أسباب التدخل العسكري الروسي في سورية
كثر حذروا من مغبة التدخل الروسي في سوريا، وأنه سيزيد المشكلة ولن يحلها، مشكلة الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش»، ذريعة التدخل الروسي أصلاً.
وكثر حذروا من أن هذا التدخل الروسي لسوريا ربما سيوفر مناخًا متفاعلاً للتطرف والإرهاب، وتفشي الفكر «المتطرف» بأكثر نسخه تطرفًا، حتى الرئيس «المنظر» باراك أوباما قال ذلك.
لذلك لم يكن غريبًا صدور بيانات التجييش والتعبئة من قبل بعض الجماعات والأسماء الأصولية، والدعوة لمواجهة التدخل الروسي في سوريا. قبل أيام حرض 52 ممن يسمون بالدعاة في السعودية على «النفير» في سوريا لقتال القوات الروسية، ودعوة – حسب نص البيان – «القادرين جميعًا من خارج السعودية إلى تلبية نداء الجهاد» في سوريا والقتال إلى جانب الفصائل المتطرفة في سوريا لمواجهة القوات الروسية.
ومثل ذلك فعل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يتزعمه فقيه جماعة الإخوان يوسف القرضاوي. هذا بالضبط هو المتوقع من طريقة وأسلوب وخطاب التدخل الروسي في سوريا، فهو بطبيعته مستفز ومهيج.
لماذا؟ لأنه ليس لمحاربة «داعش» فقط، فـ«داعش» ثمة تحالف دولي يحاربها بالفعل، ولو كان لدى الروس نقد لفعالية هذا التحالف، فلتدخل فيه وتقويه، كما قال رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون.
تدخل الروس هو لنصرة بشار الأسد، وكل «محور الممانعة»، هكذا يفهم الناس الأمور في منطقتنا تجاه التدخل الروسي.
بعض ساسة الغرب يدرك ذلك، ولكن ما جدوى ذلك؟
قال روبرت فورد، السفير الأميركي السابق في سوريا في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية: «روسيا مهتمة بتعزيز جهود نظام بشار الأسد، أكثر من محاولة ضربها لـ(داعش)».
أما رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون فاعتبر في مقابلة مع «بي بي سي» أن الروس «يدعمون الجزار الأسد.. ذلك سيجعل المنطقة أكثر اضطرابًا، وسيقود إلى مزيد من التطرف وتصاعد الإرهاب».
وسائل الإعلام المناصرة لإيران وعملاء إيران في المنطقة، صارت تطلق على الرئيس الروسي بوتين لقب أبو علي، تحببًا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ذكرت وكالة «سحام نيوز» الإيرانية، أن القوات الإيرانية وعناصر حزب الله اللبناني يحضّرون لتنفيذ عمليات برية تحت إمرة القيادة الروسية. شئنا أم أبينا، نخشى أن يكون التدخل الروسي في سوريا بوابة لفصل دام من الحروب، وإنعاش كل الثقافة المتصلة بهذه الحروب.
هل تفجير هذه الحروب من مصلحة السلم العالمي؟
قدرنا مواجهة هذا، في ظل غيبوبة أميركا، قائدة العالم.