في الحادي عشر من سبتمبر الماضي احتفل المركز الاقليمي العربي في بيروت (الاونسيكو) بالذكرى السبعين لتأسيس الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي بحضور ممثلات عن المنظمات النسائية العربية الاعضاء في الاتحاد.
ومن بين تلك المنظمات جمعية المرأة البحرينية التي ومنذ اشهارها عام 2001 اخذت دورها وهو ما يؤكد على فعاليتها داخل وخارج البحرين اسوة بباقي المنظمات النسائية البحرينية التي تشهد حضوراً لافتاً.
جمعية المرأة البحرينية التي من أهدافها العمل على رفع المستوى الثقافي والاجتماعي والصحي للمرأة، ونشر الوعي الخاص بالحقوق الانسانية للمرأة، وتشجيع المرأة على الدخول في مجالات العمل المختلفة والانخراط فيها، والعمل على توجيه الشابات بتنمية قدراتهن الثقافية والاجتماعية لخدمة المجتمع البحريني اصدرت مجلة خاصة بهذه الذكرى، وهي مساهمة بالرغم من بساطة فكرتها وامكانياتها المتواضعة، الا ان مضمونها يكشف عن مدى التزام هذه الجمعية بقضايا المرأة اينما كانت، ويسلط الضوء على رائدات عربيات في قيادة الحركة النسوية الديمقراطية العالمية.
في افتتاحية الاصدار كلمة للسيدة ليندا مطر، منسقة المركز الاقليمي العربي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي تتساءل فيها: لماذا نحتفل بالذكرى السبعين على تأسيس الاتحاد؟ لماذا؟ علماً ان في العالم اتحادات وهيئات اجتماعية وسياسية كثيرة؟
تجيب: لان هذا الاتحاد انبثق من معاناة الشعوب في الحرب العالمية الثانية، هدفه النضال ضد الحروب والارهاب والعدوان.
وفيما يتصل بتأسيس الاتحاد تقول: انه في عام 1945 توقف المدفع وبقيت نتائجه مدمرة بشرياً واقتصادياً.
اما الذين كتب لهم النجاة من الموت بعد ان اهالهم ما نتج عن هذه الحروب من دمار وخراب ومن ضحايا وتشرد العائلات، قررت مجموعة من النساء الاوروبيات اللواتي كانت بلادهن مشاركة فيها، الاجتماع في باريس للبحث عن خطة من شأنها النضال ضد الحروب والعدوان من اجل ترسيخ الامن والسلام بين كل الشعوب، حضر هذا الاجتماع نساء من 12 دولة اوروبية، وكانت بين هذه المجموعة سيدة مصرية، الاستاذة سيرزا نبراوي المناضلة والمعروفة عالمياً.
وتحت عنوان الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في عامه السبعين تجد بوضوح ما هي الدوافع الحقيقية لتأسيسه في باريس عام 1945، ومن المفيد ذكره ان الهيئة الفرنسية المعادية للنازية هي وراء الدعوة لتشكيل الاتحاد الذي حدد مهماته وهي الدفاع عن حقوق نساء العالم في الحرية والعدل والديمقراطية ومساواة الرجال والنساء في الحقوق والواجبات، وعلى هذا الاساس انطلق في نضاله لانتشال المرأة من الغُبن الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي تعيشه وتحياه، ورغم كل الانجازات التي حققتها المرأة على صعيد حقوقها الا ان الكثير من عدالة قضيتها مازال يغط في خزي وعار تجليات المجتمعات الذكورية التي تختزل انسانية المرأة في تعاليم دينية وعادات وتقاليد بائدة ترجع للقرون الوسطى!.
اما فيما يتعلق بالوجوه المضيئة في الحركة النسوية الديمقراطية في العالم العربي يشير الاصدار إلى رائدات ارتبط نضالهن بنضال شعوبهن في الدول العربية من اجل الاستقلال الوطني والحرية والحداثة وانتصار افكار التقدم والتنوير، وفي العمل من اجل انخراط جماهير النساء العاملات في العمل الوطني، ومن اجل نيل حقوقهن في المساواة في فرص التعليم والعمل والمشاركة السياسية، ونبذ العادات البالية التي تعزل المرأة عن الانخراط في الشأن العام، وكسر القيود التي تعيق حريتها ومشاركتها، ويضيف: ولهؤلاء الرائدات اللواتي قدمن جل التضحيات يعود فضل كبير فيما بلغته المرأة العربية من تقدم وما انتزعته من حقوق، حيث ناضلن في ظروف قاسية وتعرضن للسجن والاعتقال والنفي والمحاربة في الرزق.
ومن الرائدات اللاتي توقف الاصدار عند حياتهن ونشاطهن والظروف التي عملن وناضلن فيها «انجي افلاطون» مناضلة من مصر ولدت عام 1924 كانت فنانة عملت في لجنة الدفاع عن الثقافة الوطنية التي ساهمت في تأسيسها وهي من مثقفي اليسار، و«سيزا نبراوي» من مصر، ولدت 1898، التحقت وعمرها 26 عاماً بالاتحاد النسائي، عرفتها الحركة الوطنية عام 1951 حين طالبت بتكوين لجنة مقاومة للوقوف في وجه العدوان على مصر عام 1956، و«فاطمة احمد ابراهيم» مناضلة من السودان ولدت عام 1933 ساهمت في تكوين الاتحاد النسائي في السودان واول نائبة برلمانية سودانية، ورغم التهديد والسجن في عهد الطاغية جعفر النميري الذي اعدم زوجها القائد النقابي الشفيع حمد الشيخ عام 1971 ووضعها في الاقامة القسرية لمدة عامين ونصف، الا انها واصلت نضالها، وفي عام 1991 اختيرت رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، و«نزيهة الديلمي» من العراق من مواليد 1923 مناضلة ومدافعة عن حقوق المرأة ومن مؤسسي «رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية» عام 1952 والمناضلة «ليندا مطر» من لبنان من مواليد 1925 حملت مخزوناً تاريخياً من النضال في بلدها وفي العالم العربي في سبيل الحرية والدفاع عن قضايا انسانية لتصبح رائدة في قضايا المرأة والمجتمع.