في مقاله “لو كان يعرف بوعزيزي هذه النتائج لما حرق نفسه” يصف الكاتب الفلسطيني الدكتور أحمد أبومطر الرئيس التونسي السابق “زين العابدين بن علي” بـ”زين الهاربين بن علي”، وهذا الوصف إجحاف بحق الرئيس التونسي السابق الذي غادر تونس إلى المملكة العربية السعودية. حيث روى الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي تفاصيل الساعات الأخيرة له في قصر قرطاج، الذي اضطر إلى مغادرته بـ”خدعة” عمدت إلى تصوير رحيله من تونس كأنه هارب. ونفى إعطاء الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين. ويقول إنه، في صباح 14 كانون الثاني/يناير 2011 حضر إلى مكتبه المدير العام المكلف بأمن الرئيس، علي السرياطي، ليعلمه بأن أجهزة مخابرات صديقة أكدت أن أحد أفراد الحرس الجمهوري مكلف باغتيال الرئيس. وكان الرئيس بن علي يفاخر بـ”الإنجازات” التي تم تحقيقها خلال فترة حكمه، ومنها تحقيق 5% نسبة نمو سنوية طيلة 20 سنة بدون انقطاع، وتحويل 80% من الشعب إلى الطبقة الوسطى، وخفض مستوى البطالة إلى أقل من 14%، إلى جانب إلزامية ومجانية التعليم، وشبكة الطرق السريعة وبناء المساكن الشعبية وغيرها من الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. بـ”الإنجازات” التي تم تحقيقها خلال فترة حكمه، ومنها تحقيق 5% نسبة نمو سنوية طيلة 20 سنة بدون انقطاع، وتحويل 80% من الشعب إلى الطبقة الوسطى، وخفض مستوى البطالة إلى أقل من 14%، إلى جانب إلزامية ومجانية التعليم، وشبكة الطرق السريعة وبناء المساكن الشعبية وغيرها من الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. (العربية نت 20 يونيو 2011). في حين أنقذ زين العابدين بن علي تونس من الدمار الذي حل بسوريا بسبب عدم سقوط الأسد. ولو كان بن علي بقى في الحكم، لكانت تونس الآن في وضع مشابه لسوريا. لكن مغادرته أنقذ تونس من حمام الدم والخراب والدمار.
وأمّا شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي كان الكثيرون يتهمونه بالفساد ويعتبرونه الدكتاتور والملك الجائر، وقف بجانب الشعب المصري في حرب أكتوبر عام 1973، وساندت قوات شاه إيران حكومة سلطنة عمان في القضاء على الحركات القومية واليسارية الإرهابية بين سنتي 1973 و1975.
وعكس محمد حسنين هيكل وبعض المشككين، قال الزعيم أنور السادات في حديثه مع صوت العرب: ” أريدك أن تعمل حسابك في أربعة مليون طن على سنة، ولا أريدهم فوراً. قال أنا موافق وبعث لي مثلما أنتم تعلمون، وبعد ذلك شحنوا لي مركبين. وبعد ذلك رفضوا كليتاً أن يبعثوا بترول. وتذكرون الله يرحمه شاه إيران، لما ما كان لدي احتياطي إلاّ لخمسة عشر يوم للقوات المسلحة وللبلد، ولو حصل أي معركة في ذلك الوقت كان القوات المسلحة تستهلك هذا الاحتياطي في ساعات، وكان لا البلد ولا القوات المسلحة بعد ذلك يكون عندهم بترول بعد ساعات. فشاه إيران الله يرحمه، أنا بعثت للإخوان العرب، لم يتأخروا بس طريقتهم هم ليس على بالهم، مرتاحين، ويوم قلت لهم لدي احتياطي لخمسة عشر يوم، يقولون لا يوجد مشكلة، ابعث الوزير وعلى مهله بعد شهر أو شهرين نبعث البترول. لكن هذه المعركة، لما بعثت لشاه إيران، اسحبوا المراكب من البحر لتتجه نحو الإسكندرية، المراكب التي كانت متجهة إلى أوروبا، حولها باللاسلكي على الإسكندرية. لأنه كان يعرف أن هذه معركة ولا تتحمل، و 15 يوم احتياطي، القوات المسلحة تستهلكه في ساعتين إذا جرت معركة. إذاً ماذا أعمل بعد ذلك؟ دباباتي وقواتي توقف، وحتى البلد كلها توقف، المخازن المخابز، محطات كهرباء، كل شيء يوقف. والقذافي قال لا يوجد لدي، بعدما تعهد بأربعة مليون طن في سنة. شاه إيران حوّل المراكب من البحر وبعث 600 ألف طن فوراً من الذين كانوا في البحر.
—————
رابط فيديو: صوت القاهرة – الرئيس أنور السادات يتحدث عن دعم شاه إيران لمصر أثناء حرب أكتوبر 1973:
—————
وكان الشاه يهدف الارتقاء بإيران إلى مصاف الدول الصناعية حتى تكون في مستوى الدول الآسيوية الصناعية مثل كوريا الجنوبية. لكن الكثيرون وخصوصاً ما كانوا يسمون بالوطنيين واليساريين بالغوا في الاتهامات وظلموا شاه إيران عندما لُقبوه بشرطي الخليج. حيث بعد ظهور تنظيم جديد في شمال سلطنة عمان عام 1970، يدعى الجبهة الوطنية الديمقراطية لتحرير عمان والخليج العربي، بدعم ومساندة من العراق، ساندت قوات شاه إيران حكومة سلطنة عمان في القضاء على الحركات القومية واليسارية بين سنتي 1973 و1975، ولولا دعم قوات شاه أثناءها للسلطنة والشعب العماني من شر سيطرة هذه الحركات المتطرفة التي تبدأ بتأسيس جمهوريات ديمقراطية اشتراكية!؟، لكنها تتحوّل فيما بعد إلى أنظمة دكتاتورية دموية، كنظام صدام البعثي في العراق والدكتاتور المجنون القذافي في ليبيا.
بعد مساهمة قوات الجيش الإيراني في هزيمة الحركات القومية واليسارية في سلطنة عمان خططت أميركا لإزاحة شاه إيران من الحكم، وذلك لأن الشاه كان يتطلع بأن يكون جيشه سادس أقوى جيش في العالم. تطلعات الشاه إلى تطوير جيش بلاده كانت تتعارض مع الإستراتيجية الأميركية التي تقوم على أن إسرائيل يجب أن تكون القوة العسكرية الأولى في الشرق الأوسط، وهذا هو السبب الأول الذي جعل أميركا تقبل بإزاحة الشاه من الحكم. لذا استغلت الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين تدنّي شعبية الشاه وضعف حكمه والخشية من أن يستطيع الحزب الشيوعي “تودة” الاستفادة من هذه الظروف المحيطة بالشاه، والقفز إلى الحكم.
تلك الأمور جعلت أميركا تفكر في ترحيل الشاه، وقد كان تيار الملالي – وعلى رأسه الدجال الخميني- المرشح الأقوى لحكم إيران بدلا من الشاه، فماذا حققت أميركا من مجيء الخميني إلى الحكم؟
أولا- حل الخميني الجيش الإيراني بتفكيكه وإنهاء وجوده، وهو بذلك أزال أكبر قوة عسكرية من أمام إسرائيل في الشرق الأوسط.
ثانيا- إبعاد الحزب الشيوعي “توده” عن التوصل إلى الحكم، مع أنه كان من أقوى الأحزاب الشيوعية في الشرق الأوسط المرشحة للقفز إلى الحكم، وفي حال وصوله سيكون هذا نصرا كبيرا للاتحاد السوفيتي.
في النهاية أرغم الشاه على مغادرة إيران للمرة الثانية في 16 يناير 1979، وهذه المرة بغير رجعة.
لقد رفض رؤساء أميركا ومعظم الدول الغربية استقبال شاه إيران ومنحه اللجوء والإقامة. لكن الرئيس المصري أنور السادات منح شاه إيران محمد رضا بهلوي حق اللجوء السياسي في 1980، لأن السادات لم ينسِ معروف الشاه ودعمه لمصر أثناء حرب أكتوبر 1973. كما ساندت قوات شاه إيران سلطنة عمان في القضاء على الحركات القومية واليسارية وأنقذت الشعب العماني من شر سيطرة الحركات المتطرفة. بالرغم من سلبيات شاه إيران، وممارسة القمع ضد المعارضين الوطنيين بواسطة الجهاز الأمني السري (سافاك)، وتقييد الحريات ومنع تشكيل الأحزاب السياسية، لكن كان لشاه إيران مواقف ايجابية أيضاً، مثل دعم مصر في حرب أكتوبر، ومساندة سلطنة عمان في دحر الحركات المتطرفة. لكن في المقابل نرى أن نظام عصابات الملالي يتدخل في شؤون الدول العربية ويموّل المنظمات الإرهابية العميلة بالمال والسلاح من أجل تغيير حكوماتها. والتدخل في شؤون لبنان، سوريا، العراق، البحرين واليمن يشهد على ذلك.
بعد هذه الشهادات والقرائن يجب رد الاعتبار لشاه إيران بسبب مواقفه الايجابية والمشرفة. وللعلم فان معظم الشعب الإيراني الذي يعيش في الفقر والحرمان يردد مقولة: “رحم الله شاه إيران وألف لعنة على الخميني” الذي دمّر إيران وبدّل حياة الشعب الإيراني إلى جحيم. كما قال رجل الدين المنشق آية الله مهدي حائري: “إذا أردنا المقارنة بين الشاه والخميني وخامنئي، فالشاه يعتبر ملاكاً”.
هذه الحقائق والقرائن شهادة على براءة شاه إيران محمد رضا بهلوي والرئيس التونسي زين العابدين بن علي من جميع التهم، والإشاعات والأكاذيب التي تُنشر ضدهما بواسطة المغرضين والحاقدين.