لندن – كمال قبيسي
يتحدثون في #بريطانيا منذ يومين عن مصري شهير، ملخص الكلام بشأنه أنه قد يكون الموحي الأكبر للتونسي سيف الدين #الرزقي بارتكاب مجزرة مدينة #سوسة الأسبوع قبل الماضي، وبأنه ينتمي “لوجستيا” لفكر ومنهج تنظيم #القاعدة وغيره مما هو متطرف، ويقيم في #لندن بحماية سلطاتها كلاجئ يعيش على مساعدات بريطانيا التي يكلفها 80 ألف دولار بالعام تقريبا، مع ذلك يدعو عليها بالهلاك والخراب.
#هاني_السباعي المشتبه به أيضا بأنه المسؤول عن تطرف البريطاني محمد الموازي، المعروف باسم “الجهادي جون” وهو أشهر ممن عرفناهم بين قاطعي الرؤوس في #داعش حتى الآن، بدأ يثير الجدل كمستفيد من مزايا عدة تمنحها له ولأولاده هيئات الرعاية الاجتماعية، وأهمها منزل يقيم مع عائلته فيه غرب لندن، وسعره أكثر من مليون و500 ألف دولار. مع ذلك، فهو “عدو” داخلي، كما حصان طروادة، ولا يستطيعون طرده.
أمس الاثنين ذكرته صحيفة “التلغراف” البريطانية، كوثيق الصلة بجماعة #أنصار_الشريعة المتطرفة بتونس، وكواحد من متشددين بارزين، ممن يعتقدون بوقوفهم وراء تجنيد وتدريب الرزقي، القاتل 38 سائحا بالكلاشينكوف في شاطئ فندق “مرحبا رويال” بمدينة سوسة الساحلية، بينهم 19 بريطانيا، وفق ما قرأت “العربية.نت” فيها. إلا أن السباعي، البالغ عمره 54 سنة، يقيم مع زوجته وأولاده الخمسة برغد من العيش منذ لجأ في 1994 إلى بريطانيا التي تعيله مساعداتها بأكثر من4 آلاف إسترليني شهريا.
إيجار البيت 90 ألف دولار على الأقل
وذكرته صحيفة “ديلي ميل” أمس الأول أيضا بموضوع مشابه، ووجهت إليه سؤالا: “كيف يمكنك تبرير تلقيك هذه المنافع الهائلة من الدولة، بينما تخضع لتحقيق اشتباها بتورطك في الاحتيال”؟ ورد السباعي على الصحافي: “اسأل ديفيد كاميرون” رئيس الوزراء البريطاني. فيما ذكرت أن كيث فاز، رئيس لجنة الشؤون الداخلية، كتب إلى وزيرة الداخلية تريزا ماي، يطالبها بتفسير وجوده للآن في البلاد، وعلم أن الحكومات المتعاقبة “حاولت لكنها فشلت بترحيله” والشيء نفسه قالته “التايمز” بعدد اليوم الثلاثاء.
قالت الصحيفة في موضوع نشرته لمناسبة مرور 10 سنوات اليوم على أضخم هجوم إرهابي نال منها في 7 يوليو 2005 بحصيلة 55 قتيلا في باصات وقطارات الأنفاق بالعاصمة البريطانية، وفوقهم مئات الجرحى وعشرات المشوهين، أن السباعي مدير “مركز المقريزي للدراسات التاريخية” من منزله في حي همرسميث في لندن “هلل فرحا بالهجمات التي اعتبرها انتصارا كبيرا”، وفق تعبيرها.
ولخصته “التايمز” بأنه أكاديمي فر إلى بريطانيا بعد أن أصبح مطلوبا في مصر كعضو مشتبه بانتمائه إلى “جماعة الجهاد الإسلامي” التي يرعاها أيمن الظواهري، وظهرت في ستينيات القرن الماضي. وقالت أيضا إن محاولات عدة جرت سابقا لطرده “لكنها فشلت، لأن ترحيله يعتبر خرقا لحقوق الإنسان، باعتبار أنه سيواجه التعذيب في مصر” لذلك فهو باق في لندن، حيث يشمله الرصد الأمني كمدرج أيضا في قائمة أصدرتها #الأمم_المتحدة بمن له صلة بتنظيم “القاعدة” بين المتطرفين.
وفي حاشية في القائمة، ورد العام الماضي أنه ناشط عبر الإنترنت وما فيها من مواقع للتواصل، وبرر الكثير مما تقوم به “جبهة النصرة” في سوريا. مع ذلك كله، فإن السباعي الذي يكلف بريطانيا 90 ألفا أخرى، هي الإيجار السنوي للمنزل الذي يقيم فيه على الأقل، ويتنقل في لندن بسيارة يملكها وثمنها 25 ألفا، هو كمتطرفين آخرين حمتهم البلاد التي لجأوا إليها مع عائلاتهم، وتعيلهم بما يحتاجون، إلا أنهم يدعون عليها يوميا بالهلاك.
يؤكد ذلك أن السباعي، الذي كانت له مشكلة شهيرة مع مذيعة لبنانية قبل 4 أشهر، ذكر في مقابلة تلفزيونية أطلعت عليها “العربية.نت” وأجرتها محطة عربية في اليوم التالي لهجمات لندن منذ 10 سنوات، أن توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا ذلك الوقت “سيدفع ثمن اتهامه للمسلمين (المتطرفين) بتنفيذ الهجمات قبل أن يكتمل التحقيق” الذي حين اكتمل أكد ما قاله بلير “لا الصهيونية والولايات المتحدة” كما أشار السباعي وقتها.
السباعي يدافع من خندق “تويتر” عن نفسه
ورد السباعي على هذا كله بتغريدات “تويترية” فجر اليوم الثلاثاء، وأحدثها: “لم أستطع وأولادي الخروج من البيت حتى لصلاة التراويح، بسبب حصار وسائل الإعلام للبيت وطرق عنصريين للأبواب بعنف اللهم عليك بمن ظلمنا” على حد ما قرأت “العربية.نت” في الحساب الذي تجولت فيه، وهو باسم @hanisibu بالموقع الذي يتابعه فيه 93 ألفا و500 تويتري، ويتم نشاطه فيه 3 سنوات بأكتوبر المقبل.
ودافع بأخرى: “ألا يعلم المبلسكون أن هذه الصحف البريطانية تحرض عليّ وتزعم كذبا وزورا أني قائد المجموعة التي قامت بقتل السياح البريطانيين بتونس” وقبلها بثوان كتب: ” شمت حراقيص خرافة بحملة الصحف البريطانية المعادية للإسلام ضدي! ما أتعسكم! أحقر منهم لم تر قط عيني وأخبث منهم لم تلد النساء! أف لهم”، كما قال.
وقد سعت “العربية.نت” لتعرف معنى مبلسك أو “مبلسكون” عبر خانة البحث في “غوغل” الشهير، فلم يجب بما يفيد. إلا أن السباعي استخدمها بتغريدة أخرى، من النوع الصادم: “قال مبلسكون: يسكن في بيت بمليون جنيه أصحح لهم بمليون ونصف (تساوي مليونين وربع المليون دولار) هذا بيت ملك البلدية وإذا لم تدفع الحكومة الأجرة الأسبوعية يطردوننا منه”، وفق اعتقاده.
وفي تغريدة نارية تاريخها 14 يونيو الماضي، كتب السباعي الذي أغلق صفحة كانت له في “فيسبوك” قبلها بشهر، وقال: “أيها القومجي المتسكع على عتبات الضلال! أيها الحرفوش الثؤلول المتعاطي حبوب التكفير! إذا قيل الملا عمر قم وفه التبجيلا أو الزم جحرك” قاصدا الأفعي بالحرفوش، وبكلمة “الثؤلول” المليء جلده بالتآليل. أما بالملا عمر، فيقصد الزعيم الروحي لطالبان أفغانستان، وهو الرجل الذي استضاف بن لادن هناك، وما زال متواريا، وعصيا على القتل أو الاعتقال.
وقصته مع المذيعة اللبنانية
وهناك ما اشتهر به هاني السباعي أكثر أيضا، حين استضافته المذيعة اللبنانية ريما كركي في مارس الماضي، ضمن برنامج لها في “تلفزيون الجديد” ويتم بثه فضائيا، وفيه طردته كركي من بيروت وهو يتحدث مباشرة في برنامج “للنشر” على الهواء من لندن، في حادثة ترجموها إلى لغات عدة، وانتشر عنها فيديوهات باللغات الحية في العالم كله تقريبا.
حدث الطرد الشهير بعد أن فرض “الشيخ المتطرف” على المذيعة أن تظهر متحجبة أمامه على الشاشة، فاحترمت كركي الاتفاق وفعلت، لكنه لم يحترم أثناء إجاباته على أسئلتها الوقت المبرمج لكل سؤال، وراح يسترسل بالكلام بلا توقف تقريبا، فطالبته بالاختصار والتركيز على موضوع الحلقة، فرد بما يسيء، قائلاً إنه يتكلم كما يشاء وأن عليها الاستماع فقط.
شرحت له كركي بكلام موزون حاجتها إلى الوقت، فانتفض بردود قاسية عليها، ويمكن الاستماع إليها في فيديو عنوانه “فضيحة بين ريما كركي وهاني السباعي على الهواء” في موقع “يوتيوب” للفيديوهات، وفيه قال لها: “اسمعي.. اسمعي. أنا أريد أن أجيب كما أريد أنا..”، فردت أنها تنوي خدمة إجاباته “فليس لدينا وقت (..) لن يكون عندنا وقت لبقية الأسئلة” فرد عليها: “خلاص. طب اسكتي حتى أتكلم” عندها غضبت كركي، وقالت له: “كيف شيخ محترم متلك يقول اسكتي لمذيعة”؟ وقطعت عنه الأثير مطرودا.