قتل حسين همداني أحد القادة الكبار في الحرس الثوري الإيراني يوم الخميس الثامن من أكتوبر على يد قوات المعارضة السورية. وكان حسين همداني برتبة عميد وهو من القادة المعروفين في الحرس الثوري وحسب وكالة “سباه نيوز” لعب في السنوات الأخيرة دورا مفصليا في حفظ حرم السيدة زينت وتقوية جبهة المقاومة الإسلامية. وتدعي الوكالة أن همداني قتل علي يد إرهابیي داعش. وحددت وسائل الإعلام الإيرانية ريف حلب المكان الذي قتل فيه.
من إنجازات همداني القمعية التي جلبت له منزلة خاصة لدى مرشد النظام الإيراني علي خامنئي، دوره في قيادة فيلق محمد رسول الله في طهران خلال الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية في عام ٢٠٠٩. وكان للفيلق التابع للحرس الثوري والمسؤول عن ضبط الأمن في طهران دور بارز في قمع المحتجين في تلك الفترة. وكان يعمل تحت إمرة همداني العشرات من راكبي الدراجات النارية وقوات البسيج المسلحين الذين قتلوا العشرات من المحتجين وجرحوا المئآت واعتقلوا الآلاف. وهذه التصرفات الوحشية اُدرجت في ملف إنجازات همداني وجعلت له مكانة خاصة في نظام ولاية الفقيه.
وأعلنت الوكالات الإيرانية مقتل اثنین آخرین من قادة الحرس الثوري في ريف حلب «على يد العناصر التكفيرية» وهما فرشاد حسوني زاده وحميد مختاربند.
وتلت مقتل هؤلاء وخاصة حسين همداني ردود فعل واسعة في إيران ولم يكف المسؤولون الإيرانيون کیل المدیح لهمداني وسوف نورد ملخصا لردود الفعل هذه في هذا التقرير. لكن المهم في هذا المجال الأكاذيب التي يطلقها المسؤولون في النظام الإيراني عن دور إيران في التطورات السورية. وكانت بعض التقارير قد نشرت نقلا عن مصادر مخابراتية غربية وإقليمية أن الجمورية الأسلامية لم تكتف بالدعم المالي والعسكري واللوجستي لقوات النظام السوري بل أرسلت وحدات من الحرس الثوري وقوات البسيج إلي سوريا للمشاركة المباشرة في قمع إئتلاف معارضي الأسد. وكانت تقارير قد تحدثت عن اعتقال أو مقتل عدد من قوات الحرس الثوري في سوريا قبل التطورات الأخيرة لكن الجمهورية الإسلامية تصر دائما على أن دعمها لسوريا إنساني ويشمل المواد الغذائية والأدوية وتقدم دعما استشاريا لقوات الأسد في أبعد الحدود وتنكر مشاركة قواتها المباشرة في الحرب ضد معارضي نظام الأسد.
لكن الآن وبعد مقتل العميد حسين همداني واثنین من قادة الحرس الثوري في سوريا يتبين أن نظام ولاية الفقية كان يرسل وحداته العسكرية إلى سوريا فی السنوات الأخیرة. وقد أدرج الاتحاد الأوروبي اسم حسين همداني في قائمة العقوبات بسبب مشاركنة في قمع الشعب الإيراني.
ردود الفعل الواسعة
بعد مقتل حسين همداني أقيمت له جنازة بحضور مسؤولين كبار في النظام وقام الكثير منهم بمدحه والثناء عليه وأعلن القائد السابق لقوات الحرس الثوري أن همداني شارك في ٨٠ عملية عسكرية في سوريا منذ عام ٢٠١١.
وأصدر كل من رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ووزير الخارجية وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيرانية بياناتهم المنفصلة نعوا فيها مقتل حسين همداني.
وردود الفعل هذه تبين أهمية موقع همداني في النظام الإيراني وكان يعتبر أعلى قائد للحرس الثوري الإيراني في سوريا.
ووصف الرئيس حسن روحاني همداني بعنوان «القائد الشجاع في جيش الإسلام» الذي قتل «خلال مشاركته في الدفاع عن حرم أهل البيت ومهمته الاستشارية بهدف تقوية جبهة المقاومة الإسلامية».
ومدح رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الاهتمام الكبير الذي كان يبذله همداني في «الدفاع عن أهداف الإسلام والثورة والمرشد» وأكد أنه قتل في «مهمة الدفاع عن الحرم» على يد «عناصر داعش».
ووصف سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني همداني بـ «مالك أشتر الزمان» وأضاف «مما لا شك فيه أن الحرب الجاریة بلا هوادة ضد الإرهاب التكفيري سوف تشتد بعد إراقة هذه الدماء الزكية».
واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مقتل همداني بـ«خسارة كبيرة» وأضاف أن همداني كان حاضرا «بذكائه وجهده في المهمة الاستشارية في الحرب ضد الإرهاب والتطرف والاحتلال».
ونعى كل من وزير الدفاع الإيراني حسين همداني ونائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وعدد من نواب البرلمان وأئمة الجمعة حسين همداني أيضا. وزار سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، عدداً من قادة الحرس الثوري ومنهم قائد معسكر خاتم الأنبياء عبدالله عبدالهي عائلة حسين همداني في بيته.
وقال محسن رضائي الذي كان يشغل سابقا منصب القائد العام لقوات الحرس الثوري في جنازة همداني أنه ذهب إلى سوريا عام ٢٠١١ وأقام معسكرين في دمشق وحلب وشارك في ٨٠ عملية عسكرية.
وأضاف رضائي أن همداني أسس منظمة تشبه حزب الله اللبناني باسم «الدفاع الوطني» وضم «عشرات الآلاف من الشباب السوري في هذه المنظمة».
وقال رضائي في سياق حديثه عما كان يقوم به همداني: «لا يمكننا اليوم الحفاظ على أمننا في إطار حدودنا فقط لأن أمننا مرتبط بأمن المنطقة» وأضاف: «استشهد همداني في سوريا كي لا يصل اللاأمان إلى طهران. فلا يتساءل عدد من الناس عن سبب استشهاده في سوريا».
وقال رضائي: «إن انتصار السعودية والتكفيريين في سوريا والعراق واليمن سوف يعود بالعالم الإسلامي إلي ما قبل ١٥ قرناً».
وقبل هذا كان قد صرح سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني في جنازة حميد تقوي أحد القادة العسكريين الإيرانيين المقتولين في العراق: «إن لم يضحِ أمثال تقوي بدمائهم في سامراء فسوف تسيل الدماء في سيستان وأذربايجان وشيراز وأصفهان».
ودائما ما يصف المسؤولون الإيرانيون سوريا بأنها «الجبهة الأولى للمقاومة ضد إسرائيل وأمريكا».
وتتصارع إيران والدول العربية السنية في منطقة الخليج الفارسي منذ فترة حول الحرب الأهلية في سوريا واليمن ويعتبر عدد من المحللین إنها «حروب بالنيابة».