس فقط عن عمليات الفرز السكني ونقل السكان من مناطق إلى أخرى بما يعيد إنتاج واقع ميداني جديد في سوريا مٌغاير لواقعها القديم، إنما أيضاً يتغاضى عن سياسة التجويع المنهجي الذي يعتمده النظام السوري في “مضايا” و”الزبداني” كما سبق أن فعل الأمر ذاته في “اليرموك” وغيرها”.
– نشر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع صورة عبر “تويتر” تظهر جثث اطفال ومواطنين سوريين واخرى لفتاة سورية ترفع لافتة كتب فيها “لك والله جوعانين”. ووجه من خلال الصورة دعوة إلى الدول التي لديها قوى جويّة عاملة في الأجواء السورية، قائلاً: “أعتقد أن هذا المشهد كافٍ لتحريك ضمائركم ودفعكم الى رمي الإمدادات الغذائية من الجو الى عشرات آلاف المحاصرين في مضايا، في انتظار من سيتحرك عنده الشعور بالتضامن الإنساني أولاً”.
وعلى الرغم من بشاعة المجاعة الموثَّقة بالوقائع والصور، فإن “حزب الله” خرج بالأمس ببيان عن مكتبه الحربي اعتبر فيه ان الحديث عن “تجويع المدنيين في مضايا” هو مجرد “حملة مبرمجة بهدف تشويه صورة المقاومة”.
كتب علي الأمين في “البلد”: مضايا: “صورة المقاومة” يا حزب الله؟
يتصرف حزب الله على أنّ “صورة المقاومة” هي مركز الكون. يتصرّف بنرجسية الأطفال ووحشية الكبار. أصدر بياناً يردّ به على من عابوا عليه محاصرة مضايا وتجويع أطفالها، فاعتبر أنّ اعتراضات الجائعين والغاضبين من قتل العشرات بسلاح الجوع، ليست إلا “حملة مبرمجة بهدف تشويه صورة المقاومة”. هناك اتفاقات تحمي المدنيين خلال الحروب. دعوا الاتفاقات جانبا، دعوا الدين وقيم عاشوراء ودعوا الأخلاق جانباً… من كتب، أو كتبوا، هذا البيان، ألم يخطر في بالهم لحظة أنّ طفله، أو أطفالهم، قد يقعون في حصار مشابه؟ بيان حزب الله، المعيب، أضاف أنّ “الجماعات المسلحة التي تتخذ من مضايا رهينة لها، ولداعمي المسلحين من جهات خارجية هي من يتحمل مسؤولية ما يجري في البلدة”. من يشوّه صورة المقاومة؟ الجائعون وقد صرخوا ونشروا صور أطفالهم وقتلاهم أم حزب الله الذي أسكرته الدماء وما عاد يميّز الحقّ من الباطل؟ أشعر بالعار، ليس لأنني لبناني فقط، ولا لأنني شيعي، ولا لأنني ابن الجنوب، الذي بعض شبّانه يجوّعون أطفال مضايا، بل لأنّني تناولت طعام الغداء قبل أن أكتب هذه المقالة. أشعر بالعار لأنّني متخم. سامحونا يا أهل مضايا. سامحونا ولا تؤاخذونا عما فعل السفهاء منّا.
كتب علي نون في “المستقبل”: في بيان الحصار..
يمكن للبعد الأخلاقي أن يأخذ حيّزاً استثنائياً مع حصار مضايا وتجويع أهلها.. لكنه كان ولا يزال، عند أهل الضمير، مطروحاً قبل السياسة والأمن والاستراتيجيات والمقاومات والممانعات والإمبراطوريات الموعودة.. وفوقها! كان الأمر ولا يزال، بنداً مقيماً في رأس جدول أعمال محاجّي «حزب الله» في ذهابه إلى سوريا. وفي مناصرته طاغية مكتمل المواصفات بالتعريف البارد والناشف! وفي إشهاره حرباً لا هوادة فيها، ولا استدراكات، ضد غالبية لا شك في توصيفها، سعت وراء تصحيح خلل متمكن منها ومن حقوقها ومصالحها وحرياتها وآدميتها وثرواتها الوطنية. وفي دخوله بعد ذلك في أجندات أكبر منه، ومن إمكاناته وادعاءاته بما كشفه تماماً في الشعارات والسياسات، ووضعه خارج النص القيمي والعقيدي الذي يدّعي أنه أساس حراكه «النضالي» و»الجهادي» وجداله «الإسلامي» العام المناهض، في عرفه، لـ«تهمة» الأحادية المذهبية! في ذلك، قيل سابقاً ويُقال مجدداً، وفي سياق مباشر ومن دون توريات واستعارات وتشبيهات، أن «حزب الله» في سوريا هو أكبر وأخطر أعداء نفسه، وبالمعنى الأكثر حساسية عنده: هو هناك مع «الظالم» وليس مع «الضحية»! ومع «الجور« وليس مع «الحق»! ومع «السيف» وليس مع «الدم»! ولا ضرورة بعد ذلك، لتفسير إضافي مسنود بالتسميات الخاصة بالأشخاص أو الأمكنة! بل يمكن في عالم الوضوح الراهن اعتماد بعض الغموض تبعاً لتبرّم أكيد من كل هذا المناخ الموبوء المخيم فوق سهول الفتنة القائمة، وفوق أدبياتها ومصطلحاتها وتوظيفاتها!
كتبت روزانا بومنصف في “النهار”: تفاعلات حصار مضايا تجبر النظام على التراجع؟ العلامة النافرة مشاركة “حزب الله” في التجويع
تفاعلت تداعيات الحصار التجويعي على بلدة مضايا، مع تسريب صور مرعبة لأطفال ومدنيين، لا يمكن أحدا أن يتصور أن تحصل في سوريا في هذا القرن، بحيث اضطر النظام في الساعات القليلة الماضية الى إعلان موافقته للامم المتحدة على السماح بعبور بعض المساعدات من أجل الحؤول دون تعاظم المسألة وإحراج حلفائه. وبغض النظر عن التزام النظام ذلك ام لا، وهو الذي يتقن الألاعيب على هذا الصعيد، فإن التفاعلات أخذت أبعادها في لبنان، خصوصا أن البلدة المحاصرة لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن الحدود اللبنانية في ظل تواتر معلومات عن مشاركة عناصر “حزب الله” في هذا الحصار، وهو ما اتخذ بعدا إضافيا ترددت انعكاساته في الداخل اللبناني. إذ فجأة بدا كل المنطق الذي يرفعه المجتمع الدولي إزاء الاستعداد للبحث في السعي الى تطبيق وقف النار في سوريا قرابة منتصف الشهر الجاري، تمهيدا لمفاوضات بين النظام والمعارضة، سخيفا مع انكشاف تداعيات الحصار الذي يمارسه النظام السوري على بلدة مضايا منذ ستة أشهر، وباتت الصور المتناقلة من البلدة أشبه بما كانت تنقله وسائل الاعلام عن المجاعة في الصومال، إنما في القرن الماضي. وبدا أن هناك جانبين نافرين على نحو سافر في هذ ا الواقع: احدهما هو مشاركة “حزب الله” في هذا الحصار، وهو لم ينف هذه المشاركة التي تمت الاشارة اليها علنا او ضمنا على ألسنة مسؤولين أجانب متابعين للشأن السوري تولوا قبل ايام كشف ما يتعرض له أبناء البلدة على غرار ما كان عليه موقف المندوب البريطاني الى سوريا غاريث بايلي. ففي الوقت الذي لا يجد خوض الحزب القتال في سوريا أي منطق دفاعا عن نظام بشار الاسد في وجه السوريين، فإن المنطق الذي اعتمده دفاعا عن اعدام الشيخ نمر النمر في المملكة السعودية يضعف بقوة إزاء استشراسه في الدفاع عن شخصية جدلية قد تكون لها حيثيتها لديه، في الوقت الذي يسمح بتجويع زهاء 40 ألف سوري.
حوارات عين التينة… مواعيد بلا ضمانات
تتجه الانظار وفق “النهار” الى جولتي الحوار الوطني والحوار الثنائي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” الاثنين المقبل في عين التينة وما يمكن ان يصدر عنهما من نتائج واجواء جديدة. وعلم من اوساط فريق “المستقبل” الحوار مع “حزب الله” ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يتولى متابعة أمر الجولة المقبلة من هذا الحوار الاثنين المقبل علما انه لم يتضح حتى الان موقف “حزب الله” من التصريحات الاخيرة التي صدرت عن رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد والتي تضمنت قسميّن:
– الاول، مستوى التخاطب السياسي غير المسبوق.
– الثاني وهو الاهم موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية بما يؤكد مسؤوليته عن تعطيلها من خلال إثارته ما سماه “صلاحيات رئيس الجمهورية” وكأنه يسعى الى تغيير النظام في لبنان.
وينصبّ الاهتمام وفق “الجمهورية”، على الحوار بشقّيه الوطني العام والثنائي، الى درجة انّ بري وصفَ الحوار الاخير امام زوّاره امس بأنّه “الحوار الأهمّ”، لِما يَكتسب من أهمية على مستوى إبقاء لبنان في منأى عمّا يدور من فِتن مذهبية وطائفية حوله، وهي فِتن نرفضها بشدّة جملةً وتفصيلاً. وأكّد بري أنّه سيركّز اهتمامه على هذا الحوار الى جانب اهتمامه بالحوار الآخر، لأنّ البلاد تحتاج الى تضافر جهود الجميع لإبعادها عن تداعيات كل ما يجري في المنطقة وانعكاساته. وأبدى بري ارتياحه الى التحضيرات الجارية للجولة المقبلة من الحوار.
وقالت مصادر معنية بالحوار لـ”الجمهورية” إنّ “هذه الجولة الحوارية تكتسب أهمية كبيرة بعد كل ما جرى من تصعيد سياسي متبادل بين طرفي هذا الحوار خصوصاً، وبين الافرقاء السياسيين عموماً”. وأكدت أنّ “الجهود ستنصَبّ على تفعيل هذا الحوار، بما يَجعله أكثر إنتاجيةً على مستوى معالجة القضايا الواردة في جدول أعماله، الى جانب الحوار الوطني الذي سيهتمّ بتفعيل المؤسسات الدستورية وعلى رأسها الحكومة ومجلس النواب، في انتظار انفتاح كوّة جديدة في جدار الأزمة الرئاسية المسدود”.
كتب نبيل هيثم في “السفير”: الاشتباك لا يلغي الحوار.. والاستقرار ثابت!
جمّع إعدام الشيخ نمر النمر الغيوم في الأجواء السعودية ـ الإيرانية، فأمطرت في لبنان اشتباكاً سياسياً عنيفاً بين تيار “المستقبل” و “حزب الله”. “حزب الله” و “المستقبل”، ومن موقعهما، ذهبا في خطاب ناري بدت معه كل خيوط التواصل بينهما قد قطعت نهائيا.. أو تكاد. “المسقبل” يهاجم “حزب الله” ويحاول حشره في زاوية “تدخل السيد حسن نصرالله في شأن سعودي داخلي يتصل بإعدام مواطن سعودي”. وأكثر ما أغاظه هو النائب محمد رعد لأنه وضع الفيتو على عودة من سماه “المفلس في ملاذه”، أي سعد الحريري، الى رئاسة الحكومة. يبدو أن لا غطاء للتوتير والاشتباك في لبنان.. فديبلوماسية السفارات تحركت على أكثر من خط، مع نصائح وتمنيات بضبط النفس وتخفيض سقف التوتر السياسي، وإبقاء لبنان بمنأى عن تداعيات الاشتباك السعودي ـ الايراني الآخذ في التصاعد والاحتدام على أكثر من ساحة. أن القوتين المشتبكتين سياسيا في لبنان، وبرغم التوتر المتصاعد بين السعودية وإيران، تبدوان مصرتين على الانضباط تحت السقف الكلامي وان كان هذا السقف عاليا بعض الشيء، ولم تذهبا الى حد القطع النهائي بينهما مع ما لذلك من تبعات وسلبيات. وهما ما يزالان محافظين على شعرة التواصل، حتى ولو كان هذا التواصل شكليا.
كتب غسان ريفي في “السفير”: حوار في “المستقبل” حول الحوار مع “حزب الله”
ما تزال جلسة الحوار الثنائي بنسختها الـ 23 قائمة مساء يوم الاثنين المقبل، في عين التينة، حتى يصدر عن أحد الطرفين ما هو عكس ذلك. الرئيس نبيه بري دخل على خط تهدئة الأجواء، وقد تواصل مع قيادة “المستقبل”، وطلب منها إعطاءه بعض الوقت للقيام باتصالات مع “حزب الله” بهدف معرفة خلفيات التصريحات التي أدلى بها النائب محمد رعد، مشدداً في الوقت نفسه، على ضرورة استمرار هذا الحوار الذي يشكّل إحدى مظلات الأمان للشارع اللبناني. وتشير مصادر مواكبة الى أن عدم تطرُّق “كتلة الوفاء للمقاومة” في بيانها، أمس، الى الحوار والوضع الداخلي في لبنان، يؤكد أن ثمة قراراً ضمنياً لدى “حزب الله” باستمرار هذا الحوار، كما أن عدم صدور أيّ موقف رسميّ من الرئيس سعد الحريري حتى الآن حول هذا الموضوع يعكس تمسكه بالحوار. ويقول مطلعون على أجواء تيار المستقبل إن النائب محمد رعد يشكل الجناح المتصلّب والمتعصّب في “حزب الله”، وهو في بعض الأحيان يعبّر عن مكنوناته الشخصية، وربما يكون ما أدلى به هو «نتعة من نتعاته»، أو جسّ نبض لردة فعل “تيار المستقبل”، أو هو أمر متفق عليه ضمن قيادة الحزب، لافتين الانتباه الى أنه لم يصدر شيء عن “حزب الله” لإصلاح ذات البين مع “المستقبل” والتي أفسدها رعد بتصريحاته، مع العلم أن “حزب الله” لا يتراجع بسهولة عما يصدر عن قياداته، لذلك فإن “المستقبل”ينتظر التوضيحات التي سيحملها الرئيس نبيه بري إليه.
كتب نبيل بومنصف في “النهار”: أي ” توازن” أولاً وأخيراً ؟
ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة حتما التي يطرح فيها جدوى الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” بعد اكثر من سنة من انطلاقه، ولا نظن ان موقفا هجوميا مقصودا بمستوى الحدة التهويلية الذي طبع كلام النائب محمد رعد او حتى غير مقصود هو الذي يجب ان يحسم اشكالية هذا الحوار على رغم ان مضمون كلام تهديدي كالذي صدر يستحيل تجاهل ابعاده، فمن الزاوية المنطقية المتجردة لا تتجاوز حصيلة هذا الحوار الصفر المكعب من حيث النتائج المباشرة على مجمل وجوه الازمة الداخلية وكل ما تتحفنا به جولات عين التينة الليلية منذ ولادة هذه المبادرة لا يتجاوز الأسطر الثلاثة الخشبية التي لا تقول سوى ان هذا “القصاص” الملزم لفريقيه ما كان ليكون لولا الخشية من الفتنة، والحال ان نقطة النجاح النسبية الوحيدة التي حققها هذا الحوار باتت تعود الى عامل دعائي اكثر منه واقعي وهو اعتياد اللبنانيين على لازمة محببة أطلقت احتفاء بهذا الحوار وهي انه الحوار السني – الشيعي الوحيد الذي يشهده الشرق الاوسط الغارق في لجة الفتنة المذهبية الدينية، واذا صحت براعة من زين لهذا الحوار ان يكون بهذه الفرادة فإن ذلك لم يعد يستر على هذا الحوار الانكشاف المتدرج الذي بات يعانيه منذرا باسقاط حتى المبرر الاساسي الذي رفع لافتة له وهو انكشاف يتصل بأمرين على الاقل لا يمكن تيار “المستقبل” المضي في تجاهلهما اذا كان قرر فعلا ان يعيد تقويم التجربة الحوارية من زاوية تجاوز الفريق الاخر الخطوط المبدئية للإطار الذي يلزم المتحاورين البقاء داخل دائرة احترام ما يعد انجازات حققاها حتى الان. البعد الاول هل يجري الحوار فعلا ضمن توازن قوى، ليس في البعد العسكري المسلح ولا في القدرات المتصلة به وهو امر محسوم بالكامل لمصلحة “حزب الله”، وانما المقصود توازن قوى في قواعد الاشتباك الحواري بمعنى توازي القدرة على طرح الاولويات الطارئة ؟ من ذلك مثلا هل يبقى الحوار حوارا اذا اشترط تيار المستقبل اعادة النظر بأدبيات الفريقين وربط مصير الحوار بتخلي المحاور المستقوي بتجاربه المسلحة في الاختلال الداخلي والكف عن استعمال سلاح التهويل عند كل هبة ريح؟ اما البعد الآخر فيتصل بالازمة الرئاسية التي باتت تلزم تيار “المستقبل” نزع هذا البند من الحوار الثنائي ما دام “حزب الله” يسقط بالضربة القاضية اي محاولة لتحريك الازمة.
اتصالات على خط بيروت – الرياض
وعلمت “النهار” ان اتصالات جارية على خط بيروت – الرياض بين الرئيس سعد الحريري وقيادات “المستقبل” ستتكثف قبل نهاية الاسبوع من أجل الاتفاق على التوجهات التي سيحملها فريق “المستقبل” الى اجتماع الحوار مع “حزب الله” الاثنين المقبل.
الحريري يؤكد لبري تمسكه بالحوار
وعلمت “الجمهورية” أنّ نادر الحريري، مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نَقل الى وزير المالية علي حسن خليل رسالةً من الرئيس سعد الحريري يؤكّد فيها تمسّكه بالاستمرار في الحوار.
– حرص رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على القول بأن موضوع مشاركة “المستقبل” في جلسة الحوار الثنائي مع الحزب ما يزال موضع تشاور داخل تيّار “المستقبل”، لافتاً النظر إلى ان التيار يمتاز بحيوية عالية وبديمقراطية يتسع للاختلافات لكن لا خلاف فيه على الإطلاق.
– قال عضو كتلة “المستقبل” النائب جمال الجراح لـ”الجمهورية”: “عبّرنا عن موقفنا برغبتنا في استمرار الحوار، وكنّا إيجابيين وتَجاوبنا مع مساعي الرئيس بري في هذا الموضوع، وأعتقد انّ الامور ستتضح اكثر من اليوم الى الاثنين”. أضاف: “إنّ السبب الاساس للحوار كان انتخاب رئيس جمهورية وتخفيف مستوى التوتر المذهبي القائم في البلد، ونحن حريصون بكلّ صدق على عدم حصول فتنة مذهبية في البلد، ويبقى الطرف الآخر، وأعتقد أنّ الصورة ستتظهّر أكثر من اليوم وحتى الاثنين المقبل”.
لقاء بري – المشنوق
وقالت أوساط بارزة في تيار “المستقبل” لـ”النهار” إن اللقاء الذي جمع بري ووزير الداخلية نهاد المشنوق أمس أبرزت رغبة مشتركة في الحفاظ على الاتصالات الحوارية وابقائها بعيداً من العواصف الكلامية الداخلية والاجواء الخارجية المتشنجة، بالاضافة الى ملء الوقت الضائع الرئاسي من خلال اعطاء دفع جديد للعمل الحكومي وتلبية المتطلبات الحياتية للناس.
– أعلن المشنوق من عين التينة أنّ “الجوّ سيكون من الآن إلى الاثنين المقبل إيجابياً ويَسمح بإتمام الحوار، لأنّ رغبة الرئيس سعد الحريري أيضاً هي رغبة تهدئة وليست رغبة تصعيد في مسألة الحوار”.
صمت “حزب الله”
إلى ذلك، لفتَ “الجمهورية” و”اللواء” امس خُلوّ بيان كتلة “الوفاء للمقاومة” بعد اجتماعها برئاسة رئيسها النائب محمد رعد من أيّ حديث عن موضوع الحوار الثنائي، حضوراً أو مقاطعةً، بل اكتفى بمواصلة الهجوم على السعودية على خلفية إعدام الشيخ نمر النمر وعلى التنويه بعملية “حزب الله” الأخيرة في مزارع شبعا المحتلة، التي وضَعها “ضمن سياق تكريس معادلة الردع مع العدوّ الاسرائيلي”.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر قيادية بارزة في “8 آذار” مطلعة على أجواء “حزب الله” لـ”اللواء” ان الحزب لن ينسحب من الحوار مع “المستقبل” تحت أي اعتبار عملاً بمبدأ مد اليد وعدم قطع جسور التواصل مع شركائه في الوطن.
انسداد كلي للأفق الرئاسي!
تجاوز الموعد الـ36 لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 8 شباط المقبل، وفق “النهار”، اي بعد شهر تماما، الاطار الرمزي لأطول تأجيل للجلسة الانتخابية دشنت به السنة الجديدة منذ نشوء ازمة الفراغ الرئاسي، الى الاطار العملي للمعطيات القاتمة التي تطبق على هذه الازمة بعد اصابة المبادرة الاخيرة التي طرح فيها اسم النائب سليمان فرنجية للرئاسة بنيران التعطيل والانسداد كسابقاتها من المبادرات.
وبدا واضحاً لـ”النهار” ان رئيس مجلس النواب نبيه بري رحل الجلسة الـ36 الى فترة شهر بعدما عكست الجلسة الـ35 مستوى التراجع الكبير اللاحق بالملف الرئاسي بين امعان المعطلين في تعطيل النصاب وتراجع الحضور النيابي أمس الى 36 نائباً فقط.
وكشف تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وفق “اللواء”، والتي لم يحضرها أكثر من 36 نائباً، إلى 8 شباط المقبل، أن الاستحقاق الرئاسي بات في الثلاجة، وهذه العبارة ترجمها أحد النواب الذي أعرب عن حشيته من أن نصل يوماً يصبح فيه عدد الدعوات لجلسات الانتخاب أكثر بكثير من عدد النواب الذين ينزلون إلى البرلمان لتلبية هذه الدعوات وزاد على ذلك بالتأكيد على ان الانتخابات الرئاسية ستبقى في الثلاجة إلى ان يذوب الثلج الإقليمي والدولي وتظهر ملامح التسوية للمنطقة والتي لم يبدأ بعد الاعداد لها في مطابخ دول القرار. ولاحظ هذا النائب ان الجلسة 34 التي كانت مقررة أمس، لم تكن أفضل مما سبقها من جلسات منذ ترك الرئيس ميشال سليمان قصر بعبدا، ومن غير المنتظر أن تكون الجلسة رقم 35 التي حددت في 8 شباط المقبل مثمرة طالما أن المشهد الإقليمي والدولي على حاله من التعثر، وهو ما يعني ان هذا الاستحقاق بات مستوطناً في “مربعه الأول”.
عون وجعجع.. البحث عن تصور مشترك رئاسياً
إلى ذلك، وفيما كثرَت التكهّنات في الآونة الأخيرة حول زيارة قريبة لرئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون إلى معراب، علمَت “الجمهورية” أنّ الكلام عن هذه الزيارة شأنٌ تفصيليّ، إذ إنّ الأساس بالنسبة إلى الرابية، هو الوصول إلى تصَوّر مشترَك، وهذا ما يجري العمل على إنضاجه راهناً.
وتحدثت مصادر “اللواء” عن احتمال عقد لقاء بين عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وكشفت مصادر في تكتل “الاصلاح والتغيير” أن الرجلين، أي عون وجعجع، تواصلا هاتفياً خلال فترة الأعياد، مشيرة إلى أن لا شيء يحول دون عقد لقاء بينهما، لكن لا شيء محسوماً بالنسبة لموعد هذا اللقاء.
وأكدَت مصادر في “التيار الوطني الحر” لـ”الجمهورية” أنّ الاتصالات قائمة منذ “إعلان النوايا” بين الطرفين، وتَفعّلت خلال التنسيق الذي سَبق انعقاد الجلسة التشريعية ورافَقها وقانون استعادة الجنسية الذي أنجِز من خلال هذا التنسيق، ما فتحَ الباب واسعاً للطرفين امام محاولة توحيد مواقفِهما من القضايا الوطنية والاستراتيجية أكثر فأكثر. وعند تحريك الملف الرئاسي ظهرَت الحاجة الى استمرار التواصل، وبالتالي تستمر الاتصالات بين الرابية ومعراب للوصول الى إنضاج موقف حيال الملف الرئاسي.
في المقابل، لم تستغرب مصادر في “القوات” عبر “الجمهورية” الحديثَ عن زيارة عون الى معراب، وقالت إنّ “هذه الزيارة واردة في أيّ وقت، فانطلاقاً من التنسيق الجاري بيننا وبين “التيار الوطني الحر” من الطبيعي أن تكون زيارة الجنرال إحدى نتائجه”.
كتبت هيام القصيفي في “الأخبار”: الجنرال إلى معراب: “خرق رئاسي” بين عون وجعجع والحريري الخاسر الأكبر
تواصلت المفاوضات الجدية بين عون وجعجع، في شكل حثيث في الأيام والساعات الأخيرة، مباشرة وبالواسطة، فزار النائب ابراهيم كنعان معراب والتقى بجعجع مطولاً، فيما زار موفد جعجع الى الرابية، ملحم الرياشي، عون في حضور الوزير جبران باسيل وكنعان، الى جانب الاتصالات المكثفة والمستمرة بين هؤلاء. المفاوضات الثنائية التي تعمقت بعد لقاء باريس والتسوية التي حاول الحريري تسويقها بترشيح النائب سليمان فرنجية، باتت تتركّز على الملف الرئاسي، بعدما رسمت ورقة إعلان النوايا مساراً جديداً في العلاقة بينهما، وبات الحديث عن هذا الملف من دون مواربة، بل بصراحة وبحوار مكشوف.”تسوية باريس” التي أفشلها عون وجعجع، وضعت أمامهما تحديات كثيرة في مقاربة ملف الرئاسيات الذي دخلت عليه عوامل عدة بعدما انكشفت أوراق أطراف داخلية وسياسيين تموضعوا الى جانب الحريري في تسويته، إضافة الى الموقف العلني لحزب الله من بكركي ليس لجهة رفض التسوية الحريرية فحسب، وإنما أيضاً بالتمسك بترشيح عون وحده. كل هذه المعطيات كانت في صلب مفاوضات الطرفين وسط كم من الأسئلة والمشاورات حول كل ما يتعلق بالرئاسيات وبمستقبلها وحيثياتها وشروطها ومواقف القوى الأساسية منها. وبحسب معلومات “الأخبار”، فإن ما تحقق حتى الآن يعد خرقاً مهماً، يفترض إذا استمر على هذه الحال أن يتوّج بزيارة عون لمعراب. وإذا كان من الطبيعي أن تثير المعلومات عن احتمال لقاء عون وجعجع جلبة في الأوساط السياسية التي تواكب الرئاسيات، وسط تساؤلات عن إمكان أن يرشح جعجع عون رسمياً، وانعكاسات هذا الترشيح على قوى 8 و14 آذار، فإن الأكيد أن ما خلصت إليه المفاوضات الرئاسية في الأسابيع الأخيرة أسفرت عن نتيجة واحدة: خسر الحريري جعجع بعدما كان قد خسر عون، وهو أصلاً خاسر لحزب الله، ويزداد التشنج بينهما ولا سيما في ظل تدهور العلاقة السعودية ــ الإيرانية.
كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: إلى متى ينتظر عون الـ “نَعَم” من جعجع؟
سيكون الأسبوع المقبل موعداً، إذ سيظهر مدى استعداد القوى المسيحية، ولاسيما “التيار”، لتسهيل عمل الحكومة. فـ”التيار” سيساوم هنا للضغط على الجميع للذهاب إلى تبنّي ترشيح عون، متسائلاً: ما داموا جميعاً قد سلَّموا بالمبدأ، أيْ انتخاب رئيس من 8 آذار، فلماذا يُصار إلى انتخاب الماروني “الرقم 2” في هذا الفريق بدلاً من “الرقم 1″؟ ولماذا يرفض السعوديون و”المستقبل” تبنّي عون، ويقبلون بالشخصية المارونية الأكثر تشدّداً وارتباطاً تاريخياً بسوريا الأسد؟ وهل المسألة تتعلّق باستبعاد المسيحي الأكثر تمثيلاً، عن موقع الرئاسة، لغاية معيّنة وهي استضعاف هذا الموقع؟ سيُضطر عون إلى انتظار جعجع كثيراً، إذا كان يراهن عليه. وسيدوم الانتظار ما دام عون محتاجاً إلى مغازلة جعجع، وما دام جعجع يعلن أنه مستعدّ لـ”زواج ماروني” بعون… ولكن من دون تحديد أيّ موعد للعرس. وإذا تمّت زيارة “ردِّ الإِجْر” من الرابية لمعراب، فمن المؤكد أنها لن تنتهي بقول جعجع كلمة “نعم” لترشيح عون. إنّ احتمال لجوء جعجع إلى مفاجأة من هذا النوع كان يبدو ممكناً، من باب المناورة، عندما كانت المبادرة الرئاسية توحي للبعض بشيء من الجدّية في مراحلها الأولى. وأما اليوم، فإنّ جعجع لن يلجأ إليها بعدما تراجعت حظوظ المبادرة كثيراً. وهو لن يعود إلى المناورة بها إلّا إذا ارتفعت أسهم المبادرة من جديد.
مصادر ديبلوماسية تستبعد تأييد جعجع لعون
في هذا الوقت، قالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ”الجمهورية” و”اللواء” إنّها تستبعد أن يسير رئيس حزب “القوات” سمير جعجع بترشيح عون لرئاسة الجمهورية، بصفتِه رمزَ الخطّ الإيراني، في ظلّ بلوغ الاشتباك السعودي ـ الإيراني مستوى غيرَ مسبوق.
“الديار”: “8 آذار” لن تقبل مرشحاً الا عون بعد سقف فرنجية
يقول مصدر في “8 آذار” ان “14 اذار” سلّمت بأن مرشح رئاسة الجمهورية الذي سيتم انتخابه هو بمستوى الوزير سليمان فرنجية، وبعدما سلمت “14 اذار” بذلك، يقول المصدر لم تعد تقبل “8 آذار” الا بسقف من الوزير سليمان فرنجية واعلى وليس ادنى بمعنى انها لن تقبل بمرشح وفاقي، والمرشح الوحيد الذي تقبل به بعد انتهاء تسوية الحريري – فرنجية، ووقوف “حزب الله” في وجهها، ووقوف العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في وجهها لن تقبل “8 اذار” الا بالعماد ميشال عون وان توافق عليه “14 اذار” ليأتي رئيسا للجمهورية. وعون مخوّل من “8 اذار” ومن “حزب الله” مفاوضة القوى السياسية على طريقة الحكم في المرحلة القادمة.
ويقول مصدر “الديار” ان تسوية سليمان فرنجية – سعد الحريري انتهت وليس كما يقولون انها في الثلاجة، بل بالنسبة لنا انتهت ولن نقبل بالثنائية التي تم الاتفاق عليها ان يكون الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية والرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة لان سعد الحريري سيكون بيده كل السلطات كرئيس للحكومة في ظل الطائف. اما مع العماد ميشال عون وفي ظل شعبيته المسيحية وعدد النواب الذي يستطيع استقطابهم ويشكلون شبه أكثرية، وبعد حصول انتخابات نيابية على قاعدة النسبية فان عون كرئيس للجمهورية قادر على الحكم في ظل الطائف، ولكن وفق أسلوب جديد غير الأسلوب الذي اتفق عليه فرنجية والرئيس سعد الحريري. فعون ليس على علاقة مع السعودية كما فرنجية، كذلك فان عون ليس على علاقة تسمح للحريري بأن يكون رئيسا للحكومة، بل ان عون سيأتي برئيس حكومة آخر، او يكون الحريري مكبّل اليدين في ظل حكم عون. ولذلك يذهب المصدر في “8 اذار” ليقول: ارادت 14 اذار ان تنصب فخاً لنا عبر ترشيح فرنجية، لكنها وقعت هي في الفخ، وسلمت بمرشح من “8 آذار”. وبعد فرنجية لم يعد لدينا الا مرشح واحد هو عون، وان الأيام هي امام فرنجية ليصبح رئيسا لاحقا، اذا كانت الظروف لصالحه، اما الان فلم نعد نقبل كحركة “8 آذار” الا بعون رئيسا للجمهورية.
ورأت “الديار” أن ما يجري التكلم فيه عن إحياء التسوية التي تمت بين فرنجية والحريري وكلام فرنجية ان الكيمياء كانت كبيرة وأصبحت كبيرة بينه وبين الحريري هو كلام مرفوض خاصة في ظل الخلاف الحاصل بين الحريري والسيد حسن نصرالله حول الموقف من إعدام الشيخ النمر النمر. وفي ظل الصراع بين حزب الله والسعودية وما يقوم به الحريري من دفاع عن السعودية ورد على نصرالله، فان الحريري لن يأتي رئيسا للحكومة، بل الأكثرية ستكون مع عون، وسيتم ترشيح على الأرجح الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، خاصة بعد انتخاب عون رئيسا للجمهورية، ويكون باستطاعته جذب 65 نائباً هم مجموعة “8 اذار” والنواب الذين سينقلبون ويمشون في مسار عون بعد ان يصبح رئيسا للجمهورية.
ومن هنا، لم يعد الكلام جائزاً وفق “الديار” عن ان تسوية الحريري مع فرنجية هي في الثلاجة بل هي انتهت نهائياً وتبلغت الأطراف وحتى الرئيس نبيه بري قال منذ 10 أيام ان التسوية انتهت ولم يعد امامنا الا عون رئيسا للجمهورية. كذلك الأمير طلال أرسلان بات يعرف تماما الجو السوري الذي يريد عون رغم الصداقة الكبرى بين الرئيس بشار الأسد وفرنجية. لكنهم يفضلون في هذه المرحلة عون، نظرا لصلابته في وجه السعودية، وفي وجه الحريري الذي لا يستطيع ان يحكم كما يريد عندما يكون عون رئيسا للجمهورية.
ويقول المصدر في “8 اذار” لـ”الديار” ان عون مع المسيحيين الذين يؤيدونه والشيعة وقسم من الدروز وقسم من السنّة، فانه يمثل 60 في المئة من الشعب اللبناني، ويكون متفوّقا على رئيس الحكومة، التي اهتزت علاقته مع حلفائه المسيحيين، حيث ان الحريري اصبح هنالك صدمة لدى جعجع منه، لانه رشح فرنجية دون ان يسأله، كما ان الرئيس امين الجميل اصابته النقزة عندما رشح الحريري فرنجية ولم يسأل عنه، وبالتالي بعد استهلاك مرحلة فرنجية وموقف التسوية التي انعقدت بين الحريري وفرنجية فلم يعد الا عون لرئاسة الجمهورية، والحديث عن مرشح وفاقي غير وارد كلياً عند “8 اذار” وعند “حزب الله” بالتحديد.
والحل وفق “الديار” إما لا رئاسة جمهورية، واما عون رئيسا للجمهورية، وليس من حل وسط. ذلك ان 14 آذار لم يعد عندها عذر من رفض عون بعدما وافقت على فرنجية من 8 اذار وعون هو من 8 اذار ومؤيد من حزب الله ومن الرئيس بشار الأسد مثل فرنجية، لا بل مؤيد من حزب الله اكثر، وبالتالي لن يتخلى حزب الله عن عون مرشحا للرئاسة والا سيشهد لبنان خرابا رئاسيا طويلا لحين قبول 14 اذار عون رئيسا للجمهورية. وينهي المصدر في “8 اذار” كلامه بأن حركة المنطقة هي لصالحنا، وان ما يحصل في سوريا قد قلب الموازين وأصبحت 8 اذار في لبنان اقوى من الأول، نتيجة تحسن وضع نظام الأسد عسكريا وميدانيا، ونتيجة تراجع الوضع السعودي التركي القطري في سوريا، وبالتالي، ستجد 14 اذار نفسها مفككة وقد يؤيد جعجع عون لرئاسة الجمهورية، وليس بعيدا ان يؤيده جنبلاط لانهاء المشكلة في البلاد، ويلعب هذا الدور الرئيس نبيه بري مع الوزير وليد جنبلاط لاقناعه عون مع مراعاة جنبلاط بشأن قانون الانتخابات على أساس تحديد المناطق كي لا تؤثر النسبية على نتيجة الانتخابات في الشوف وعاليه. وعندها يمشي جنبلاط عون رئيسا للجمهورية، وتصبح الأكثرية كلها تؤيد عون رئيسا للجمهورية، ولو وضع تيار “المستقبل” فيتو على عون، فانه سيكون معزولاً مسيحيا ودرزيا وشيعيا، وقسم من السنّة. وبالتالي، الأيام ستثبت لـ”14 آذار” انهم اضاعوا وقتاً طويلا في عدم تأييد عون الى ان وصلوا في النتيجة الى تأييده رئيسا للجمهورية.
كتب عوني الكعكي في “الشرق”: لا حرب ولا سلم
يوماً بعد يوم يتبيّـن، كما يقولون، بالعين المجردة وبالإثبات الدامغ انّ “حزب الله” لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية وذلك لأسباب جوهرية بالنسبة له وهي: أولاً- لا يريدون رئيساً يسألهم ماذا تفعلون في سوريا؟ ومن أعطاكم الإذن بالذهاب الى سوريا؟ ولماذا تورطون لبنان بالحرب الأهلية السورية؟ ولماذا على لبنان أن يكون طرفاً في تلك الحرب؟ ثانياً- لا يمكن لأي رئيس جمهورية أن يقبل بوجود فريق مسلح تابع لدولة غير الدولة اللبنانية، ذلك أنّ سلاح “حزب الله” تابع لولاية الفقيه وقد أعلن سماحة السيّد غير مرة أنه جندي في ولاية الفقيه. ثالثاً- عندما يُسحب السلاح من “حزب الله” سيعود حزباً لبنانياً طبيعياً وليس حزب السلاح. رابعاً- يتمسكون بالحجة بأن سلاح “حزب الله” هو سلاح مقدّس ولا يُسمح لأحد بأن يتكلم به قبل تحرير كامل الاراضي اللبنانية وفلسطين والقدس. إنّ طرح الرئيس الحريري الوزير فرنجية أحرج “حزب الله” الذي أخذ يتحدث عن تمسّكه بالجنرال ميشال عون… وهنا أوجّه سؤالاً الى الجنرال عون: هل تصدّق يا جنرال أنّ «حزب الله» متمسّك بترشيحك؟ أكيد كلا! والتاريخ يثبت ذلك، دعنا نذكّرك بانتخابات الرئيس السابق ميشال سليمان، ألم يقولوا لك إنك مرشحهم، فلماذا تخلّوا عنك يومها؟!. اليوم نحن نعيش حال لا حرب ولا سلم وأنّ مبادرة الرئيس الحريري مجمّدة ولهؤلاء القول إنّه لا بد من عودة الى مبادرة الرئيس الحريري وأنّه في الأيام الآتية سوف نكون أمام خيارين: الاول- عودة مبادرة الرئيس الحريري بزخم. الثاني- مرشح توافقي. والأيام الآتية سوف تؤكد ما نقوله اليوم.
كتب وليد شقير في “الحياة”: هجوم “حزب الله” على الحريري يوازي إسقاط حكومته عام 2011 وإحباط س- س
يرى العديد من الأوساط القيادية المراقبة لوتيرة انعكاسات التصعيد في الصراع الإيراني -السعودي على لبنان «أننا دخلنا مرحلة جديدة لها تداعياتها على الوضع الداخلي والعلاقات بين الفرقاء اللبنانيين». ويعتقد مصدر سياسي بارز أن لبنان بات محكوماً بمجريات هذا التصاعد في الصراع أكثر مما كان قبل محطته الأخيرة المتعلقة بمضاعفات إعدام السلطات السعودية الشيخ نمر النمر بناء على قرار قضائي، والاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد والذي أعقبه قطع السعودية وعدد من الدول الخليجية العلاقات الديبلوماسية مع إيران ووقف الرحلات الجوية إليها وكذلك التعامل التجاري. ويشترك المصدر نفسه مع أوساط سياسية متعددة في تشبيه رفض «حزب الله» عودة الحريري ورئاسته الحكومة العتيدة، بقرار إزاحته عن رئاسة الحكومة مطلع عام 2011 الذي جاء نتيجة تأزم إقليمي، عنوانه فرط مفاوضات «السين-سين» بين الرياض ودمشق، بقرار من طهران في حينها، بعد قرار خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آنذاك الانفتاح على سورية وطي صفحة الخلافات. وأعقب ذلك غياب الحريري عن البلد منذ ذلك التاريخ إلى الآن، خصوصاً أن ما حصل أدى إلى العودة عن اتفاق الدوحة الذي عقد في 2008 ونص على عدم الاستقالة من الحكومة وفرطها، مقابل حصول تحالف قوى 8 آذار على الثلث المعطل فيها. وتقضي المقارنة بين الحالتين الإشارة إلى أن التصعيد الإيراني ضد السعودية أطاح حتى إشعار آخر الحوار «الخجول « الذي كان بدأ بين الدولتين عند لقاء وزيري خارجية البلدين السريع في فيينا قبل زهاء شهرين، والذي تردد أنه شمل تحييد لبنان عن الخلاف بينهما.
“التيار العوني” يغازل الحريري
بدا لافتاً لـ”النهار” ان وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب أعرب عن رفضه كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد عن عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان. وقال لبرنامج “كلام الناس” إن الحريري هو من يقرر ما اذا كان يريد العودة الى لبنان و”كما لا نرضى التهميش لانفسنا لا نرضاه لغيرنا ولا نقبل ان يمارس على الحريري ما مورس علينا سابقا من منع العودة الى لبنان”.
كتب اميل خوري في “النهار”: هل يكرّر عون خطأ التمسّك بترشيحه فيأتي مرّة أخرى رئيس من خارج 8 و14؟
ليست هي المرّة الأولى التي تدفع فيها البلاد ثمن تمسّك عون بمواقفه. فعندما وقعت “حرب الالغاء” لم تنفع معه كل المساعي لتجنّب تلك الحرب لأنه لن يكون فيها رابح بل خاسر واحد هو الشعب اللبناني، وتحديداً المسيحيون، بدليل أن قادتهم لم يستطيعوا الاحتفاظ بصلاحيات رئيس الجمهورية عندما تقرّر تقليصها في مؤتمر الطائف. ولم تنفع معه محاولات ثنيه عن خوض معركة “التحرير” في وقت كان الرئيس حافظ الأسد في أوج قوته داخلياً وخارجياً، ولا أحد من الدول بما فيها أميركا واسرائيل تريد خروج القوات السورية من لبنان لأن الوضع الأمني فيه كان لا يزال في حاجة إلى وجودها حتى خلافاً للمدة المحدّدة في اتفاق الطائف. ولم تنفع معه أيضاً كل المحاولات والمساعي ليوافق على تسليم سدة الرئاسة للرئيس المنتخب رينه معوض بعدما كان عون أقدم على حل مجلس النواب بعد منتصف الليل ليحول دون انتخاب أي رئيس للبنان ظناً منه أنه يستطيع أن يبقى هو وليس سواه في قصر بعبدا. وعندما تلقّى تهديداً بضربة عسكرية سورية تخرجه منها، فلا يظل الرئيس الياس الهراوي الذي انتخب بعد اغتيال معوض يقيم في مبنى بالاعارة، جاءه صديق ونصحه بمغادرة القصر طوعاً بعد أن يوجه الى الشعب اللبناني بياناً يكشف فيه حقيقة ما يواجهه، وحرصاً منه على حقن الدماء، لكن العماد عون قرّر التصدّي للضربة العسكرية السورية بقصف مدفعي علّه يحول به دون دخول الجيش السوري الى قصر بعبدا والى وزارة الدفاع. وعندما قال له صديقه ماذا تفعل لو أن سوريا استخدمت الطيران، فأجاب أكون قد خسرت (….). والسؤال المطروح هو: كيف سيتصرّف العماد عون بعدما ألقى “حزب الله” عليه مسؤولية اتخاذ القرار الذي يريد؟ فإن هو ظل متمسكاً بترشيحه”. إن لبنان الذي كان العماد عون يصفه بـ”العظيم” يستحق منه التضحية لا التضحية به، وان استعادة حقوق المسيحيّين تبدأ برئاسة الجمهورية.
مجلس المطارنة: لبنان يحتاج إلى حوار عميق
ومع انسحاب الشغور الرئاسي على السَنة الجديدة التي لم تحمل بدايتُها أيّ بشائر إيجابية، تابَع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وفق “الجمهورية” مساعيَه لإبقاء ملف رئاسة الجمهورية ضمنَ الأولويات وعدم دخوله مجدّداً مرحلةَ النسيان، وترَأسَ اجتماعَ مجلس المطارنة الموارنة، الذي أكّد في بيانه الشهري أنّ “لبنان يحتاج إلى حوار عميق، بسبب الأزمة السياسية التي تُفكّك الدولة، والتي لم يعُد ينطلي على أحد ما يَعتمل فيها من عناصر هي امتداد للصراع القائم في المنطقة”.
– شدّد على أنّ “المدخل الى هذا الحوار يكون بالتقيّد بأحكام الدستور والميثاق الوطني في انتخاب رأس للدولة، ما يحَصّنها في وجه الانهيار الذي يهدّدها”.
– لفت الى أنّ “استمرار الإبطاء في إتمام هذا الواجب الدستوري، يفسِح في المجال لتفسيرات لا تقف عند حدّ التأزّم السياسي والنزاع بين فريقين، بل تصل إلى حدود التساؤل عن مرامي هذه الأزمة، في ما يتعلّق بمستقبل الجمهورية ومصيرها”.
– اعتبر أنْ “لا مصلحة لأحد في اللعب بمصير الجمهورية، في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ المنطقة والعالم. ولذلك لا بدّ من التعامل بجدّية مع أيّ مبادرة في هذا الشأن”.
حوار “الكتائب” – “حزب الله” ينطلق الأسبوع المقبل
أكّدت مصادر نيابية لـ”الجمهورية” أنّ لقاءً جمعَ رئيس كتلة نواب “الكتائب” النائب إيلي ماروني وعضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فيّاض في إحدى قاعات المجلس النيابي أمس، على هامش مشاركة الأوّل في الجلسة التي كانت مخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية، والثاني الذي لم يقترب من القاعة العامّة للمجلس حيث تجمّع نوّاب قوى “14 آذار”، وتداوَلا في استئناف الحوار بين الطرَفين والظروف المؤاتية لـ”يقَلّع” مجدّداً من حيث انتهى إليه في المرحلة السابقة. وعلمَ أنّ الأسبوع المقبل سيشهد أوّل جلسة للحوار بينهما.
عودة كاغ بـ”غَلّة مهمّة”
في مجال آخر، عادت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيّدة سيغريد كاغ أمس الأوّل من زيارتها الرسمية الى الرياض بعدما التقَت وزير الخارجية السعودية عادل الجبير وبعضَ المسؤولين السعوديين الكبار، ولا سيّما منهم المعنيين بملف المساعدات الخارجية والمؤسسات المانحة لوكالات الأمم المتّحدة المتخصّصة بشؤون الإغاثة واللاجئين.
وفي وقتٍ تَكتّمَت مصادر أمميّة وفق “الجمهورية” على نتائج لقائها مع الجبَير، فإنّ كاغ نَقلت حصيلة زيارتها التي وُصِفت بأنّها “غلّة مهمّة وإيجابية” الى رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل، خصوصاً على مستوى القضايا المتصلة بـ”الأمن وترسيخ الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في لبنان والإطار الاقليمي”، إضافةً إلى التحضيرات الجارية لمؤتمر المانحين المقبل والخاص بالأزمة السوريّة وتداعياتها على لبنان وتحديداً على مستوى حجم اللاجئين والكِلفة الباهظة المترتّبة على لبنان والتي تفوق قدراته الداخلية.
وإذ تحدّثَ البيان الرسمي الصادر عن مكتب كاغ عن لقاءٍ جَمعَها بالرئيس سعد الحريري في السعودية، علمت “الجمهورية” أنّه تخَلل هذا اللقاء بحثٌ في مختلف القضايا اللبنانية الداخلية، ولا سيّما منها مساعيه لحلّ الأزمة الرئاسية، ومصير مبادرته والظروف التي أدّت إلى تجميدها، واستمعَت كاغ إلى تفاصيل جديدة تتّصل بها.
ايران ترفض فصل لبنان
إلى ذلك، قالت مصادر “النهار” إن الاتصالات الديبلوماسية الدولية – الاقليمية لم تحرز تقدماً في الحصول على إلتزام إيراني لفصل الساحة اللبنانية عن الصراع الحالي في المنطقة.
مجلس الوزراء: سلام يوجه الدعوة لجلسة الأسبوع المقبل
في ملف تفعيل العمل الحكومي، نقل وزير الاعلام رمزي جريج وفق “النهار” عن رئيس الحكومة تمام سلام اتجاهه الى توجيه الدعوة اليوم أو غداً الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد الأسبوع المقبل، على ان يرفق الدعوة بجدول أعمال من بنود تعتبر الأكثر الحاحاً من البنود المتراكمة والتي لها علاقة بتسيير شؤون والناس.
وعلمت “النهار” من مصادر وزارية ان الموعد لجلسة لمجلس الوزراء سيكون قبل ظهر الخميس المقبل، مشيرة الى أن رئاسة الوزراء كانت امس خلية لقاءات وإتصالات تحضيرا للجلسة التي يريدها الرئيس سلام، كما أبلغ المتصلين به، لا “جلسة فشة خلق” بل جلسة منتجة بمشاريع القوانين والمراسيم التي تمثل أولوية لدى الناس وتسدّ النواقص في مؤسسات الدولة لتصبح فعّالة في خدمة المواطنين.
وقالت مصادر “النهار” إن العقدة ما زالت في المواضيع الامنية التي ستتضح معالمها في الحوار النيابي والحوار الثنائي بين “المستقبل” و”حزب الله” الاثنين. ومع إبداء سلام إرتياحه الى الاتصالات، فإنه ما زال حذراً حيال اتخاذ أية خطوة قد تكون ناقصة في بداية السنة الجديدة وسط الجو المحموم حاليا.
وحرصت مصادر السراي الحكومي على التأكيد لـ”اللواء” أن البنود التي يعمل على إدراجها على جدول الأعمال هي بنود غير خلافية وذات أهمية قصوى بالنسبة لتسيير شؤون المواطنين الذين توقفت أعمالهم بسبب الخلافات الوزارية. وقالت أن الدفع الذي مارسه الرئيس نبيه برّي باتجاه تفعيل العمل الحكومي بعد تجميد التسوية الرئاسية سيساهم في تحريك العجلة الحكومية بالحد الأدنى من قوّتها، بحسب تعبير أحد الوزراء الذي أوضح أن الرئيس سلام سيحاول السير بين النقاط لإنجاح الجلسة الأولى، لعلّها تكون جلسة مثمرة وتكون بداية لحل الأمور الحياتية الأساسية والضرورية، وفاتحة لعقد جلسات مقبلة لإقرار معظم البنود المكدسة منذ أشهر، في ظل استمرار الفراغ الرئاسي والتأزمات الإقليمية المحيطة.
وقالت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” إنّ سلام تلقّى نصيحة من بعض العاملين على خط إحياء العمل الحكومي بعَدم الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء قبل التفاهم مع أصحاب الملاحظات على آليّة العمل الحكومي، مخافة ان لا تكون جلسة منتِجة في ظلّ الخلاف القائم على تصنيف البنود الضرورية وغير الضرورية التي تعنى بشؤون الناس كما يصَنّفها هو. وذكرَت أنّ بري لم يتبَلّغ حتى الساعات الأخيرة بأيّ جديد إيجابي في ما خصَّ مساعيه لعَقد الجلسة الحكومية ولم يتبَلّغ لا مِن “حزب الله” ولا مِن “التيار الوطني الحر” ملاحظاتهم على مسعاه، كما أنّ النائب وليد جنبلاط رفضَ الدخول في أيّ وساطة جديدة حول هذا الموضوع بعد فشَل مساعيه السابقة والتي فُسِّرت على غير ما أراده. إلّا أنّ المصادر أكدت أنّ سلام سيدعو الى الجلسة الحكومية، أياً كانت الملاحظات، وهو لن يناقش أحداً في هذا الموضوع، باعتبار أنّ ما سيقوم به رهنٌ بالصلاحيات التي لديه، وهو أمرٌ لن يؤدّي إلى جلسة منتِجة، ذلك أنّ عدداً مِن الوزراء المسيحيين قد ينضمّون الى تسجيل مزيد من الملاحظات على أدائه، في ما يمكن تسميته تجاوُز حدّ السلطة الممنوح له في ترتيب جدول الأعمال أو اختصار الموقف الحكومي بموقفه، مثلما جرى في شأن “التحالف الإسلامي” في شأن مكافحة الإرهاب، والذي أدّى إلى تعطيل كلّ المساعي الخاصة بالموقف الرسمي من هذا التحالف الذي أعلنَته الرياض.
ووفق معلومات “8 آذار” لـ”اللواء” فإن “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” لم يحسما موقفهما من المشاركة في الجلسة، وأن الاتصالات جارية بين الرابية وحارة حريك لتقرير مسألة المشاركة أو عدمها. لكن المصادر قالت أن الموقف لا يمكن أن يتبلور قبل توجيه الدعوة إلى الجلسة وجدول الأعمال.
كتب غاصب المختار في “السفير”: هل يدعو سلام لجلسة الأسبوع المقبل؟
حتى مساء أمس، لم يتم توجيه الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، فيما التوقّعات ترجح أن يعمد الرئيس تمّام سلام إلى توجيه الدّعوة خلال اليومين المقبلين لعقد جلسة يوم الاربعاء أو الخميس من الاسبوع المقبل. ومن المفترض أيضاً أن يكون جدول أعمال الجلسة محدوداً وغير خلافي، لكنه يلبّي بعض المتطلبات الأساسية، مثل القضايا المالية ومراسيم قبول استقالات وإحالة على التقاعد وصرف اعتمادات للرواتب في القطاع العام وبعض الاتفاقيات الضرورية. وأشارت مصادر وزارية مواكبة إلى أنّ الاتّصالات والمساعي لا زالت مستمرة للاتفاق على جدول اعمال الجلسة، ولا سيّما من قبل تكتل “التغيير والإصلاح”، فيما شدّدت مصادر وزارية في “تيار المستقبل” على أنّه “لم يعُد يجوز ربط انعقاد مجلس الوزراء وانتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل مجلس النواب، بما يجري في المنطقة”. وتضاربت المعلومات حول ما إذا كان سيتمّ طرح موضوع إجراء مناقصات جديدة لعقود تشغيل الهاتف الخلوي بعد التمديد لشهر واحد فقط للشركتين المشغلتين حالياً. ورأى بعض الوزراء أنّه من الضّروري أن يتّخذ مجلس الوزراء قراراً بذلك، فيما لفت آخرون الانتباه إلى أنّ الخلافات السياسيّة الإداريّة والتقنيّة حول الملف تؤخّر طرح الموضوع.
على طاولة الحوار
وعلى رغم الاجواء الايجابية مبدئيا من حيث تفعيل العمل الحكومي، يبدو لـ”النهار” ان اكثر من فريق ينتظر نتائج اعادة اثارة هذا الملف في جولة الحوار الوطني ليبني موقفه من التفعيل على أساس نتائج هذا الحوار.
ثوابت “التيار الوطني الحر”
وأبلغت مصادر في الفريق الوزاري لـ”التيار الوطني الحر” “النهار” ان هذا الفريق لا يزال يطرح الثوابت نفسها من العمل الحكومي وهي احترام الدستور في غياب رئيس الجمهورية واتباع آلية عمل لا يكون فيها أي تفرد بالقرار، والتشديد على اعتبار التعيينات الامنية مطلبا اساسيا. وقالت: “لسنا في صدد اي عرقلة بل نحن مع تفعيل العمل الحكومي وتسيير شؤون الناس”. لكنها أضافت انه في انتظار الحوار الوطني الاثنين المقبل، لا يزال وزراء التيار يتمسكون “بملء الشغور في المجلس العسكري ومجلس قيادة قوى الامن الداخلي وهو الامر الذي لم يفاتحنا أحد فيه بعد”. وبرزت ليل أمس لـ”اللواء” ثلاثة شروط كشف عنها وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب أبرزها:
– التمسك بالآلية القديمة.
– إدراج مسألة تعيين أعضاء المجلس العسكري وقيادة قوى الأمن الداخلي على جدول الأعمال.
– عدم اتخاذ القرارات من دون الأخذ بعين الاعتبار مسألة الشغور وما يترتب عن ذلك من ضرورة توقيع كل الوزراء على القرارات.
المشنوق يبدأ مشاورات لإجراء الإنتخابات البلدية في موعدها
استرعى انتباه “النهار” اطلاق وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس التحضيرات الجدية لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها في ايار المقبل، اذ باشر مشاوراته مع القيادات السياسية بدءاً برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أيده في جهوده وشجعه على المضي فيها. وسيتابع المشنوق لقاءاته التي تشمل رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كما سيطرح موضوع الانتخابات البلدية في الحوار مع “حزب الله”.
ترحيل النفايات من “أسرار الدولة”.. ومصير 200 ألف طن مجهول!
أشارت “السفير” إلى ملفات أخرى يتعاظم اهتمام اللبنانيين بها، ولكنهم يفتقدون للمرجعية التي تتحمل المسؤولية وتلك التي تتولى الرقابة والمساءلة، ولعل أفدحها كيفية تعامل أهل السلطة مع ملف النفايات بوصفه من “أسرار الدولة”.
ولفتت “السفير” إلى أنه كان من المفترض ان يتم توقيع عقود ترحيل النفايات اليوم مع الشركتين اللتين تم التعاقد معهما، الا أن ترجمة العقود من الأجنبية الى اللغة العربية، من قبل مجلس الإنماء والاعمار، أرجأت التوقيع بعض الوقت، كما قال وزير الزراعة اكرم شهيب لـ”السفير” ليل أمس. الا أن ذلك لم يمنع الشركتين، بحسب شهيب، من دفع الكفالات البالغة خمسة ملايين دولار (كل واحدة 2٫5 مليون دولار)، وتوقع شهيب بدء عملية الترحيل نهاية هذا الشهر، اذا استمرت وتيرة التحضيرات نفسها.
في هذا الوقت، لا تزال الشركات وفق “السفير” تدرس كيفية تطوير معامل الكرنتينا والعمروسية لتوضيب هذه النفايات ونقلها. وقد يتم إدخال فرّامات جديدة وتطوير عملية توضيب البالات. اما المواد الكبيرة (العوادم) فسيتم الاستمرار في نقلها الى مطمر بصاليم ضمن عقد الجمع، كما أوضح شهيب.
وإذ لم يشأ شهيب الكشف عبر “السفير” عن بنود العقد مع الشركتين ولا الوجهة التي سترسل، علم من مصادر متابعة انه سيتم نقل النفايات المنتجة حديثا فقط (نحو 2500 طن يوميا) الى قبرص التركية والى دولة أوروبية، على الأرجح، وبالتالي، فان شروط العقد، لا تشمل تصدير النفايات التي تجاوز عمرها الـ45 يوما، مع العلم أن النفايات المتراكمة منذ حوالي ستة أشهر تقارب 200 ألف طن من دون حرق أو طمر. وهذه المسألة تطرح سؤالا مستقبليا حول كيفية التعامل معها، نظرا لحجمها الكبير، وخصوصا لجهة إيجاد حل بيئي مناسب لتخزين هذه النفايات بطرق آمنة بيئيا، إلى حين التوصل إلى حل لمعالجتها، فضلا عما تطرحه أسئلة العواصف والأمطار!
و”بدنا نحاسب” تقتحم “التفتيش المركزي”
إلى ذلك، اقتحم أمس، ناشطو حملة “بدنا نحاسب”، وفق “الحياة”، مبنى التفتيش المركزي (إدارة المناقصات) في بيروت بعدما كانوا يعتصمون خارجه طلباً لمحاسبة الفساد وتفعيل دور التفتيش، إلا أن القوى الأمنية منعتهم من إكمال طريقهم إلى الطبقة التي يتواجد فيها رئيس التفتيش المركزي ما أدّى إلى تدافع مع القوى الأمنية.
عقوبات أميركية على رجل اعمال لبناني
أعلن مكتب إدارة الأصول الخارجية في وزارة الخزانة الأميركية أن الوزارة فرضت عقوبات بحق علي يوسف شرارة المقيم في لبنان، وشركة “سبكتروم للاستثمار” ومقرها بيروت، بسبب ارتباطهما بـ”حزب الله”.
وفي بيان له، أفاد المكتب بأنه “أضاف شرارة والشركة الى قائمة الأشخاص والشركات المحظور على المواطنين الأميركيين الدخول في أعمال معهم”. وبحسب البيان، فإن شركة الاتصالات التي يرأس مجلس إدارتها شرارة لديها أعمال في الشرق الأوسط وغرب أفريقيا وأوروبا، وأن “شرارة متّهم بتلقي ملايين الدولارات من حزب الله بهدف استثمارها في مشاريع تجارية وتمويل حزب الله في المقابل”.
وقالت “الأخبار” إن هذه العقوبات هي الأولى منذ القانون الذي أقرّه الكونغرس الأميركي في كانون الأول الماضي، والهادف الى فرض عقوبات على المصارف المتهمة بتمويل “حزب الله”. وتقضي هذه العقوبات بتجميد أصول شرارة في الولايات المتحدة ومنع أي شركة أو مواطن أميركي من التعامل معه أو مع شركته.
ويقول البيان وفق “الأخبار” إن هذا القانون حظي بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهو يستهدف حزب الله وأولئك الذين يعملون على تسهيل نشاطاته في أي مكان في العالم. وتحدث البيان بشكل تفصيلي عن شرارة بصفته ليس فقط مسهلاً للاستثمارات التجارية بالنيابة عن حزب الله، بل أيضاً بأنه “عمل على مشاريع تتعلّق بالنفط في العراق، مع مسؤول في حزب الله يدعى أدهم طباجة، ومموّل آخر للحزب يدعى قاسم حجيج”، وكلاهما تمّ تحديدهما من قبل مكتب الخزانة الذي قال إن “طباجة تربطه علاقات مباشرة مع كبار المسؤولين في الحزب، وأن حجيج يسهّل الأنشطة المالية والتجارية للحزب، بما في ذلك فتح حسابات مصرفية نيابة عنه”.
أخبار متفرقة
استقبلَ رئيس مؤسسة الإنتربول الياس المر الأمينَ العام للإنتربول يورغن ستوك والمديرَ العام للوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا كيث بريستو، وجرى البحث في قضايا مكافحة الإرهاب، والتنسيق خلال العام 2016 لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. (الجمهورية)
رد المحقق العدلي في جريمة تغييب الإمام موسى الصدر، القاضي زاهر حمادة، وفق “الأخبار”، طلب إخلاء سبيل هنيبعل القذافي الموقوف لدى فرع المعلومات بجرم كتم معلومات متعلقة بالجريمة. الطلب المقدم من وكيلة القذافي المحامية بشرى الخليل بعد أيام على توقيفه مطلع الشهر الفائت، رد بسبب “طلب حمادة الاطلاع على ملف التحقيقات مع النائب السابق حسن يعقوب “بحسب مصادر قضائية”، علماً بأن يعقوب موقوف قيد التحقيق بجرم اختطاف القذافي. ولفتت المصادر إلى أن حمادة سيستدعي القذافي لاستجوابه فور وصول الملف إليه. ولمحت إلى تدخلات سياسية تقف خلف تمديد توقيف القذافي. تدخلات عكسها تعليق شقيق يعقوب، علي، على قرار حمادة قائلاً: “لا يجوز أن يطلق سراح القذافي ويبقى يعقوب موقوفاً. (الأخبار)
انشغل الرأي العام اللبناني، أمس، بقضية جوازات السفر اللبنانية التي لم تعد صالحة للسفر الى الخارج، الأمر الذي أدى الى حدوث ضغط بشري على مراكز الأمن العام، وخصوصا في بيروت، من أجل الحصول على جوازات سفر جديدة، ربطا بالموعد المحدد لبطلان التعامل مع هذه “الباسبورات” في العاشر من كانون الثاني الحالي. وقال مرجع أمني معني ان القضية مطروحة منذ شهور بناء على طلب من منظمة الطيران المدني (ايكاو)، يقضي بعدم قبول جوازات السفر المجددة، أو تلك التي لا تشمل صاحبها فقط بل ايضا مرافقيه، وبالتالي، صار لزاما على الأمن العام أن يصدر جواز سفر مقروءا آليا لمرة واحدة فقط. (السفير)
غادر مطار بيروت في يوم واحد حوالي 16 ألفا (6 ك2)، معظمهم من السوريين الذين كانوا يسابقون الزمن، قبل أن تقفل السلطات التركية حدودها البرية والبحرية والجوية أمام أي سوري لا يحمل تأشيرة دخول وذلك اعتبارا من منتصف ليل الخميس (امس) ـ الجمعة. ويطرح الاجراء التركي أسئلة حول مستقبل النزوح السوري ربطا بالتطورات السياسية والميدانية المفتوحة على شتى الاحتمالات، خصوصا وأن لبنان صار نسبيا دولة الجوار الوحيدة المرشحة لاستقبال اللجوء القسري برغم الاجراءات الحدودية المعمول بها منذ شهور عدة. (السفير)