لأول مرة يؤكد مسؤول عسكري إيراني مضاعفة عدد العسكريين الذين ترسلهم بلاده إلى سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد باسم الدفاع “عن ضريح السيدة زينب” ويشرح تفاصيل مهمة هذه القوات هناك، حيث شاهدنا في الآونة الأخيرة تزايد عدد القتلى الإيرانيين خلال المعارك الدائرة في سوريا خاصة في الأسابيع القليلة الماضية وكان من ضمن القتلى قادة كبار في الحرس الثوري أبرزهم الجنرال حسين همداني.
وفي مقابلة له مع التلفزيون الحكومي الإيراني اعترف نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي أن “القوات الإيرانية متواجدة في ساحات القتال في سوريا”، ويأتي هذا التصريح خلافا لتأكيدات المسؤولين الإيرانيين بأن العسكريين الذين ترسلهم طهران إلى سوريا مهمتهم تقديم الاستشارات العسكرية فقط.
هذا وناقض سلامي نفسه بعد اعترافه هذا فتحدث عن تقديم الدعم الاستشاري لجيش الأسد وذلك لدى رده على سؤال حول أسباب تضاعف عدد القتلى الإيرانيين في سوريا مؤخرا فقال: “قبل عدة أشهر عندما بدأ النظام السوري إعادة بناء جيشه طلب منا زيادة الدعم الاستشاري.. ولهذا ضاعفنا عدد قواتنا في سوريا”.
وبرر سلامي تواجد العسكريين الإيرانيين في الخطوط الأمامية قائلا: “قواتنا متواجدة في ساحات القتال بغية التعرف على الميدان بهدف تقديم المساعدة بشكل أفضل، فهذه هي ثقافتنا حيث نكسب من خلالها المعرفة فإن لم نشاهد الميدان عن قرب لا يمكننا أن نعطي نصائح واستشارات مفيدة فمن هذا المنطلق نحن مرغمون على التواجد الميداني في ساحات القتال”.
وحول التغييرات الأخيرة التي طرأت على ساحات الحرب الدائرة في سوريا قال نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيرانية: “العملية البرية الكبيرة التي بدأها الجيش السوري بدعم جوي من الجيش الروسي أحدثت مستجدات تكتيكية قيمة” زاعما أن ذلك “سوف ينتج انتصارا استراتيجيا في الأيام القادمة” على حد تعبيره.
وحسب وسائل الإعلام الإيرانية فقد قتل في سوريا في الأسبوعين الماضيين ما لا يقل عن 20 من قوات الحرس الثوري في ريف حلب الجنوبي”.
وكانت وسائل إعلام غربية تحدثت عن تواجد حوالي ألفي عسكري إيراني في سوريا يشاركون قوات نظام بشار الأسد ومليشيات حزب الله اللبناني في الهجوم البري على مناطق المعارضة في الغرب السوري.
4 مستويات لمهام القوات الإيرانية في سوريا
وصنف حسين سلامي دور القوات الإيرانية في سوريا في أربع مستويات، الأول: المستوى الاستراتيجي. في هذا المستوى ندعم الشعب والحكومة والجيش السوري وننقل لهم خبراتنا ونعمل على إعادة بناء الجيش والقوات المسلحة السورية.
وأضاف: “الجيش السوري بحاجة إلى مكمل دفاعي وهو اليوم يتمثل بقوات التعبئة السورية وعلى أساس خبراتنا نقلنا التجربة الإيرانية إلى الجيش السوري وساعدنا في إنشاء قوات التعبئة السورية”.
وحول المستوى الثاني لمهام القوات العسكرية الإيرانية في سوريا صرح نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري قائلا: “على هذا المستوى نزود القادة العسكريين السوريين بخبراتنا واستشاراتنا ونعمل على تدريب القيادة العسكرية السورية على المستويات الوسطى وعلى هذا الأساس يتواجد بعض قادة الحرس الثوري للدعم التخطيطي والعملي للقادة العسكريين السوريين”.
وحول المستويين الثالث والرابع قال: “المستوى الآخر تكتيكي ويعمل قادتنا في مجال الدعم الاستشاري للقادة الميدانيين في الجيش السوري والمستوى الرابع هو المستوى الفني الذي هو الدعم اللوجستيكي والتسليحي للقوات السورية”.
واعتبر سلامي أن عدد القتلى من قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا ليس بكبير بل “يلاحظ بأنه أكثر من قبل” وأضاف: “عندما بدأ الجيش السوري بإعادة بناء نفسه حظي بمساعدة قوات من العراق وأفغانستان وشيعة باكستان ولبنان”.
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني ومن خلال ذراعه العسكري المعروف باسم فيلق القدس حشد ونظم وسلح شيعة موالين لطهران من أفغان (فاطميون) وباكستانيين (زينبيون) وعراقيين (مليشيات مختلفة) ولبنانيين (حزب الله) وزج بهم في الحرب الدائرة في سوريا تحت شعار الدفاع عن ضريح السيدة زينب إلا أن تواجد هذه القوات في كافة جبهات القتال تؤكد بأن الهدف هو الدفاع عن نظام بشار الأسد.